أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - محرقة غزة في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان














المزيد.....


محرقة غزة في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 7823 - 2023 / 12 / 12 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرّت الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان من دون اهتمام كبير من الرأي العام العالمي، خاصة تزامن الذكرى مع " محرقة غزة " التي تحدثها قوات الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، إضافة إلى ما يشهده العالم من مشكلات وتحديات، وما عرفه المجتمع الدولي من تحوّلات، خاصة صعود التيارات اليمينية بتوجهاتها العنصرية، مروراً بتنامي ظاهرة القادة الشعبويين وسياساتهم القومية الضيقة، إلى الإحباط الشديد الذي عمّ شعوب الدول الواقعة تحت حكم أنظمة تسلطية وفاسدة، بسبب تعرّضها للانتهاكات وغياب حماية حقيقية لحقوقها. وفي هذا السياق، تبدو مخاطر إكساب الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي طبعاً دينياً إسلامياً – يهودياً.
وفي هذه الذكرى نعيش الجيل الثالث من هذه الحقوق:‏ الأول بدأ مع الإعلان في 10‏ ديسمبر/كانون الأول ‏1948،‏ والثاني في الستينيات من القرن الماضي بالتركيز على العهدين الدوليين بخصوص الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‏،‏ أما الثالث فهو ينادي بالحقوق الجماعية لكل الشعوب والأمم‏. ولكن يبدو واضحاً أنّ الطريق إلى تعزيز هذه الحقوق، في عالمنا المعاصر، مازال طويلاً وشاقاً وصعباً.
لقد كان الإعلان أول ميثاق دولي هام يجمع عليه العالم بعد الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، ومن يطّلع على هذا الإعلان يجد فيه الكثير من حقوق الإنسان الأساسية: الحق في الحياة، والأمن، والحرية، والصحة، والتعليم، والعمل، والكرامة الإنسانية. ويعتبر وثيقة تاريخية أعلنت حقوقاً غير قابلة للتصرف، يُفترض أن يتمتع الإنسان بها، بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو غيره، أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر.
وفي الذكرى الخامسة والسبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجدر التأكيد على كونية وشمولية هذه الحقوق، فكونية حقوق الإنسان تعني أنّ تبلور هذه الحقوق أو تضمينها في الشرعة العالمية هو ثمرة لكفاح الإنسانية عبر التاريخ في مواجهة جميع أشكال الظلم،‏ ونتاج لتلاقح وتفاعل الثقافات الكبرى عبر الزمان‏،‏ بما في ذلك الحضارة العربية – الإسلامية،‏ كما تعني أيضاً أنه لا يجوز استثناء أحد، في أية منطقة أو في أي نظام ثقافي، من التمتع بهذه الحقوق‏،‏ فهي كونية لأنها ترتبط بمعنى الإنسان ذاته وبغض النظر عن أي اعتبار‏.‏
لقد مثّل صدوره (10 ديسمبر/كانون الأول 1948) لحظةً تاريخيةً وتأسيسيةً في تطور المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، فقد كان بمثابة صحوة ضمير كونية، في ظل ما خلّفته الحربان العالميتان، الأولى والثانية، من مآسٍ وويلات، وفي الوقت نفسه، جسّد تطلع الإنسانية إلى أفقٍ جديدٍ، يُصان فيه السلم والأمن الدوليان، انسجاماً مع ميثاق الأمم المتحدة، حديث العهد آنذاك.
ولكن، في الوقت الذي تبلورت فيه منظومة حقوق الإنسان، فإنّ الواقع الملموس يكشف عن هوة واسعة بين هذا التبلور النظري، وبين الصعوبات والعراقيل المناهضة لهذه الحقوق. فقد كانت المجموعة الدولية شاهدة خلال السنوات الأخيرة على حقيقة أنّ حماية كرامة الإنسان وحرمته الجسدية والمعنوية مرتهنة إلى حد بعيد بأولويات السياسة الدولية. وفي هذا السياق، نتساءل كيف يمكن أن تتقبل الإنسانية الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 65 يوم؟
وفي الواقع، إنّ ما يحدث في غزة، هو صورة نموذجية للمجازر التي دأب المستعمرون على التفنن في ارتكابها، على امتداد التاريخ الاستعماري الرهيب. ومن المؤكد أن هذه المقارنة تشير إلى كل المآسي التي يعاينها العالم قاطبة في جحيم غزة، تضعنا بشكل مباشر في أحراش الطبيعة المتوحشة للاحتلال الإسرائيلي، التي لا تمنعها السمات الإنسانية والحضارية، المعبّر عنها بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولعلَّ الكارثة السورية التي لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، طبقاً لتوصيف هيئة الأمم المتحدة، أبرز دليل على حجم الانتهاكات، التي وصلت إلى مستوى انتهاكات ضد الإنسانية، بعد أن استخدم النظام السوري الكيماوي ضد شعبه، وكذلك البراميل المتفجرة التي كانت تُلقى بشكل عشوائي على المدنيين في الأسواق الشعبية والأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم معوّقات النهوض الحضاري العربي
- مخاطر الماضوية على مستقبل العالم العربي
- شرعية الأمر الواقع في الدول العربية الفاشلة
- أية شرعية للحكومات العربية؟
- تضخم سلطة الدولة وضعف المجتمع المدني في العالم العربي
- كيف تتعامل الحكومات العربية مع الحقل السياسي
- حدود الثقافة السياسية العربية
- هل يكفي الغضب لنصرة الفلسطينيين؟
- محرقة غزة والحاجة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية
- مجتمع المعرفة وأبعاده في العالم العربي
- رؤى لمستقبل سورية بعد التغيير
- مظاهر غدر الثورة السورية
- الاستحقاقات أمام اللاجئين السوريين في العالم
- دروس تعقيدات وقائع الثورة السورية
- الأسباب العميقة للثورة السورية المتجددة
- الحداثة ومكوناتها في مرآة الضرورة العربية
- حول المسألة القومية وتجلياتها في سورية
- أصول التجزؤ العربي (2 - 2)
- أصول التجزؤ العربي (1- 2)
- توصيف عام للعالم العربي


المزيد.....




- كازاخستان تحسم الجدل عن سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكت ...
- الآلاف يشيعون جثامين 6 مقاتلين من قسد بعد مقتلهم في اشتباكات ...
- بوتين: نسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- -رسائل عربية للشرع-.. فيصل الفايز يجيب لـRT عن أسئلة كبرى تش ...
- برلماني مصري يحذر من نوايا إسرائيل تجاه بلاده بعد سوريا
- إطلاق نار وعملية طعن في مطار فينيكس بالولايات المتحدة يوم عي ...
- وسائل إعلام عبرية: فرص التوصل إلى اتفاق في غزة قبل تنصيب ترا ...
- الطوارئ الروسية تجلي حوالي 400 شخص من قطاع غزة ولبنان
- سوريا.. غرفة عمليات ردع العدوان تعلن القضاء على المسؤول عن م ...
- أزمة سياسية جديدة بكوريا الجنوبية بعد صدام البرلمان والرئيس ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - محرقة غزة في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان