برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة بفاس

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 7818 - 2023 / 12 / 7 - 00:31
المحور: الادب والفن
    

تنظم جمعية أصدقاء الفلسفة النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا الدولي للسينما والفلسفة بفاس في الفترة الممتدة من تاسع إلى ثالث عشر ديسمبر الجاري.
نقدم في ما يلي البرنامج الشامل لهذا الحدث السينمائي والفلسفي:
ابتداء من الساعة الرابعة بعد زوال يوم السبت تاسع ديسمبر، سوف تلقي كارين فيليرز، المديرة الفنية للمهرجان كلمة تقديمية، وسوف يليها الدكتور عزيز الحدادي، رئيس جمعية أصدقاء الفلسفة، بكلمة ذات صلة وثقى بهذه المناسبة.
بعد ذلك، سوف يتم تكريم رشيد الوالي بوصفه منشطا تلفزيونيا، وباعتباره على الخصوص ممثلا مسرحيا وسينمائيا كبيرا. لهذا، تمت برمجة فيلم "الطابع" لنفس الممثل والذي رأى النور في شهر أكتوبر من هذه السنة.
يحكي الفيلم قصة العربي طرش، العامل المهاجر المتقاعد، الذي عاش في فرنسا منذ 50 سنة. أصيب بمرض عضال، بقي في عمره ثلاثة أشهر قبل أن يموت. كيف الإعلان عن هذا الخبر الأليم لأبنائه؟ وحيدا في غرفته، بصوت مرتفع، بحث عن الكلمات الصحيحة ليخبرهم عن موته الوشيك. باءت محاولته بالفشل، لأن هؤلاء الأنانيين الغارقين في الرمال المتحركة لم يتفضلوا بإيلائه أدنى اهتمام.
للإشارة، رشيد الوالي منشط تلفزيوني، بله بالأحرى ممثل مغربي كبير في المسرح والسينما. بعد حصوله على الباكالوريا، اجتاز مباراة في الفن المسرحي، وأعجب بدروس عباس إبراهيم في مدرسة الفن المسرحي التابعة لمسرح محمد الخامس بالرباط. في 2018، كان رشيد الوالي عضوا في لجنة تحكيم لاكتشاف المواهب: الفنان، برنامج فني يشجع المواهب المغربية، خاصة في المجال الفني. فيلم "الطابع" هو ثالث أفلامه.
انطلاقا من الساعة العاشرة من يوم الأحد عاشر، سوف يكون جمهور المهرجان على موعد مع مائدة مستديرة يشارك فيها الأستاذات والاساتذة الآتية أسماؤهم: ماريو برينتا - روبير رومبو - كارين دي فيلير - منال غوا - زهور المرساوي - يوسف تيباس - معزوز - نور الدين التباعي - عزيز الحدادي.
على الساعة الثالثة، سوف ينطلق عرض الأفلام المتنافسة. هكذا، سيشاهد الجمهور فلم "نصف روح" (2021) للمخرج التونسي مروان
الطرابلسي.
تدور أحداث هذا الفيلم، الذي أدى دور بطولته الممثل والأستاذ المسرحي عبد القادر بن سعيد والطفلة آمنة الحلفاوي، حول الأب ناجي وابنته أمل اللذين يقطنان بمصنع قديم كائن في أطراف المدينة، يفقد الأب وظيفته لكنه يضطرّ لجمع الأشياء القديمة وبيعها ليظل على قيد الحياة… وذات يوم تصاب ابنته بورم في الدماغ، فيقرّر اجتياز امتحان استمع إليه في إعلان حول تجارة الأرواح.
يسلط الفيلم الضوء على قيمة البشر التي فقدت معناها وأصبحت اليوم سلعة تُباع وتُشترى"، بحسب تعبير المخرج، مضيفا أن الفيلم ينطلق من ترجمة هذه المشاعر لنقد العالم المادي من منظور فلسفي ميتافيزيقي. ويبقى أن نشير إلى أن مروان الطرابلسي فنان متعدد المواهب: مخرج سينمائي، رسام ومصور.
