أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - تجاعيد وايجار واتهام














المزيد.....

تجاعيد وايجار واتهام


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7819 - 2023 / 12 / 8 - 14:10
المحور: كتابات ساخرة
    


- تجاعيد

حمل حقيبته وهم بالخروج ونظر الى الساعة الجدارية العتيقة في شقته, وكانت تشير الى الساعة السابعة والربع صباحاً، خرج قاصداً عمله، ما ان فتح باب العمارة صادفته فتاة تدنو من العشرين، ذات قوام مبهر، وجمالها يسحر العقول، وعيونها تلونت بلون حجابها الأزرق الذي غطّى جزءاً من رأسها، نظرة اليه بعمق وتبسمت ثم قالت له: "صباح الخير"، ردَّ بابتسامة المرحب المنبهر: "صباح النور".
سألته: "هل توجد شقة هنا لسكن الطالبات"؟! كان سؤالا غريبا وغير متوقع وعند بداية الصباح ومن كائن فاتن جدا, ...بقي صامتا للحظة ينظر للجمال, ثم قال: لا...لا توجد... انزعجت جدا من إجابته, وقالت له بصوت جاف وبارد: "شكرا جدو".. لمح في عبارتها الاخيرة تجاعيد وشيب وخيبة امل.. وكان يتمتم مع نفسه: "لكن لماذا انزعجت الفتاة من اجابتي؟ وهل يعقل انها تبحث عن شقة للسكن عند السابعة والربع صباحا".


- بيت للإيجار
قرر ان يجرب العيش بعيدا عن العاصفة التي هو فيها, حيث بيت العائلة المكتظ بعدد كبير, مما جعل العيش جحيما, كان مرهق جدا من كل ما يحدث, خرج يبحث عن بيت للايجار وقرر ان يسكن في شارع فلسطين, لقربه عن مكان عمله, لكن صدمته اسعار الايجارات, فهي لا تقل عن ثمانمائة الف دينار, اما راتبه فهو فقط ثمانمائة وعشرون الف دينار! بقي لشهر يتجول من منطقة الى اخرى والاسعار تمثل حريق شديد لا يتحمله! إن البحث عن بيت للايجار هو كالصداع يهشم رأسه ويخنقه.
الى تدحرج في تجواله الى منطقة في اطراف بغداد تسمى السعادة, اسم غريب فهو ليس تاريخي ولا ديني! بل ان المنطقة لا يوحي شكلها باي مؤشر للسعادة, فالشوارع ترابية ليس فيها إلا الكلاب السائبة, والكهرباء مقطوعة, والايجار فقط مئتين الف لبيت صغير, عندها قرر ترك فكرة الايجار وعاد لبيت العائلة واندمج في عاصفة العيش, فما يأكل تفكيرك الليلة سيغدو بعد عام من الآن شيئًا عاديًا قد لا تتذكره حتى.. لقد كان يحاول الهرب من الضجيج إلى العدم، والعدم يفزعك، لا هدوء في الهدوء كما تظن.
الغريب ان كل البلدان المحيطة بنا اسعار الايجارات أقل بكثير منا, لا اعلم من السبب في جعل السكن جحيما في العراق.



- الزوراء بعثية
احتدم الجدال بين الاصدقاء حول اندية البطولة المحلية, فصاح احد الجهال (سوء تصرفه فضح جهله): "الزوراء بعثية, والذي يتعاطف معهم بعثي مثلهم"!, وايده جماعة يشابهوه بنمط التفكير, وقال شاب يبدو في السابعة عشر من العمر ( يعني أنه ولد بعد زوال حكم البعث): " نعم كان صدام زورائي حد النخاع ولا يسمح لأحد بالفوز على الزوراء"! ..هكذا ترسل التهم من دون دليل... وكان بينهم شخص يحاول الكلام وان يرد, لكن لا يسمحون له بزعيقهم وصياحهم.
كنت مترددا في التدخل, لكن ان أغلقت فمي عندها سابقى متحسرا, فان أسوأ من كونك تعيش ساكت ان تعيش متحمّل.
فاقتربت منهم والقيت التحية عليهم ثم قلت لهم: "يا احبتي في زمن البعث اي مسؤول محلي يجب ان يكون بعثي, ولذلك كانت جميع الأندية المحلية بقيادات بعثية, ولا يوجد نادي يمثل المعارضة في ذلك الوقت, (ضحكوا جميعا), ... اما صدام فكان منشغلا بالحروب ولم يعرف عنه تشجيعه لاي نادي محلي, وان من يقول الزوراء بعثية فقط يريد ان يسقط! مع ان الداء به ايضا, ومعيب يا احبتي اتهام الجمهور بهكذا تهمة, ان الناس تعشق الكرة ولا تمثل خط سياسي, فاتركوا هذا الجنون وكونوا عقلاء وأصحاب خلق في تشجيعكم".



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيتشكل بعد حرب غزة ؟
- عجلة التكتوك وخطرها الاجتماعي المدمر
- لماذا عرب التطبيع لا يقطعون علاقاتهم مع الكيان الصهيوني؟
- ابتلاع غزة لغرض إنجاز قناة بن غوريون
- ازمة الضمير ومحنة اهل غزة
- النساء والتفاعل المريب مع العولمة
- ابتزاز كهربائي وقالب ثلج وشرك سياسي
- الجاهلية والحنين لزمن الذل
- منتخبنا الوطني وفوضى الالوان
- الصحافة الساخرة طريق التسقيط الأنجح
- نظام صدام يسعى لحرب ايران -2-
- نظام صدام وافتعال الحرب ضد إيران
- معوقات بناء دولة قوية
- اشكاليات سياسية مزمنة
- الدولة القوية وعوامل الانهيار
- افكار لحل ازمة العنوسة
- مشروع قناة نهرية عراقية – سورية
- تخبطات إدارة نادي الزوراء الى متى؟
- منتخب شباب تونس يكشف عورة المدرب العراقي
- يجب طبع عملة فئة خمسون دينار عراقي


المزيد.....




- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - تجاعيد وايجار واتهام