أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - فولتير ينتقد لايبنتس انطلاقا من فلسفة الأنوار














المزيد.....


فولتير ينتقد لايبنتس انطلاقا من فلسفة الأنوار


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 00:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عرض الفيلسوف الألماني غوتفريد فيلهيلم لايبنتس (1646-1716) نظريته في الربوبية في كتيب بعنوان: “مقال الثيويديسية عن طبيعة الله وحرية الإنسان وأصل الشر” (1710 ) وفيها وصف نظاما فلسفيا شهيرا يعتمد على “الانسجام المحدد مسبقا” لشرح وجود الشر على الأرض. وهكذا، وفقا لتفاؤلية لايبنتس، الشر ليس إلا ظلا للخير. تبني لايبنيز أدلة تبرر خيرية الله على الرغم من الشر الموجود في العالم.
ينطلق لايبنتس في نظريته من مبدأ الكمال والخير الإلهي. وبحسبه، لا شيء يمكن أن يكون كاملا مثل الله، لذا فإن العالم ليس كاملاً، ولكن، بما أن الله خير، فإن العالم الذي خلقه هو بالضرورة أفضل عالم ممكن. لذا فإن العالم الذي خلقه الله لا يمكن أن يكون كاملاً ؛ وبالتالي فإن الشر ليس سوى مظهر. وإذا اعتقدنا أن العالم يعاني، فذلك لأننا غير قادرين على إدراك الهدف الجيد بالضرورة الذي يبرر هذه المعاناة.
العالم عبارة عن وحدة متناغمة تجمع بين الحد الأقصى من النظام (الطبيعة لا تقوم بقفزات) مع أقصى قدر من التنوع (مبدأ تطابق المتميزات)، وهذا هو السبب في أنه الأفضل من جميع العوالم الممكنة.
يرتكز لايبنتس على تطبيق صارم لمبدأ العلة الكافية. يجب أن يكون من الممكن دائما تفسير “سبب وجود شيء ما بدلاً من لا شيء ولماذا هكذا وليس بخلافه”. إذا كانت جميع العوالم المحتملة حسنة أو سيئة بنفس القدر، فلن يكون هناك سبب يجعل الله يخلق عالما بدلاً من آخر. لكن لايبنتس لا يتظاهر بأي حال من الأحوال بأن هذا العالم مثالي، لأن الشر موجود بالضرورة بسبب القيود الأصلية الحتمية المفروضة على الخلق بأسره.
إضافة إلى مبدإ تطابق المتميزات، استعان لايبنتس بمبدأ العلة الكافية لدعم نظريته. هذا الأخير مبدأ عام في المنطق بمقتضاه لا تُعد القضية صادقة إلا إذا كان يمكن صياغة العلة الكافية بالنسبة لها، فالعلة الكافية قضية أو مجموعة قضايا معروف أنها صادقة، منها يمكن اشتقاق النتيجة منطقياً، ويمكن التدليل على صحة العلة بالتجربة، أو يمكن اشتقاقها من صدق قضايا أُخرى
وهو عند لايبنتس مبدأ فلسفي (أو بديهية) يؤكد، حسب الصيغة التي عبر بها عنه، أنه “لا يحدث أي شيء على الإطلاق دون وجود علة أو على الأقل سبب محدد، قادر على أن يفسر مسبقا لماذا كان هذا الشيء بدلا من ألا يكون ولماذا كان هكذا وليس بأي طريقة أخرى. وبعبارة أخرى، “يشير مبدأ العلة الكافية، في شكله الكلاسيكي، إلى أنه لا يوجد شيء بدون سبب، وبعبارة أخرى أنه لا توجد نتيجة بدون سبب.
بالنسبة للايبنتس، يوضع هذا المبدأ في صميم كل المعرفة، في كل من الميتافيزيقيا والفيزياء والعلوم الأخلاقية. لأنه إذا كانت الأمور بدون سبب، يصبح العالم سخيفا وفقا لـلايبنتس. في النهاية، الله هو السبب الآخر والأخير الذي يبرر كل الأشياء الموجودة.
هذا هو مبدأ العلة الكافية الذي ستتم مناقشته من قبل فلسفات الحرية الأخيرة التي تدعو على العكس من ذلك إلى مبدإ الواقعية.
وبما أن فولتير (1694-1778) وقف موقف ساخرا من الخطاب الفلسفي المتفائل للايبنتس، فلأنه رفض الاعتراف بأننا نعيش في أفضل العوالم الممكنة. وفي قصة “كانديد”، بنى فولتير فلسفة التنوير بأكملها من خلال مخاطبة الفيلسوف الألماني لايبنتس، الذي /دافع عن مفهوم ساذج حول العالم.
لننطلق أولا من نص مقتطف من الفصل الأول من “كانديد” فولتير:
“كان بانغلوس يعلم الميتافيزيقيا واللاهوت الكوني. أثبت بشكل مثير للإعجاب أنه لا توجد أي نتيجة بدون سبب، في هذا الأفضل عالم من العوالم الممكنة، كانت قلعة سيدي البارون هي أجمل القلاع وسيدتي هي أفضل البارونات الممكنة.