ثم بعد ذلك، يأتي عرض فيلم "الأرض زرقاء مثل برتقالة" (2021) لإيرينا تسيليك والذي يحكي قصة آنا وأبنائها الذين يعيشون في منطقة حرب في دونباس بأوكرانيا. مشروعهم المشترك: تصوير فيلم عما يعيشونهم وعن حياتهم اليومية في هذه المدينة المدمرة. حولوا الصالة إلى استوديو وطلبوا من الجنود أن يأخذوا أماكنهم أمام الكاميرا. عن ذلك، انبثق فيلم وثائقي حركي حول الحياة على هامش الأمن والسلم.
للإشارة، ولدت إرينا تسليك في كييف، وهي الآن كاتبة شابة ومخرجة سينمائية أوكرانية.
على الساعة السادسة، يتواصل عرض الأفلام المتنافسة ب"خوارزميات الجمال" (2022) للمخرجة البلجيكية ميلينا ترفيي. فمن أجل خلق صورة حية لوردة، تستعين الساردة بالذكاء الاصطناعي المقدم بطريقة ساخرة من خلال كائن صارخ في حوض مائي معه تتحدث تماما كما لو تعلق الأمر بحيوان أليف.
بعد "خوارزميات الجمال"، يشاهد عشاق السينما الحاضرون فيلم "أوسترال" (2022) للمخرج البلجيكي بنجامين كولو.
في أقصى العالم، اجتاز ثلاثة رجال البحر الجنوبي وأهواله. ودعوا أسرهم، وواجهوا العواصف في سبيل ملاقاة الصيادين المعزولين في الجزر الشهيرة بحزن في أقصى جنوب شيلي.
بنجامين كولو مخرج، كبير المشغلين، مونتير لدى عدة شركات الإنتاجات الوثائقية ومصور فني. بالموازاة مع ذلك، كتب سيناريو السلسلة الفنية المصورة "Blue of Straw" وأنتج أعمالا مسموعة.
يوم الاثنين حادي عشر، موعد الجمهور، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، مع مائدة مستديرة أخرى تتمحور حول ثيمة "الجميل"، وسوف يشارك فيها نفس الأسماء سالفة الذكر والتي أطرت المائدة المستديرة الأولى.
على الساعة الثالثة بعد الزوال، سوف يدعى الجمهور إلى مشاهدة فيلم "الأقنعة" (2021) لمخرجه أوليفيي سمولدر. يتحدث هذا الفيلم عن مخرج سينمائي، بمناسبة عطلة في البادية، تذكر موت والديه. فقدان وجهيهما، ونظراتهما على الخصوص كان نقطة انطلاق تأملات حول الأقنعة بوصفها جوازات إلى الآخرة.
اوليفيي سمولدر، المزداد سنة 1956، مخرج بلجيكي وأستاذ السينما في المعهد العالي لفنون الفرجة (INSAS)، سيناريست، ومخرج لخمسة عشرا فيلما يتم فيها غالبا الخلط بين الأجناس، بالإضافة إلى كونه مؤلفا لكتب حول الأدب والسينما.
الفيلم الموالي وثائقي، بعنوان "الرجل الذي أصبح متحفا" (2019) ومن إخراج مروان الطرابلسي. يأخذنا هذا الفيلم إلى العالم الغرائبي لفنان متوحد يدعى "علي عيسى" مهووس بالرسم وبجمع الأشياء المستجيبة لاحتياجات فن الاستعادة. وبحكم مراكمتها بقوة، وجد نفسه وقد امتصته هذه الأشياء وغرق في هذا الإنتاج المتضخم الذي يؤثر فيه. إنها القصة الرائعة لرجل أصبح متحفا.
ويبقى أن نعرف أن مروان الطرابلسي فنان تونسي متعدد المواهب أيضا؛ فهو مخرج سينمائي، رسام ومصور.
