|
الثلاثية _ المقدمة مع الفصل الأول
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 17:57
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مشروع السنة الجديدة ، مناقشة عشر أسئلة أساسية حول الزمن ( بالتزامن مع نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ، والمحور الثالث تلخيص أخير ونهائي _ كمثال تطبيقي _ للنظرية الجديدة ) .
مقدمة مشتركة
1 ماذا تعني كلمة الزمن ؟ وهل تختلف عن الزمان ، والوقت ؟ في العربية الموقف من الزمن بحالة خلط وفوضى شاملة ، ليس على مستوى اللغة والثقافة فقط ، بل على مستوى الشخصية الفردية نفسها . غالبا يوجد تناقض ذاتي ، في التصور الشخصي لفكرة الزمن أو الوقت أو الزمان . بشكل خاص ، حول اشكالية طبيعة الزمن ، وماهيته وهل هو الذي تقيسه الساعة فقط ؟ سأكتفي بثلاثة أمثلة من الثقافة السورية ، الدكتور عصام سليمان مترجم كتاب الزمن عن الألمانية ، للمؤلف روديغر سافرانسكي . والأستاذة نور حريري ، فيلسوفة سورية شابة ، تكتب في المعرفة والثقافة العامة . وأدونيس ، الكاتب الشهر في العربية . حتى اليوم ، لا أعرف رأي الدكتور عصام والأستاذة نور من السؤال ؟! بينما تجاهل أدونيس النظرية والجديدة جملة وتفصيلا ، تفضيلا للسلامة كما أعتقد ، مثل غالبية المثقفين _ ات في العربية ! بينما يلهثون ، وبلا استثناء يتعدى الواحد بالمليون ، حول كاتب _ة من الدرجة الثالثة أو الثانية بأحسن الأحوال لحوار مباشر ، أو لأي شكل من التفاعل الثقافي . لا أنكر صعوبة الموضوع ، ودوره في إبعاد القارئ _ة المثقف أيضا . بكل الأحوال ، عسى خيرا ... جوابي أيضا مركب ، ومن جزئين : قبل 2018 ، كنت أمثل الثقافة السائدة ، في العربية والعالم . حيث كلمة زمن ( أو وقت ، أو زمان في العربية ) مفهوم فلسفي غير محدود ، غامض وشبه مبهم بطبيعته ، كما يوجد اختلاف حوله بين الفلاسفة والعلماء يصل إلى درجة التناقض ، في العربية وغيرها . بعد 2018 ، تغير موقفي العقلي بالفعل ، سأوضح السبب مع الدليل العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) على تحول كلمة زمن ( أو وقت ) إلى مصطلح علمي ، محدد بشكل دقيق وموضوعي بالتزامن ، عبر الفصول القادمة وفي الكتب الثلاثة بشكل متكامل . كمثال : محرك البحث غوغل يعتبر أن الزمن والوقت والزمان واحد ، لا فرق . أتفق مع ذلك ، مع ملاحظة بسيطة : الزمن = الوقت + فكرة الزمن . الوقت = الزمن _ فكرة الزمن . فكرة الزمن مبهمة ، متناقضة وبلا تحديد ، ويمكن اهمالها . الوقت = الزمن . فكرة الزمن : خلال القرن الماضي ، وهذا القرن أكثر ، تحولت فكرة الزمن إلى مرادف للوقت الذي تقيسه الساعة . وبقيت إشكالية الزمن أو الوقت ، من حيث طبيعته وماهيته ، في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . هذه خلاصة بحث سابق ، استمر لعدة سنوات . وهذا موقفي الحالي ، وهو رأي يقبل النقاش والتعديل ، والتصحيح أيضا عندما يتعرض للنقد العلمي _ المنطقي والموضوعي المناسب . وقبل أن أنتقل إلى الأسئلة العشر ، أذكر القارئ _ة بأهمية كتاب : الزمان في الفلسفة والعلم ، للدكتورة يمنى طريف الخولي . أعتقد أنه أفضل كتاب في العربية عن الزمن ، وربما في العالم ؟ ( مع أنه ، بحسب قراءتي وفهمي ، يتضمن عدة أخطاء صريحة ) وسوف أحاول نقد هذا الكتاب خلال مشروع خاص ، ضمن الثلاثية ، فهو جدير بالاهتمام والقراءة والنقد خاصة . .... عشر أسئلة عن فكرة الزمن ، أو الزمان أو الوقت لا فرق بينها ، هي مترادفات كما أعتقد .