ثبت – كما يقول – أن الأمور لا يمكن أن تكون على خلاف ذلك: لأن كل شيء يتم من أجل غاية، لأن كل شيء هو بالضرورة لأجل غاية فضلى. لاحظوا أن الأنوف خلقت لحمل النظارات، لذلك لدينا نظارات […] يجب أن يقال إن كل شيء على أحسن ما يرام.”
هذه هي الطريقة التي يلخص بها فولتير فلسفة لايبنتس الألماني، الذي يؤمن بالتحسين الإلهي للعالم. هذا المفهوم الفلسفي هو الذي يرغب فولتير في تفكيكه، بل السخرية منه. وهكذا يجسد بانغلوس لايبنتس، بينما يضع فولتير نفسه تحت عباءة كانديد، الذي كان في البداية تلميذا فلسفيا ثم صار منشقا، وفي نفس الوقت عرضة للويلات.
هكذا يعلم بانغلوس كانديد، ومن يريد أن يسمعه، أن البشر يعيشون في “أفضل العوالم الممكنة”، الأمر الذي يبدو في ضوء الأحداث الكارثية التي عصفت بالشخوص مضحكا، ويقدمون شكلا من أشكال العمى النظري. لكن في النسق الفلسفي المتفائل، ينظر البشر إلى الشر على أنه شر لأنهم لا يفهمون القوة التي تحكم العالم ولا يفهمون أن الشر موجود من أجل خير أكبر، على الرغم من أنهم لا يدركون ذلك.
من خلال هذا الانتقاد، يعد فولتير ممثلاً جديرا بالتنوير، ويسعى إلى ترشيد جميع المسارات البشرية، ودفع الخرافات واللاعقلانية.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في محضر الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات وبوادر ال ...
- ملاحظات وجيزة عن محضر الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات ا ...
- رسالة من المعلم محمد الجعدي إلى الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي
- رسالة من معلم مضرب ألى عمر الشرقاوي
- شكيب بنموسى في مؤتمر اللجنة التوجيهية رفيعة المستوى حول حكام ...
- قراءة في محاضرة -تصوراتنا للعالم- لمارتن هيدجر
- تعليق مارتن هيدجر على شذرة أناكسيمندر
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة بفا ...
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة (ال ...
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان السينما والفلسفة بفاس (الجزء ...
- اليوم الخامس بعد الهدنة الإنسانية: مقتل ثلاثة شبان فلسطينيين ...
- اليوم الرابع بعد الهدنة الإنسانية: مقتل 50 فلسطينيا وإصابة ا ...
- مقدمة كتاب -تمثل المجال عند المغربي غير المتعلم- لمحمد بوغال ...
- اليوم الثالث بعد الهدنة الإنسانية: استشهاد أكثر من 100 فلسطي ...
- مترحم/ غزة: قصف مكثف بعد انتهاء التهدئة
- وادي زم: المكتب المحلي للاشتراكي الموحد يرصد مشاكل المدينة و ...
- السرير المستثنى من تعريف الفلاسفة
- ألم يحن بعد أوان توحيد نظام الأجور وساعات العمل لفائدة أستاذ ...
- مترجم/ انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس، واستئناف الأعمال الع ...
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل: قرار مجلس المنافسة الخاص بشر ...


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت ...
- -هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
- السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران ...
- كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي ...
- حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
- الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
- -حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
- رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
- ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي ...
- مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - فولتير ينتقد لايبنتس انطلاقا من فلسفة الأنوار