أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - قال حماية المستهلك ..قال















المزيد.....

قال حماية المستهلك ..قال


شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7847 - 2024 / 1 / 5 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزراء فشلة
الوزير الظاهرة
كان ذلك في عام ٢٠١٦ عندما رن هاتفي من رقم غريب وجائني الصوت معرفاً عن نفسه: ( أنا الوزير عبدالله الغربي)..حضرتك ( فلان) ؟ أجبته بنعم ودعاني الى مكتبه في وزارة حماية المستهلك ولم يكُ مضى على أدائه القسم الاّ أربعة أيام ليستلم بعدها حقيبة التجارة الداخلية و" حماية المستهلك".. لبيت الدعوة على عجل ودار الحديث بيننا بسرعة حول ظروف الوزارة ومصاعبها ..وسألني عن المهام الموكلة لي بالوزارة وأبدى سروره بأنه جداً محظوظ أن وجد في كادر الوزارة شخص من خلفية أمنية..وأبلغته أنني مكلف بمتابعة شؤون المخازين الاستراتيجية بالوزارة وبشؤون العمليات التموينية وخصوصاً انه مضى على حربنا مع الارهاب سنوات وطاقاتنا يجب ان تكون مكرسة باتجاه رغيف الخبز ووسائل صناعته وتأمين مخازين مواده من الدقيق والقمح والخميرة...وأخبرني أن هناك صديق مشترك قد أخبره : إذا أراد النجاح بمسك ملفات الوزارة وشجونها عليه الاعتماد على هذا الخبير الذي هو ،أنا،...بصراحة انتابني شعور بالزهو والاعجاب بهذا الوزير وبحماسه وخصوصاً أنه أخبرني أنه قادم من خلفية أمنية أيضاً وله معرفة بأغلب ملفات الدولة وأنه يجب أن نشكل قوة ضاربة ضد الفاسدين والحرامية حتى وصل به الأمر إلى عزمه فتح سجون في أقبية الوزارة لكل مقصر وسارق وغير مبالي...وأمام هذا الزخم والبسالة في النوايا ،شحذت همتي ووضعت بين يديه وعلى مدى أيام كل الملفات العالقة بالوزارة ومؤسساتها والخطط الواجب تنفيذها لنكون بمستوى تضحيات أبطالنا في الجيش العربي السوري وأحضرت له أسوأ وأخطر الملفات التي تؤثر على صحة المستهلك وعملية التلاعب والتزوير بعيينات مخابر الوزارة وخصوصاً المخبر المركزي والتي تؤدي الى ادخال المواد الغذائية المخالفة والمنتهية الصلاحية إلى الأسواق السورية ومنها إلى بطون المستهلك...ومع كل معلومة توضع بين يديه كان يتورد خده وتبرق عينيه ...كما واحضرت له ثلة من موظفي الفئة الأولى المتميزين وأصحاب الخبرة والقادرين على النهوض بسوية العمل...
_ مع مرور الأيام لاحظت أن هذا الوزير يقرب البعض ممن لديهم الخبرة بالاحتيال والنهب بل ويضعهم كمدراء على حساب أشخاص متميزين بالعمل،وعمل على عزل مدراء وطنيين يحملون السلاح في الليل بوجه عصابات التكفير وفي النهار يمارسون الادارة الاخلاقية والوطنية...وبدأت ثقتي تهتز بهذا الوزير حتى ضبطته بالجرم المشهود بقبض رشوة( ١٥ مليون ل.س) من أحد المخالفين بعقد استثمار مع الوزارة..وكنت قد حذرته أن هناك مؤامرة للإيقاع به بهذا الملف...وبعد تثبتي من حصوله على هذه الرشوة دخلت مكتبه مغتاظاً ومتوتراً وواجهته بما لدي من ثبوتيات وتسجيلات صوتية..وكانت دهشتي أنه دخل بحالة صمت مريبة وهو مطرق الرأس ..انسحبت من مكتبه بانكسار شديد وجلست في غرفة مدير مكتبه ولم تمضِ دقائق حتى أرسل بطلبي ودخلت متثاقلاً وبادرني بسؤاله: من أخبرك بقصة ال( ١٥ مليون)؟. أجبته: هل هذا ما يعنيك من القصة؟ ..