{مدينة مندلي و الشيخ ناظم}

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7822 - 2023 / 12 / 11 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

مندلي مدينة متواضعة ببنائها،كبيرة بعطائها، بلدة قديمة،وجميلة بل كانت زوراء يانعة ببساتينها الخضراء،وهوائها اللطيف،وأنهارها الرقراقة،لذا كانت أمنية الزوار،وبستان الشعراء،واتخذها على مرّ الدهور ،أسر مختلفة من الأمراء الكرد دار إمارة لهم ،و نزلت في دوحتها أقوام متنوعة الأنساب، ومختلفة الألسن فأصبحت بذلك عروس بلاد الرافدين،بل زوراؤها على مرِ السنين، فأنشأوا فيها مدارس و مجالس للعلم و الأدب،حيث ورد ذكرها في أمهات الكتب التاريخية و الجغرافية،و كتب الرحلات و التراجم و السير و بعدة لغات،لما لها من دور مهم في إثراء الحضارة الإنسانية بعطاء علمائها الأفذاذ في كافة ميادين العلم و المعرفة؛فازدهرت في ربوعها رياض العلم والعطاء،فاضت فشعّت منها أنوار الثقافة و الآداب و الفنون من بلاد الرافدين الى أرجاء المعمورة.
وما زال أحفاد أولئك الأفذاذ يسيرون على نهج أجدادهم الأصلاء في طلب العلوم الراقية،والمعارف الزاهية لتكملة المشوار الحضاري،وكذلك كان لهم الباع الطويل في الجهاد أيضاً لإعلاء كلمة الحق و الاسلام و انقاذ البلاد من براثن البعث الجائر ،و ظهر من قضاء مندلي فتية مؤمنة ساروا على طريق مقارعة الطغاة ..و منهم:شيخنا الجليل الشهيد ناظم المندلاوي الذي ولد و ترعرع في ربوعها و لنتعرف على هذا الشيخ الجليل المضحي من أجل الاسلام الحنيف وفاءً له:
هو حجة الاسلام الشيخ ناظم غلام كريم المندلاوي،من عشيرة قره لوس الكردية المعروفة ،ولد فـي مدينة مندلي /محافظة ديالى عام 1943م،من عائلة معروفة بالتزامها الدينـي،وأكمـل فيها دراسته الإبتدائية و الأعدادية ، ثم ألتحق بالحوزة العلمية فـي مدينة النجف الأشرف عام 1973م ،وأسس مكتبة الإمام الحكيم (قدس سره) فـي الجامع الكبير في مدينة مندلي،تحت إشراف العلامة السيد حسن الطباطبائي (قدس سره)(1)،وكان يقيم حلقات دراسية للشباب في منطقته أيام العطل الرسمية، أعتقل سنة 1983م،وبعد مدة من السجن و التعذيب،نال درجة الشهادة في قاطع الإعدام،قسم الأحكام الثقيلة في سجن أبي غريب - بغداد في نفس السنة،تاركاً وراءه زوجة وابنتينِ،اللاتي هجّرهنَّ النظام البائد بعد استشهاده الى إيران.وكان من أصدقائي المقربين،هذا وذكرته عدة كتب منها:
1- العلماء الشهداء / مؤسسة الشهيد للثورة الاسلامية في العراق
2- التركمان الشهداء- دار الدليل.
3- مجلة حوار الفكر- العدد: 5لسنة 2004م – بحث للمؤلف حول الاغتيال الديني في العهد البائد.
رحمه الله تعالى شهيدنا و اسكنه فسيح الجنان ،فقد كان رجلاً نبيلاً مؤدباً يحب الخير و العلم للجميع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ3/5/2011م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات