أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - متى يصبح العراقي مواطنا بالمعنى العصري للكلمة ؟














المزيد.....


متى يصبح العراقي مواطنا بالمعنى العصري للكلمة ؟


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدي شكوك كثيرة، نابعة عن معرفة ومتابعة دقيقة، بان حلم اجيال من العراقيين (خصوصا الأجيال القادمة) بأن يعيشوا في وطنهم كمواطنين تابعين لوطن اسمه العراق وليس اتباع مكونات كما هو الحال اليوم. وما جرى في الانتخابات الاخيرة المتعلقة بمجالس المحافظات، والتي ما زال دخانها الكثيف مثصاعدا في سماء البلد، اثبت للجميع حقيقة مؤلمة تزداد وضوحا وتجذرا في المجتمع العراقي. وهي تكتل وتمترس القوى السياسية خلف الحزب والطائفة والقومية والعشيرة. ولا احد يتمترس خلف حائط الوطن. ولا احد لديه مشروع او برنامج وطني يشمل الجميع. وكل ما سمعناه قبل الانتخابات هو صراع محتدم، باسلحة غير تقليدية اهمّها المال العام والتهديد بالقتل، من اجل المناصب فقط. وكل ما قيل على لسان الفائزين في الانتخابات، وهم في الواقع فازوا باقل من عشرين بالمئة من الاصوات، لا يتعدى الوعود التي سرعان ما تتبخر بمرور الوقت. وبيع الاحلام الوردية على قوم فقدوا (سياسيا) جادّة الصواب. وطاب لهم العيش في ربوع الفوضى الخلّاقة والديمقراطية البرّاقة ! واصبح اتفاقهم على كلمة واحدة او موضوع واحد أمرا عسيرا للغاية.
فالشيعي يتفق ويتحالف مع الشيعي ليس من اجل الوطن ولكن للوقوف ضد الآخر. سني او كردي, ليس مهما. بالمقابل ترى الكردي يتحالف مع الكردي ضد الجميع، بما فيهم بعض الاكراد، ليس لمصلحة العراق ولكن من اجل مرامي وغايات لها علاقة باحلام واوهام لن تتحقق ابدا. تُمارس كوسيلة لاخضاع واستعباد الشعب الكردي، وتهييج مشاعره القومية بشعارات رنانة عفى عليها الزمن.
اما الطرف الثالث "السنّي" فالحديث ايضا ذو شجون. لقد أصبحت الخلافات بينهم سمة من سمات العمل السياسي النشاز. من اجل المنصب المريح وتحقيق الارباح قبل أفول نجمهم الشاحب اللون.
واعجب أشد العجب كيف لا يخجل هؤلاء الناس من وصف انفسهم "شيعة وسنة واكراد".
يا ترى، اين العراق منكم واين انتم منه؟ يا من ابتلى بكم العراقيون كما ابتلت شعوب اخرى بالاوبئة والكوارث.
على كل حال، مهما كانت نتائج الانتخابات لمن فاز فيها. ومهما كانت نسبة المشاركة الشعبية واسعة وكبيرة، ستبقى خارطة العراق السياسية برأيي المتواضع، على النحو التالي.
الشيعة يتبعون إيران
الاكراد يتبعون امريكا
السنّة يتبعون تركيا وقطر.
وهذا المثلث العرقي الطائفي المشؤوم جعل المواطن العراقي في حالة تيه وضياع.
اما العراق، يا ويلي على العراق، فهو آخر ما يفكّر به الباحثون عن الغنائم والمكاسب وابطال الفساد المستشري في مفاصل الدولة العراقية.
وعليه سيحتاج العراقيون الى نصف قرن على الأقل وبعد ان يقوم (ملك الموت) عزائيل بمهمة كنس الساحة العراقية من بهائم السياسة المخضرمين وتعقيم ارض الرافدين من كل الجراثيم والبكتريا الضارة التي جلبها الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003.
وعند ذلك فقط يمكن للمواطن العراقي ان يتنفس الصعداء ويشعر بكل حريّة وفخر بالانتماء الى العراق، وطنا للجميع. ويصرّح في الداخل والخارج بلا خوف او خجل وبملء ارادته، قائلاً:
انا مواطن عراقي !
امّا نحن الواقفون خلف الحدود فما علينا سوى الردّ عليه بودٍّ واعحاب:
اهلا وسهلا...تشرّفنا !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات أوروبا ديمقراطية وانتخابات العراق ديمقراطية جدا !
- ما انصف القوم ضبّه زيلينسكي واورسولا الطُرطُبة
- من هو المعمّم الذي لا يريد الخير لنفسه ولا لغيره ؟
- اسرائيل واحة النازية في الشرق الأوسط
- اتهموتي بجريمة الانتماء إلى الوطن !
- تمرّدت عليّ خطواتي وهجرتني الطرقات
- العراق دولة تُدار بالتفاهمات وتطييب الخواطر !
- بقايا ملامح مجهولة الوجه
- أرصفة العمر معبّدة بالعراقيل
- نمرود الانبار أصبح مواطنا عاديا !
- هولوكوست فلسطيني تحت أنظار الجميع
- سقطت جميعُ الأقنعة !
- إخفاء الحقيقة تحت خراب الواقع
- كحرفٍ منسيّ في سطرٍ منقولٍ بأناملِ اعمى
- قرارات الأمم المتحدة حبر على ورق شفاف !
- نظرة طائشة افقدتني زمام المغامرة
- نعيبُ زماننا والعيبُ فينا !
- ايها الفلسطيني، لقد أسمعت لو ناديت حيّا !
- لا خير في دولةٍ يحميها الآخرون
- ما زالوا يطالبون الضحية بضبط النفس !


المزيد.....




- ترامب يوجه ضربة قوية جديدة لزيلينسكي خلال أقل من 24 ساعة
- جهاز الخدمة السرية الأمريكي يطلق النار على رجل مسلح قرب البي ...
- سوريا: هل تعرقل أحداث الساحل الدموية مسيرة المرحلة الانتقالي ...
- في الثامن من آذار.. حفل بهيج في كوبنهاكن
- تطورات -صادمة- في الساحل السوري ومطالب دولية بحماية المدنيين ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن عن خطط لاستقدام عمال من سوريا
- -عد أيها الملك وأنقذ البلاد-.. استقبال حاشد لملك نيبال المعز ...
- الجيش الروسي يدمر رتلا تابعا للقوات الأوكرانية الهاربة من كو ...
- البيت الروسي في بيروت يحتفل بيوم المرأة
- الخارجية الأمريكية تعلق على أحداث الساحل السوري الدامية وتدع ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - متى يصبح العراقي مواطنا بالمعنى العصري للكلمة ؟