محسين الوميكي
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 04:50
المحور:
الادب والفن
غَادَرْتَنَا
وَتَرَكْتَ خَلْفَكَ خَرْزُوزَةَ
فِي مَهَبِّ ﭐلرِّيحِ
فِي قَلْبِهَا حُزْنٌ وَعَلَى مُقْلَتَيْهَا
دَمْعَتَانِ
وَﭐلْحَنِينُ نَفَقٌ مُظْلِمٌ
تُضِيئُهُ شَمْعَتَانِ
وَﭐلْفُؤَادُ تُسَيِّجُهُ
وَرْدَتَانِ
وَرْدَةٌ لِلطُّفُولَةِ
وَوَرْدَةٌ لِلذِّكْرَيَاتِ
نَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
فَالطُّفُولَةُ إِنْ تَعَثَّرَتْ
فَإِنَّهَا قَادِرَةٌ عَلَى ﭐلْوُقُوفِ
وَﭐلْمَشْيِ قُدُمًا نَحْوَ ﭐلْمُسْتَقْبَلِ
تَتَعَثَّرُ وَتُوَاصِلُ ﭐلْمَسِيرَ
فِي حَقِيبَتِهَا ﭐلْأَمَلُ
وَيَجُرُّهَا ﭐلتَّفَاؤُلُ
فَنَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
وَاتْرُكْنَا نَحْلُمُ
وَنَتَحَدَّثُ إِلَيْكَ
نُسَلِّمُ عَلَيْكَ
فَنَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
لِأَنَّ ﭐللَّيْلَ لَا يَتَخَلَّصُ مِنَ ﭐلنَّهَارِ
وَﭐلْبَحْرَ لَا يَسْلَمُ مِنَ ﭐلْمِيَاهِ
وَلَا ﭐلْأَشْيَاء تَتَنَصَّلُ مِنْ ظِلِّهَا
فَنَمْ قَرِيرَ ﭐلْعَيْنِ
وَاتْرُكْ ذِكْرَاكَ
تَسْكُنُنَا
تَعِيشُ فِينَا
فَثَوْبُ ﭐلزَّمَانِ طَوِيلٌ
وَعُمْرُنَا قَصِيرٌ
لَكِنَّهُ يَبْدُو فِي ﭐلْحَرَكَةِ طَوِيلاً
فَنَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
الْكَلِمَاتُ ﭐلْمُلْقَاةُ
عَلَى قَارِعَةِ طَرِيقِ ﭐلطُّفُولَةِ
تُحَرِّضُ عَلَى ﭐلْكِتَابَةِ
وَالْأَصْوَاتُ ﭐلْمُسْتَلْقِيَةُ
عَلَى كَفِّ ﭐلذِّكْرَيَاتِ
تُحَرِّضُ عَلَى الْغِنَاءِ
فَنَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
لِأَنَّ جَسَدَ ﭐلنِّفَاقِ قَدْ مُزِّقَ شِلْوًا شِلْوًا
وَقِنَاعَ ﭐلْخِذْلَانِ قَدْ دُفِنَ فِي أَرْضِ ﭐلْأَمَلِ
نَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
لَيْتَهُ ﭐلظَّلَامُ يَتَبَدَّدُ
وَيَسْقُطُ ﭐلْغَضَبُ
وَيَبْقَى فَقَطْ وَجْهُ ﭐلْحَقِيقَةِ
فَنَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
ﭐلْيَأْسُ لَنْ يَتَسَلَّلَ لِأَرْضِنَا ﭐلْخِصْبَةِ
وَلَنْ يَسْقُطَ سِلاحُ التَّطَوُّعِ
فَنَمْ فِي قَبْرِكَ هَنِيءَ ﭐلْبَالِ
خرزوزة منطقة جبلية توجد في قلب جبال الأطلس المتوسط بالقرب من المدينة المغربية أزرو.
#محسين_الوميكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