1 _ ما طبيعة الزمن وماهيته ؟ 2 _ ما هو اتجاه حركة الزمن ، بشكل منطقي وتجريبي ؟ 3 _ ما نوع العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين الماضي والمستقبل ؟ 4 _ هل الزمن نوع واحد ، أم أن له أكثر من نوع ؟ 5 _ هل يمكن أن يوجد الزمن خارج الحاضر والماضي والمستقبل ؟ 6 _ ما العلاقة بين الزمن والمكان ؟ 7 _ هل تحول مفهوم الزمن الغامض ، إلى مصطلح علمي ومحدد بالفعل ؟ 8 _ هل الزمن هو ما تقيسه الساعة فقط ، الوقت ، أم أكثر ؟ 9 _ هل قياس الزمن ، والوقت ، عملية نسبية وتختلف بحسب الحركة والمراقب أم هي عملية ثابتة وموضوعية ولا تختلف بين وضع وآخر ؟ 10 _ هل الزمن فكرة أم طاقة ؟ .... بعد نشر ومناقشة هذه الأسئلة ، وعرضها للحوار المفتوح ... كل كتاب عن الزمن ، أو يكون موضوعه الزمن ، يتجاهل هذه الأسئلة ولا يتضمن أكثر من خمسة منها على الأقل رديء ، ويضلل القارئ _ة أكثر مما يعلمه .... ولا يتعدى ، موقف الكاتب _ة حدي الغفلة أو الخداع . .... يمكن إضافة سؤال 11 جديد ، حول التمييز بين المواقف من الزمن . حيث يعتبر بصورة عامة ، أن الزمن مفهوم فيزيائي وله وجوده الموضوعي والمستقل ، بينما يعتبره فريق مقابل فكرة لغوية وإنسانية . تعتبر يمنى طريف الخولي في كتاب " الزمان في الفلسفة والعلم " أن هذا السؤال تم حله بالفعل ، من خلال موقفين ونوعين من التفكير : 1 _ عقلاني ، ويعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل . 2 _ موقف لا عقلاني يعتبر أن الزمن فكرة إنسانية ، وثقافية . ( أعتذر عن هذا التلخيص السريع ، وغير الكافي ، للأفكار المتنوعة والمهمة ، وهي تحتاج وتستحق المزيد من المساحة والوقت والاهمام ) .... ملحق 1 أبسط ، وأحدث ، صيغة للنظرية الجديدة وهي المعتمدة حتى يتم نقدها ، ونقضها ، بشكل منطقي وعلمي .. آمل أن يحدث ذلك خلال حياتي ؟!
