أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 16















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 16


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


الكاتب والفنان هوفانيس فاهيه تمزجيان
قراءة في رواية “في الأرض المسرّة،
في هذه الرواية، يأخذ الجمال كما القبح لغة الجسد النيّئة، وتأخذ الرّقة كما العنف لغة التراب.
الجمال مكثّف في جسد المرأة، ففي عريها تكشف الحياة وجهها البريء، وغايتها في سعادة الإنسان بكل بساطة، كبساطة السهوب الممتدّة، كنسيم المساء، ولذّة الطعام الموصوف لدرجة تكاد تحس بها بطعم ما على السفرة و كأنّك مدعو إليها من خلال قراءة الكلمات ذاتها.
و بذات البساطة يتجاور القبح مع ذلك الجمال في صورة السفير التركي وهو يأكل بشراهة إلى حد الإختناق و الإقياء، في ساحات الوغى و الجثث المتراكمة في تناوب رهيب يقحم فيه القبح نفسه من دون إذن و يكشف عريه بالأجساد المسلوخة و الرؤوس المقطوعة و عذاب الجسد البطيء على الخازوق السّادي و “فنّ إيلاجه” الذي تتناقله الثقافة الشفاهية بالبلاهة التي تنقل بها الدين والأشعار و الإيقاعات و المقامات الموسيقيّة و الحكايات.
ذروة الصدمة الروائية تأتي في هذا التناقض الرهيب بين الضباط الساديين و مجنّديهم في المذابح و الإغتصابات الجماعية و السلطان المهووس … بالأوبرا !
نعم، إنّه يكتب الشعر و يؤلّف الموسيقا ! في فصام تام بينه و بين شعبه الذي يركّزه الكاتب في صورة الجندي “صاحب الكهف” بطريقة مذهلة، وكأنّه الخيال المقلوب المصغّر و المعكوس كما ضعفه أمام عملاء الغرب بالنسبة لجبروت طاغوته على رعاياه أكانوا جلّادين أم ضحايا.
الفصام الرهيب بين هذه الشخصيات كفصام عالم الأوبرا ذاته عن عوالم الموسيقا الشعبية، عوالم العود و الدودوك و مع ذلك تنجح لغة آرام كرابيت الأدبيّة في توحيد تجلّيات الموسيقا في توصيف نادر في الرقي و السمو يجعل الموسيقا تتحدّث عن نفسها بكل شفافيّة.
هذا التجاور بين القبح و الجمال يتغيّر تدريجيا من تناوب فج إلى شيء آخر ريثما تدخل شخصيتان إلى عالم الرمزيّة و من خلالهما أترك القارئ مع لغز، فأنا لا أكشف اللماط عن رواية يجب أن تُقرأ – و أذكّر القارئ إنّي أكتب هنا عن قراءتي أنا – إذ يبدو لي أن آرام كرابيت أرمني دون أن يتعمّد ذلك، وأقولها لأن الأمر أستغرق منّي أشهرًا قبل أن أدرك أن لديه، أيضا، تلك القدرة الغريبة المتناقضة في التعبير عن الأمل بمفردات اليأس الأكثر سوداويّة.

عن الأنظمة الاستبدادية
الأنظمة الاستبدادية لا تخلف وراءها الا مجتمع مخنث، ضعيف التكوين النفسي. مجتمع خانع.
والمخنث إنسان متملق ذليل لا عهد له ولا ضمير يضبط سلوكه أو ممارساته.
سهل عليه الكذب والخيانة والخداع.

النضال والذات
ذهبنا إلى النضال السياسي والاجتماعي من أجل شفاء أو علاج الذات المريضة، ذات كامنة فينا دون أن ندري.
تحملنا الآلام من أجل نزوع ذاتوي خلوصي طهوري ميت، كان هدفنا تحقيق يوتوبيا ساكنة في الذات البعيدة للنفس، منذ آلاف السنين، مؤكدين أننا نمثل سيكولوجية الإنسان المؤمن بالله وجنته الكاذبة البعيدة عن تناولها في الحياة.
كان وما زال في داخل كل واحد منّا الله الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة، بيد أنه ضخم وعملاق قابع في أعماق أنفسنا منذ زمن بعيد آل إلى الزوال.
لهذا نقول أن هذا الله الصغير المضخم عايش بيننا، يوجهنا، ويخفف عنا آلام الحمل الثقيل الذي نمر فيها في أقسى الظروف.
نحن عجزة، ونريد بناء عالم من الجمال، بمجمل انكساراتنا الذاتية والموضوعية.
وهل العاجز قادر على البناء؟

