هل هناك وجه للشبه بين قتل الاطفال والنساء الرضع وبين الحرية والعدالة ؟

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

عندما تدخل الى اسواق الخضرة وخاصة ايام الصيف اول ما يلفت انتبهاك ويجذبك هو منظر عناقيد العنب المعلقة في واجة المحل ‘ او المرتبة في سلال الخضرة ‘ وغالبا ما يصلطون عليها الاضائة لتكون اجمل واكثر اغرائا ‘
وحتى المطرب العراقي فاهم الجميلي كانت له اغنية يقول فيها ( بعد بعناقيده واروحتي تريده ) وقبل فترة وخلال ازمة اعتقال جورجيا لاربعة ضباط روس وقبل ان يطلق سراحهم اظهرت القناة الهولندية الاولى تقريرا يظهر عناقيد العنب المتدلية ويقف بالقرب منها المزارعين الجورجين ويعربون عن تخوفهم من ان روسيا قد تتوقف عن استيراد عناقيد عنبهم الجميلة .
والمزارعين الفرنسين يتباهون بأن اجود النبيذ الفرنسي يصنع من عناقيد عنبهم .
و الطفل الاصغر والذي يكون محبوب العائلة يلقب بآخر العنقود .
و يفترض ان تكون كلمة عناقيد ‘ تدل‘ على اشياء جميلة ومحببة لاغلب شعوب الارض .
ولكن للاسف ‘ فهي عند جيوش الاحتلال ‘ تعني القتل والدمار ‘ تعني تقطيع اجساد الاطفال وكل برائتهم ‘ لان العناقيد في قاموس المحتل هي القنابل التي تقتل اكبر عدد من الابرياء .
فمثلا ‘ لايوجد طفلا من اطفال لبنان وفلسطين ‘ لايرتعب من كلمة عناقيد ‘ بل حتى مجزرة قانا الاولى من انتاج العناقيد ‘ حيث كان اسم الهجوم عناقيد الغضب !
ومذبحة بيت حانون التي ادانها العالم كله بما فيه غالبية الشعب الاسرائلي ‘ من فعل العناقيد ؟ وعام 1991 وقبل الانتفاضة بايام ‘ قطعت العناقيد اكثر من ستمائة جسد امراءة وطفل ‘ لالشيئ سواى ان حضهم العاثر اتى بهم ليغترفوا الماء من قرب جسر وسط مدينة الناصرية !
ومنذ سقوط النظام البائد في العراق ‘ تغير معنى كلمة العناقيد عند العراقيين ‘ ولم تعد تطربهم ‘ اغنية (بعده بعناقيده وروحتي اتريده ) لانها صارت تعني ان طائرات الاحتلال حسب تعريف الامم المتحدة بما فيهم الامريكان ‘ و( التحرير حسب تعريف الحرامية وعشاق السلطة ) قد قتلت وهدمت البيوت فوق ساكنيها !!؟ واقرب مثال ما زال بعض ضحاياه ينقل من تحت الانقاض ‘ هو قصف البيوت المتهالكة وسط مدينة العمال والمعدمين ‘ مدينة الصدر (الثورة ) اليوم 21-112006 وذنب الاطفال والنساء الرضع ‘ ان احد المطلوبين ‘ قد مر بالقرب من بيوتهم !!؟
بالرغم من ان اعتى المجرمين القتلة ‘ في الولايات المتحدة ‘ ومنهم من قتل اكثر من عشرة اطفال ‘ داخل المدرسة ‘ لم يخدش حجرا من المكان الذي حاصرته فيه ‘ قوات الشرطة ‘ وهذا ما عرضته وسائل الاعلام الامريكي قبل غيرها ؟
والسؤال ‘ لعشاق الاحتلال ( التحرير ) لماذا تراعى ابسط حقوق الانسان مع قاتل اطفال ‘ هناك ؟ ويبيحون قتل الكثير من الاطفال والنساء الرضع ‘ لمجرد ان مطلوبا مر بالقرب من بيوتهم المتهالكة ؟ هل هناك وجه للشبه بين قتل الاطفال والنساء الرضع ‘ وبين الحرية ‘ والعدالة ؟
لقد حولتوا كلمة عنقود من جميلة محبوبة ‘ حيث تعني العنب والنبيذ ‘ والطفل المدلل ‘ الى مجريمة ‘ تعني القتل والتدمير !

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات