أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - -التقية- النازية الصهيونية تفصح عن حقيقتها














المزيد.....


-التقية- النازية الصهيونية تفصح عن حقيقتها


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7844 - 2024 / 1 / 2 - 21:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


كنت إلى وقت قصير بين من يعتقدون أن مبدأ "التقية" مبدأ مذهبي طائفي، وأن جماعات وفرق دينية تتعرضت للأضطهاد، أضطرت الى أبتداعه لتدفع عن أفرادها خطر الإبادة على يد الأغلبيات الدينية، لكن الحقيقة التي تبدت صارخة للتو، أن الجماعات السياسية تمارس هذا المبدأ دون أن تجهر بتبنيها له.

الغريب أني كنت أصادف هذه التقية في الحياة السياسية اليومية هنا في اوربا دون أن أنتبه إليها، منطلقا من أنتفاء الحاجة إليها في ظل الأنظمة الديمقراطية التي تسود أغلب بلدان أوربا وامتداداتها الأثنية التي تسمى بالغرب, وساهم "المتقون" السياسيون ببراعة في أخفاء ممارستهم "التقية". فخلال النقاشات كثيرا ما كنت أصادف، من بعض الأوساط، والأفراد، أمتناعا عن أبداء الرأي في كثير من القضايا، منها على سبيل المثال إلتزام السويد مبدأ الحياد السلبي خلال صعود النازية، وتعاون منظومتها السياسية من برلمان وحكومة وملك، مع هتلر، والسماح له باستخدام الأراضي ووسائل النقل السويدية القطارات والشاحنات المحملة بالأسلحة مع القوات العسكري في طريقها الى النرويج المجاورة، لأحتلالها. كما كانت تلك لأوساط واؤلئك الأفراد يتهربون من مناقشة قضايا أخرى تتصل بقصايا الشعوب وحرياتها، وخاصة القضية الفلسطينية.

عملية التهرب تتم بطريقة مهذبة توحي بالتواضع والرصانة، مثل القول بأنا، أو أنني لم أكون رأيا في الموضوع لاني لا أحيط بتفاصيله، وتأريخه وأطرافه وأدوارها التأريخية. أو أنني لست على ما يكفي من المعرفة بهذا الجانب أو ذاك.. وهذا أسلوب في "التقية" يجعلك تنظر باحترام إلى "المتقي" كشخص حريص على الأمانة العلمية والمعرفية ومترفع عن أصدار آراء أو أحكام عشوائية لم يمحصها.

وحين حل السابع من أكتوبر تخلى أولئك الذين طالما امتنعوا عن مناقشة الموقف السويدي خلال الحرب العالمية الثانية، وتهربوا من أبداء موقف من القضية الفلسطينية، تجنبا لأصدار أحكام ((متسرعة)) وآحادية الجانب على أحداث مر عليها العديد من العقود، تخلوا عن ((رصانتهم المديدة)) وحرصهم الزائف على عدم الحكم على تأريخ طويل من الصراعات الشرق أوسطية التي أرهقت فيها أنهار من الدماء، بدعوى عدم توفرهم على ما يكفي من المعلومات لأدانة هذا الطرف أو ذاك، تخلوا عن كل ذلك، ولم يحتاجوا الى أي وقت لفحص الرواية الصهيونية عن أحداث السابع من أوكتوبر، بكل أكاذيبها الصارخة عن قطع أعناق الأطفال الإسرائيليين الرضع وأغتصاب النساء الإسرائيليات وقتلهن، ولم يجدوا حاجة لفحص تلك الروايات والتأكد منها، ورقصوا على أنغام الألماني أولاف شولتز والأمريكي جو بايدن والبريطاني ذو الأصول الهندوسية ريتشي سوناك، في أعتبار ما قامت به المقاومة الفلسطينية في ذلك اليوم جريمة العصر التي تمنح أسرائيل "الحق في الإبادة الجماعية" كما ورد في زلة لسان رئيس الحكومة السويدية.

وأستغل رئيس ثاني أكبر حزب في البلاد، هذا التطور وتداعياته المتمثلة باحتجاجات السويديين من أصول عربية مع بعض السويديين واليهود الأحرار على جرائم أسرائيل، ليصعد من موقفه العنصري ضد السويديين من أصول عربية وإسلامية، ويعتبر تلك الأحتجاجات تأييدا لما يصفه بـ "إرهاب حماس" ومعاداة للغرب، ويبني على ذلك موقفا داعيا الى ضرورة تطهير السويد من أنصار الأرهاب الذين يريدون أسلمة السويد والقارة الأوربية.

وحرص على دبلجة خطاب له طافح بالإسلاموفوبيا وكراهية العرب، يتضمن تهديدات وقحة للسويديين من أصول عربية، حرص على دبلجته إلى اللغة العربية في رسالة واضحة تدعوهم إلى مغادرة السويد. ولم تصدر من أحزاب الحكومة التي تدين بوجودها في السلطة الى ذلك الحزب، سوى أنتقادات خجولة على دعوته الى إزالة المآذن من الجوامع في السويد، وكل الرموز الأسلامية الأخرى. ولم يجر أي تذكير بمبادئ، طالما كانت موضع تغن، مثل حرية الرأي والمعتقد، التي كان يلجأ إليها كلما تمت الإساءة إلى معتقدات المسلمين.

وأنطلق منظرون من نفس الأتجاه في إطلاق بيانات وتغريدات تنفي عن الإسلام صفة الدين، وتصفه بأنه مباديء سياسية مناهضة للدين المسيحي وللسامية على نحو خاص، وترسيخ مثل هذه الفكرة في الأذهان تتيح التعامل مع المسلم كمجرد عضو في جماعة كراهية وتخريب وإرهاب.
وهكذا واصلت النازية المتحالفة مع الصهيونية تواريها عقودا خلف "تقية" عدم المعرفة وعدم الإطلاع الكافي، لتتفجر بكل عنفوانها الشرير بعد السابع من أوكتوبر.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون ليسوا بشرا مثلنا!
- تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات
- هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟
- قواعد النظام العالمي كما كشفها طوفان فلسطين
- هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي
- مهنية الإعلام الغربي حين يتعلق الأمر بإسرائيل
- لا سبيل لتبرير جرائم الحرب
- إعتذار
- معركة خارج الحسابات العادية
- (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا
- حكم الشيوخ
- نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان


المزيد.....




- أكره مرؤوسته على أعمال جنسية مقابل امتيازات.. استقالة مسؤول ...
- ضمن -كمائن الصمود والتحدي-.. -القسام- تعرض مشاهد لعدد من عمل ...
- قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة -الزُرُق- ا ...
- الاتحاد الأوروبي يضع لمسات أخيرة على اتفاقيات هجرة مع دول عر ...
- -بعبوة العمل الفدائي وبأخرى شديدة الانفجار وقذيفة-..-القسام- ...
- تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
- اسم يتردد مجددا.. ما هو دور فاروق الشرع في سوريا الجديدة؟
- الرئيس الروسي يجري محادثات مع رئيس وزراء سلوفاكيا في الكرملي ...
- -واقع مرير-.. صحفي إيرلندي يوصّف التعبئة القسرية بأوكرانيا
- انقطاع الكهرباء عن مستشفى كمال عدوان عقب قصف إسرائيلي للمولد ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - -التقية- النازية الصهيونية تفصح عن حقيقتها