وحدثته بكل التفاصيل معتقداً أنه ممكن التراجع عن فعلته..وفوجئت أن المبلغ قد تم دفعه بعد تحويله لعملة صعبة ( بدل خدمة العلم لأبنائه المتواجدين خارج القطر) ..وكانت نقطة النهاية بيني وبين هذا الوزير..وأصبح دخولي إلى مكتبه شبه نادر بل وأعدت النظر بكل سلوكيات هذا الرجل وعدت إلى خبرتي في المجال الأمني لأفسر ما يجري ولأجمع المعطيات عن هذا الشخص التي لم افكر بها قبل ذلك معتبراً أن زملائي في الأجهزة المختصة قد قاموا بواجبهم أثناء ترشحه لمنصب الوزير...وكم كانت دهشتي كبيرة بتفوق هذا الوزير بقدراته الاحتيالية والإعلامية التي جعلته محط اعجاب واهتمام لمتابعي حركاته أمام المخابز وفي صالات التدخل الايجابي وتناوله لرغيف خبز كامل عند بوابة كل مخبز يزوره!!!!!!. واعتقد أن قيامه بقلي صحن البيض على الهواء مباشرة وعلى شاشة وطنية ما زال عالقاً في أذهان كافة متابعي اعلامنا الوطني...
_ كانت دهشتي بالبحث عن هذه الشخصية تكبر في كل يوم وفي كل يوم احصل على اجابات متناقضة عن هذا الشخص لدرجة أنه وزّع مجموعة من المعلومات في اماكن مختلفة عن تاريخه..تارة هو عميد متقاعد وتارة هو مدير معلوماتية سابق في مكان حساس وتارة هو مدير مكتب متابعة في موقع امني مهم..و..و..و..ومع هذه التناقضات بدأت رحلة البحث عن هذه الشخصية الغامضة وعدت بأسئلتي البحثية الى مراحل طفولته ووصلت الى المدرسة التي حصل منها على شهادته الثانوية في أحد أحياء دمشق ونتيجته في الثانوية ساعدتني على كشف الكثير من احتيال هذا الرجل وتبين معي أن شهادته الثانوية ( البكالوريا العلمي) أخذها بعلامات متدنية وراسب بإحدى المواد العلمية وهذا يمنعه الالتحاق بأي فرع بالجامعات السورية ...لكن هو يوقع بريده كوزير بلقب ( الدكتور عبدالله الغربي)وشهادته بالذاتية التي تقدم بها لصديقه عماد خميس المكلف بتشكيل الحكومة انذاك: مهندس معلوماتيه ودكتور في ادارة الأعمال وباحث في الأزمات الدولية والغذاء العالمي اثناء الحروب!!!! وعلمت أنه يرتبط بعلاقة خاصة مع السيد خميس منذ اكثر من عشرين عاماً..وكان خميس يقدم له المعلومات على أن الغربي يعمل في احد مكاتب المتابعة الأمنية...ولذلك عندما رشحه لموقع وزير ومقابلته له ..لم يكلف نفسه ،خميس، بالسؤال عن وجود شهادات هذا المرشح وهل هي مسجلة في سوريا؟؟ وهنا بدأت رحلتي البحثية الثانية عن مصير هذه الشهادات الغير موجودة الاّ بمخيلة هذا الوزير وفي السيفيك المقدمة للسيد عماد خميس...وورد بذاتية هذا ،الغربي، أن هندسته بالمعلوماتيه هي من جامعة ليون الفرنسية والدكتوراه من نفس الجامعة وبالعودة الى ارشيف وزارة التعليم العالي لم نجد أثر لهذه الشهادات وبررنا له ان الرجل ربما لم يعادلها في سوريا...انتقلت بعدها للبحث في ارشيفه العسكري وبمتابعة مع احد الضباط المعنيين ووجدنا أن شعبة تجنيده في تل كلخ ولدى تواصلنا مع رئيس الشعبة وكانت ضابط سيدة... اجابت ان المذكور خدم رقيب مجند في أحد الأفرع الأمنية وهذا سر الغموض لديه وعدم انكشاف امره ....وحتى لا أظلم الرجل قلت لنفسي ربما درس الهندسة والدكتوراه على حساب احدى المؤسسات الدينية بالخارج كونه من الأخوة المسيحيين..وأرسلنا الى جامعة ليون الفرنسية ولم نجد اسم لهذا الرجل بتاريخ الجامعة..