الفهم القاصر
يفهم الرجل المرأة كما يفهم نفسه، لا كما ينبغي أن يفهم المرأة.
وتنطلق المرأة في فهمها للرجل كما تفهم نفسها أو كما تفهم المرأة، لا كما ينبغي أن يفهم الرجل، تكوينه النفسي والفيزيولوجي وتاريخيته.
ينطلق كل طرف في فهم الآخر من موقعه الجسدي والنفسي والسلوكي والتكويني والعاطفي.
هذا الفهم الخاطئ يوقع الطرفين في إشكالية عمقة تؤدي بالطرفين إلى الهاوية.
يحتاج الطرفان إلى أخذ زاوية بعيدة عن بعضهما وقراءة بعضهما بعمق، التكوين التاريخي وتطوره وبناءه وحاجاته لردم الهوة بينهما وعدم الوقوع في إشكاليات عميقة لا تحمد عقباها.
المرأة أقدم من الرجل بمليار سنة، وهذا الأخير خرج من رحمها.
فهي أمه الأولى.
وكل ما عدا ذلك وهم في وهم
الغربة بين الرجل والمرأة وعدم قدرتهما على الدخول في مجاهيل ذوات بعضهما.
نناقش المسألة من الناحية التاريخية والعاطفية والنفسية، هناك سمات عامة للمرأة مختلفة تماما عن سمات الرجل. الحياة.
مستمرة بينهما ولكن: كيف هي مستمرة؟ وعلى حساب من؟ وهل العلاقة بينهما عميقة أم يجانبوا حقائق الواقع.

المجتمع المدني
لا يوجد مجتمع مدني بمعزل عن الدولة, كقوة مهيمنة من جانب, ومسيطرة من جانب أخر على كل مفاصل المجتمع, لها مركزيتها, قدرتها على إدارة كل شؤونه وشجونه, في ظل واقع اجتماعي سياسي عالمي شديد القسوة في هذه المرحلة, حيث تصطدم المتطلبات الوطنية المحلية ببعد ما بعد وطني أو عولمي.
كيفية تكييف الحالتين, أو الصدامين, المحلي والعالمي, ستجيب الحياة عليه في المستقبل.
هي الانشطة غير الحكومية, كالنوادي الرياضية, النقابات, البيئة, الرفق بالحيوان, الجمعيات, المنظمات الخيرية. هو تجمع للمواطنين للعمل على التقليل من تغول السلطة وقراراتها الجامحة. طبعا ينتعش المجتمع المدني في البلدان الديمقراطية السياسية. هو التقليل من غلواء السلطة وتعديل مساراتها على قدر المستطاع.

الدين لعبة السلطة، ملعبها
إذا احتاجت مصالح السلطة في الغرب استثمار الدين المسيحي, سنرى كيف يوظفونه بحرفية عالية, وتقنية محبوكة, وبسرعة هائلة.
وسنشاهد الناس في فرنسا والمانيا والسويد وبقية الدول الأوروبية والولايات المتحدة واستراليا ونيوزنلاندا خلال فترة قصيرة من الزمن, وبالمئات على أبواب الكنائس, في أيديهم الانجيل. وواقفين بخشوع, في انتظار الدور لدخول المعبد أو بيت الله!
يمكن استثمار أية ايديولوجية, سياسيًا, بسرعة, كالنار في الهشيم.
المهم إيقاظ الفكرة, وتوظيفها, وصلاحيتها, وقدرتها على تقديم الخدمة المناسبة بشكل ناجع.

الفكر يحتاج إلى ورشة
كانت الماركسية ورشة فكرية, سياسية, فلسفية على مدى قرن تقريبًا, من الثلث الأول من القرن التاسع عشر إلى الثلث الأول من القرن العشرين, تبنتها قوى وأحزاب كبيرة وثقيلة, ومفكرين وفلاسفة على مدار أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
ومن يقرأ الحوارات التي حدثت بين كبار المفكرين الماركسين يدرك ذلك تمام الادراك. هذه الحوارات, أغنت هذه الفكر, وانتجت أحزابًا, وقوى سياسية على طول العالم وعرضه, طرحوا أنفسهم على الساحة السياسية العالمية, وهزوا اركان النظم السياسية العريقة.
نقول هذا الدرس البسيط, حتى يسهل علينا الحوار مع الأصدقاء في المستقبل:
عندما يتبنى حزب ما, فكر ما, يتحول إلى ايديولوجية. هذه بديهية, بيد أني اضطررت إلى شرحها لتسهيل الفهم.
وعندما يتحول هذا الفكر إلى ايديولوجية سلطة ما, يتحول إلى وثن أو صنم.
وفهمكم كفاية

