إلياس شتواني
باحث وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 00:11
المحور:
الادب والفن
إلى أمي،
إلى سنام الوجود،
ها هو يا عزيزتي عام جديد يدق أبوابه.
عندما أفكر في هذا العام الذي على وشك الانصرام، أجدني أكاد لا أحصي لحظة واحدة أحسست فيها بالسعادة والأمل بعيدا عنك. لقد تراكمت السنوات علي، وتكالبت علي الآلام والأشجان. لازلت شابا في مقتبل العمر، لكن رماد شعري يشهد لي أني قد عانيت الكثير في حياتي القصيرة. إني يا عزيزتي مدين لكي بحياتي، فلا تكاد تمر ثانية واحدة إلا وأجدني ممتنا لوجودك. أكتب هذه الكلمات والدمع ينسل من عيني. أفكر أحيانا، قد يكون حبي لكي هو أعظم إنجاز لي في الحياة.
إخلاصك للعائلة لهو بحق أسمى صور التفان، والإيثار، ونكران الذات. أتذكر لحظات من طفولتي، لحظات كانت البراءة عنوانها، ولحظات أخرى كنتي أنت يا سيدتي نجم الليل المنير فيها. هل لازلت تتذكرين يوم تخرجي من الجامعة؟ لقد كان يوما سعيدا. وهل تتذكرين أيضا يوم قررت السفر والرحيل إلى الخارج؟ كان ذلك الشعور أشق علي من الموت نفسه.
أنا يا أمي لازلت أجول في الحياة حاملا ذكراك معي. حتى صورتك أحملها معي في محفظتي. كل يوم أقبل وجهك، أحس بدفئ وجنتيك، وأحلم باليوم الذي أعود فيه إليك. صبرك هو أقوى دليل على صدق حبك لي. إني لأصلي وأدعو من صميم وجداني لكي يطول عمرك وتستجاب دعواتك. لازلت أتذكر قيامك في الفجر و تفانيك في العبادة والصلاة، وإني لمتيقن أن أفضل مكان في الجنة محفوظ للملائكة مثلك.
كلماتي عاجزة عن وصف حبي لك.
مع إخلاصي،
إبنك.
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