أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الثلاثية _ المسودة 1















المزيد.....


الثلاثية _ المسودة 1


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7833 - 2023 / 12 / 22 - 17:25
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المسودة 1

مقدمة ضرورية كما أعتقد ، مع أن علاقتها غير مباشرة بموضوع النص

هل تفضلين ، أو تختارين ؟
1 _ أن تكوني سعيدة .
2 _ أن يكون الحق معك .
وهو نفسه سؤال التسامح : هل أنت متسامحة ؟!
....
لا يمكن الجمع بين الاحتمالين 1 و 2 ، هما نقيضان بالفعل .
وهذه المشكلة ، تمثل إشكالية مزمنة قبل أفلاطون ، وتتجاهلها كتب الفلسفة والعلم ، وغالبية كتب الثقافة ( الرصينة ) :
لا يمكن أن يكون الانسان سعيدا وأن يكون الحق معه ، بنفس الوقت .
( أو أن يكون سعيدا ، ويفعل ما يشاء ) .
....
هل الكون يتمدد بالفعل ؟
هذا السؤال أبسط ، أوضح وأسهل ، من السؤال السابق .
جواب غالبية الفزيائيين والفلاسفة ، خلال القرن الماضي وهذا القرن أيضا ، نعم . ( بصفاقة وبدون تردد ) .
لماذا يكذبون ، الفلاسفة والفزيائيون مع بقية الكتاب ، بهذه السهولة ؟
لأنهم يفضلون الحاضر على المستقبل ، والمصلحة المباشر على المصلحة الكلية وغير المباشرة بالطبع .
إلى أين يتمدد الكون ، في الزمن والمكان والحياة ؟!
الزعم بأن الكون يتمدد ، مجرد تفسير أهوج لبعض الملاحظات الفلكية غير المؤكدة بشكل منطقي وتجريبي .
....
يوجد أحد الاحتمالين ، وبقية الاحتمالات تنويع أو بديل ثالث فقط :
1 _ الكون يتمدد ، ويتوسع من البداية إلى النهاية .
2 _ الكون ثابت ، والعلاقة بين البداية والنهاية تزامنية وليست تعاقبية .
منطقيا ، كلا الفرضين ممكنين .
ناقشت هذه الفكرة ، بشكل تفصيلي ومكرر ، عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهن _م الموضوع .
أكتفي بهذه المقدمة ، وأدعو القارئ _ة لتأملها بهدوء .
....
نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم
لماذا تكتب ، أو يكتب أحد ما ، كلمة الزمان بدل الزمن أو الوقت ؟
لا يوجد تفسير علمي .
يوجد تفسير نفسي فقط ،
بحكم العادة ، أو الغفلة ، أو الخداع ، أو نقص الانتباه بأحسن الأحوال .
....
للغة العربية ميزة كبرى ، بل ميزتين : 1 _ الوقت 2 _ الحاضر .
ولكن ، للأسف كما تستخدم الجماعات الإسلامية بغالبيتها الدين الإسلامي كأداة ووسيلة سياسية بالدرجة الأولى ، يستخدم المثقف _ ة العربي تميز لغته بشكل سلبي ومضلل غالبا . ويهمل الجانب المعرفي ، الجديد خاصة .
نقيصة اللغة العربية ذكوريتها ، ومشكلتها المحورية ، وهذه مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات حيث الماضي يتحكم بالحاضر والمستقبل .
المهم في هذا النص ، ليس نقائص العربية ومشاكلها الكثيرة بالتأكيد ، بل العكس التركيز على ميزتين ، تشكلان قيمة مضافة للعربية بالفعل .
1
الوقت هو الزمن المحدد ، الذي تقيسه الساعة بشكل دقيق وموضوعي .
في العربية لا معنى لسؤال هايدغر الشهير :
ما الذي تقيسه الساعة .
الساعة تقيس الوقت .
بشكل بسيط ومباشر ومتكامل .
والمشكلة بين الوقت والزمن والزمان ، وهل هي مترادفات وثلاثة أسماء لنفس الشيء ، أم هي ثلاثة كلمات مختلفة بالفعل ؟
يوجد ثلاث احتمالات لهذا السؤال :
1 _ هي مترادفات ، هذا موقف الثقافة العربية كما تستخدم بصورة عامة .
