أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟














المزيد.....


-شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7841 - 2023 / 12 / 30 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في اليوم الأول من حرب تشرين 1973 التقينا بمهدي عامل ولم يكن على علم بانفجارها. أخبرناه بما سمعنا من الراديوهات عن الإنجازات الأولى للجيش المصري. زم شفتيه ولم يصدق قائلاً، حتى لو حصل إنجاز عسكري فما بهذا العقل السياسي سينتصر العرب على إسرائيل، وما علينا سوى الانتظار.
لم تدم فرحة العبور البطولي لقناة السويس طويلاً ليتبين لاحقاً أن المعركة محدودة الأهداف وأن الغاية منها ليست تحرير فلسطين ولا حتى تحرير سيناء بالقوة، بل فتح باب للمفاوضات المباشرة والتمهيد لزيارة إسرائيل وعقد معاهدة الصلح معها. بعد توقف المعارك نشبت مواجهة بين العقل العسكري المنتصر والعقل السياسي المساوم تكشفت تداعياتها تباعاً في سجال علني انتهى بسجن بطل العبور سعد الدين الشاذلي.
التمرين الذهني ذاته، على طريقة مهدي عامل، طرح التساؤل عما بعد عبور حماس البطولي أيضاً إلى داخل غلاف غزة. ولئن كنا لا نتمنى حصول مواجهة بين العقلين في فلسطين، إلا أن المقارنة بين العبورين تكشف عن أعطال في البرامج السياسية المعدة لمعالجة الشقاء العربي عموماً والفلسطيني على وجه الخصوص.
نجح السادات في إخفاء سره السياسي عن جيشه وفي إخفائه عن عدوه أيضاً، وهذا هو الأهم، أما حماس فلم تنتبه إلى أن ما تضمره ليس سراً بعد أن فضحته تجارب الإسلام السياسي في أفغانستان وإيران والسودان والصومال ودولة داعش، فضلاً عن أعمال العنف الإرهاربي في مدن وشوارع أوروبا. هذا السر المكشوف، هو الذي جعل الرأي العام العالمي يتأخر في إعلان تضامنه مع الشعب الفلسطيني لا مع حماس إلى ما بعد ارتكاب إسرائيل المجازر وجرائم الإبادة.
التمرين الذهني ذاته يطرح السؤال على اليسار العربي. جوابه أن سبب الشقاء يكمن في التبعية الاقتصادية. الحل بحسب برامج الأحزاب الشيوعية هو بالتحرر من هذه التبعية أو الانفكاك عنها، "فك التبعية". مهدي عامل عرض النسخة النظرية من هذا البرنامج في كتابه "نمط الإنتاج الكولونيالي" ثم في كتاب"أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية".
أطروحة المفكر الشيوعي المصري سمير أمين للعلاج تقضي ببناء "اقتصاد متمحور على الذات"، وقد ضمنها في كتاب يحمل عنوان" التطور اللامتكافئ" وفيه عرض لنظرية "المركز والأطراف"، التي تلتقي مع نظرية التبعية على ضرورة استقلال الأطراف التابعة عن مركز الرأسمالية المهيمن. وبحسب النظريتين لا يكتمل العلاج إلا في الأفق الاشتراكي.
انطلاقاً من هذا العلاج بنسختيه النظريتين لم ينخرط اليسار الشيوعي مع الثورة في مصر وخاض بعضه الحرب ضدها في سوريا، بحجة أن قيادة الثورة غير مؤهلة لإدارة دفة السفينة لترسو على شاطئ الاشتراكية، وبلغ به الأمر حد التحالف مع الإسلام السياسي ومع بقايا الحركة القومية المنضوية في جبهة الممانعة، بدعوى تطابق مواقفهم ضد العدو المتمثل ب"الاستعمار والإمبريالية والصهيونية".
فريق آخر من هذا اليسار، من موقع علماني مزعوم، ارتبك موقفه من المؤسسات والأحزاب الدينية، فاقترب من بعضها وتواجه مع أخرى، ليلتقي مع من يبحثون عن أسباب الشقاء في التراث لا في الواقع الراهن، ويحذون حذو الشاعر أدونيس في عدم ثقته بثورة تخرج من المساجد، وذلك لأنهم يعتمدون في تشخيصهم على معيار ثقافي.
قد يكون الاقتصاد أو الثقافة أحد معايير البحث عن أسباب الشقاء. لكن الاشتراكية لم تعد، حتى إشعار آخر، حلاً مقنعاً، لا ولا علمانية أحزاب الاستبداد. المعيار الأساس لقياس التقدم والتخلف معيار سياسي أرسته الثورة الفرنسية وخلاصته، الحل بالدولة، دولة الحق والقانون والمؤسسات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
- -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)
- -حماس- واللحظة القومية(1)
- بعد اليسارية والقومية ما مصير أحزاب الإسلام السياسي؟
- ألا تكفي فضائح التيار ؟ ماذا ينتظر الثنائي؟
- من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لب ...
- نقاش مع منهج تفكير الممانعة
- خارطة طريق إلى الحل في غزة
- إذا انطفأت في غزة هل ستندلع في لبنان؟
- هل ننتصر بالسلاح الغيبي
- حماس كاميكاز الثورة*
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