أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 10:13
المحور:
الادب والفن
خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، نشرت ووزعت على منصة فيسبوك تدوينة هذا نصها:
الدكتور عبد الوهاب السحيمي المتخصص في الجغرافيا البشرية وأحد الناطقين باسم التنسيق الوطني الفاعل في الحراك التعليمي الحالي وغيره كثير، يقولون نقابات أربع، هذا خطأ والصحيح هو نقابات أربعة:
بالنسبة إلى فئة العدد،
تكون الأعداد صفة للمعدود وتطابقه في التذكير والتأنيث والإعراب، وتعرب نعتا له. وبالنسبة إلى حكم العدد، يكون المعدود قبلها ويعرب بحسب موقعه من الإعراب.
مثل طعم ألقي به في أعماق البحر، بدأت أسماك تحوم حول كلامي قبل أن تدخل معه في حوار مسؤول.
هكذا تدخلت إحدى المستعملات من ذوات القربى بحكم يساريتها لتكون أول المعلقين، فأيدت في البداية إشارتي تلك كاتبة: أربع نقابات ونقابات أربعة قبل أن يتنادم معها الحال وتقدم على محو ما أيدتني به.
وفي لحظة موالية نشرت تعليقا تقول فيه: "وعددهم الحقيقي صفر من الشمال. عندما لا تبقى النقابة صوت الشغيلة فلا مكان لها تحت الشمس.
من جهة أخرى الدكتور السحيمي قال أشياء أهم من ضيق قاعدة لغوية".
لم أرد تنبيه الأخت إلى أن قولها "عددهم" فيه إخلال بقاعدة تطابق الضمائر مع متعلقاتها من الأسماء في الإفراد والتثنية والجمع وفي التذكير والتأنيث مخافة تنفيرها من التفاعل معي. وكان حريا بها، والحالة هاته، أن تكتب عوض ذلك "عددهن" لأنها تحيل على "نقابات" وهي جمع مؤنث سالم.
وقبل إيراد جوابي على ما ذهبت إليه الرفيقة المستعملة، أود أن أهمس في أذنها بهذه الكلمات: من يحب لغته لا يتضايق من قواعدها.
وكان الأهم في نظري أن أقول لها:
"لا شيء في التدوينة يبخس ما قام به على المستوى النضالي، لكنه قبل أن يكون مناضلا فهو أستاذ ولا يليق به الوقوع في مثل هذا الخطإ..تحياتي.."
ويا ليتها انسحبت بشرف عندما وصل الحوار إلى هذا المستوى، بل تحول تفاعلها إلى انفعال، والشاهد قولها لي:
"تماما كما وقع لكم في هذا التعليق ولكن لا يهم".
لا حاجة بي إلى التستر على ما تسبب فيه لي هذا الرد من استفزاز، فسألتها عندئذ: ما ذا وقع لي؟ أجابتني مرة أخرى على الفور بأن الأمر لا يهم. ولكن عندما عرفت أني مصر على معرفة الجواب عن سؤالي: ماذا وقع لي؟ أشارت إلى بأن الخطأ كامن في "الخطإ"، وفطنت في الحين إلى أن الأخت تظن أن الهمزة المتطرفة في تلك الكلمة يجب أن تكتب فوق الألف لا تحته.
وحتى أبين لها سلامة كتابة الهمزة تحت الألف في تلك الكلمة، قلت لها: راجعي درس الهمزة المتطرفة على الألف..كلمةالخطإ جاءت مجرورة لذا وجب كتابة الهمزة تحت الألف..تماما كما في هذه الآية: مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ.
في الختام، لا ضير من أن أسرد عليكم مازحا قصة مستعمل آخر قال لي يجوز الوجهان. لكن سرعان ما اختفى من الفضاء وانمحى اسمه وتعليقه معا حالما طالبته بالدليل على صحة ما يقول.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