أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف توفيق - في وصف الهوى















المزيد.....

في وصف الهوى


أشرف توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7827 - 2023 / 12 / 16 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


مدخل في وصف الهوى
عن كتاب اشهرقصص الغرام
يقول الشاعر الكبير بهاء الزهير، أو البهاء زهير، كما ورد في كتاب الأغاني للأصفهاني أو الأصبهاني کما يقول آخرون:
يقول أناس لو وصفت لنا الهوى
فو الله ما أدري الهوى كيف يوصف

وبعد قرن من الزمن جاء أمير الشعراء أحمد شوقي فاستعار هذه الأبيات من الشعر الجاهلي وأعطاها للشعر الحديث فقال:
يقول أناس لو وصفت لنا الهوى
فقلت لقد ذقت الهوى ثم ذقته
لعل الذي لم يعرف الحب يعرف
فو الله ما أدري كيف يوصف

وبعده جاءت كوكب الشرق "أم كلثوم" وفي فيلم "سلامة"، سألوها "قولي عن العشاق" فقالت: عن العشاق سألوني؟وأنا في العشق لا أفهم!!
فهل يعقل أن البهاء زهير لا يعرف الهوى؟!وأن أمير الشعراء أحمد شوقي لا يعرف الحب؟!وأن كوكب الشرق "أم كلثوم" لا تعرف العشق؟!
- هل الهوى هو الحب.. والحب والعشق ترادفان لمعنى واحد؟!
- هل الهوى هو السر الأعظم الذي لا يباح به؟!
وتأتي الإجابات متلاحقة بعد ذلك ومتضاربة.. نعم.. البهاء زهير لا يعرف الهوى إنه شاعر يحب أي أحد، وفي أي وقت، وهو سعيد في كل الأحوال.. إنه ليس محباً ولكنه عاشق؛ فالمحب له واحده، والعاشق له ألف.. أما البهاء زهير فکان له ألف ألف، ولذا فهو لا يفهم في الهوى.. وهذا ليس رأياً سهلاً.. إنه رأی "طه حسين" نفسه فهو يرى أن البهاء زهير لم يشغل نفسه كثيراً بمعنى الحب ولا بمعنی العشق ولا بمعنى الألم.. إنه يرى الجمال فيهواه، ويرى الجميلات فيجلس عاشقاً وبالتالي لم يشغل نفسه بالألم والعذاب والهوان بين القلب والعقل، ولكن طه حسين قال لنا وبدون أن يقصد شيئاً عن الهوى، إن الحب له واحده، والعشق له ألف، ولكن هذه العبارة لم تمر بسهولة على العقاد فجلس في صالونه وجمع مريديه، وأعلن أن طه حسين ارتكب خطأ كبيرا.. لقد عكس المعني بين الحب والعشق.
"فالعقاد يرى أن العاشق هو الذي أوقف حبه على امرأة واحدة، ولم يعرف في حياته غيرها ولذا فهو يعتبر "جميل بن معمر" الشاعر العذري عاشق لأنه كتب شعره في "بثينة" وحدها.
أما امرؤ القيس والزهير وابن أبي ربيعة فهم محبون فقط لأنهم يحبون المرأة في ذاتها.. أي امرأة وليست امرأة معينه وبعينها".
وإذا كان ضبط العقاد للمصطلحات بين الحب والعشق مهما؛ فما معنى الهوى إن كوكب الشرق بعد أن قالت أنها في العشق لا تفهم، مرت بمراحل كثيرة ومتجددة في معنى تلك العاطفة الإنسانية "الحب" عبر سلسلة من الأغاني والألحان منها: أنساك _ هجرتك _ جددت حبك ليه _ لسه فاكر _ ثورة الشك" وبعدها قررت شيء عن "أهل الهوى" وغنت:
أهل الهوى.. يا ليل تركوا مضاجعهم
