أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - إضاءات على أساطيرهم (3)















المزيد.....

إضاءات على أساطيرهم (3)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 13:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا حقيقة، إلا ما يؤكده العلم ويقره العقل ويستسيغه المنطق. ينسحب ذلك على شؤون الحياة ومجالاتها كافة، وعلى التاريخ والحضارات القديمة بخاصة. على هذا الأساس وللتذكير، فإن ما نحن بصدده أساطير من "التلمود" تعكس تصورات ومعتقدات أجداد "شركائنا في عملية السلام". يؤكد العلم الحديث، وعلى وجه التحديد الأركيولوجيا، أي علم الآثار الذي يهتم بدراسة البقايا المادية لحياة الإنسان القديم، أن كلاً من هذه الأساطير لها أصل في الحضارات القديمة، وعلى وجه الخصوص السومرية والبابلية، وهو ما يشمل الأسطورتين المتضمنتين بايجاز في سطورنا تالياً. سنورد نص الأسطورة بإيجاز، ثم نذكر مصدرها الأساس في الحضارات القديمة.
*الطوفان.
"عندما قرر الرب أن يصيب الأرض بالطوفان، أرسل الملك الكبير رفائيل إلى نوح حاملاً معه الرسالة التالية: ها انا أعطيك الكتاب المقدس، لتعرف كل الأسرار والألغاز التي كُتبت فيه، ولكي تعرف كيف تستمسك بتعاليمه في طهر ونقاء واعتدال وتواضع وستتعلم منه كيف تصنع سفينة من خشب شجرة الكافور، حيث تجد الحماية أنت وأبناؤك وزوجتك. فأخذ نوح الكتابَ، وعندما درسه حل عليه الروح القدس وعرف كل الأشياء اللازمة لبناء السفينة وتجميع الحيوانات...اكتمل بناء السفينة وفقاً للتعليمات الموضوعة...وكانت مهمة نوح التالية هي جمع الحيوانات وكان عليه أن يصطحب على السفينة ما لا يقل عن اثنين وثلاثين نوعاً من الطيور وثلاث مائة وخمسة وستين نوعاً من الزواحف. أمر الرب الحيوانات أن تتوجه إلى السفينة فزحفت اليها ولم يكن نوح يدخل الحيوانات إلا زوجين زوجين...عندما تدفق الطوفان تجمع حول السفينة سبعمائة ألف من بني البشر، وناشدوا نوحاً أن يحميهم. فأجاب بصوت ساخر قائلاً: ألم تتمردوا من قبل على الرب قائلين ليس هناك إله. لهذا يحل عليكم الطوفان، ليفنيكم ويمحيكم من على وجه الأرض...استمر المطر أربعين يوماً حتى اليوم السابع والعشرين من كيسليو، وكانت العقوبة تتناسب مع جريمة جيل الخطيئة. فقد عاشوا حياة الفاحشة، وأنجبوا أطفالاً غير شرعيين...وكان الماء يبلغ ارتفاعاً واحداً هو خمسة عشر ذراعاً فوق الأرض. خلال هذه الفترة هلك كل الأشرار، وكل يلقى العقوبة التي يستحقها...وفي الأول من سيوان بدأت المياه تنحسر، بمقدار ربع ذراع كل يوم. وفي نهاية ستين يوماً، في العاشر من آب، ظهرت قمم الجبال لكن قبل ذلك بأيام في العاشر من تموز، أطلق نوح الغراب، ثم اليمامة بعده بأسبوع. لم تلقَ مهمة الغراب نجاحاً، إذ عندما رأى جثة رجل ميت، أخذ في أكلها بشراهة، ولم ينفذ الأوامر التي كلفه بها نوح. لذلك أُرسلت اليمامة، وعادت قرب المساء حاملة ورقة زيتون في منقارها، وقد التقطتها من على جبل أورشليم(يا سبحان الله...من على جبل أورشليم بالذات/ع)، إذ لم يصل الطوفان إلى الأرض المقدسة...لم يغادر نوح السفينة إلا بعد أن تلقى أمر الرب بمغادرتها". انتهى الاقتباس من النص الأصلي.
أصل أسطورة الطوفان، ملحمة جلجامش. فقد ورد في النص السومري الموسوم ب"هلاك مدينة أور"، أن الإله إنليل اتخذ قراراً بإفناء البشر بعد أن أزعجه ضجيجهم بسبب تكاثرهم. وكان قد قرر تجويعهم بالقحط والتخلص منهم بالطاعون، لكنهم لم يموتوا. لذا قرر إغراقهم بالطوفان، فأمر الحكيم "أتراحاسيس" ببناء سفينة وانقاذ أهله وما يقدر على حمله من الحيوانات...هذا هو أصل أسطورة الطوفان، كما يؤكد علم الأركيولوجيا الحديث.
*الرب يفدي اسحق بن ابراهيم بكبش.