2 _ هي مختلفة بالفعل ، وهذا موقف بعض الغلاة والمتعصبين في تقدير قيمة وأهمية اللغة الغربية .
3 _ الجواب الصحيح والمناسب ، والممكن كما أعتقد ، يحتاج لبديل ثالث يحقق التكامل ويدمج كلا الموقفين بالفعل .
أفضل الجواب الثالث ، مع الاعتراف بشرعية الاحتمال الأول .
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
ولأن فكرة الزمن معدومة خلال القرن الماضي ، وحتى اليوم ، يمكن اعتبار أن الزمن والوقت والزمان مترادفات ، ولا فرق بينها .
الوقت = الزمن = الزمان .
هذه الفكرة ، ناقشتها بشكل تفصيلي ومكرر وممل ، عبر نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن لمن يهمهم _ ن الموضوع .
بينما الاحتمال الثاني ، أن الزمن يختلف عن الوقت وعن الزمان ، يحتاج إلى برهان منطقي أو تجريبي ، ولا أعتقد أن أحدا يمكنه تقديمه في المدى المنظور ....ربما يساعد الذكاء الاصطناعي بحل هذه المشكلة أيضا ؟
أنا متفائل جدا بالذكاء الاصطناعي ، وأعتقد أنه سوف يساعد بحل مشكلة اللغة أولا ، والمعرفة بصورة عامة .
2
الميزة الأهم للغة العربية تتمثل بالحاضر ، حيث للحاضر ثلاثة أنواع مستقلة ومنفصلة بالكامل :
1 _ حاضر الحياة ، او الحضور .
2 _ حاضر المكان ، أو المحضر .
3 _ حاضر الزمن ، وهو نفس التسمية للحاضر العام أو المستمر .
كلمة الحاضر تشبه كلمة تونس ، أو الكويت ، حيث اسم العاصمة هو نفسه اسم الدولة . والأنسب تسمية جديدة للعاصمة ، أو للدولة ، كما حدث في بقية دول العالم .
( وهذا مثال نموذجي لمشاكل اللغة ، تشبه مشاكل الشيخوخة ) .
....
بالمقارنة بين اللغتين العربية والانكليزية كمثال ، تتكشف جوانب الضعف ( النواقص والعيوب ) بنفس درجة الوضوح التي تتكشف فيها المزايا ( جوانب القوة ) . وقد استخدمت هذا المثال ، بفضل مساعدة بعض الأصدقاء الذين يجيدون اللغتين .
التقسيم الثلاثي ، الحاضر والماضي والمستقبل ، كمثال لنقص العربية ، لا يكفي لفهم العلاقة بين الحياة والزمن . بالمقابل ، نقص الإنكليزية يتكشف في كلمة الزمن العامة ، والحاضر خاصة .
هذا الفكرة ، رغم أهميتها ، خارج موضوع النص .
....
....


لماذا تتجاهل د يمنى طريف الخولي العلاقة بين الزمن والحياة ؟
( ومثلها كل الكتاب ، والمترجمين _ ات ، لكتب موضوعها الزمن ، وبلا استثناء لا في العربية ولا في غيرها )

1
هذا السؤال ، الشبهة ، يطال جميع الكتب التي تبحث في فكرة الزمن خلال القرن الماضي وهذا القرن أكثر .
الغريب ، الشاذ ، إلى درجة يصعب تصديقها ( مع أنها الحقيقة الكاملة ) ذلك الاتفاق التام على القفز فوق مشكلة " العلاقة بين الحياة والزمن " ؟!
يقال لي ، بشكل متكرر ، أن هنري برغسون ناقش العلاقة بشكل تفصيلي .
لماذا لا تترجم كتبه ، بالتحديد حول فهمه للعلاقة بين الحياة والزمن ؟!
في كل الأحوال ، تجاهل العلاقة بين الحياة والزمن في أي كتاب موضوعه الزمن ، هو احد احتمالين :
1 _ عن قصد ، أو خداع .
2 _ بشكل غير قصدي ، أو غفلة .
وأي كتاب مناسب مصدره الغفلة أو الخداع !
