|
تقلعهُ من مكان فينبتُ رصاص الى أخر الزمان
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 7850 - 2024 / 1 / 8 - 07:25
المحور:
القضية الفلسطينية
صحيح أن ما نراهُ الأن مع جرافات قوات العدو وجحافل الجيوش التي ليس بإمكانها التقدم نصف خطوة واحدة على حسابات ريختر التي تحدد نسبة درجة الزلالزل التي تقع بأيادي مخفية ويُدمرُ الحجر وتُقتلع أجذع الشجر المعمرة التي لها "" شروش - شلوش - وأوردة -وشرايين و جذور كانت وما زالت وسوف تبقى تمد الشجر "" ، الذي تُقتلعهِ قوات العدو اليوم لتجعلهُ قطعاً ومتراسا ً تتخفى خلفهُ وحوش مدججون بعتاد ألعن من شياطين تُجار الهيكل وحملة قدور الزيوت المغلية التي كانت تُرهَق من اعالى اسوار الهيكل عندما يحصل الحصار ، سواءً كان موضع وكان نهاية الزمكان وبطلان افعال زمرة الجيوش العابرة الذين ليس لهم عنوان او بيوت تحت ظلال اشجار معمرة كزيتون غزة الذي ينمو ويشمخ ويشرب ويتعذي على هواء معتاد و تفوح عابقة منها رائحة الزيت بعد سقوط الشهداء اثناء إطلاق منصات الصواريخ الصناعية بأختامٍ محلية تقوم بتقويمها مجموعات من المقاتلات والمقاتلين يُدركون أن صواريخ عز الدين القسام هي التي عَرَّت جيوش مدججة بالسلاح الخارجي الفتاك . هنا تلميحاً الى تزويد العدو تارةً بعد عودة وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية انتوني بلينكن الذي لم يخاف او يخجل بعد تصريحه العلني على الملئ "" انني اتيتكم يهودي الدين والمنشأ وليس موطفاً أمريكياً "" وتارةً قالها وفي جعبته صواريخ حديثة لم تُجرب في حرب اوكرانيا وروسيا التي إستهلكت كل الأسلحة الحديثة العهد في تقديمها الى حليف حلف الناتو الشهير لمساعدة اوكرانيا في حربها ضد خصم عدوة الشعوب امريكا ، فكانت ربما روسيا تعلم بفعالية السلاح الحديث . و الان عاد وتم تعويم صيغة مبتورة في محاولاته التي عبر عنها الرئيس جو بايدين حيث قال أقتلوا لكن ليس بتشدد وحاولوا تحييد المدنيين اذا ما إستطعتم . ولم يتفوه لا بايدن ولا انتوني بلينكن في بحث وقف إطلاق النار خوفاً على جبابرة العصر الحديث اركان الهيكل ، التي دائماً قوات الجيش الصهيوني تفتعل التحرش عندما يزور كبار عملاء العالم دولة العدو وزيارة الحائط المبكي الذي فرضوه على زوارهم كموقع إنطلاق لجبل صهيون والهيكل ، ومتحف الهولوكوست الذي يُشوهُ سمعة الإنسانية ،المحفور في قلوب حاخاماتهم التي تُجيزُ قتل الاطفال و بقر بطون الحوامل ودفن الشعب الفلسطيني حياً ، علماً أن التزوير التاريخي لإدراج وإنتقام من الشعب الفلسطيني بعدما تم تشريدهِ وطُمِست حقيقة ان اوروبا هي التي سهلت تأمين رحلة إقامة دولتهم المشبوهة إسرائيل ، ومن حينها تفتعل الحروب لجذب المساعدات وتفرض على من يمنحها مقولة إننا نستعيد جدارة إمتلاك قلاع الهيكل الصهيوني كاملاً . وها هُم اليوم يقولون أننا ندرس طرد سكان قطاع غزة الى خارج دولتنا خوفاً من إعادة عمليات تشبه طوفان الاقصى الذي آيلاً الى تغييَّر المعادلة السياسية لمرحة ما بعد غزة وما بعد طوفان قد يدوم "" هنا المقاومة "" .هادراً صارخاً للأعلى مقاومة - مقاومة - لغاية منال النصر الأتي حتماً بمشيئة عزيمة لا تموت . إستيقظ العالم صباح اليوم بعد مرور ثلاثة أشهر على حرب طوفان الاقصى الذي أيقظ ضمير الامة العربية والإسلامية ومنهم الاجيال الجديدة التي توالدت بعد الإنتفاضات الثلاثة التي أسس لها كبار قادة اهل الحل والربط فلسطين في قطاع غزة وفي مقرات السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية ومقاطعة مبنى راماالله. إستشهد حمزة نجل مراسل محطة الجزيرة القطرية مع المصور الصحفي مصطفي ثريا بعد هجمات صاروخية مركزة و ملاحقة ومراقبة المُسَّيرات التابعة لعصابات الجيش الصهيوني الذي يُحاصر كل قطاع غزة شمالا ووسطاً وجنوباً وشاطئاً ، وكان وائل الدحدوح فقد العديد من أفراد أسرته مُسبقاً قبل أسابيع بمن فيهم زوجتهِ وإبنه الأصغر وإبنته وحفيده . ولم ينجى وائل الدحدوح من إصابات