ثنائية الزمن والمكان فرضية خطأ ، أو ناقصة وتحتاج للتكملة : البعد الثالث أو الخامس ، الحياة . ثنائية الزمن والمكان زائفة . ثنائية الزمن والحياة حقيقة . المكان والزمن والحياة ثلاثة ، تدمج معا بحالة واحدة وخاصة داخل مكونات الذرة فقط . عدا ذلك ، الحياة بعد خامس أو ثالث ( مع المكان والزمن ) ، في الوجود والواقع والكون . والثلاثة معا ، تشكل الاطار الخارجي والموضوعي للكون وكل شيء . .... ملحق 2 الاختلاف بين نوعي الفيزياء ، يقبل التفسير العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) أيضا الدقيق والموضوعي : كل كائن حي يحمل الأزل في داخله ، مع الماضي كله ، وهو يمثل الوجود بالأثر المرحلة الوجودية الثالثة ( بالإضافة إلى الوجود بالفعل ، والوجود بالقوة ) . ولكل كائن حي فرصة احتمالية في الاتصال بالأبد ، عن طريق سلالات الأحفاد المستمرة والمباشرة خاصة . وبنفس الوقت يمثل الكائن الحي الحاضر دوما ، وبمختلف أنواعه ( الزمن والحياة والمكان ) . الماضي يقيني ، وتجريبي ، وقد حدث سابقا بالفعل . والمستقبل احتمالي ، يوجد بالقوة فقط . ( مثال الطفل _ة ربما يصل إلى مرحلة الكهولة ، أو يموت باكرا ) . الحاضر ، بأنواعه وأشكاله المتعددة ، يوجد بين الماضي والمستقبل . وذلك يفسر الخلاف بين نوعي الفيزياء ، فيزياء الكم الاحتمالية وغير اليقينية بطبيعتها والفيزياء الكلاسيكية ، ومعها فيزياء الفلك ، التجريبية والقابلة للتكرار بطبيعتها . لكن التقسيم الثلاثي لا يكفي ( الحاضر والماضي والمستقبل ) ، ونحتاج على الأقل إلى ثلاثة تكملها ( الحاضر المستمر ، والماضي الجديد والمستقبل الجديد ) . وسأناقشها بشكل تفصيلي لاحقا . .... .... 2 الثلاثية _ التمييز بين الزمن الجديد والزمن القديم ممكن ، ولكن
سوف تبقى مشكلة الزمن ، وخاصة بين موقفي نيوتن واينشتاين ، إشكالية مزمنة طوال هذا القرن ، وهي تتلخص بشكل دقيق وموضوعي من خلال السؤال المباشر :
هل يمكن أن يكون نفس الحدث ، ولادة أو موت أو سفر ...وغيرها ، في الماضي بالنسبة لمراقب 1 وفي المستقبل بالنسبة لمراقب 2 ؟! جواب اينشتاين نعم . ذلك ممكن ، وهو يحدث ، ويتكرر دوما . ومعه ستيفن هوكينغ ويمنى طريف الخولي ، وغالبية الكتاب والمترجمين _ات بموضوع الزمن . جواب نيوتن لا . ذلك غير ممكن ، مطلقا . ومعه برغسون وبعض الكتاب بموضوع الزمن . المشكلة هنا ، توجد مغالطة ومفارقة معا ، وهي سبب الغموض والتناقض في الثقافة العالمية ، لا العربية وحدها . ما هو الموقف الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا ؟ الحل الصحيح بديل ثالث بحيث يتضمن كلا الموقفين معا ، ويحقق التكامل الفعلي بينهما . ..... المغالطة تقوم على الخلط بين ( نوعين ومرحلتين من الحاضر ، الحاضر 1 والحاضر 2 حيث زمن الحاضر 1 يتحدد بمن هم ما يزالون على قيد الحياة ، عند وقوع الحدث المعين ، وهنا الزمن كله حاضر ) وبين زمن الحاضر المستمر ، أو الحاضر 2 ، هو نفسه الماضي الجديد أو المستقبل الجديد ) . الحاضر المستمر مزدوج ، ثنائي الإشارة والاتجاه ، بينما الماضي الجديد أو المستقبل الجديد متعاكسان بطبيعتهما ، أو متناقضان ، ووحيدا الاتجاه . ( حركة الماضي الجديد : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . حركة المستقبل الجديد : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . حركة الحاضر المستمر ثنائية الاتجاه والاشارة ، تتضمن كلا الحركتين السابقتين . وهنا تتكشف المفارقة بالفعل ) . فكرة التمييز بين التعاكس والتناقض ، أو بين العكس والنقيض ، مشكلة لغوية وفلسفية تحتاج وتستحق اهتمام الثقافة العالمية لا العربية فقط . المهم في العلاقة بين المستقبل الجديد وبين الماضي الجديد ، هي أيضا من نوع المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى : س + ع = 0 . الماضي الجديد + المستقبل الجديد = 0 . .... العلاقة بين الماضي الجديد والمستقبل الجديد ، أيضا بين الماضي والمستقبل بصورة عامة ، جدلية عكسية تماثل العلاقة بين الزمن والحياة . وهما يتساويان بالقيمة ، ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما . ربما تكون المفارقة أشمل من المغالطة ، وتتضمنها بهذه