واتجمعوا يا ليل.. صحبة وأنا معهم
فوصف أهل الهوى بالسهر وترك المضاجع والصحبة وتمنى أن يكون الواحد معهم ومنهم هو وصف الحب في حالة ديناميكية.. تفاعل.. حرکة.
التعذيب والعذاب.. الألم والإيلام.. عذوبة القبلات والزفرات.. العشق والحب في جملة مفيدة إذن الشاعر "أحمد شوقي" لا يعرف فعلاً الحب؟! إنه لا يعرف المعاني وحدودها وسدودها فهو يجعل الهوى مرادفاً للحب، ويقول أنه لا يستطيع أن يصف. نعم له حق؛ فالحب غير الهوى، والعشق غير الحب!! إنه توقف عند باب الحب، وعرفه بشعره: نظرة.. فسلام.. فكلام.. فموعد.. فلقاء.
وجاء "أوفيد" فارس العبقرية اللاتينية بكتابه "فن الهوى" الذي ترجمه ثروت عكاشة وجعله أنيس منصور مقدمة لكتابه "من أول نظرة" يقول: نعم لا يعرف أحدالهوى غيري؛ فالهوى يعني بوضوح الحب في كأس الحب.. أو الحب في كأس الجنس أو هو يعني أن كلاً من الرجل والمرأة قد سقطا في حب معاً للآخر وبالتالي فأنا أول من يبوح بالسر الأعظم الذي لا يقدر عليه هذا أو ذاك!!
والكتاب هو نصائح في "الهوى"، ويقول أوفيد: "كلنا مشغولون بأن نكون معشوقين لا عشاق محبوبين لا محبين، وهذه أكبر غلطة!! فالهوى فن اتبعني وأنا أجعلك سيداً على كل النساء.. ونفس الوضع للمرأة، إنه يضع لها نصائح بنفس المعنى ويقول أن الآلهة الإغريقية حينما سقطت في حب البشر.. تحركت، استخدمت الفن والتكتيك!!
ولكن الكتاب يبدأ من مرحله متأخرة أن تكون سقطت في الحب وتحاول أن تلفت نظر من تحب فماذا تفعل؟! أو أن تكون سمعت عن الحب وتريد أن تسقط فيه.. فكيف تتحرك؟!
ونبدأ من النقطة الثانية: الحب لا يأتيك وأنت تغلق عليك بابك.. تحرك.. اذهب إلى السينما والمسرح والحدائق والأماكن العامة انظر فيما حولك واختار.. فإذا اخترت حاول أن تتحدث أو تدير مناقشة لا يهم الطرف الثاني فالحب عدوى والمحب الجيد يستطيع أن يسقط محبوبه بالفن.
أما النقطة الأولى، وهي الأساسية في الكتاب فتأتي بعد مرحله السقوط في الحب.. ابعث الرسائل تعرف على أصدقاء من تحب؟!
تعرف على خادمتها.. لابد من خادمتها، واكسبها لصفك حتى إذا كانت متزوجة.. تعرف على زوجها اجعله رفيق عمرك؛ فالحب يبرر ما تفعل؟! فالكتاب ليس كتاباً أخلاقياً ولكنه.. فن الهوى.. آه من الهوى.
ولأن ضبط المعاني ومعرفتها شيء يشغل النقاد والفلاسفة والمؤرخين ورجال الاجتماع وعلم النفس أكثر من العشاق والمحبين.فتح كل الناس عيونهم على كتاب إريك فروم "فن الحب" فلقد اتضح أن الحب لا يصفه الشعراء ولا يعرفه الملوك الذين عندهم ألف جارية وألف حجرة نوم وإنما الأمر يحتاج إلى علماء النفس الذين كان منهم "فرويد" أشهر من جعل الجنس يقود حياتنا.