وفي الحالتين ، أين المراجعات والنقد من الأصدقاء والشركاء لا الخصوم ؟
يعرف الجميع أن التجاهل أقصى حدود العداء للفكرة ، أو الكتاب ، أو الرأي وللثقافة والفكر بشكل عام .
....
الموقف الغريب ، ذلك الاتفاق على الخطأ وتقليده ونقله بشكل ببغائي ، تشترك بهذه المشكلة ( السرطانية ) جميع الكتب التي قرأتها حول الزمن .
جدلية الزمن _ باشلار ، تاريخ موجز للزمن _ ستيفن هوكينغ ، الزمن _ سافرانسكي ، الزمان في الفلسفة والعلم _ يمنى طريف الخولي ، أيضا كتاب فلسفة الكوانتم وترجمة يمنى طريف الخولي يتجاهل المشكلة .
( ذكرت فقط بعض الكتب التي قرأتها ، وموضوعها الزمن ، وهي بالعشرات بالإضافة للمقالات والآراء المتفرقة ) .
العلاقة بين الحياة والزمن تكشف الواقع الفعلي ، كما هو عليه ، لا كما تحوره رغباتنا ومخاوفنا دوما .
الظواهر الثلاثة خاصة ، وتدعمها جميع الظواهر التي تقبل الملاحظة بلا استثناء ، تؤكد العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن .
( تمت مناقشة الظواهر الثلاثة ، أيضا السبعة والعشرة ، في نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهم _ن الموضوع ) .
....
خطأ مشترك آخر ، تعتبر الكاتبة أن الحاضر والماضي والمستقبل أبعاد الزمن ، بشكل مشابه لأبعاد المكان . هذا خطأ مشترك أيضا وسيئ جدا .
الحاضر والماضي والمستقبل ، هي مراحل لوجود الزمن ، وهي متعاقبة بطبيعتها . لكنها تنطوي على مفارقة ومغالطة معا ، وهنا جوهر المشكلة .
نفس المناقشة الحالية ، وكل مناقشة بلا استثناء ، لفكرة الزمن تنطبق على الحياة والعكس صحيح أيضا . مثل اليمين واليسار ، يكفي معرفة أحدها .
....
الموقف من العلاقة بين المكان والزمن ؟!
مرة تعتبرها الكاتبة واحدة : حيث الزمن ( تستخدم الكاتبة كلمة الزمان ، لا أحبذها لدلالتها السلفية والتقليدية غالبا ) نفسه المكان ، والعكس أيضا المكان هو نفسه الزمن . وتستخدم الفكرة النقيض أيضا ، بلا توضيح ، بأنهما متمايزان ويختلفان بالكامل !
ولا أعرف موقفها ( الشخصي ) من الزمكان ، بعد عدة قراءات للكتاب .
2
فضلت البدء بالجوانب السلبية للكتاب ، بحسب قراءتي وفهمي ، والختام مع الجوانب الايجابية .
....
كتاب " الزمان في الفلسفة والعلم " ، أول كتاب يعرض تطور فكرة الزمن بهذا الوضوح ، بشكل دقيق وموضوعي ، خلال أكثر من 25 قرنا .
وهو انجاز يقارب المعجزة .
....
أدين بشكل شخصي للكاتبة ، في ثقافتي الفلسفية ( إذا جاز التعبير ) ، فأنا في الحقيقة لا أستحي فقط بل أرتعب ، عندما يطلق علي البعض لقب فيلسوف ! حتى صفة المهندس تشعرني بالارتباك ، والشاعر أكثر .
ما أريد قوله بصراحة ووضوح ، أنني حاولت على مدى عشرات السنين ، فهم معنى الفلسفة وفشلت كما أعتقد . وبفضل كتابات وترجمات يمنى طريف الخولي ، في الفلسفة بالتحديد ، اعتبر نفسي صرت متوسط الفهم في مشاكل الفلسفة وتطورها خلال القرن الماضي خاصة .
وفلسفة العلم بالأخص .
....
والأهم كما أعتقد ، الأسئلة التي تطرحها الكاتبة ، فهي اعتبرت أن الموقف اللاعقلاني ( الذي يعتبره فكرة إنسانية ) من الزمن ليس أقل أهمية من الموقف المقابل ( العقلاني ) ، والذي يعتبر الزمن موضوعا فيزيائيا ، وكلا الموقفين يتكاملان في شرح ومناقشة فكرة الزمن ، التي يتطور فهمها عبر الحوار والمناقشة .