الحالة . وفي العلاقة الثلاثية بين الأزمنة أو مراحل الزمن الثلاثة ، الحاضر والماضي والمستقبل ؟! المفارقة بصورة عامة تتمثل ، وتتجسد ، بالظاهرة الثانية : حيث يوجد اليوم الحالي في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ، وبنفس الوقت . أغلب القراء ، وخاصة الجدد ، يخلطون بين المفارقة والمغالطة في العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل . المفارقة والمغالطة معا ، يتضمنها مفهوم الحاضر ، الحاضر لم يتحول حتى اليوم _ من مفهوم غامض وشبه مبهم _ إلى مصطلح علمي ، محدد بشكل منطقي وتجريبي ، ودقيق وموضوعي معا . سوف أناقش هذه المشكلة ، في ملحق خاص جديد خلال السنة القادمة ، مع أنني كنت ناقشتها سابقا ( خلال مشكلة العكس والنقيض ، ونوع العلاقة بينهما ) عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن . .... مشكلة الحاضر أنه نسبي ومضوعي بالتزامن ، وبنفس الوقت . تتوضح الإشكالية ، يتعذر حلها ضمن أدوات المعرفة الحالية ، في الظاهرة الثانية " اليوم الحالي " : يمثل اليوم الحالي الحاضر ، وهو يمتد بين اللانهايتين السالبة والموجبة . يقبل التجزئة إلى ما لا نهاية السالبة ، ويقبل المضاعفة المقابلة إلى اللانهاية الموجبة . المغالطة ، تتمثل بعملية الخلط بين زمن الحياء ( الحاضر ) وبين زمن الموتى ( الماضي ) وبين زمن من لم يولدوا بعد ( المستقبل ) . هذه الفكرة معقدة ، ومركبة ، بطبيعتها . وهي بحاجة إلى اهتمام القارئ _ة الجديد خاصة ، ومنحها الوقت والتركيز والمرونة في التفكير والفهم . .... ملحق خاص موقف نيوتن من مشكلة الزمن والحاضر خاصة ، ناقص ويحتاج للتكملة . موقف اينشتاين يقابل موقف نيوتن ، ناقص ويحتاج للتكملة أيضا . الموقف الثقافي السائد ، في الثقافة العالمية لا العربية فقط ، يعتبر أن موقف اينشتاين يتضمن موقف نويتن هذا خطأ ، لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع . موقف نيوتن : سهم الزمن يبدأ من الماضي ، إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . الزمن مطلق ، ولا يختلف بين مكان وآخر ، ولا بين مراقب وآخر . الحاضر ، قيمة صغيرة ولا متناهية في الصغر ، يمكن اهمالها . والزمن الحقيقي هو الماضي او المستقبل . الزمن والمكان مطلقان ابديان ، يتعذر تحديدهما أو جمعهما . موقف أينشتاين : الزمن نسبي ، وفردي ، يختلف بحسب السرعة والكتلة والمراقب . سهم الزمن ، ليس له اتجاه محدد . الحاضر يمثل الزمن كله ، وقيمته لا نهائية . الزمن والمكان واحد ، والزمن بعد رابع للمادة . موقف النظرية الجديدة : حركة الزمن والحياة ، جدلية عكسية بطبيعتها . حركة الحياة ، تتمثل بعملية التقدم في العمر ( من الصفر إلى العمر الكامل ) ، وهي تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . حركة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ( من بقية العمر الكاملة إلى الصفر ) ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا . يتحدد الحاضر بالأحياء ، ويتحدد الماضي بالموتى ، ويتحدد المستقبل بمن لم يولدوا بعد . الظواهر الثلاثة خاصة ، والسبعة أو العشرة وأكثر ، تكشف العلاقة الحقيقية بين الحاضر والماضي والمستقبل ، وتحددها بشكل دقيق وموضوعي . ثنائية الزمن والمكان زائفة ، غير مباشرة وتتعذر معرفتها حاليا . ثنائية الزمن والحياة حقيقية ، مباشرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . الحاضر هو المشكلة والحل معا . 3
نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ( للكاتبة يمنى طريف الخولي )
الفصل الأول
تختم الكاتبة " الزمان في الفلسفة والعلم " بالفقرة مع سؤال : ( هكذا تكشف تطورات العلم المعاصر من كل حدب وصوب عن مرونة وفعالية وتجديدات جذرية في معالجة إشكالية الزمان ، فأصبحت موضوعا خصيبا لإنجازات وإبداعات فلاسفة العلم المعاصرين . وستظل كل إشكالية مطروحة أمام العقل الإنساني موضوعا للإنجاز والإبداع والإضافة والتجديد ، ما دام هذا العقل كائنا في الزمان ، والذي اتفقنا على أنه مجال الحركة والتغير والحدث ، شريطة أن لا يكون زمانا دائريا بل متصلا صاعدا . فهل من صعود ؟ ) . هل من صعود ؟ الجواب المباشر على السؤال : نعم .
