كامل النصيرات
الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 04:54
المحور:
الادب والفن
مساء أوّل أمس..وقفتْ قرية ( الكرامة ) على ساقٍ واحدة ..فقد تهيّأتْ لاستقبال جثمان بطلها الجديد ( ركان النصيرات ) الفتى الفلسطيني الأردني..ابن السادسة عشرة..!! بعد أن ترصّدته عيون الاحتلال الصهيوني على تراب ( أريحا ) وأهدته إلينا شهيداً ؛ نُعنقر ببطولته البريئة ؛ ونُجدِّدُ عهد الشهداء مع أرض ( الكرامة ) التي تعرف كيف تتقنُ إنجابهم..فتزفّهم إلينا موتاً نُصفِّق له ونغنّي..!!
أذكره في سنواته الأولى فقط..وهو يتنطنط بثورته في ( الكرامة )..ولكنه بعد أن حفظ خارطة فلسطين ..شدّ رحال الموت إليها ..صرتُ فقط أسمعُ أخباره التي يتناقلها الناس ؛ كما يتناقلون القصص عن أبطالهم الكبار ..فقبل قليل..كان يتنقّلُ من سجن احتلال إلى سجن احتلال..ومن ( شبريّة ) هي أوّل السلاح وبداية المقاومة ..إلى مسدسٍ هو منتصف الشهادة ..!! كان يومها أصغر أسير فلسطيني..وكان المُقام الطويل في سجن ( عوفر ) ولكأني أرى الآن دموع من كانوا معه هناك ..حيث التعذيب المبرمج لطفلٍ ما تجاوز الثانية عشرة من عمره..!! ما رحم الصهاينة طفولته ..وهو ما رحم احتلالهم ..وما خرّ ولا لان..ولا أعطى لهم الأمان..!! حتى قتلوه أوّل أمس ..وصار دمه صفحةً ثابتةً من كتاب فلسطين الكبير..!!
ركان ..البدويُّ النديُّ..الصغير الذي يعرف كيف ( يقعد مقاعد الرجال ) ..والكبير الذي ( أهان الكبار ) ..ها هو ..مسجّى بدمٍ رسم ( خارطة الطريق ) طريقه وليس طريقهم ..لأنّ خارطته ليس فيها إلاّ ( فلسطين والجنّة )..!! الله الله يا ركان..!!..من كلّ طريق ستخرج إليهم ..وفي كل شربة ماء ..ستذكِّرُ العرب بعارهم ..يموت الصغار ليبقى الكبار ..وما يكبرون إلاّ على مزبلة..!! الله الله يا ركان ..!! نظراتُ عينيك وأنت ترصدُ أعداءك..لن تغادر فلسطين كلّها ..وستبقى ( يا ابن عم )؛ مخرزاً يندبّ في عين الذين يحبّون فلسطين في الفضائيّات ولا يعرفونها بعد أن ينقطع البثّ..لأنّ دَمَكَ المسكيَّ سيبقى ( خبراً عاجلاً يتجدّدُ كل ساعة )..!! الله الله يا ركان ..!! أنت الآن تسمعني ..فأنت حيٌّ حيٌّ حيٌّ..وتعرف كيف يحيا الآخرون الأموات ..!!
ركان يا ركااان يا ركاااااااااااان..قُمْ واصفعنا جميعاً ..فأنت سيدنا منذ الآن..!!
#كامل_النصيرات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