"...وقال اسحق لأبيه: أنظر يا أبتاه، ها هي النار والحطب، ولكن أين الحَمل الذي ستحرقه قرباناً للرب؟ أجابه ابراهيم قائلاً: لقد اختارك الرب يا بني لتُحرق قرباناً كاملاً، بدلاً من الخروف. فقال اسحق لأبيه: سأفعل كل ما أمرك به الرب بقلب فرح ومسرور. فقال ابراهيم لابنه: أفي قلبك شيء أو فكر تود قوله أو نصحي به ولا يناسب؟ أخبرني يا بني أرجوك. أي بني، لا تخفِ عني شيئاً. أجابه اسحق: وحياة الرب، وحياة روحك يا أبتاه، ليس في قلبي شيء يحملني على أن أحيد يمنة أو يسرة عن الكلمة التي كلمك بها الرب، ولم يرتعد عضو مني او يهتز، بسبب ذلك، وليس في قلبي أيضاً أي فكر أو خاطر شرير بخصوص ذلك. ولكنني سعيد وفرحان بهذه التضحية، وأقول حمداً للرب الذي اختارني اليوم لأُحرق قرباناً له. وفرح ابراهيم فرحاً عظيماً بكلام اسحق، وواصلا طريقهما وأتيا معاً إلى ذلك المكان الذي حدثهما الرب عنه...وبعدما رتب ابراهيم الحطب وربط اسحق ووضعه على المذبح فوق الحطب، وشمر ابراهيم عن ذراعيه ولف ثيابه ووضع ركبتيه على اسحق وضغط بكل قوته، رأى الرب جالساً على عرشه عالياً وكبيراً، كيف أن قلبي الإثنين كانا سواءً، وكيف انحدرت الدموع من عيني ابراهيم على اسحق، ومن عيني اسحق على الحطب، حتى بللته الدموع. وعندما مدَّ ابراهيم يده وتناول السكين ليذبح ابنه قال الرب للملائكة، هل ترون كيف يحافظ خليلي ابراهيم على وحدة اسمي في العالم...ثم كلم الرب الملاك الكبير ميكائيل وقال له: لماذا تقف هاهنا؟ لا تتركه يُذبح. وفي الحال صرخ ميكائيل بصوتٍ يعتصره الألم: ابراهيم..ابراهيم، لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل شيئاً...في الحال نهض ابراهيم عن اسحق الذي ردت اليه روحه...ثم كلم ابراهيم الرب قائلاً: هل سأنصرف من هنا دون أن أُقدم لك أُضحية؟ فأجاب الرب قائلاً: ارفع عينيك لترى الأضحية وراءك. فرفع ابراهيم وشاهد خلفه كبشاً يتعثر في الأحراش...". انتهى الاقتباس. يا له من رب يتلذذ بعذاب خلقه من الناس، ويعشق التسلية بال"أكشن" والنهايات المثيرة!!!
مصدر الأسطورة: في الحضارات القديمة، ارتبطت التضحية بالبشر بالطقوس الدينية ومعتقدات ما بعد الموت. فقد كان الكنعانيون يذبحون الابن البكر الذكر قرباناً لإلههم بعل. وفي مراحل لاحقة، تحول الانسان من التضحية للآلهة بالبشر إلى التضحية بالحيوان، وهو ما يعرف بالانتقال من القربان البشري إلى القربان الحيواني. ففي مدينة أور السومرية، عُثر على قبور عدة، تنوعت فيها الأضاحي بين الآدمية والحيوانية.
وبخصوص إبراهيم، فما يزال شخصية دينية وليست تاريخية. والفرق بين الشخصيتين كبير. مقصود القول، رغم المكانة الدينية الكبيرة التي يشغلها النبي إبراهيم، إلا أنه لا يوجد صفحة علمية واحدة حتى اللحظة تثبت وجود هذه الشخصية، كما يؤكد علم الأركيولوجيا الحديث.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات على أساطيرهم (2)
- إضاءات على أساطيرهم (1)
- لماذا ألصقت التوراة الخطيئة بالمرأة؟!
- السحر !
- الوصايا العشر...أية أصابع كتبتها؟!
- سؤال بحجم الوطن العربي
- فيها إنَّ !
- الراعي والرعية !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية !
- لماذا انهزمت الجيوش وتصمد المقاومة؟!


المزيد.....




- p]e التردد الآن واسعد أطفالك .. تردد قناة طيور الجنة 2024 عل ...
- نزلها وثبتها وفرح أبنائك .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ...
- سلي أولادك …  ثبت تردد قناة طيور الجنة بيبي عرب سات ونايل سا ...
- املي لاريجاني : الديمقراطية الدينية تتحقق بحضور الناس عند صن ...
- عملية عسكرية مشتركة للمقاومة الإسلامية في العراق والقوات ال ...
- كنيسة الصعود.. أحد أهم معالم المعمار المسيحي بالقدس
- قائد الثورة : ديمومية ومكانة الجمهورية الاسلامية رهن بحضور ا ...
- دار الإفتاء المصرية تحذر من أمر مهم أثناء زيارة غار حراء (في ...
- أكثر من نصف مليون شخص يتركون الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي إسرائيلي في ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - إضاءات على أساطيرهم (3)