مع حلول الساعة السادسة من مساء هذا اليوم، سيواصل الجمهور مشاهدة باقي الأفلام المتنافسة وهي الفيلم التنشيطي "ملاك" (2023) للمخرج العراقي عبد العالي"، والفيلم الوثائقي "في ما وراء الضفة" (2021) للإيطالي ريكاردو دي كال.
مع حلول الساعة السادسة من مساء هذا اليوم (11 ديسمبر)، سيواصل الجمهور مشاهدة باقي الأفلام المتنافسة وهي الفيلم التنشيطي “ملاك” (2023) للمخرج العراقي عبد العالي”، والفيلم الوثائقي “في ما وراء الضفة” (2021) للإيطالي ريكاردو دي كال الذي درس الهندسة المعمارية في البندقية، وإلى جانب ذلك، يعمل مصورا ومخرجا سينمائيا.
يحكي فيلمه هذا عن السبل المتقاطعة لأشخاص يعيشون حول نفس النهر، المعروف تحت اسم "بيافي".
في صباح اليوم الموالي، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا بالضبط، سيفتح نقاش حول السينما المغربية والسينما الأوربية يحاول الإحابة على هذا السؤال: كيف يربط الخيالي والوثائقي بين السينما المغربية وسينما البحر الأبيض المتوسط؟
انطلاقا من الساعة الثالثة بعد الزوال، سوف تستأنف عروض المنافسة بمشاهدة فيلم وثائقي منتج بشكل مشترك بين فرنسا وإيطاليا تحت عنوان "أشوكيتام" (2021) وإشراف فيديريكو فرانسيوني. لهذا الفيلم قصة يريد سردها، وهي شبيهة بحكاية.
ولد فيديريكو فرانسيوني بإيطاليا سنة 1988. خريج مركز التصوير السينمائي التجريبي بروما. خلال مرحلة تكوينه، أخرج بالاشتراك مع زميله يان شينغ تومبا شريط "الطلقة الأولى" (The First Shot).
يليه فيلم "لومينا" (2021) من نوع خيال LM ومن إخراج صمويل سيستيري. تدور أحداث قصته حول امرأة غامضة تستيقظ لتجد نفسها في شاطئ خال من البشر. بدات تتجول في عالم من الدمار، وهي مزودة بقدرات استثنائية: تؤهلها للاطلاع على ذاكرة الأشياء وإعادة تشغيل آلات إلكترونية ظلت مطفأة لعدة سنوات. وفي إطار التعريف بمخرج الفيلم، يجدر بنا الإشارة إلى أن صمويل سيستيري مخرج شاب ومنتج إيطالي موهوب. يعتبر "لومينا" ثاني فيلم مطول له من هذا الصنف.
في تمام الساعة السادسة، سوف يشاهد الضيوف الحاضرون فيلما جديدا من أفلام الخيال تم إنتاجه هو ايضا بالاشتراك بين المغرب وفرنسا. يتعلق الأمر بفيلم “على قبر أبي” (2023) من تأليف وإخراج جواهين زنتر.
يروي الفيلم قصة “مايين” وأسرتها أثناء رحلتهم إلى قرية مغربية حاملين نعش أبيهم. وبينما يقرر الرجال دفن الأب مع اشتراطهم بقاء النساء في المنزل، تعترض الفتاة الصغيرة على ذلك، بعزيمة أن تقود أباها إلى مثواه الأخير. للتذكير، جواهين زنتر كاتبة سيناريو ومخرجة فرنكومغربية.
مباشرة بعد ذلك، يأتي الدور على فيلم وثائقي بعنوان "سمكة ذهبية، سمكة إفريقية" (2018) قام بإخراجه الفرنسي توماس غراند والسنغالي موسى ديوب، وفاز بأكثر من خمسين جائزة عالمية، وهو صيحة إنسانية من أجل عمال الصيد في السنغال على وجه الخصوص، وفي كل أفريقيا والحالات المشابهة لها عبر العالم.