بل اكتشفنا انه واثناء تأديته للخدمة الالزامية في عام ١٩٨٤ تم ايفاد مجموعة من العناصر للتعلم على تقنيات الحاسوب الذي دخل مؤسسات الأمن في حينها وكان هو أحد هؤلاء العناصر وحصلوا بنهاية الايفاد على شهادة( فني كمبيوتر) ومع انتهاء خدمته الاجبارية عام ١٩٨٦ بدأت رحلة الاحتيال عند هذا الرجل وتأليف القصص والصاق اسمه مع شهادة المهندس والدكتور!!!!!. وعمل بهذه الشهادات المزيفة والوهمية وبمعية عماد خميس وزيراً لأكثر من عامين ونصف ...وأعددنا في حينها انا وأحد الضباط المختصين مذكرة بسيرة هذا الأفّاق والمنافق والمحتال والحرامي ورفعنا متابعتنا الى مقام الرئاسة وخرج هذا الكذاب بأول تعديل حكومي جرى على حكومة خميس وأحيل الى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بمجموعة ملفات وسرقات مليارية ومخافات عقدية بتوريد الأقماح وبيع ألاف الأطنان من النخالة وتدمير قطاع المطاحن العامة ليبرم عقود طحن مع القطاع الخاص سرق فيها عشرات المليارات وكان عماد خميس ومنذ نهاية عام ٢٠١٨ تاريخ مغادرة الغربي للوزارة وهو يغطي على هذه الملفات ويسوفها بمعية ادارة الهيئة ...وعلى الرغم من توقيف ذراعه الضاربة في هذه السرقات وهو مدير عام المطاحن الاّ انه اخلي سبيله ( بريئاً ) بعد توقيف دام اربعة اشهر بل واعيد لعمله باهتمام خميس والسيئ الذكر الوزير ،عاطف النداف، وللعلم الوزير البديل ،النداف، قد حافظ على تركة الوزير المخلوع الغربي بل وتمسك بكافة خيوط فساده وساهم بتوسعتها لدرجة أن المخازين العامة للأقماح والدقيق وصلت إلى مخزون صفر بنهاية اعفاء النداف من منصبه وتوقيف مجموعة مدراء وتجار شاركوا النداف والغربي من قبله بسرقة المليارات من الاصلاحات الوهمية لبرادات السورية للتجارة وللمطاحن العامة وسرقة فروقات اسعار المازوت التي اعتمدوا بها على عقود الطحن في القطاع الخاص...ويكفي أن تسألوا: لماذا التاجر ،قصرملي بالسجن، وهو شريك الغربي والنداف في توريد القطع والألات المستعملة لمنشآت وزارة حماية المستهلك ...ونأمل اليوم مع التغييرات التي حصلت بإعفاء ،عماد خميس،والنداف بفتح كافة هذه الملفات والحجز على اموال هؤلاء السارقين والمزورين والمخربين للقطاع العام وزجهم في السجون...ولأخذ العلم إن قصص التخريب والسرقة الممنهجة لكلا الوزيرين الغربي والنداف وبحماية عماد خميس تحتاج لمجلدات وكافة وثائقها موجودة لدى الهيئة ولدى المدراء الذين ابعدوا عن مهامهم.. السؤال الذي يخطر على البال ...ألا يوجد حبال لشنق هؤلاء ومن وراءهم في الساحات العامة
منقول


_ المحبة للوطن ولشعب الوطن
والخزي والعار للخونة



#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل جمهورية سوريا الديمقراطية
- الفساد عم البلاد
- كرة من قماش
- كشف حساب ذاتي
- أول يوم بالسنة
- لا إفراط ...ولا تفريط..1
- رؤية التيار السوري الاصلاحي
- .التجاهل والنفاق
- حديث أخر خميس 2023
- حراك سياسي...السويداء
- مسد والدم الجديد ..6
- مسد والدم الجديد 5
- مسد والدم الجديد 4
- مسد والدم الجديد 3
- مسد والدم الجديد 2 -
- مسد ....والدم الجديد 1
- من أجل سورية جديدة..لابد من حوار جدي
- كلمة مظلوم عبدي للمؤتمر الرابع لمسد
- إرادة شعب و نهضة امة
- مش مستاهلة


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - قال حماية المستهلك ..قال