أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة6-1















المزيد.....


من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة6-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 09:55
المحور: القضية الكردية
    


ب ـ حقيقة المؤامرة التي تعرض لها حزب العمال الكردستاني

إذا بدأت المنظمات ذات الأساس الاجتماعي بالاستقرار على جذورها عن إيمان ووعي، فإن ذلك يعني أن هذا المجتمع يحقق إنبعاثاً تاريخياً من جديد، ويعمل بكل علاقاته وتناقضاته لإيجاد حياة تحت ظروف جديدة، وبهذا المعنى فإن كل تنظيم يعتبر تدخلاً اجتماعياً، وفي بداية ظهوره يقوم باستجواب ومحاكمة كافة أشكال الحياة القائمة، ففي الوقت الذي يتحد فيه مع الأشكال التي تتوفر لها فرصة الحياة،في سبيل خلق أشكال جديدة يحارب الأشكال التي لا تملك فرصة الحياة بضراوة وبجوانب متعددة، ويمكن أن يمتد الصراع إلى الكثير من المجالات على البعد الإيديولوجي، وحتى اللجوء إلى العنف لأن العملية هي عملية بقاء أو موت، وعبور العملية بشكل مؤلم ودموي وخاصة في ظروف الانطلاقة أمر لا بد منه، وفي نهاية الحرب المدمرة يظهر الشكل الذي يمتلك القدرة على الحياة ويذهب الشكل الذي لا يمتلك هذه القدرة، فإذا تم خوض النضال بالعمق الكافي وبالشكل الصحيح في هذه المراحل التي تسمى بالأوقات الثورية يتم القضاء على الجوانب التي يجب تدميرها، وتبقى عملية البدء بتجديد المجتمع، وتعد هذه المرحلة من أكثر اللحظات التاريخية حساسية، ومن الأهمية البالغة أن تتم بمنتهى الدقة ودون أخطاء، بل ان أكبر الأخطاء وبالتالي الهزائم المأساوية في التاريخ هي التي تحصل في هذه اللحظات، بينما باستمرارية ظروف المرحلة نفسها وعدم إعطاء الأجوبة الكافية على ظروف المرحلة الجديدة ينعكس على شكل تهميش نوعي وعلى شكل طرق رجعية، فإذا لم تشكل المنظمة الثورية أجوبة إيجابية في هذا الوضع، فهي لن تستطيع التخلص من التهميش ذاته أو من التحول إلى أشكال طرق دينية، وتعني كل هذه المراحل أن كافة الحقائق التي شهدها المجتمع على مدى التاريخ وفي وقت عنيف جداً ولحظي بكل ببطولاتها ودناءتها وبكل صحتها وانحرافاتها المتآمرة وبكل جمالها وقبحها، تنتشر من جديد بقوة وفي فترة زمنية قصيرة وكأنها تنبعث من قبرها من جديد.
إن هذا التعريف العام بشأن التدخلات الاجتماعية تعمل على تحديد الواقع الاجتماعي في الشرق الأوسط بمزايا أكثر خصوصية، إذ أن نقل طراز تشكيل تنظيمات الحضارة الأوروبية كما هي إلى هذا المجتمع، يتضمن مخاطر كبيرة لعدم التقائها وعدم انسجامها مع الجذور، فمثلما لا تحتمل كل تربة كافة الثمار والمنتجات فإن كل ثقافة قد لا تحتمل منتجات وثقافات المجالات المختلفة، ولا يمكن أن تتم عمليات الزراعة والحراثة والحصول على الإنتاج دون إبداء الاهتمام بالخصوصية ودون تطبيق ما هو ضروري.
ومثلما تبين معنا من تقييماتنا نرى أن مجتمع الشرق الأوسط عبارة عن مادة مصنوعة من خليط متمايز ومختلف، وهو خليط ثقافة فقدت قدرتها على الإبداع منذ ألف سنة الأخيرة، على الرغم من أنها شكلت منبعاً ومصدراً للثقافة العالمية، وقد انتقل الدور الإبداعي إلى أوروبا بفضل هذه الجذور، لقد بات التراب المتعب والثقافات المتعبة شبه ميتة وغطت في سبات عميق، أما أوروبا فقد باتت أكثر إعجاباً وغروراً بنفسها وخاصة منذ عام 1500، وكأن العالم قد بدأ بها، وواصلت سيرها وكأنها مركز العالم وراحت تخلق جهنم وجنات كما يناسبها، ولم يكتف هذا النموذج الراهن الحديث الذي وصل إلى مرحلة الاكتفاء حديثاً ولم يحترم جهود الأجداد بعدم اعترافه بالمنبع الشرق أوسطي، بل لم يتردد لحظة في شن حملة لتشويه صورته والاستهزاء به.
