كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 16:21
المحور:
الادب والفن
عَلَى شَاطئٍ مِثْلِ شَاطِئِنَا تَرْبُضُ المَدِينة
تَلْعَقُ جُرْحًا أبَدِيًّا
وَتُغَنِّي لِلْجَدِيلَةِ المَقْطُوعَةِ عَنْ قَمَرِهَا
مِثْلَ نَجْمَةٍ حَزِينَة
تِلْكَ قَافِلَةٌ أُخْرَى مِنَ الأشْلاَءِ
فِي هَذَا اللّيْلِ السَّائِلِ فِي الشُّرْيَانِ
تَغْرِِزُ فِي القَلْبِ نِدَاءَهَا الأَخِيرَ
وَتَرْتِقُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ لَحْمِهَــا
بِتُرَابِ الأرْضِ القُرْمُزِيِّ
لاَ يَزَالُ عُشْبُ الأرْضِ فِي نَزِيفِهِ
يَزْأَرُ كالنَّيْزَكِ الزَّاهِرِ
تَحْتَ سِيَاطِ خَرِيفِهِ
ولاَ تَزَالُ الدُّمْيَةُ تَزْرَعُ الجِدَارَ
أزْهَــارًا طَرِيَّةً
لاَ يَنْقُصُهَا غَيْرُ تِلْكَ الأَنامِلِ
وصَدْرٍ يَسْكُنُهُ اليَــمَامُ
مَا انْفَكَّتْ هذِهِ الأرْضُ تَمْنَحُ الأشْيَاءَ
عُنْفَهَــا
وتُخْرِجُ النُّوّارَ مِنَ النَّــارِ
وتَمْنَحُ الشِّرَاعَ فُرْصَةَ الرِّيَاحِ
ما انْفَكَّتْ هذِهِ الأرْضُ تمْنَحُ الأنْواءَ
قَوْسَهَا
مِنْ أذْرُعِ البُرْتُقَالِ الذَّبِيحِ
وتَمْنَحُ الأنْبِيــاءَ فُرْصَةَ البُذُورِ
كَيْ يَصْمُدُوا لِلْجَلِيدِ
ما انْفَكَّتْ هذِهِ الأرْضُ تُفَّــاحَةً
تَسْتَهْوِيهَا الجُسُورُ
قَصْرُهَــا آتٍ يَحْدُوهُ الغَـمَـامُ
والمُوغِلُونَ فِي دِمَائِهَــا
نِصْفُهُمْ صَدَأٌ والباقِي قَصْدِيرٌ
لنْ يَسْمَعُوا إنْ أصْغَوْا إلاَّ الصَّهِيلَ
والنَّشِيدَ الفَاتِحَ
فِي الجُذُورِ
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