العالم النفسي الشهير الدكتور إريك فروم يقول الحب فن وعلم، الحب يا سادةنظرية تحتاج لدراسة!! وهذه النظرية في هذا الكتاب.. ويقول: دعني استفزك بمصطلحات علم النفس حتى أثيرك فتكون معي ولتعرف حقيقة نفسك.. هناك طرفان لا يصلحان للحب قد تكون أنت أحدهما: الماشوستي، والسادي رغم أن كلاً منهما يعتمد على الآخر. الاختلاف الوحيد أن الشخص السادي هو الذي يقود ويأمر ويحتقر ويذل.
أما الماشوستي فهو الذي يقاد ويستعذب الألم والذل والاحتقار، فإذا قلت ما هو الحب بعد ذلك الشرح أقول لك إنه العلاقة التكاملية غير التداخلية؛ فالمحب والمحبوب كل يكون نفسه، فالحب يحيل شخصين إلى شخص واحد ويظلان في نفس الوقت شخصين!!
وقد يقول البعض كما قال أوفيد: الحب نشاط ولكن في كل نشاط يكون الإنسان مدفوعاً بانفعال ما، أو بدافع أو باعث، وقد يكون هذا الدافع هو الجشع أو الطموح أو حب البطولة، ولكن في الحب لا نكون مدفوعين بباعث، أو بنتيجة إذ إنه شيء يشبه الصوفية ولأن الحب إرادة وسعي ذاتي بدون بواعث فإن صفة العطاء هي التي تنطبق عليه أكثر من كلمة الأخذ ولأن المعاني المادية في نمو فکلنا شغلنا بأن نكون محبوبين لا محبين.
ويضيف إريك فروم: دعنا نفرمل تدفق العبارات حتى نعرف معنى العطاء والعطاء في علم النفس لا يعني بالضرورة أن تضحي بحياتك من أجل من تحب، وإما أن تعطيه شيئاً حياً وأنت بذلك لا تعطي لكي تأخذ وإنما حتى تسعد فالإحساس يرتد. فالحب هنا يعطي الحب، ولذا يقال "الحب يولد الحب" والمجرم يولد من أسرة عقيمة الحب!!
إذن عطاء الحب ليس عطاء مادياً، ولكنه عطاء ثري لأن عناصره: الاهتمام والرعاية والمسئولية والاحترام والمعرفة.. وأنا مع المؤلف في قوله: إنه يعرف من وجه حبيبته كل الأعمال.. يفهم بغير کلام.. يكفي النظر!! ومن الأخطاء الشائعة التي يجب أن نتذكرها هنا التصور أن الحب يعني بالضرورة غياب الخصام أو انعدام الخلاف!! أن هذا مستحيل بل الحقيقة أن هذه الخلافات التي تحدث بين المحبين هي في الواقع محاولات لا شعورية يتجنبون بها صداماً حقيقياً؛ فالحب يكون ممكناً فقط إذا كان الاتصال بين الحبيبين هو اتصال بين المركزين من نفسيهما أو اتصالبين المركزين من وجودهما ومن حياتهما، إذا تعامل كل طرف منهما من مركز نفسه أو من مركز وجوده فإن في هذا التعامل المركزي فقط تكمن حقيقة الإنسان وفيه فقط تكمن الحياة الحقيقية. وأساس الحب. وحتى أكون أكثر وضوحاً فالحب يعني العمق في الاتصال النفسي بين الحبيبين.
وإذا كان هذا هو الوجه النظري لفن الحب فنحن الآن نواجه مشكلة أكثر صعوبة هي التدريب على الحب،.. والكتاب لا يقدم روشتة فالحب هو تجربة شخصية نمارسها بأنفسنا ولأنفسنا، ومن الصعب أن نلتقي بشخص لم يعبر تجربة الحب في صورته الفطرية فإذا قلت لي ما هو سلاحي في التدريب على الحب أقول لك التركيز فحضارتنا العصرية تقودنا إلى نمط من الحياة مشتت يخلو من التركيز.
