|
جولات زيني: بين توسعية شارون والخلل الذاتي الفلسطيني والعربي
نايف حواتمة
الحوار المتمدن-العدد: 46 - 2002 / 1 / 26 - 17:34
المحور:
القضية الفلسطينية
January 19, 2002 دون بـرنامج سياسي موحد يجمع بين الانتفاضة والمقاومة ضد الاحتلال والمستوطنين، والحلول السياسية في إطار سلام الشرعية الدولية (242 ـ 338 ـ 194) لن يصل الفلسطينيون إلى حقوقهم المشروعة ليس من الممكن تظهير الانتفاضة أمام العالم ببـرنامج فضفاض يتحدث بلغة العموميات أو بالاستراتيجيات فقط المشروع الذي جرى طبخه سراً والمعروف باسم خطة بيريس ـ قريع يأتي خدمة لسياسة شارون، وأن كان هذا الأخير عاد وانتقد المشروع، فلمراعاة اليمين المتطرف من جهة وتسويق هذه البضاعة عند الفلسطينيين والعرب من جهة أخرى من يطالب باستمرار الانتفاضة وبالصمود عليه أن يقرن القول بالعمل، وأن يطبق قرارات قمتي القاهرة وعمان وتحويل الدعم اللفظي إلى دعم حقيقي على مستوى التضحيات الكبـرى التي يقدمها الفلسطينيون على أرض الوطن ? لم يكن للمبعوث الأميركي الجنرال أنتوني زيني أن يشكل في زيارته الأخيرة نقطة تحول لإنقاذ الوضع المتفاقم داخل الأرض الفلسطينية وعلى جبهة الصراع الفلسطيني مع الاحتلال التوسعي الإسرائيلي. فقد انحكمت هذه الزيارة مسبقاً بعناوين فاقعة استدارت نحو الانتفاضة وألقت خلف ظهرها فاقة الاحتلال وانتاجاته. وأعادت من جديد تصدير الانتفاضة باعتبارها «ظاهرة أمنية»، بل و «ظاهرة إرهابية». لذلك لم يولد من هذه الزيارة التي ترافقت مع زخم إعلامي كبير هلل لزيني كمنقذ، سوى الاجتماعات الأمنية، حين أخرج فيها شارون/ الساحر من قفازه أرنباً جديداً عنوانه «سفينة السلاح»، لوضع رجال أمن السلطة تحت وطأة عنوان آخر يتم من خلاله الإيغال أكثر فأكثر في تعنيف الانتفاضة. النفق المسدود فماذا نقول نحن؟ لن يخرج زيني الأمور من النفق المسدود إلا عندما: يتم وقف الحصار الإسرائيلي ورفعه كاملاً. وقف عمليات القتل والإرهاب والاغتيال الإسرائيلية. إرسال مراقبين دوليين طبقاً لموقف أغلبية دول العالم (179 من 189 دولة/ دورة الأمم المتحدة الاستثنائية «الاتحاد من أجل السلام» كانون الأول / ديسمبـر 2001، وأغلبية مجلس الأمن ما عدا الفيتو الأميركي الذي أحبط القرار الدولي وتحقيق الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. لقد رسمت الانتفاضة أهدافها باعتبارها نتيجة لحالة مأزومة في صف الشعب، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وروحياً، أدت إلى تراكمات واحتقانات عميقة خلال العقد الأخير من القرن العشرين، وفي سياق النفق المسدود الذي وصلت إليه تسوية مدريد ـ أوسلو، ولخصت القيادة الميدانية للانتفاضة أهدافها بالحرية والاستقلال.. لذلك كانت الانتفاضة وما زالت حرب تحرير وطنية بكل ما للكلمة من معنى، وبكل ما يتطلبه ذلك من اشتقاق بـرامج وسياسيات وتكتيكات ووسائل وأنماط كفاحية، من العمل الديمقراطي الجماهيري المفتوح إلى العمل السياسي الدبلوماسي مروراً بالعمل الفدائي المقاوم ضد قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين (المعمرين المستعمرين). البـرنامج السياسي الواقعي ولكن، وبكل موضوعية، ودون تهرب أو التفاف (وخلافاً لما يفعل أهل أوسلو والسلطة الفلسطينية) نقول وبصراحة يومياً أمام شعبنا والشعوب