هذه الأفكار للمناقشة والحوار المفتوح ، ولي عودة للكتاب المهم والجدير بالقراءة والنقد والاهتمام .
....
....
( خلاصة مكثفة لما سبق )

" لا تنظر بعيدا
كل الأشياء الحقيقية جميلة "

ثنائية الزمن والمكان مضللة _ ولفهم حركة الواقع ، والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة _ لا بد من تغيير الفرضية الأساسية ، الموروثة والمشتركة والتي تتمثل حاليا بفكرة الزمكان ( المعتمدة في الثقافة العالمية ، منذ بداية القرن الماضي ) . واستبدالها بثلاثية المكان والزمن والحياة _ بدل الثلاثية الزائفة والمضللة أيضا ( المكان والزمن والمادة ) .
المادة أحد أجزاء المكان والحياة ، وربما الزمن أيضا ، أو أحد صيغها وأشكالها المتنوعة والمتعددة ؟! ....
بينما أبعاد الواقع الحقيقية ، خمسة ، أو ثلاثة المكان والزمن والحياة . بعد استبدال صيغة الزمن الأحادي بثنائية الزمن والحياة ، الحياة بعد خامس للواقع ( طول وعرض وارتفاع وزمن وحياة ) أو ثالث ( مكان وزمن وحياة ) .
....
فكرة الأبدية وعلاقتها بالزمن والحياة ، مصدر ثابت لسوء الفهم والتفاهم ، وهي من بقايا التفكير السحري والأرواحية ، والفكر الأسطوري خاصة .
ما هي الأبدية ؟
حلم انساني ، متخيل ، يقوم على انكار واقع الموت كحقيقة موضوعية .
الأبد يختلف ، مصطلح محدد يمثل النهاية ( المطلقة ) مقابل البداية أو ( الأزل ) المطلق .
الأبدية والأزلية والسرمدية ، تسمية أخرى لثلاثية الحاضر والماضي والمستقبل . والمشكلة في اعتبارها تمثل أبعاد الزمن ، هي مراحل حركة مرور الزمن ( أو الحياة بالشكل المقابل والمعاكس دوما ) . والمشكلة الثانية أنها مقلوبة وتحتاج للتصويب بالفعل . الخلط بين الزمن والأبد أو بين الزمن والأزل حذلقة لغوية ، غالبا تطمس المشكلة بدل تحديدها وحلها بالفعل .
مشكلة الزمن لغوية بالدرجة الأولى ، ومنطقية تاليا وتجريبية في النهاية .
وهي غاية النظرية الجديدة ، ومشروعها المفتوح .
....
بكلمات أخرى ،
اعتبار الزمن ثلاثي البعد خطأ ، الحاضر والماضي والمستقبل مراحل أو حالات وجود الزمن .
ونفس المناقشة تصح بالنسبة للحياة ، لكن بشكل معاكس دوما .
العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، يمكن دراسة أحدها بدلالة الثاني والعكس لا فرق ( مثل اليمين واليسار صورة طبق الأصل ) .
لكن بدلالة المكان ، ذلك غير ممكن . حيث أن العلاقة بين المكان والزمن غير مباشرة ، وغير قابلة للملاحظة والاختبار ، ( حتى اليوم ) وهي غلطة اينشتاين الكبرى والمستمرة للأسف .
....
المشكلة المحورية في الثقافة العالمية بلا استثناء ، حلقة مشتركة بين العلم والفلسفة ، تتمثل بالموقف من العلاقة بين المكان والزمن والحياة .
الموقف الثقافي الحالي اعتباطي ، كما يتمثل في كتاب الزمان في الفلسفة والعلم . ويتركز الخلل في اهمال العلاقة بين الزمن والحياة واستبدالها بالثنائية الزائفة ( الزمن والمكان ) . لا يوجد موقف موحد ومتفق عليه في الثقافة العالمية المستمرة منذ بدايات الرقن الماضي ، بل تصورات اعتباطية ومتناقضة غالبا .
....
أدعو القارئ _ ة الآن إلى التوقف دقائق ، في عملية استبطان وتذكر إرادي لفهم العلاقة بين الحياة والزمن ؟!