وكلما كانت أوروبا تواصل خلق نفسها ومؤسساتها وكلما كانت تقوم بحملات توسع وسيطرة على العالم كانت تحس بوقوع مهمة قبول هذه الحقيقة كما هي على عاتق الجميع، وكان من الممكن أن يتم قبول وجهة النظر هذه في كافة المناطق الأخرى من العالم، ولكن كان من الصعب أن ينفذ ذلك كما هو على مجتمعات الشرق الأوسط، فالذين أبدعوا الحضارة كانوا لا يزالون في أماكنهم بالرغم من تقزمهم وحتى لو تم قتلهم بالكامل، فإن ثقافاتهم التي تم تمثلها في كل بقعة على الأرض تفرض خصوصياتها، ولم تكن توفر الفرصة لأوروبا للسيطرة عليها بعد أن توافدت إلى المنطقة على شكل موجات، فقد كانت أوروبا تتحطم وتتجزأ ولذلك لم تستطع أن تتخلص من حساب قوة ثقافة المنطقة، مع أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن تقاوم القوة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية للمجتمع الحي، وإن حاول مقاومتها فلم يكن يملك أية فرصة للانتصار، لأن مقاومته كانت بتعليم الحضارة والثقافة القديمة التي اكتسبت ميزة وراثية، وكانت النتيجة نفسها صحيحة بالنسبة لتوسع نظام الاشتراكية المشيدة، حيث لم تستطع أوروبا بيمينها ويسارها أن تتخلص من فشلها في الضغط على الشرق الأوسط، ولم يكن هناك أي نجاح أو انتصار يذكر للشرق الأوسط ذاته، ولكنه لم يصل إلى المستوى الذي وصلت إليه دول أفريقيا واستراليا وأمريكا الجنوبية على الرغم من أنه لم يصل إلى المستوى الذي وصلت إليه اليابان والصين أيضاً، والشيء الوحيد الذي نجح فيه الشرق الأوسط هو عراقته واعترافه أنه لم يستطع أن يتخلص منها حتى ولو رغب في ذلك، وقد كان الصراع العربي الإسرائيلي، والصراع الإيراني العراقي، وصراع الكرد مع الجميع عبارة عن بوادر مختلفة لحقيقة هذا الاعتراف.
ففي حين بقي امتداد الثقافة الإيديولوجية والسياسية اليسارية منها واليمينية الموجودة في كافة تكوينات الثقافة الأوروبية قديمة وغير مثمرة عند انتقالها إلى الشرق الأوسط، بقيت اشتقاقات النزعة الإسلامية التي تطورت كشكل من أشكال رد الفعل على هذا الامتداد الأوروبي، والتي أرادت أن تكون جواباً للرد عليه من خلال مزيج من إسلام النظام الإقطاعي في العصور الوسطى مع المصطلحات الرأسمالية، بعيدة عن تكوين الرد الذي يتميز بخصوصية ما، بينما كل الذي حدث لم يكن أكثر من حلقة مفرغة أو تقليد بسيط، فبالإضافة إلى أن الخصوصية ضرورية جداً لأجل تكوين اطروحات مضادة لاطروحات الحضارة الغربية ، كذلك هي ضرورية من أجل عملية خلق جديدة، وكان لا بد من أن ينعكس التخلف الذي جمع النظام الرأسمالي مع العملاء المحتالين على التراب الذي صار مهداً للمؤامرات في هذه المرحلة على شكل حقيقة حركات ومنظمات وشخصيات مشوشة ومضطربة، يصعب تعريفها ولا يمكن التمييز بين العدوة منها والصديقة، والمتغيرة والمتبدلة كالحرباء حسب المكان الذي توجد فيه، كثيرة الكذب والمؤامرات، تصدق قليلاً وتكذب كثيراً، وضمن هذه الشروط إذا قلنا منذ البداية: " إنني أسير الى الأمام على خط مستقيم"، فإننا نخدع أنفسنا كثيراً، فهذا القول قد يتفوه به عضو في طريقة دينية متطرفة، وقد عرف التاريخ نماذج كثيرة منها، إذ أن المحافظة على التوازن وتحقيق الاستمرارية في الوقوف يحتاج لأكبر قدر ممكن من المهارة، خاصة وأن القول: "إن هذه الأرض مهد الإنسانية"، ومن ثم الادعاء بأنه" لا يمكن تركها بمعزل عن أبنائها وبناتها الحقيقيين"، وتحدث تلوث كافة الطبقات وأنواع الحضارة دون التخلي عن الخصائص الأساسية لهذا الكائن الذي يسمى بالإنسان، تحتاج لقوة تحمل وقدرات تفوق معايير العصر.
