أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - حرب تكسير الأساطير !














المزيد.....


حرب تكسير الأساطير !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دأب الكيان الصهيوني اللقيط على نسج الأساطير وترويجها بخصوص قوته العسكرية والاستخبارية، لهدف رئيس مؤداه بث الخوف في نفوس العرب وتيئيسهم من امكانية الفوز في أية مواجهة معه. لعل في مقدمة هذه الأساطير صورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وقد اكتسبها جيش الكيان في حروبه مع الجيوش النظامية العربية. انطبعت هذه الصورة في الأذهان، وكادت تتخطى احتمالات التشكيك والمنازعة، على أرضية هزائم الجيوش النظامية وجنوح أنظمة عربية إلى الاستسلام لإرادة العدو بإسم السلام والتطبيع معه، بل ولجوء بعضها إلى العدو التاريخي للأمة لحمايتها. لكن غرور الكيان وغطرسته قاداه إلى ما لم يكن في حسبانه، لجهة تلطيخ صورة "جيشه الذي لا يُقهر" خلال عدوانه على لبنان الشقيق وتصدي حزب الله لهذا العدوان في السادس من تموز 2006. أما في السابع من تشرين أول 2023، فقد تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر ودُفنت في رمال غزة إلى الأبد. في هذا اليوم التاريخي، حصل ما أصبح يخضع للتحليل في الكليات العسكرية العالمية. فكيف تَأتَّى لمقاومين بأسلحة فردية في فضاء محدود المساحة ومحاصر، هو قطاع غزة، أن يسددوا ضربة قاسية لكيان ذي قدرات عسكرية واستخبارية تُصنف على أنها الأفضل في منطقتنا ومن الأفضل في العالم؟!
لكنها الإرادة، وحسن التخطيط، والبراعة في التنفيذ. وكلها تتغذى من الإيمان بالحق المشروع في مقاومة العدو الغاصب، وتحرير الأرض. أصيب العدو بهستيريا جنونية، يوم الطوفان، إلا أن ردود فعله الهستيرية بعد أزيد من مئة يوم على العدوان الإجرامي أظهرت العالم على عجز جيشه عن خوض عملية عسكرية برية شاملة ضد المقاومة. لذا، لجأ مدفوعًا بعنجهيته وجنونه إلى قتل المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من المؤسسات المدنية، أي ما يعرف بحرب الجبناء. وعلى الرغم من فداحة الثمن من أرواح المدنيين العزَّل، دفع العدو أثمانًا باهظة في المواجهات على الأرض تفوق بكثير خسائره يوم الطوفان، ويتكبد خسائر كبيرة كل يوم.

أبت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر أن تدفن في رمال غزة لوحدها، بل حرصت على استصحاب شقيقة لها نبتت على أرضيتها أصلًا، ونعني "اسطورة عملية السلام". أكد الكيان اللقيط، منذ زرعه في فلسطين، أنه شاذ في سياساته وفي ممارساته، لأنه في الأصل نشأ خلافًا لمنطق التاريخ وعلى الضد من شروط الجغرافيا ونواميسها. فكلما "جنح" بعض النظام العربي للسلم معه، يزداد هو غطرسة ويبالغ في الاستيطان وتهويد الأرض، فضلًا عن النزوع الى التطرف والعنصرية والفاشية الدينية. أليس هذا ما حصل بعد انطلاق ما يُعرف ب"عملية السلام" في مؤتمر مدريد 1991؟!
وقد تأكد أن السلام مع عدو على هذه الشاكلة سراب لاحقته أنظمة عربية مأزومة على مدى 33 سنة، وما يزال بعضها يراهن عليه. لقد استغل العدو تلك السنوات لزرع الأرض بالمستوطنات والمستوطنين، للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية متصلة الأجزاء حتى على 22% من فلسطين المحتلة.
أما الأسطورة الثالثة، التي أغرقها الطوفان فنراها في لجوء أنظمة عربية إلى العدو التاريخي لأمتنا تنشد حمايته !
طاش سهم هذه النظم وخاب ظنها، بعد أن تأكدت ومعها العالم كله أن الكيان اللقيط نفسه بحاجة إلى من يحميه. ويكفي للتدليل على ما نقول قرار البنتاغون بإرسال حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط، بعد الطوفان، للتدخل في حال نشوب حرب شاملة مع حزب الله واتساع رقعة المواجهة.
من جانبنا، نرجح أن منطقتنا على عتبة مرحلة مختلفة ذات أبعاد جيوسياسية هامة، على خلفية تحطم هذه الأساطير الثلاث. ونميل إلى الاعتقاد، في السياق ذاته، بأن الغرب الأنجلوسكسوني لم يعد واثقًا بقدرات الكيان اللقيط على حماية مصالحه القائمة على إبقاء العالم العربي في حالة فقدان وزن ومسرحًا للصراعات والفتن والاضطرابات. ولنا أن نتخيل في ضوء ذلك، كيف اصبحت النظرة إلى الأنظمة العربية الوظيفية، داخليًّا وخارجيًا، في مرحلة تشهد تنافسًا اقتصاديًّا وعسكريًا شديدًا بين أميركا وغربها الأطلسي من جهة، وروسيا والصين وحلفائهما في الجهة المقابلة !



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات على أساطيرهم (3)
- إضاءات على أساطيرهم (2)
- إضاءات على أساطيرهم (1)
- لماذا ألصقت التوراة الخطيئة بالمرأة؟!
- السحر !
- الوصايا العشر...أية أصابع كتبتها؟!
- سؤال بحجم الوطن العربي
- فيها إنَّ !
- الراعي والرعية !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية !
- لماذا انهزمت الجيوش وتصمد المقاومة؟!


المزيد.....




- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
- منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر ...
- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - حرب تكسير الأساطير !