في مختلف الكتب التي قراتها عن الزمن ، وهي غالبية الكتب المتوفرة في العربية سواء بالترجمة أو التأليف ، يتم تجاهل الفكرة كليا .
وهي إما بقصد ( خداع ) أو بدون قصد ( غفلة ) .
....
....
نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم _ القسم الثاني

مقتطف طويل من الكتاب ، ص 78 :
( إذا وقع حادثان في المكان نفسه لكن في لحظتين مختلفتين من وجهة نظر مشاهد ، فيمكن اعتبارهما قد وقعا في مكانين مختلفين إذا نظر إليهما مشاهد في حالة حركية أخرى ) .
سوف أناقش هذه الفكرة ، في ملحق خاص نظرا لأهميتها الكبرى .
وتكمل الكاتبة ...
( وعلى أساس تكافؤ الزمان والمكان الذي يجعل أحدهما دالا على الآخر يصح العكس ، فإذا وقع حادثان في اللحظة نفسها ، فيمكن اعتبارهما قد وقعا في لحظتين مختلفتين إذا نظر إليهما مشاهد آخر في حالة حركية أخرى ) .... وتكمل أيضا ( وأيضا إذا وقع حادثان في اللحظة نفسها من وجهة نظر مشاهد ، فإن هذين الحادثين _ من وجهة نظر مشاهد آخر في حالة حركية أخرى _ يكونا منفصلين عن بعضهما بفترة زمانية معينة ) .
ثم توثيق للمرجع ، الذي تعتبره الكاتبة يطابق الواقع والحقيقة :
جورج جاموف ، واحد ...اثنين ...ثلاثة ... لا نهاية ، ترجمة إسماعيل حقي ، مراجعة محمد مرسي أحمد ( القاهرة النهضة المصرية ، 1968 ) ، ص 109 .
ثم تكملة مباشرة :
( كل هذه المتغيرات المتحركة في تحديد الزمان ، والتي تجعل حادثا بعينه ماضيا لمشاهد ومستقبلا لمشاهد آخر ، نجم عنها ما يعرف بالتآني ، أي استحالة الحكم بأن حادثا وقع قبل أو بعد الآخر ، كما يشترط التحديد العلي " السببي " للأحداث إلى علة سابقة ومعلول لاحق في خط الزمان الواحد المطلق . لقد تلاشت العلية ، كما سبق أن تلاشت في الكوانتم ، لكن النسبية تنفي أيضا خاصية عدم قابلية الزمان والأحداث للارتداد ، فالأحداث توجد بحيث يمكن افتراض تتابعها الزماني في الاتجاه المعاكس ، بحيث انتهى التسلسل الزماني الكلاسيكي ، ومع النسبية أصبح الذهن البشري يستطيع ادراك نظم مختلفة للترتيب الزماني ، النظام الكلاسيكي مجرد واحد منها ) ..... وتكمل الكاتبة ، في حالة من التناقض الصارخ بين موقفين وعقليتين :
( ربما كان التوغل بإشكالية الزمان إل هذا الحد ، أكثر من أن نستطيع استيعابه بسهولة ، فقوانين الديناميكا الحرارية غير قابلة للانعكاس ، والظواهر التي تعكس اتجاها وترتيبا زمانيا واضحا ، وأبسطها الفيلم السينمائي وآثار الأقدام على الرمال والحفريات ...ألخ . كلها تهب دفاعا عن الزمان غير القابل للارتداد والذي اغتالته النظرية النسبية ) .
كيف يمكن لشخص واحد أن يحمل هذين النوعين المتناقضين من التفكير !
وتكمل الكاتبة ، بدون أن تنتبه لتناقضها الصادم بين منطقين مختلفين على الأقل .