وفي ظاهرة حزب العمال الكردستاني يوجد ادعاء إنساني من هذا النوع من حيث الجوهر، وأُريدَ له أن يبقى سليماً ومختبئاً في زاوية ما، واعتماد حزب العمال الكردستاني على الظاهرة الكردية وجعلها أساساً لهذا الادعاء كان عملاً واقعياً وصحيحاً، فإذا كان المراد هو استمرار الحقيقة الكردية في الحياة، فإن ذلك أمر ممكن بتحديد نفسه كإنسان جديد وشامل، إذ أن الإنسان في الظاهرة التي تسمى الكردية موجود في الحضيض الذي وضعته فيه الطبقة المستغلة والمهيمنة، وهذا موقف لا يوجد أكثر انحطاطاً منه، إذ لم يبق لديه أي شيء لم يفقده، حتى أن سلاسل نظام العبودية قد استعيدت منه، وهذا هو حكم من يقبل أن يعيش حياة العبودية مثل الحمار دون الحاجة للسلاسل، لأنه قد اعتاد عليها، وإذا تمت المحاولة بشكل صحيح مع هذا الإنسان فإنه سيكون بمثابة أداة راقية المستوى لم تتلوث بوسخ وقذارة الطبقة والجنس، وحتى ولو تلوثت فهناك احتمال كبير جداً وأن يكون إنساناً قابلاً للنظافة دون إظهار عناد كبير.
زعم حزب العمال الكردستاني أثناء ميلاده بأنه سيجسد في شخصه العلاقات والتناقضات التي تضمنتها الأحداث التي شهدها الشعب الذي لم يستطع الخروج من الحضيض على مدى التاريخ وسيحلها، بالرغم من كونه مهداً للحضارة على ضوء الحقائق المعاصرة السائدة، تم القيام بذلك ولو بشكل محدود كما ظهر في التقييمات التي أجريناها، ولكن الأمر الأكثر سخونة هو الذي سيظهر خلال مرحلة حياة حزب العمال الكردستاني، حيث أن العصر والتاريخ سيجبران على إحياء كافة الخصائص الموجودة في الظاهرة الكردية بأهدافها وممارساتها ونواياها الحسنة والسيئة ووجهها القبيح أو الجميل، وحقائقها وأخطائها، إخلاصها أو تآمرها، في واقع حزب العمال الكردستاني مرة أخرى، فإما أن يدخل الشعب والإنسان الحر إلى طريق الحياة، أو سيكون مصيره الموت، وأي مفهوم أو موقف آخر سيكون أكثر قذارة من الجيفة، ولن يستطع تطهير الحياة اللعينة القذرة، و تقييم تاريخ حزب العمال الكردستاني ضمن هذا الإطار سيكون مفيداً جداً.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- سوريا.. حملة أمنية لملاحقة واعتقال عناصر نظام الأسد وأهالي ا ...
- مرصد عالمي: المجاعة تتفشى في السودان
- رغم إعلانها منطقة إنسانية: استهداف الاحتلال للنازحين في المو ...
- بين فقد المعيل وأوجاع النزوح: إسراء أم تكافح للبقاء من أجل أ ...
- حرق شجرة عيد الميلاد في حماة يثير أسئلة عن أوضاع المقاتلين ا ...
- مرصد عالمي: المجاعة تتفشى بالسودان ونصف السكان بحاجة لمساعدا ...
- إجراءات تركية لتسهيل عودة اللاجئين
- مغردون عن عملية القسام ببيت لاهيا: -هكذا يكون تحرير الأسرى ي ...
- السودان: المجاعة تتفاقم والملايين مهددون بانعدام الأمن الغذا ...
- إلى أين يمضي تدهور الوضع الإنساني في غزة؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة6-1