قراءة الكاتب أيوب قاسم في رواية 1200

زهرة الناردين

الحوار المتمدن-العدد: 7853 - 2024 / 1 / 11 - 22:11
المحور: الادب والفن
    

ما شاء الله، ميلاد مميز لمبدعة مميزة، تعرف أسرار الحرف فتصيغه بحِرَفية ودراية، وتحركه نسجاً تحيك به شتى صنوف الإبداع النثري والسردي بمهارة فنان وإتقان عارف..
تتبعتُ الكثير من خطى أ. نعيمة الناجحة، والمبدعة بحق، وهي تنسج نصها بلغة عميقة، فيها الكثير من الرمز، والبوح بروح فلسفية، غير مباشرة، يحتاج بعض منها إلى غواص ماهر ليكتشف لآليها المخبأ في مكنون تلك النصوص، المتدثرة بأوشحة الاستعارات والكنايات وغيرها من أساليب البلاغة والبيان، وعندما تنفتح للمتلقي سيشعر كم هي مهارة الصائغ، وبراعة السبك..
ربما المكان هنا لا يسمح أن يعطي للكاتبة حقها، ولكن هي كلمات تستحقها، وهي أهل لها..
ورويتها الجديدة ربما - وحسب ظني- لغة أخرى مغايرة لما ألفته الكاتبة، فهي مغامرة جديدة كما قد تعتقد في ذاتها، لأنها ألفت قصيدة السرد، ولم تخض مغامرة الرواية قبلا، فهذه تجربتها الأولى، ولكنها نجحت في إبحارها ورسى مركبها في مرفئ الإبداع الروائيّ بكل استحقاق وإقتدار، وجاءت روايتها (1200) مشحونة بروح البوح الذي يسبر أغوار النفس الإنسانية بكل ما يعتمل فيها من ألم وامل، وصراع وعزيمة وإنكسار وإصرار، نجحت الكاتبة في روايتها التي كان فيها صراع إنسان مع وحش يكمن في داخله، يبتغي إلتهامه والقضاء عليه، إنه صراع إمرأة مع المرض الخبيث - عفى الله الجميع - ولكم أن تتصوروا رحلة العذاب والألم، والوجع والوهن، والياس والأمل الذي يشد الإنسان للتشبث بالحياة، صراع مرير ورحلة عذاب وكفاح من أجل البقاء وقهر المرض الفتاك، حالة نفسية تمكنت الكاتبة من تقمص شخصية المرأة الموجوعة تلك وأن تصور لنا لحظاتها واحوالها وصراعها الداخلي بشكل يشعر القارئ بأن الحالة تلبسته فيعيش معها الألم والامل لحظة بلحظة، وهذا بحد ذاته عين الإبداع والنجاح..
قرأت الرواية مخطوطة وراقت لي باسلوبها، وموضوعها الذي لم يعالج في أدبنا الليبي من قبل بالشكل الذي عالجته أ. نعيمة، ربما هنا بعض القصص التي عالجت مواضيع الصراع النفسي ولكن من جوانب اخرى، مثل قصة "الولادة السادسة"...
سعدت بظهور هذا المولود الجديد الذي اعتبره إضافة للرواية الليبية ومنجز اخر للأستاذة نعيمة تثبت فيه قدرتها وإمكانايتها وإصرارها رغم ما تعانيه الساحة الأدبية الليبية من عطب وإهمال...
دمن ودام قلمك أيتها المبدعة الفاضلة.

#زهرة_الناردين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات