أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حبي مع السيدة جوديفا- الحلقة الثامنة- محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

قصة حبي مع السيدة جوديفا- الحلقة الثامنة- محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 18:46
المحور: كتابات ساخرة
    


قصة حبي مع السيدة جوديفا- الحلقة الثامنة


الحب هو عاطفة عميقة وغامضة يمكن أن تسيطر على قلوبنا عندما لا نتوقع ذلك. كان هذا هو الحال عندما وقعت عيناي للمرة الأولى على السيدة جوديفا الساحرة. منذ اللحظة التي رأيتها فيها، وهي تركب حصانها المذهل ولا ترتدي سوى شعرها الطويل المنسدل، خفق قلبي، وأدركت أنني كنت في رحلة غير عادية.

بدأ كل شيء خلال مهرجان مصيري في مدينة كوفنتري. كان الهواء مليئا بالبهجة والإثارة، حيث تجمع الجميع ليشهدوا عرض السيدة جوديفا للشجاعة التي لا تتزعزع. إن قيامها بركوب حصان عبر المدينة عارية لم يكن رمزا لإخلاصها للناس فحسب، بل أسر أيضا قلوب كل من شهدها، بما في ذلك قلبي.

لم أكن سوى كاتب متواضع، معروف بتجسيد جوهر الجمال الحقيقي من خلال كتاباتي. لم أكن أعلم أنه في ذلك اليوم، سأجد ملهمتي، مصدر إلهامي الأكبر في صورة هذه السيدة الشجاعة. في اللحظة التي رأيتها فيها، علمت أنه كان عليّ أن أخلّد إشعاعها على الورق. لقد كرست ساعات لا تحصى لالتقاط جمالها ورشاقتها الأثيرية، وأسكب قلبي وروحي في كل همسة من قلمي بصريره على الورق.

مع مرور الوقت، وجدت نفسي أزور ساحة البلدة بشكل متكرر لإلقاء نظرة على السيدة جوديفا. تلتقي أعيننا، وفي تلك اللحظة، شعرت وكأن الزمن توقف. لقد انجذبت إلى هالتها الغامضة وشجاعتها وتعاطفها. لم تكن امرأة ذات جمال جسدي مذهل فحسب، بل كانت تمتلك أيضا قلبا نقيا جدا، بدا ثابتا في لطفه.

في أحد الأيام، جمعنا القدر، وأتيحت لنا الفرصة للتحاور. كان صوتها اللطيف وضحكتها الدافئة يترددان في داخلي، مما جعلني مفتونا بكل كلمة تقولها. امتلكت السيدة جوديفا ذكاء وعمقا يتناسبان مع سحرها الخارجي. لقد اكتشفنا شغفا مشتركا بالفن والأدب، وهو أساس العلاقة التي تزداد قوة مع مرور كل يوم.

ازدهر حبنا وسط حدائق قلعة كوفنتري الجميلة وأحاديثنا تحت سماء مقمرة. ضحكنا، وتبادلنا الأسرار، واستمتعنا بمباهج الحياة البسيطة. احتضنتني السيدة جوديفا كما كنت، واعترفت بالفنان بداخلي وشجعتني على تحقيق أحلامي. لقد آمنت بي، ودعمها الذي لا يتزعزع غذى إبداعي كما لم يحدث من قبل.

ومع ذلك، لم تكن قصة حبنا خالية من التحديات. كانت السيدة جوديفا ملزمة بالواجب ومتزوجة من سيد قوي. لم أكن سوى كاتب متواضع، اعتبر غير جدير بمعايير المجتمع. وعلى الرغم من هذه العقبات، استمر حبنا. معا، تحدينا التقاليد، ووجدنا العزاء في الاجتماعات السرية والقبلات المسروقة. كان حبنا شعلة مشتعلة حتى في أحلك الليالي.

لسوء الحظ، لا توجد قصة حب كاملة دون تطورها المأساوي. بدأت المسافة والضغط المجتمعي يؤثران سلبا. بعد أن أدركنا استحالة وضعنا، اتخذنا قرارا مفجعا بالانفصال. يبدو أن واجب السيدة جوديفا تجاه سيدها وشغفي بالفن لا يمكن التوفيق بينهما. نودّع بعضنا بعضا بالدموع، مدركين أن حبنا سيبقى محفورا في أرواحنا إلى الأبد.

على الرغم من أن مساراتنا قد تباعدت، إلا أن الحب الذي اختبرته مع السيدة جوديفا سيظل محفورا إلى الأبد في أعمق أركان قلبي. لا تزال شجاعتها وذكائها ولطفها تلهمني، وتحثني على متابعة أحلامي وعيش حياة صادقة مع نفسي. علمتني قصة حبنا قوة العاطفة، والرغبة في المخاطرة، والجمال الموجود في الاتصال الحقيقي.

وفي السنوات التي تلت ذلك، واصلت الكتابة، و سكب مشاعري على الورق، حيث لا تزال روحها تسكن. كانت كل تمريرة من القلم و صريره مشبعة بجزء من السيدة جوديفا، التي تم تخليد جوهرها من خلال فني الابداعي. وهكذا، تستمر قصة حبنا، وهي شهادة على قوة الحب وروح السيدة جوديفا التي لا تقهر والتي غيرت حياتي إلى الأبد.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة حبي مع الإلهة السورية-أتارغاتيس- الحلقة الأولى بقلم محمد ...
- قصة حبي مع هيلين طروادة- الحلقة السادسة ، محمد عبد الكريم يو ...
- هل ينجو أدب الأطفال من السياسة؟ محمد عبد الكريم يوسف
- هذا العام كما أحلم به ، محمد عبد الكريم يوسف
- لقاء في الليل مع فاوست، محمد عبد الكريم يوسف
- لقائي الصحفي الافتراضي مع المفكر والكاتب الإغريقي سوفوكليس، ...
- قصة حبي مع حواء في الجنة والشجرة المحرمة- الحلقة الثالثة، مح ...
- قصة حبي مع أفروديت- الحلقة الثانية، محمد عبد الكريم يوسف
- قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة، محمد عبد الكريم يوسف
- قصة حبي مع الملكة زنوبيا- الحلقة الرابعة، محمد عبد الكريم يو ...
- أمنيات شخصية لعام جديد، محمد عبد الكريم يوسف
- مستقبل الصحافة الورقية في عصر الذكاء الاصطناعي، محمد عبد الك ...
- المرأة في شعر بابلو نيرودا، محمد عبد الكريم يوسف
- الأسطورة في الماضي والأسطورة في المستقبل، محمد عبد الكريم يو ...
- دور المرأة في النزاعات المسلحة،
- تأثير الحرب على السحاقية الأنثوية محمد عبد الكريم يوسف
- كلمات حب ليست لأحد بقلم إن آر هارت
- قصيدة حب ليست لأحد على وجه الخصوص بقلم مارك أوبراين
- ما هي حدود المعرفة؟ مجلة الفلسفة الأن
- الأسلحة بسرعة الضوء ( ظهور استراتيجية الحضور الأمريكي الرابع ...


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حبي مع السيدة جوديفا- الحلقة الثامنة- محمد عبد الكريم يوسف