يشبه الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، من اشكالية الزمن ، الموقف من الأرض بين بطليموس وأرسطو ومن قبلهم وبين غاليلي وكبلر وكوبرنيكوس ومن بعدهم . مع استثناء هام جدا ، حيث أدرك بعض فلاسفة اليونان كروية الأرض ، وقدموا ثلاثة براهين تمثل أدلة علمية بالفعل : أولها الغياب المتدرج للشمس ، وثانيا الظل المتساوي أو الموحد في مختلف جهات وبقاع الأرض ، وثالثا ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية ، وقولهم لو كانت الأرض مسطحة ( كما نشعر بها ) لكانت الظواهر الثلاثة تختلف بالفعل . غياب الشمس كان سيحدث دفعة واحدة ، كما يغيب الجميل في الصحراء مثلا . والظل كان ليتغير ، بحسب القرب أو البعد عن اطراف الأرض . وظاهرة الخسوف والكسوف ، سوف تكون كاملة دوما في حالة الأرض المسطحة . أعتقد أن الموقف الحالي من فكرة الزمن ، أو إشكالية الزمن ، المشترك في الثقافة العالمية بين الفلسفة والعلم ، يشبه الجدل السابق قبل خمسمئة سنة _ بين معرفة جديدة ناشئة ، وبين معارف ومعتقدات قديمة تحاول طمس الجديد بكل الوسائل الممكنة . .... غلطة أو مغالطة أينشتاين ، التي لم تنتبه لها الكاتبة تتركز في الموقف التقليدي ، الثنائي ، من الوضع الإنساني : حياة أو موت . الوضع الثلاثي يكشف المشكلة ، ويوضحها بشكل دقيق وموضوعي معا : 1 _ المرحلة الأولى ، قبل الولادة . 2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت . 3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت . يوجد الانسان ، على المستويين الفردي والمشترك ، في أحد المراحل الثلاثة ، وهي مختلفة ، ومنفصلة بالفعل وبشكل موضوعي ودقيق . 1 _ مرحلة قبل الولادة ، تتضمن الحياة والزمن مع الماضي والمستقبل ، وهي مرحلة الوجود بالقوة والأثر معا . 2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت ، تمثل الحاضر ومرحلة الوجود بالفعل . 3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت تمثل الماضي المشترك . .... بعد النجاح في تغيير الموقف العقلي من المرحلة الدغمائية الأحادية ، أو الثنائية ، إلى المرحلة الجديدة أو المنطق التعددي _ الثلاثي في حده الأدنى _ يتكشف الواقع بالفعل كما هو عليه ، لا كما تحرفه رغباتنا أو مخاوفنا اللاشعورية وغير الواعية غالبا . المثال السابق يوضح ذلك ، كما اعتقد ، بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . .... الظواهر الثلاثة الأولى خاصة ، تكشف مشكلة الزمن ، وتحددها بشكل موضوعي ودقيق كما أعتقد : الظاهرة الأولى ، العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل : يولد الفرد في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس تماما ، في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر . فهم هذه الظاهرة ، ينقل الموقف العقلي إلى مرحلة جديدة . الظاهر الثانية ، اليوم الحالي يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل بنفس الوقت أو بالتزامن : اليوم الحالي يوجد في الحاضر بالنسبة لجميع الأحياء ، ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، ويوجد في المستقبل بالنسبة لجميع الموتى . كما توجد حالة رابعة ، وخامسة أيضا ، بالسنبة لمن سوف