أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - المباني الثقافية في قصص - أراني أعصِرُ حبراً -















المزيد.....

المباني الثقافية في قصص - أراني أعصِرُ حبراً -


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


"أراني أعصِرُ حبراً"للقاص عبد الله الميالي، وهي مجموعة قصص قصيرة جدا طُبعتْ سنة 2023 في دار أماجي للطباعة والنشر – العراق، والمجموعة فائزة بجائزة دمشق لسنة 2023 لهذا الجنس الادبي..
ففي قصة " تنويمة" :( أقنع طفاله الجياع بالنوم، فيما سقف الكوخ يفتح فمه بشهية لماء السماء.خرج يستنق هواء محترقا وعيناه تمعنان النظرَ لمشاعل آبار النفط )، نرى توظيف عبد الله الميالي لثقافة الموروث بما يُنسب للامام علي ع:(( ما بُنيت القصور إلا حساب أضلاع الاكواخ)) وهي معادلة الحياة الواضحة والجليّة للبيب الكيّس.. حيث كلمة الكوخ الفاتح فمه أو الفاغر فمه بشهية الى ماء السماء في القصة وقت المطر تدلّ على غياب سقف الكوخ في صورة شعرية أوجدها التكثيف اللغوي يمازج هذا الجزء من الموروث بخاتمة تليق بالقصة القصيرة جدا وهي المفاجئة والدهشة في نهايتها حيث ينقلك من ثقافة الموروث الى الحداثة المعاصرة وايضا بصورة شعرية : ( خرج يستنق هواء محترقا وعيناه تمعنان النظرَ لمشاعل آبار النفط ) فيشير النص بهذا الى مكان الكوخ قد يكون في البصرة أو كركوك أو في أية مدينة عراقية حيث آبار النفط، كما ثمة بنية ثقافية حديثة في عنوان القصة "تنويمة" وهي مقاربة لعنوان قصيدة الشاعر الجواهري تنويمة الجياع المشهورة :
نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي حَرَسَتْكِ آلِهةُ الطَّعامِ
نامي فإنْ لم تشبعي مِنْ يَقْظةٍ فمِنَ المنامِ
نامي على زُبَدِ الوعود يُدَافُ في عَسَلِ الكلامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ في جُنْحِ الظلامِ
تَتَنَوَّري قُرْصَ الرغيفِ كَدَوْرةِ البدرِ التمامِ
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِساحَ مُبَلَّطَاتٍ بالرُّخَامِ
ولا تخلو هذه القصة من نزعة انسانية اتجاه الجياع في الارض حيث ثروات تلك البلاد وما يقوم به الاحتلال من نهب لثرواتها كما في بعض دول أفريقيا..فتكون كلمة (آبار النفط ) ها هنا بمدلول الثروة بمعنى ترمز الى ثروات افريقيا كأحجار الماس فيها.. كما في الموروث:((ما بُنيت القصور إلا حساب أضلاع الاكواخ)) فالاكواخ في كل مكان والقصور في مكان فالنزعة الانسانية هنا مهيمنة على النص برمته، وفي ذات الثيمة من القصص الاخرى التي تعج بهذا المضمون الثقافي بين الموروث المتقدم وحداثة المواقف اليومية للحياة وبذات النزعة الانسانية نجد قصة "لهفة ": (عندما انهى المعلم رسم المائدة دقَّ الجرسُ، حين عاد لصفه أندهش لغياب التلاميذ وإختفاء السبورة) في تكيثف لغوي ودهشة النهاية لتعبر القصة عن جوع التلاميذ وأهلهم..
أما في قصة أحلام فأن الموروث كان حاضرا بقوة ايضا حيث كلمة الامام علي ع ((متى استعبدتم الناس وقد خلقهم الله أحرارا)) فيما نقل عن عمر بن الخطاب:(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرارا)، إذ قصة "أحلام" ( حلمتُ بالربيع فغطت الزهور وسادتي. حلمت بالبحر فأمتلأ فراشي أصدافا ومحارا. وعندما حلمت بالحرية وجدتُ تحت الباب مظروفا داخله رصاصة) فالحلمين الاول والثاني بالربيع والبحر كان حلم منام بمايشير النص (فغطت الزهور وسادتي) ( فأمتلأ فراشي أصدافا ومحارا) وليست هي بيت القصيد بل كانت بداية ناجعة للقصة القصيرة جدا تتواشج مع الحلم العقلي واحلام اليقظة إلا وهو الحرية التي من صفات الانسان السوي كما خلقه الله حرا .. وعلى الدلالة اللفظية والمعنوية لما وجد بطل القصة (وجدتُ تحت الباب مظروفا داخله رصاصة) التي تشير الى سطوة السلاح .. لكن هناك حريات تقمع بكلمة اكثر قسوة من التهديد بالرصاص، وهي حريات يدركها الانسان اللبيب العاقل الكيس مثلا أن يصلي الرجل لوحده طلبا لمرضاة الله بينما يكفره مَن يكفر الاخرين أن لم يصل خلفه – مثل داعش مثلا- أو كما حدث مع ابي ذر الغفاري قال كلمة بوجه الظلم الاقتصادي الذي مارسه معاوية في الشام، وقال الكلمة ذاتها في المدينة ايام عثمان بن عفان لكن نتيجة كلمته تلك قد تم تكفيره ونفيه الى صحراء الربذة هو وابنته الوحيدة،وكان فتوى السلطة وبيانها أن مَن يخرج الى توديع ابي ذر الغفاري سوف يُقتل، حينها خرج لتوديعهالامام علي وولديه الحسن الحسين ع وعمار بن ياسر. فحرية الكلمة الانسان الحر مهمة وقد حدث الكثير لأحرار الكلمة في العالم كما حدث اكثر في العراق عبر تاريخه الطويل ففي النظام السابق والنظام الحالي قتل هدد الكثير وهجر الكثير وقتل الكثير بسبب كلمة..اقربها الشيخ نمر النمر في السعودية ومثله اكثر في العراق. والموروث العربي الأسلامي واضح في حرية الانسان كما تقدم "....الناس أحرارا" ؟؟!!!ولا نعلم أية ملّة أو دين ينتهج السلطة ؟؟!!! أما في قصة "وعود" فانها تتماهى الى أجواء قصة "أحلام" بل تتناول جزئية من يوميات العراقيين وهم يطالبون بحقهم في بيوت للسكن وشوارع نظيفة، في دلالة على ممارستهم حريتهم في التعبير التي كفلها الدين وقبلها الدستور العراقي 2005 حيث قصة "وعود":( زارنا قبيل ثورة الاصابع البنفسجية، شكوناه بيوت الصفيح والقمامة والذباب، رفع كفه الى السماء واقسم.. ما اصدقه نظف الارض منا ).. في دلالة واضحة بين الموروث الديني للاسلام الحنيف وبين واقع اليوميات المعاصرة كما تقترب من دلالة ومعنى قصيدة " أين صاحبي حسن " للشاعر االعراقي أحمد مطر :
زار الزعيم المؤتمن
بعض ولايات الوطن
وحين زار حَيَنَا
قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن
ولا تخافوا أحداً
فلقد مضى ذاك الزمن
فقال صاحبي حسن:
يا سيدي...
أين الرغيف واللبن؟
وأين تأمين السكن؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
يا سيدى
لم نرَ من ذاك شيئا أبداً!
قال الزعيم في حَزَن:
أحرق ربي جسدي!
أكل هذا حاصل في بلدي؟!
شكراً على صدقك في تنبيهنا يا ولدي..
سوف ترى الخير غداً!
******************
وبعد عام زارنا..
ومرة ثانية قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن
ولا تخافوا أحداً
فلقد مضى ذاك الزمن
لم يشتكِ الناس
فقمت معلناً:
يا سيدي...
أين الرغيف واللبن؟
وأين تأمين السكن؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
معذرة يا سيدي..
وأين صاحبي حسن؟!