العربية أن الانتفاضة ما زالت تفتقد إلى البـرنامج السياسي الواقعي، العملي والملموس في إطار وحدة وطنية فلسطينية على مستوى القرار الوطني الواحد. لذلك، ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع الانتفاضة أطلقنا الموقفين التاليين: ضرورة تحويل الوحدة الميدانية بين القوى على الأرض إلى وحدة على المستوى الأعلى، في الإطار القيادي الفلسطيني، بقيادة جماعية تضم كل ألوان الطيف الفلسطيني، كما فعلنا في الائتلاف العريض على أساس القواسم المشتركة بين الأعوام 1964 ـ 1993 وحققنا بذلك وحدة الشعب بكل تياراته والإنجازات الكبـرى باستعادة دور شعبنا بالنضال والمقاومة وإعادة بناء الهوية الكيانية الوطنية للشعب والوطن. والآن فإن أفضل صيغة هي عودة الجميع إلى إعادة بناء ائتلاف منظمة التحرير الفلسطينية. تظهير بـرنامج الانتفاضة إلى العالم، ومغادرة لغة الضبابية الملتبسة. فليس ممكناً تظهير حركة الانتفاضة أمام العالم ببـرنامج فضفاض يتحدث بلغة العموميات أو الاستراتيجيات فقط. من هنا ومع أهمية تلمس القيادات الميدانية للإنتفاضة لهذه الضرورة عبـر نداءاتها وبياناتها منذ بيانها الأول وعلى مساحة خمسة عشر شهراً من عمر الانتفاضة، إلا أن القيادات الأعلى في السلطة الفلسطينية، من موقع سياسة أوسلو، وبعض الفصائل من موقع آخر: فئوي، ضيق الأفق، ونزق الشعارات التي تجاوزتها الثورة ومنظمة التحرير منذ ثلاثين عاماً، لم تكن لتستجيب لهذا فبقي بـرنامج الانتفاضة تحت عنوانه العام انتفاضة الحرية والاستقلال. دون بـرنامج سياسي موحد، عملي وملموس، يجمع بين الانتفاضة والمقاومة ضد قوات العدو والمستوطنين المسلحين والحلول السياسية في إطار سلام الشرعية الدولية المستند إلى القرارات 242، 338، والقرار الأممي 194 بحق اللاجئين بالعودة لن يصل شعبنا إلى الدولة المستقلة بحدود 4 حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس وحل مشكلة حق عودة اللاجئين، وهنا أدعو الجميع إلى مراجعة كتاب حواتمه «أوسلو والسلام الآخر المتوازن»، وكتاب «أبعد من أوسلو … فلسطين إلى أين؟». الضغط الأميركي وحتى الشاروني أصبح يأخذ مجرى جديداً يتلخص باستعداد الطرف الإسرائيلي للقبول بدولة فلسطينية على مساحة محدودة من الصفة الغربية وأغلبية مساحة قطاع غزة (42بالمئة من الأرض المحتلة عام 1967) والعودة لطاولة المفاوضات بين دولة إسرائيل المفتوحة الحدود ودولة فلسطين المحاصرة، للتفاوض على القضايا الرئيسية لعشرات السنين القادمة، بينما تهويد القدس يتسارع والاستيطان لا يتوقف. وفي تقديرنا فإن هذا النقلة السياسية التكتيكية عند شارون وواشنطن تعتبـر بحد ذاتها لعبة ذكية من اليمين الصهيوني، هدفها تكريس الكيان الفلسطيني التي تحدث عنها شارون وأقطاب الليكود، أي دولة فلسطينية مقيدة على مساحات ضيقة على الأرض ومقطعة الأوصال، وترك قضايا الاستيطان والقدس واللاجئين والجلاء الكامل من الأرض المحتلة عام 1967 في مهب الرياح. في هذا السياق فإن المشروع الذي جرى طبخه سراً وفضحته الصحف الإسرائيلية (23/12/2001) ومعروف باسم خطة (بيريس ـ قريع) يأتي للأسف خدمة لسياسة شارون، مع أن الأخير عاد وانتقد المشروع واعتبـره «خيالياً» لتطويق هجوم اليمين المتطرف من جانب، وتسويق البضاعة عند الفلسطينيين والعرب. من جانبنا نحن ملتزمون