القضايا العادلة على تفارق مع الدولة
أشد ما يخيف, أن تتبنى الدول الكبيرة, القضايا الإنسانية, الإبادة الأرمنية, على سبيل المثال, وتحويلها إلى مزاد علني لتنفيذ أجندتهم السياسية والاستراتيجية, في زمن ما. فهذا يدل أو يشير أن هناك فجائع جديدة ستقع على الجانب الأخر من المعادلة.
أفضل حل أن تبادر الدولة التي أتخذت قرار الإبادة الاسراع في معالجة مثل هكذا ملف, حتى لا يؤدي ذلك إلى منعكسات خطيرة عليها وعلى غيرها.
حتى أصحاب الشأن, أولاد الضحايا, يتعاملون مع هذا الملف, بانتهازية وقلة أمانة, من أجل تسويق أنفسهم ومصالحهم على حساب القضية الاساس.

الأطراف حمله العسكر
الولايات المتحدة الأمريكية, هي التي عملت على انتاج سلطة العسكر بعد الحرب العالمية الثانية في منطقتنا. في رأيها المسألة كتير بسيطة, نأتي بواحد عسكري, جربان, تافه ورخيص الروح والضمير ونضعه كحاكم على كل دولة. لن نفعل أي شيء, نلقنه بضعة كلمات بسيطة, اللحم والعظم لك, والجلد لنا. لا تمس أمننا ومصالحنا ومصالح أسرائيل وأفعل كل ما تراه مناسبا لك. أقتل, اذبح, أسرق. وضع الأموال المنهوبة في بنوكنا, ونحن سنحميك.
وجماعة المعارضة يجتمعون برعايتها وارشاداتها, ودعم من زلمها, السعودية, قطر وتركيا.

التصريحات السياسية
دائمًا, عليك أن تتعامل مع تصريحات المسؤولين في العالم كما تتعامل مع أصحاب البارات والفنادق الهابطة.
بمعنى أن لا تشد أيدك بهم, ولا تثق بأقوالهم, أنهم أقل عزة نفس من اسوأ دجال في هذا العالم.
كمان أخاف أظلم اصحاب البارات والفنادق الهابطة بهذه المقارنة القاسية.
من ضمن المسؤولين المشار إليهم, عم يحكموا دول ديمقراطية عريقة.
بقى شوفوا شو هذه الدول, وشو هذه الديمقراطية؟ وكيف يمكننا تحليل مسيرة المجتمعات الإنسانية وتطورها.

مصالح الدول متقاربة في عصرنا
الكثير يظن أن القوى الأقليمية والدولية متناقضة المصالح في سورية, بيد أني أرى العكس تمامًا, أنهم متفقون تمامًا في الجوهر, أن الثورة في أي بلد, ومنها سوريا, مضر بمصالح جميع الدول وأشباه الدول في هذا العصر, المتناغم في تداخل مصالحه.
إننا في زمن, تجاوزت الدول تناقضاتها وصراعاتها التي كانت ابان الحرب الباردة أو الحربين العالميتين, إلى فضاء يكمل احدهم الأخر.
فليس, على سبيل المثال, من مصلحة الصين انهيار الولايات المتحدة اقتصاديا أو اجتماعيا, وبالمثل لبقية الاقتصاديات العملاقة.
علينا ان ندخل في العلم السياسي الجديد, أن التناقض والصراع تحول بين المجتمعات المغلوبة على أمرها داخل البلدان الفقيرة والمؤسسات الرأسمالية العالمية.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 15 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 14
- هواجس في الثقافة مقتطفات 13
- هواجس في الثقافة مقتطفات 12
- هواجس في الثقافة مقتطفات 11
- هواجس في الثقافة مقتطفات 10
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 9 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 8
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 7 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 6
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 5 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 4 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 3
- هواجس في الثقافة مقتطفات 2
- هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ
- عيد رأس السنة الجديدة في السجن
- هواجس ثقافية معاصرة
- فرانكشتاين
- قراءة متأنية في رواية الرحيل إلى المجهول للكاتب آرام کرب ...
- الهيمنة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 16