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثامن عشر والفصل التسع عشر رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل العشرون والاخير رواية لم أشرقت .. لم رجعت
- الفصل السادس عشر والفصل السابع عشر رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل الرابع عشر والفصل الخامس عشر راوية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل الثاني عشر والفصل الثالث عشر رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل العاشر والحادي عشر رواية لم اشرقت .. لم رجعت
- الفصل الثامن والتاسع رواية -لم اشرقت ..لم رجعت -
- الفصل السادس والسابع رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- رواية لِمَ اشرقتَ ..لِمَ رجعت َ!!
- الفصل الرابع والخامس رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل الثاني والثالث رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- التميع والتطبيع
- شعر كزار حنتوش ومرجعية الجمال في قصيدته - قصائد رسمية - إنمو ...
- أخرُ عشاءٍ للشاعر تأبط شرا في بغداد
- تقنية السارد بين الراوي العليم والرواي الثانوي في رواية -رما ...
- أخرُ عشاءٍ لتأبط شرا في بغداد
- في 2021
- قصة قصيرة - ضوءٌ منتفض -
- جماليات إيقاع التقابل في -تحوّلات- / الشاعر عبد المنعم القري ...
- سقوط


المزيد.....




- لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ ...
- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - المباني الثقافية في قصص - أراني أعصِرُ حبراً -