في إطار قيادة الانتفاضة إلى جانب القوى الأخرى على الأرض، وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية، وتحت سقف البـرنامج الوطني المشترك الذي نعمل للوصول إليه، بـرنامج النضال لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتالياً سنقف بقوة ضد أي مشاريع الهدف منها الالتفاف على حقوقنا وتبليعنا صيغة دولة مزورة هي دولة المحميات أوالبانتوستانات / أبـرتهايد جديدة في العالم. الوحدة الميدانية تعرضت عبـر أكثر من محطة لمحاولات تفكيكها، مع أن الوحدة الميدانية كانت هي العنوان السائد في سياق فعاليات الانتفاضة والمقاومة على امتداد الفترة الماضية، ورغم الخلافات الكبيرة في صف الانتفاضة تجاه القضايا الكبـرى الثلاث: تطوير الانتفاضة، المقاومة المسؤولة أمام شعبنا والعالم، البـرنامج السياسي الموحد. ولكن حتى نكون موضوعيين نقول بأن الخروج عن بيانات ونداءات ومواقف القيادة الميدانية الموحدة للانتفاضة على المستوى السياسي الأول عند بعض القوى كاد أن يطيح بهذه الوحدة، كذلك فإن الضغوط الكبيرة التي تركزت على السلطة ومواقع القرار فيها عكست نفسها سلباً بضغوط مقابلة من السلطة على قوى المعارضة مثل الاعتقالات السياسية الجارية في صفوف أكثر من فصيل ومنها الجبهة الديمقراطية، والآن في سجون السلطة العديد من مناضلينا في مقدمتهم القادة: الجامعي طلال أبو ظريفة (غزة) والمهندس عصام أبو دقة (جنوب قطاع غزة) ومحاولة لجم العديد من فعاليات الانتفاضة والمقاومة المسلحة على الأرض المحتلة عام 1967، عدا عن القبول بأشبه ما يقال «صفقات سياسية» مثل تقرير جورج تينيت (مدير المخابـرات الأميركية) الذي حاول تسويق الانتفاضة باعتبارها «ظاهرة أمنية» فقط، وسلخها عن جلدها ومحتواها للخلاص من الاحتلال وغول الاستيطان. إلى الخلف جانب آخر لابد من ذكره وهو أن بعض القوى الفلسطينية شطحت إلى الخلف كثيراً بعد أن تجاوزت تجربة الثورة أسلوبها مستخدمة لغة العنف المقاوم فقط بدون تمييز في الزمان والمكان باعتباره الشكل الوحيد للنضال، غير مدركة للظروف والخصائص التي تميز أوضاع شعبنا واختلال موازين القوى على الأرض. وشطحت إلى الخلف عن تجربة المقاومة في جنوب لبنان، وخاصة تجربة حزب اللـه ضد قوات الاحتلال في الشريط المحتل وفي إطار قرار الشرعية الدولية الرقم 425 والعمق اللبناني، الشامل في صف الشعب والدولة والاستناد إلى حضور مئة ألف جندي لبناني وسوري على الأرض اللبنانية تحمي العمق اللبناني فضلاً عن قفزها عن حسابات الربح والخسارة الوطنية والقومية الشاملة. بينما قلنا نحن ومعنا أغلبية القوى الميدانية للانتفاضة بضرورة توجيه العنف المقاوم وتحويله إلى مقاومة مسؤولة ضد أهداف العدو العسكرية والاستيطانية فوق الأرض المحتلة عام 1967 وهذا ما تمارسه كتائب المقاومة الوطنية ـ الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مثال على ذلك عمليتها المشهودة ضد موقع مرغنيت (القاعدة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة) وعملية بيت حانون، وعشرات العمليات النوعية في الضفة والقدس والقطاع، وتجنب المس بالمدنيين على جانبي خط الصراع. طبعاً دون ان يكون هذا على حساب البعد والطابع الجماهيري الواسع للانتفاضة. مواصلة الحوار إن جهودنا الحوارية مع السلطة وكل القوى الميدانية