إذن ما الفرق بين "فن الحب" لإريك فروم - و"فن الهوى" لأوفيد أنه الفرق بين الشعر والعلم.. "فن الهوى" هو الحب في ظاهره في جناحه الديناميکي الواضح، أما "فن الحب" لإريك فهو الحب في باطنه الإستاتيکي الخفي.. إنه النظرية في معناها الأكاديمي، والنظرية عند التطبيق. وأوفيد هو أول شاعر يقول هذه العبارة التي يرددها كل الشعراء من بعده "الزواج هو القفص الذهبي الذي لا أريد أبداً أن أدخله. أعتقد أني سأفقد موهبتي الشعرية إذا تزوجت، ولكن لا أحد يستطيع أن يهرب من المرأة المحبة إذا أرادت أن تقتنص المحبوب"
أما إريك فروم فهو صاحب هذه العبارة الهادئة "الذي لم يتزوج لم يمش في طريق الحب حتى آخره" وعبارة "لا أحد يعرف أن الحب يتفرع بعد الزواج وينتج نوع آخر شديد من الحب اسمه حب "الأولاد".
ولذلك فعندما درس برنارد شو أعمال أوفيد - واسمه کاملاً "لبليوس أوفيدوس نازو" - قال ساخراً كعادته: أوفيد؟؟ ما كان إلا داعراً من مدرسة البتزول الرومانية ولا يستحق هذه المنزلة الرقيقة في الشعر والرواية، ومكانه على القمة الشماء مسروق في غفلة من معاصريه لأن أسوأ الشعر هو الشعر المرح الذي لا يدفع إلى التفكير، ولا يدعو إلى البحث العقلي، إن هذا الشعر مجرد مداعبات رقيقة ولكنها تافهة للأحاسيس البشرية.ورغم ذلك ترجم "فن الهوى" وطبع منها سبع طبعات بلغة بلد برنارد شو الإنجليزية.
ولكن الشاعر القديم قال عبارة بليغة:"إذا شاب شعر المرء أو قل ماله فليس له في غرامهن نصيب"..فهل إذا أحبت المرأة سمي حبها غراماً؟! وهل الغرام غير الحب والعشق والهوى؟! هل الغرام هو فرع النساء من قضية الحب؟!
فلقد جاء في مختار الصحاح للرازي أن الغرام الشر الدائم والعذاب، وفي القرآن الكريم قوله تعالى "إن عذابها كان غراما" ويفسره أبو عبيدة: أي هلاكاً وإلزاماً لهم ويقال أُغرم بالشيء أي أولع به!!
وفي السيرة والتاريخ الإسلامي أن ابن أبي بكر الصديق في رحلة للشام أحب ابنةأحد الملوك وكتم حبه فلما جاء الفتح الإسلامي للشام ذهب في الجيش وقلبه مقسم بين نصرة الإسلام ورؤية حبيبته، وبعد الفتح انشغل بالبحث عن حبيبته وتزوجها. فانشغل بها حتى عن الصلاة، فراجعه في ذلك أبو بكر وقال له: "طلقها لأنها شغلتك عن دينك"؛فسمع لأبيه وطلقها، ولكنه امتثل ومرض بعد ذلك فشاور أبو بكر أصحابه في أمره فقال له على بن أبي طالب: "اجعله يردها فغرامها شديد". وهذا في المرأة التي قال بسببها علي بن أبي طالب "المرأة شر ولكن لا بد منه"!!واستخدم الإمام علي بن أبي طالب عبارة "فغرامها" وليس "حبها" وهو سيد البلاغة العربية، يعني شدة الحب أو شدة العشق أو شدة الهوى، فإذا اشتد الشيء صار غراماً.
ولهذا فمعظم الشاعرات تستخدمن عبارة غرام، لأن حب المرأة أشد أو لأنه الحب والعشق معاً..ولكن الشاعر الدمشقي نزار قباني، اختزل كل العبارات والمعاني ووحدها في کلمة "الحب"؛ فإذا قلنا "الحب" فهو "تلك العلاقة بين الرجل والمرأة".وكل قصائده هكذا:
أحبيني... بلا عقدوضيعي في خطوط يدي
أحبيني لأسبوع.. لأيام.. لساعات فلست أنا الذي يهتم بالأبد