تبرر الكاتبة ذلك التناقض ، لكن بشكل غير واضح ، بنفس الصفحة :
( إن هذا يذكرنا بالفجوة الواسعة ، إن لم نقل التناقض بين الصورة الكوزمولوجية التي يرسمها العلم المعاصر _ علم النسبية والكوانتم _ وبين الصورة الكوزمولوجية الكائنة في الحس المشترك _ خبرة الانسان العادي في الحياة اليومية _ والتي كانت تتفق تماما مع الصورة الكوزمولوجية للعلم النيوتوني ، بكتله المتحركة في زمان ومكان مطلقين ومنفصلين . إن الحس المشترك لا يستطيع الصعود إلى مستوى التجريد الذي بلغه زمان النسبية ، فاشتهر عن قابليته للارتداد الزجل الشعبي :
كان هناك سيدة أسمها شوء
تسبق في سيرها الضوء
خرجت تقضي حاجة لها بالأمس
نالها في الطريق من المسبية مس
فعادت إلى بيتها أول أمس ) .
وهكذا تنتهي فكرة الكاتبة إلى ما يشبه فيلم خيال علمي ، وجلسة تحضير أرواح وليس كتابة في الفلسفة والعلم .
بصراحة لا أفهم هذا التناقض .
وأشعر بالحرج عن الكاتبة ، والارتباك .
....
....
هل يمكن أن يكون نفس الحدث في الحاضر بالنسبة لشخص وفي الماضي بالنسبة لشخص آخر ، وفي المستقبل بالنسبة لثالث ؟
نعم ، يمكن ذلك وبشكل تجريبي أيضا : ظاهرة اليوم الحالي ، تفسر ذلك بشكل دقيق وموضوعي معا . ( اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد وفي المستقبل بالنسبة للموتى ، كما يوجد احتمالان أيضا رابع وخامس ، بالنسبة لمن سوف يولودون أو يموتون خلال اليوم الحالي ) .
لكن الظاهرة الثانية ، ظاهرة اليوم الحالي ، تنطوي على مفارقة وتتحول غالبا إلى مغالطة عند غالبية الكتاب عن فكرة الزمن ؟!
الحاضر نفسه يتحدد بالأحياء ، والماضي يتحدد بالموتى ، والمستقبل يتحدد بمن لم يولدوا بعد . الحالات الوجودية الثلاثة للفرد ، هي موضع سوء فهم عام في الثقافة العالمية وخاصة الفلسفة والفيزياء !
( العلاقة بين حركتي الحياة والزمن ثنائية ، متعاكسة ، بطبيعتها ) .
بالإضافة إلى ان الحاضر والماضي والمستقبل ليست حالات ، أو فترات ، مرور الزمن فقط . بل هي حالات الواقع بأبعاده الثلاثة : المكان والزمن والحياة .
وهذه بؤرة المشكلة ، وسوء الفهم والتفاهم .
نحتاج ( في العربية غيرها ) إلى كلمات جديدة : مثلا ماضي الحياة ، يختلف بالفعل عن ماضي الزمن ، ويختلف عن ماضي المكان أيضا . ومثله المستقبل ، والحاضر . ناقشت هذه المشكلة سابقا ، وبشكل تفصيلي عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن تحت عنوان " المشكلة اللغوية " لمن يهمهن _م الموضوع ؟!
ويستمر الحوار المفتوح ...
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ( للدكتورة يمنى طريف الخول ...
- لا تنظر بعيدا ....
- قراءة ثانية لكتاب الزمان في الفلسفة والعلم
- الثلاثية _ المقدمة مع الفصل الأول
- مقدمة الثلاثية _ مشروع السنة الجديدة
- نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ( للدكتورة يمنى طريف الخول ...
- مشروع السنة الجديدة _ عشر أسئلة أساسية حول فكرة الزمن
- فكرة جديدة ، ومتجددة / للمناقشة ....2
- الورطة _ الدفتر الثاني مع الخاتمة
- الورطة _ الخاتمة
- كيف يصل الغد ؟!
- مناقشة جديدة ، وتكملة لأنواع الزمن والحاضر خاصة ....
- أنواع الزمن وأشكاله أو مراحله
- البعد الخامس
- هل يمكن التمييز بين الزمن الجديد والزمن القديم ، وكيف ؟!
- الورطة _ الدفتر الثاني
- كيف يمكن فهم ، وتفسير ، العلاقة بين الماضي والمستقبل
- كيف يمكن التمييز بين الماضي والمستقبل بالفعل ، بشكل منطقي وت ...
- الورطة _ الدفتر الأول
- فكرة جديدة للمناقشة والحوار المفتوح ....ربما تستحق وقتك واهت ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الثلاثية _ المسودة 1