كفاح الزهاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 14:25
المحور:
الادب والفن
في زمن مضى كان الإنسان يفتقد إلى الوعي، ولم يبق له سوى الأمل كحلمه الوحيد. ففي أحد الأيام أشرقت شمس الصباح، واحتفل الإنسان بيوم جلاء عتمة الغبش الطويل، فاستيقظ الإنسان فرحًا على عالم متجدد ورحيب، يحمل رسائل المستقبل، ويعطي الأمل حقه الطبيعي. عالم يفتح الأبواب للحرية والازدهار.
وفي إحدى الليالي الهادئة، وبينما كان الإنسان نائمًا ويحلم بنشوة الحرية، وفجأة استيقظ مصدومًا ليرى وجوهًا غامضة تعصب عينيه، ودون سابق إنذار أخرجوه من السرير. ثم ألقوا به في زنزانة ضيقة للغاية ومظلمة لا يصل إليها أي ضوء، وكان سقفها مرتفعًا إلى ما لا نهاية، وجدرانها سميكة جدًا بحيث لا يخترقها الصوت.
وفي هذا الحبس الجديد، لم يمنح نفسه فرصة التأمل لافتقاره إلى شريان الفكر، فلجأ إلى حل ساذج للخروج من مأزقه: ففي جوٍ يسوده ظلام دامس، لا يحتاج الإنسان إلى الرؤية، لذلك عمد إلى اقتلاع عينيه من محجرهما. وبما أن الصوت مكتوم فلا يحتاج الإنسان إلى الكلام، فوضع لسانه بين أسنانه وقطعه على الفور. ولم يكن هناك شيء يستحق السماع عن الأمل، لذلك صفق الإنسان أذنيه بقوة فمزق طبلتهما. وعاش في سجنه أصم أبكم لا يسمع.
#كفاح_الزهاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