|
الدولة البوليسية والجريمة السياسية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 12:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
L’Etat policier et le crime politique نعم من قتل الطبيب العسكري سابقا ، مراد صغير ؟ هل الملك الغائب عن المغرب ، ويجهل ما يجري في الدولة ؟ . طبعا وهو المسؤول الأول دستوريا عن كل الدولة ، وليس فقط عن بعض مفاصلها ، كالسلطة التنفيذية ، بل هو وحده المسؤول ، ونظرا لضعفه البين ، ونظرا للمرض الذي الم به ، فرّ وترك الدولة لأصدقائه ، وبعد ان مكنهم من المغرب ، مكنهم من ثروة الشعب المفقر ، حيث في رمشة عين صاروا أصحاب ثروة كبيرة لا تقدر بثمن . ام ان الحاكم الفعلي للمغرب الذي اخذ عناوين كثيرة ، لكنها صادقة ، كرئيس الدولة "العميقة " مرة ، ومرة رئيس دولة " الظل " ، ومرة رئيس " البنية التحتية " ، ومرة " العفاريت والتماسيح " ، هو من يقف وراء جريمة قتل الطبيب العسكري الذي لم يعد عسكريا ، واضحى مدنيا ، والمسيطر على كل الدولة ، خاصة وانه المسيطر الوحيد على وزارة الداخلية ، وعلى البوليس السياسي ، سواء " المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني " DGST ، وسواء " مديرية الاستعلامات العامة " بالمديرية العامة للأمن الوطني ، وطبعا نفوده شمل المفتشية العامة للقوات المساعدة ، وهيئة الولاة والعمال ، بل اصبح هو الدولة ، ومحمد السادس خارج التغطية ، والدليل انه منذ توليه العرش شكليا ، وهو يعيش خارج المغرب ، ولا يعيش داخله ، حتى يكون على اضطلاع على ما يحصل به ، وما يحصل برعيته التي أصبحت تتسول للحصول على قطعة خبز تغدي بها ابناءها المفقرين . فمن قتل الطبيب العسكري الذي اضحى مدنيا ، ولم يعد عسكريا ، خاصة وان تسجيلات موجودة ، تفضح الرئيس الفعلي لجهاز البوليس السياسي ، والرئيس الفعلي لوزارة الداخلية ، يبقى هو رئيس دولة " الظل " ، او رئيس الدولة " العميقة " ، طبعا وبمشاركة مرؤوسه الذي ينفد كل طلباته ، مدير البوليس السياسي . ولنا ان نتساءل . هل القتل والاعتداء على الناس من طرف البوليس السياسي الذي رئيسه هو الرئيس الفعلي للدولة " العميقة " ، " البنية التحتية " ، يحصل بأمر الملك ، او ان الملك بسبب ضعفه البين ، وبسبب المرض الذي اخذ منه ، يجهل ما يجري في الدولة التي سلمها الى صديقه المفضل ، الذي يقف وراء كل خروقات حقوق الانسان في مملكة الغاب المحكومة بالمزاج ، وليس بالقوانين الديمقراطية ، وبالمؤسسات الفاعلة ؟ فهل الملك من اعطى الأوامر لقتل الطبيب العسكري ، الطبيب لم يعد عسكريا واصبح مدنيا ، لان من خطفه من مقهى كان يتناول فيها فنجان قهوة مع امه الذي فات عمرها 81 سنة ، وتركوها لوحدها ، كانوا من مجرمي البوليس السياسي ، فرقة العمليات التقنية Les opérations techniques ، وهذه الأفعال هي أفعال مجرمين ، هم من البوليس السياسي الذي على راسه مدير ، لكن الرئيس الفعلي لهذا المدير ، يبقى رئيس دولة " الظل " ، او رئيس الدولة " العميقة " ، وطبعا رئيس " البنية التحتية " .. فهل من اصدر الامر بتوقيف الطبيب مراد صغير ، واختطافه من المقهى امام انظار امه ذات 81 سنة ، هو الملك ؟ ، هو رئيس الدولة " العميقة " و " صديق ومستشار " الملك ؟ فمن اصدر الامر بارتكاب هذه الجريمة التي لا يجب السكوت عنها ، تحت أي مطلب ، او تبرير لتبرئة الذمة من الجريمة المرتكبة ، ومن الجرائم المماثلة التي حصلت منذ سنة 1999 ، تاريخ مجيء محمد السادس الى قصر " توارگة " ، وأخطرها جريمة 16 مايو 2003 ، التي حصدت في ظرف وجيز ، لم يتعدى 24 ساعة آلاف الضحايا الأبرياء ، والضحايا السذج الذين تصرفوا بأمر الجنرال " حميدو لعنيگري " ، الذي كان وقتها يشغل المدير العام ، للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، وبالضبط منذ الاجتماع المصغر للخلية الاجرامية ( الأمنية ) بالمعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة .. فاتخاذ القرار بقتل مواطن ، ضابط سابق في الجيش ، هو قرار من الخطورة بمكان . فالقدوم على اتخاذ مثل هذه القرارات ، مثل قرار تصفية حسن الطاهري ، وقرار تصفية هشام المنظري واللائحة طويلة ، كقرار قتل " مول الصبّاط " لأنه عندما وجد نفسه قد سقط في فخ الجنرال ، واعلن عن مسؤولية الجنرال ومن معه ، في دفع بعض السدج للتفجير بالمطعم الاسباني ، وضرب المطعم الاسباني ، دون غيره من المطاعم التي يملكها أجانب بالدارالبيضاء ، له معناه ، وله دلالته الخاصة ، وهي التفريش والتمهيد لتفجير Madrid في 11 مارس 2004 ، لتغير من مواقف رئيس الحكومة الاسبانية Jose Luis Zapatero ، بسبب موقفه المعادي لمغربية الصحراء الغربية .. فهل من اصدر الامر بقتل الطبيب العسكري من درجة " نقيب – Capitaine " مراد صغير ، هو الملك الذي وحده الدولة ؟ . ام ان قرار القتل ، اتخذه الرئيس الفعلي للحكومة " العميقة " ، الذي هو الدولة الحقيقية ، ويكون القرار قد اتخذ بعض استشارات رئيس الدولة " العميقة " ، او رئيس " البنية التحتية " ، مع معاوله وعلى رأسهم مدير البوليس السياسي ، واعوان وعملاء من مديرية البوليس السياسي ، ومن الإدارة السلطوية وزارة الداخلية .. و بالنسبة للحالة الراهنة ، ودرجة الخطورة التي وصلها مرض الملك ، لا اعتقد انه كان محطة استشارة قبل اتخاذ قرار القتل ، بل ان الملك لا علم له بما يقوم به ، وقام به من اوكلهم امر المغاربة ، ومكنهم من المغرب ، لينهبوا ثروات شعبه المفقر .. ومثل ان التشاور مع الملك لاتخاذ قرار القتل ، قتل مواطن من طرف البوليس السياسي ، مواطن مسالم ، لم يسبق ان تعرض للملك بسوء ، يبقى مستحيلا وغير مؤكدا ، ويبقى تصرف رئيس " البنية التحتية " ، ومن معه الذي ينفد قراراته الاجرامية ، مدير البوليس السياسي ، ووزير الإدارة السلطوية ، هم المسؤولون عن جريمة القتل خارج القانون ، طبعا بالادعاء بالانتساب الى جوقة محمد السادس ، للتغطية ، ولتبرير الجريمة التي أصبحت جريمة البوليس السياسي بكل مفاصله . والسؤال هنا للجيش كجيش .. ما موقف الجيش من جريمة قتل احد ضباطه السابقين الطبيب مراد صغير ؟ ما موقف الجيش من ظواهر اساءت له ومست بكرامته ، كفضيحة " نور زينو " ، وفضيحة " أبو زعيتر " .. فالجيش وبسكوته ، هل هو مواقف على فضيحة " نور زينو " ، وفضيحة " أبو زعيتر " ، وفضائح أخرى بالجملة ، و تكون هذه الفضائح قد اساءت لسمعة الجيش ، وبما فيه الدرك ، الذي حاول اكثر من مرة ، الوزير المنتدب في الداخلية السابق ، اللص المدعو الشرقي ضريس ، جعل وضعية الدرك ، مثل وضع المفتشية العامة للقوات المساعدة ، تابعا وخاضعا لسلطة وزارة الداخلية .. فهل يعني سكوت الجيش عن فضائح تناولها العالم ، كفضيحة " نور زينو " ، والحقت الإهانة بسمعته ، قبولا بهذه الفضائح ، كفضيحة البيدوفيل الاسباني Daniel Galfan التي اسالت مدادا كثيرة ، خاصة عن مسؤولية الملك الشخصية ، في اطلاق سراح من هتك عرض أطفالا وعددهم تجاوز الاحدى عشر ضحية .. فمن اطلق سراح البيدوفيل Daniel Galfan . هل الملك ؟ وتوقيعه على قرار الاعفاء واضح ، مثل توقيعه على ظهير الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ؟ . هل الرئيس الفعلي للدولة " العميقة " ، " البنية التحتية " ، الذي بصدد دفع المغرب الى الهاوية باسم الملك ؟ فمثل قرار العفو عن البيدوفيل الاسباني ، هل قرار قتل مواطن مغربي مسالم ، هو قرار ملكي ، ام قرار اتخذ باسم الملك ، لكن الملك غائب يجهل كل ما يجري بالدولة بسبب ضعفه وبسبب مرضه .. ومثل استبعاد عِلْم الملك بما قام به ( صديقه ومستشاره ) ، يبقى استبعاد المدير العام للدراسات والمستندات DGED ، من المشاركة في جريمة القتل ، مرجحا وبدرجة لا يعتريها الشك . ومرة أخرى . لماذا سكت الجيش عن فضيحة " نور زينو " ، و " أبو زعيتر " ، وهي الفضائح التي اساءت لسمعة الجيش كثيرا ؟ هل الجيش يوافق وموافقا على مثل هذه الظواهر التي اساءت له كثيرا ، ام ان الجيش بدوره يخضع لسلطة الرئيس الفعلي للدولة " العميقة " ، دولة " الظل " ، و" البنية السرية ؟ . ان عملية قتل المواطن البسيط ، الضابط السابق في الجيش ، النقيب مراد صغير ، من صنع البوليس السياسي ، وبمشاركة الإدارة السلطوية وزارة الداخلية ، من خلال السلطة المحلية التي على راسها الوالي والعامل ، بل ومسؤولية النيابة العامة من خلال البيان الذي كان فضيحة ، فشلت في التغطية على الفضيحة الأكبر ، قتل مراد صغير .. لقد كنت أربعة مرات مهددا بالقتل . مرتان في عهد الحسن الثاني عندما مرض ، وعندما فقد التمييز بسبب مرض L’emphysème .. والأشخاص الذين اتخذوا قرار تصفيتي ، العامل المسؤول عن الشؤون السياسية الغير المأسوف عن ذهاب عبدالسلام الزيادي ، ومدير DST المجرم الامي عبدالعزيز علابوش ، ومدير ديوان وزير الداخلية حسين بنحربيط الذي كان صهر الحسن الثاني .. وفي عهد محمد السادس ، تعرضت للقتل بمنعرجات Les virages " كْريفلة " ، حيث كانت تطاردني شاحنة نقل الرمال .. والمسؤول هنا مدير البوليس السياسي المدعو عبداللطيف الحموشي ، والوزير المنتدب في الداخلية اللص المدعو الشرقي ضريس ، وطبعا سيكون هؤلاء المجرمون قد استشاروا مع زميلهم ( صديق ومستشار ) الملك محمد السادس . وبمجرد اتخاذ قرار القتل ، سلط الله على عبدالسلام الزيادي مرض L’emphysème ، وسلط على علابوش الضغط الدموي الحاد ، ومرض " الباركنسون " .. وحسين بنحربيط سلط الله عليه الخرف ... الخ . ان من قتل مراد صغير ، هو من قتل حسن الطاهري ، وهم المسؤولون عن قتل الناس ، وبما فيهم الصحراويون ، حيث توجد 522 صحراوي لا تزال في عداد المفقودين ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركة التحرر العربية : أزمة عارضة ، أم ازمة بنيوية ؟ تحليل.
-
القمع ، والقتل ، والتقتيل ، والاغتيال في دولة امير المؤمنين
...
-
القمع ، والقتل ، والتقتيل ، والاغتيال في دولة امير المؤمنين
...
-
آن الأوان لاستبدال العمامة برأس حقيقي ..
-
الناس على دين ملوكها
-
دور الطقوس والتقليدانية في استمرارية النظام المخزني البوليسي
...
-
ما العمل في وضع كالذي نحن فيه عربيا وجغرافيا محليا ودوليا ؟
-
هل هاجمت جبهة البوليساريو الجنوب الشرقي للمغرب
-
الموقف الديمقراطي من المسألة الديمقراطية
-
هل اتفاقية مدريد ، اتفاقية قانونية ؟ 14 نونبر 1975 / 14 نونب
...
-
هل ما يجري اليوم بالسمارة ، حرب تحرير ام إرهابا ؟
-
تم الترويج لأفكار من قبيل إقامة الدولة الصحراوية بثلث الأراض
...
-
التطبيع مع دولة إسرائيل
-
هل تأجيل أم الغاء المملكة العربية السعودية للقاء القمة العرب
...
-
الدولة الجبرية الاقطاعية الاستبدادية البوليسية
-
مدينة السمارة تتعرض لهجوم بمقذوفتين
-
هل - الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب - منظ
...
-
بعد ضربة مدينة - سمارة - هل يلجأ النظام المخزني البوليسي الى
...
-
ماذا ينتظر المنطقة المغاربية ؟
-
تحليل قرار مجلس الامن 2703 بشأن نزاع الصحراء الغربية .
المزيد.....
-
موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
-
مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
-
-إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
-
مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
-
-أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي
...
-
نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
-
مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط
...
-
اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد.. وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة!
...
-
المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على
...
-
مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية
المزيد.....
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|