أو هكذا:
أحبك جداً
وأعرف أني تورطت جداً
وأحرقت خلفي جميع المراكب
وأعرف أني سأهزم جداً
برغم ألف النساء برغم ألوف التجارب

وجاء فرويد وقال عبارة: "لن تعرفوا شيئاً بغير معرفة الجنس!!"
إذا كان الحب هو العلاقة بين الرجل والمرأة، فإن ذلك لم يكن هو الحال عند بداية العالم. كان الرجل البدائي يلتقي بالمرأة البدائية ويبدد رغبته الملتهبة معها ثم يتركهابعد اتصاله الجسدي بها لمهام أخرى متعلقة بالصيد والقنص. فإذا عادت له رغبته مرة أخرى بدد رغبته مع امرأة أخرى؛ فالعلاقة هي مجرد اللقاء الخاطف بين أي رجل وأي امرأة.. فأين يظهر في هذا المشاع وهذا الانفصال العلاقات الحميمة؟! الحميمة؟! إنها لا تظهر إلا بالانتقال من الزواج الجماعي إلى الزواج الفردي _ بالاستقرار _ فالجنس سابق على الحب في التاريخ البشري؛ ولذا ففي بدايات الوقوع في الحب يكون الدافع للجنس موجوداً ومحركاً لكل شيء فيه، فعلاقة الحب انبثقت يوم أن قرر الرجل أن يستدعي الأنثى بالحسنى ويقدم لهاعقداً من العظم، واشتدت حينما قررت المرأة أن تكون لهذا الرجل وحده وتنتظره حتى يعود من الصيد.
واستخدم فرويد في ذلك رموزاً دينية وكثيرة ظهرت بوضوح فيما بعد في كتابه المتأخر "موسى والتوحيد" حيث استخدم في التحليل النفسي تعبير "الأنا" و"الأنا العليا" و"سلطة ما فوق الأنا والعقل" و"العقل الباطن"، وهي تعبيرات عن الذات والضمير والآلهة والمدفون في مكنونات النفس.
وشاء التاريخ أن يظهر الكاتب الفرنسي بلزاك ككاتب له اهتمامات بالحب يضع هذه الاهتمامات في الرواية أنه يكتب عن هموم الحب؛ ففي روايته "زنبقة الوادي" يتحدث عن الشاب فيلكس الذي يقع في حب اثنين في مرة واحدة كونتيسة من زوجات النبلاء تهبه القلب والنفس وتحرمه الجسد، ونبيلةإنجليزية هي النقيض المقابل لها امرأة عملية تعطيه الجسد، والشاب ممزق لا يستطيع أن يترك واحدة دون الأخرى ويقول عن كل منهما كلاماً مولعاً.
إذن أصبح الكلام عن الحب مخلوطاً بالجنس، وفي قصة "امرأة في الثلاثين" يعرض لنا مشکلة أخرى للحب هي مشكلة السيدة جوليا ابنة دوق من أبناء الملكية ترعرعت بين أحضان التربية الإقطاعية وتزوجت أحد النبلاء، وكان لها نظرة رومانتيكية في الحياة واكتشفت أن الحب شيء والفراش شيء آخر، وأنها تربت في سياج الأحلام ولا تعرف غير هذه الهالة النورانية الغربية.وعلى يد بلزاك ظهر ثالوث العلاقة بين الرجل والمرأة، فلم يعد الرجل والمرأة فقط، فقد ظهر الرجل الآخر والمرأة الأخرى.وقرر "بلزاك" أن الجنس بين أبناء الطبقة النبيلة جعل للعلاقة بين الرجل والمرأة عدة أشكال: الزواج الشرعي _ الزنا والبغاء _ العلاقة غير الشرعية إذا ما ظهر في حياة الزوجة حب آخر.وكان أسوأ ما قاله بلزاك إن الحب أيضاً يموت أو لا خلود في الحب وهذه هي الخطورة أو هذا هو العذاب.ولأن الحب يموت والجنس لا يموت أو الرغبة المحمومة لا تنتهي جاءت كل التحاذير والنصائح ضد الجنس، حتى لا تخرب البيوت، وتضيع الأسر.وظهرت عبارة: الألفة _ العشرة _ المودة.ولذا كانت عبارة الرسول صلى الله عليه وسلم بليغة حينما قال: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك." فلم يكن شيئاً هيناً أن أكل آدم وحواء من التفاحة، أنهما جعلا الجنس في الحب فجاء .ومع الجنس الغواية..نعم الهوى أن يكون الجنس في كأس الحب، والحب في كأس الحب ولكن المهم أي كأس أو كل كأس، أو الكأس الذي لا ينتهي، على أن الحب ينتهي.فهل وصفت لك الهوى.. أم أني بعد كل هذا أكرر عبارة بدأت بها للشاعر بهاء زهير:
يقول أناس لو وصفت لنا الهوى
فوالله ما أدري كيف الهوى كيف يوصف
فالهوى هو الذي لا يوصف وهو الأبعد عن كل وصف، هو الغريب المقترب في هذا الزمان.



#أشرف_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب ... أوله هزل وأخره جد!
- لطيفة الزيات ..والذى اسقط الامبراطورية الرومانية ؟!
- الزعيم والحريم النسوية المصرية فى ثورة 1919 وسبق سعد زغلول ق ...
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى الأدب النسائى ( 2 من 5 )
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى الأدب النسائى (1من 5)
- يطحنون الزعفران فى اضواء الريمبو المبهجة!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف توفيق - في وصف الهوى