شظايا صاروخ كادت تقضي عليه . وهنا تأكيد أن غزة ليست آمنة إطلاقاً ولا مكان للعيش بعد القصف العشوائي الذي يُلاحق المدنيين في أمكنة محايدة تابعة للمؤسسات الدولية مقرات الأونروا والمدارس والمساجد وحتى المقابر نُصبت الخيم هناك وتم قصفها عن دارسة دوافعها الإبادة الجماعية حتماً على حد أحاديث زعماء اليمين المتطرف في تجمع الكنيست الأرعن الذي يُعتبرُ مكاناً تصدرُ عَنْهُ قُصاصات ورقية مكتوب عليها "" بالعبري - إقتلوا بلا رحمة - و إقتلعوا أشجار الزيتون من ترابها القديم - وبدلوها بجنازير دبابات صريرها يصل الى اخر الدنيا - ولا يمكن لأحد محاسبتنا او معاقبتنا - فصهيون عليها القتل والسحل والتدمير لكى تحيا - "" .افعال واقوال واردة في توراتهم وتلمودهم. ماذا بعد شهور معارك فضحت الكيان الصهيونى الذي كان يقود حروبهِ مدعوماً من أعتى الجيوش الحليفة لَهُ دولياً . فكيف سوف تكون حالة جيشهِ اذا ما فُتِحت جبهات عديدة عبر جنوب لبنان ، والضفة الغربية ، وجنوب سوريا ، ومن مناطق حدودية تابعة للجيش العربي المصري الباسل العابر الخارق لخطوط برليف الشهيرة اثناء حرب اكتوبر عام 1973 التي كادت ان تسحق صهاينة الهيكل الى غير رجعة ، واذا ما فُتحت بوابة معبر جسر نهر الاردن . قال زعيم عصابة الصهاينة بينيامين نيتنياهو بعد إجتماعات مصغرة لحكومته بالحرف "" لدينا وباء من التسريبات و لست مستعداً للإستمرار على هذا النحو ، أنها ظاهرة لا تُطاق ، ولا اعرف اي بلد في العالم يحدث فيه هذا "" . يا تُرى ماذا يبقى بعد تلك الشكوك فهو يُرِيدُ إستمرار الحرب بلا رادع بلا توقف بلا محاسبة بلا لَوم عليه اذا ما فتحت رائحة الفساد التي سوف تلاحقه بعد إرهاصات سابقة حول إعتقالهِ او إيداعه عند القضاة الصهاينة الذين لهم باع طويل في معاقبة زعماء تم سجنهم لإقترافهم هفوات متعددة الاوجه في المزايدة عن قصد او بدونهِ لإقتلاع وقلب تراب فلسطين من اساسه وتبديلهِ وجعلهِ حكراً لبلاد ارض الميعاد . لن تنتهي النشاطات العسكرية المدمرة التي يقوم بها رجالنا في متابعة الحرب "" حتى عودة جميع الرهائن الى اهاليهم "". يوآف غالانت جاعراً صائحاً عابساً قبيح الوجه والمظهر . يقول وهو متأكد بأن الإتصالات مع العالم سوف يكون محدوداً في عدم سؤالنا عن إيقاف حمامات الدماء التي فتحت عيون العالم على محاسبة ومعاقبة كل الذين تلوثت اياديهم بدماء الأبرياء والمدنيين اطفالاً ونساءاً و كبار السن والمرضى والمشردين الذين فقدوا كل ما يملكون . تقلعه ُ إسرائيل وقواتها جارفة الالاف السنين من عمر الزيتون . فينبت رصاص الى أخر الزمان . هكذا يُحارب اهل غزة ، هكذا يطلعون من بين الأنقاذ ، هكذا هي صورة وحالة أبناء الارض ، ابناء الصمت ، ابناء أعزاء ، لا يملكون عقارات ولا ملايين ولا دولارات ، لكنهم يقبضون بأصابعهم على الزناد ، رغماً على أوجاع يحسون بها عندما تتصلب فروع وأفنان وتتساقط اوراق الزيتون ، لكنهم باقون ، باقون ، باقون . وللحديث بقية.
عصام محمد جميل مروة .. اوسلو في / 7 كانون الثاني - يناير / 2024 ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كأس مُرَّه و مسمومة على إيران تجرعها
-
مشاعر فوق مقدرة غزة الصابرة
-
توقيع على قذيفة من العيار الثقيل للقتل
-
إستئناف نِفاق مزدوج أمريكي صهيوني
-
إخراج قيد عائلي .. و زيح أحمر غائر
-
قنابل غبية وأذكياء من حِقدٍ متفوق
-
سقوط هيكل صهاينة العهد الموعود
-
ضمير عربي إسلامي دولي متخبط
-
حقائق و أوهام الحرب
-
مناخ … وأفخاخ
-
هدنة ما قبل التهور المتناقض
-
رضيع وطفل وإمرأة و شيخٌ وكوفية و قضية
-
لحظة غضب مُستدامة ضدكم
-
الحروب والمواجهة مستمرة في غزة
-
نُزهة غزة الصهيونية لن تدوم في فلسطين
-
اللاسامية يجب أن تفتضح
-
إهتزاز صورة الإنسان بعد مقتلة ومذبحة غزة
-
القضاء على القضية الفلسطينية والعذر الأجدد حماس
-
هل تُريدُها طويلة الأمد يا مجرم الحرب
-
إشهاد يا عالم علينا وعلى غزة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|