يولدون أو يموتون خلال اليوم الحالي . عدا ذلك اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يمثل الظاهرة الثانية . يمكن بسهولة نسبيا ، فهم كلا الظاهرتين بالمقارنة . الظاهرة الثالثة ، أصل الفرد ، قبل ولادة الفرد يكون في حالة الوجود بالقوة والأثر معا ( عبر سلالات الأجداد ، تخيل _ ي نفسك قبل مئات ، وألوف ، السنوات ) . بين الولادة والموت يكون الفرد في حالة الوجود بالفعل ، وهي مرحلة معروفة ومكشوفة . والمرحلة الثالثة بعد الموت ، حيث الماضي المشترك لجميع الموتى . .... ملحق ( الماضي مشترك والمستقبل فردي ) العلاقة بين الماضي والمستقبل ، تحولت من إشكالية مستعصية _ لا على الحل فقط ، بل على التحديد والتعريف _ إلى مشكلة علمية محددة بشكل دقيق وموضوعي . خلال العقد السابق ، بمساهمة النظرية الجديدة ، تحولت العلاقة بين الماضي والمستقبل إلى مشكلة علمية يمكن تحديدها بشكل منطقي وتجريبي ويمكن تعريفها بشكل علمي ( دقيق وموضوعي ) . الماضي مشترك والمستقبل فردي . الماضي يقيني والمستقبل احتمالي . الماضي موجود بالأثر فقط ، والمستقبل موجود بالقوة فقط . بينما الحاضر حلقة مشتركة ، بين الماضي والمستقبل أو العكس بين المستقبل والماضي . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدمة الثلاثية _ مشروع السنة الجديدة
-
نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ( للدكتورة يمنى طريف الخول
...
-
مشروع السنة الجديدة _ عشر أسئلة أساسية حول فكرة الزمن
-
فكرة جديدة ، ومتجددة / للمناقشة ....2
-
الورطة _ الدفتر الثاني مع الخاتمة
-
الورطة _ الخاتمة
-
كيف يصل الغد ؟!
-
مناقشة جديدة ، وتكملة لأنواع الزمن والحاضر خاصة ....
-
أنواع الزمن وأشكاله أو مراحله
-
البعد الخامس
-
هل يمكن التمييز بين الزمن الجديد والزمن القديم ، وكيف ؟!
-
الورطة _ الدفتر الثاني
-
كيف يمكن فهم ، وتفسير ، العلاقة بين الماضي والمستقبل
-
كيف يمكن التمييز بين الماضي والمستقبل بالفعل ، بشكل منطقي وت
...
-
الورطة _ الدفتر الأول
-
فكرة جديدة للمناقشة والحوار المفتوح ....ربما تستحق وقتك واهت
...
-
من أين يأتي الغد ، أيضا الأمس ؟ّ!....تكملة
-
فكرة جديدة للمناقشة ....ربما تستحق وقتك واهتمامك ؟!
-
بحث جديد ، آمل أن يستحق وقتك وجهدك ....
-
البحث عن الزمن الضائع ، والموجود أولا ....
المزيد.....
-
بأكثر من 53 مليون دولار.. مرسيدس تعرض سيارة سباق نادرة للبيع
...
-
-مخطط لتهجير المواطنين-.. السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتو
...
-
دور الصحافة بمكافحة -التضليل الإعلامي- في سوريا.. مسؤول في م
...
-
مرتديا -ملابس الإحرام-.. أحمد الشرع يصل إلى جدة لأداء العمرة
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة لـ-حزب الله- في ج
...
-
هل يشهد لبنان أزمة مياه هذا العام؟
-
نتنياهو في واشنطن لعقد -اجتماع بالغ الأهمية- يبحث المرحلة ال
...
-
انفجار يستهدف مجمعا سكنيا فاخرا في موسكو ويوقع قتيلا وأربعة
...
-
هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: -
...
-
أكثر من 200 هزة أرضية تضرب -إنستغرام-.. اليونان تغلق المدارس
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|