متواصلة للوصول إلى بـرنامج مشترك يقوم على أعمدة النصر الثلاثة: تطوير الانتفاضة الشعبية، ترشيد المقاومة المسلحة المسؤولة أمام شعبنا والعالم ضد قوات العدو والمستوطنين المسلحين على أرضنا المحتلة، والتوافق على بـرنامج سياسي موحد ما زال هو الغائب الأكبـر حتى الآن. وفي هذا السياق تنعقد الآن اجتماعات الحوار للـهيئات العليا الميدانية للانتفاضة في رام اللـه وغزة، والرسائل المتعددة بيني وبين الأخ ياسر عرفات، وآخرها رسالتي في 15/12/2001 قبل خطابه في أول أيام عيد الفطر ورسالته الجوابية في 20/12/2001 (راجع العدد الماضي من «الحرية»). أخيراً، الروافع العربية تكاد تكون غائبة عن دعم الانتفاضة وعن دعم الشعب الفلسطيني، وهذا الغياب أصبح ملحوظاً أكثر فأكثر بعد 11/9/2001 حيث انشغلت السياسات القطرية واهتمت بالحملة الأميركية ضد ما تسميه واشنطن بالإرهاب. هذه الانشغالات عنوانها الحفاظ على الذات خوفاً من غضب واشنطن أو سخطها. بين الدعم اللفظي والدعم الحقيقي إن شعبنا في الداخل يطالب فعلياً بتحويل الدعم اللفظي إلى دعم حقيقي يستجيب للتضحيات الكبـرى التي يقدمها على أرض الوطن. وينتظر من القمة العربية المقبلة في بيروت (آذار / مارس 2002) خطوات وإجراءات على الأرض لتوفير الحماية السياسية للانتفاضة ومشروعية المقاومة الوطنية في مواجهة قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين، عدا عن الدعم المادي الذي نطالب به اليوم قبل الغد. إن من يطالب باستمرار الانتفاضة ومن يطالب الشعب الفلسطيني بالصمود عليه أن يقرن القول بالعمل. فصندوقا الانتفاضة والقدس (مليار دولار) لم يصل منهما إلى شعب الانتفاضة وقاعدتها العريضة شيء. وصل إلى السلطة بحدود 400 مليون دولار للصرف على الإدارة والشرطة منذ تشرين (أكتوبـر) 2000 بينما مئات الآلاف من الفلسطينيين في البطالة والجوع والبيوت المهدمة. إن دوراً ضرورياً ينتظر الأحزاب والقوى الشعبية العربية لمساندة الانتفاضة والمقاومة والضغط على العواصم العربية لتنفيذ قرارات قمتي القاهرة وعمان وتطويرها، اليوم وفي قمة بيروت القادمة إلى مشروع سياسي عربي موحد لحل قضايا الصراع العربي والفلسطيني / الإسرائيلي الصهيوني، والربط بين هذا المشروع والائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب الدولي والإقليمي وفي مقدمته إرهاب الدولة الإسرائيلي المنظم الدموي على شعب فلسطين وأرضه المحتلة
#نايف_حواتمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشـــرق الأوســـط وزلـــزال القنــابل الطــائـرة
المزيد.....
-
بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
-
هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
-
طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا
...
-
-حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال
...
-
لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص
...
-
بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها
...
-
مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في
...
-
-نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين
...
-
بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
-
الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|