يسلط هذا الفيلم الضوء على منطقة كازامانس، جنوب السينغال، التي تعتبر أحد الملاذات الأخيرة في إفريقيا الغربية لعدد متزايد من الصيادة الحرفيين، من المحولين ومن العمال المهاجرين. أمام منافسة خارجية تزداد رويدا رويدا قوة، يقف هؤلاء الرجال والنساء مقاومين وهم يساهمون بعملهم في الأمن الغذائي لكثير من الدول الإفريقية. لكن بأي مقياس؟
في صبيحة ثالث عشر ديسمبر، يتواصل عرض الأفلام المتنافسة، وتكون البداية بفيلم منتج بالاشتراك بين فرنسا وبلجيكا تحت عنوان "الخطوط الداخلية" (Inner Lines) (2021) لبيير إيف فنديويرد.
في اللغة العسكرية، الخطوط الداخلية هي طرق الطوارئ التي، على الرغم من أنها تقع بالقرب من الخطوط المقابلة، فهي وسائل التحكم في الهروب وتسمح بالهروب. حول جبل أرارات، في تركيا وأرمينيا، يسافر الرسل والحمام الزاجل في هذه المسارات المتوازية، ويلتقون بالمجتمعات التي تعاني من الحروب.
يواصل بيير إيف فنديويرد عمله السياسي والشعري القوي (Les Tourmentes, VdR Les Eternels, 2016) بهذا الفيلم المصور ب16 ملم بين كردستان العراق، تركيا وقرة باغ العليا. ظل المخرج وفيا مقاربة صورية تمزج الرسم المكتمل وصور اللفافة بما وراء الكاميرا المسموع اللامتزامن، بالشهادات المثيرة للمشاعر.
ابتداء من الثالثة بعد زوال هذا اليوم، وفي إطار اختتام العروض المتنافسة، سيكون الجمهور الكريم على موعد مع فيلم بعنوان "وراء الباب" (2023) للإيطالية كارين دي فيليرز.
كارين دي فيليرز من أصل استوائي، وهي مخرجة أفلام ودرست الأنثروبولوجيا. فاز فيلمها الوثائقي الأول "أنا جارك" (1990) بجائزة في مهرجان كان. ثم أنتجت العناوين التالية "القصر الصغير" (1999) و"كما أراه" (2001)، و"Luc de Hoche".
النظر من وراء الباب هو إلقاء نظرة على هذا المكان، المنزل، لاكتشاف كيف يمكن له أن يقدم الشخص الذي يعيش بداخله، أن يكون مرآة لداخليته. ثمانية عشر صورة التقطت خلال مسارها اليومي الخاص، بين جدران المنزل وخارجها لتبيان كيف أن المكان الذي تنتمي إليه، عن اختيار أو بمجرد الصدفة، يمكن أن يكون مؤشرا على العلاقة الشخصية التي يقيمها كل واحد منا مع العالم، مع الآخر، ومع الذات على الخصوص، حتى يكون هذا المجال الذي نعيش في كنفه والذي نحمله في دواخلنا مهما كنا وحيثما حللنا وارتحلنا.
على الساعة العاشرة من صباح اليوم الأخير (رابع عشر ديسمبر)، يتم الإعلان عن ورشة سينمائية لفائدة أطفال المدارس.
وإذ يقترح مهرجان السينما والفلسفة بفاس هذه الورشة السينمائية التي تجمع أساتذة وتلاميذ، يروم تمكين الأطفال المشاركين من اكتشاف مختلف الطرائق المرتبطة بإخراج الفيلم والاستئناس بها من جهة، وتشجيعهم على التفكير والنقاش حول مواضيع انطلاقا من الأفلام المعروضة؛ ذلك لأن السينما تمثل بالفعل مصدرا لا ينضب للتربية على المواطنة.
عند الساعة الحادية عشر صباحا، سوف يتم عرض فيلم خيالي مغربي "اكتب لي" (2023) لعمر التوزاني وفيلم "الفزاعة" لأنس الزمتي.
ابتداء من الساعة التاسعة من مساء هذا اليوم، تنطلق أمسية الاختتام وتوزيع جوائز ابن رشد.
سوف يتم، خلال هذه الامسية، عرض فيلم قصير من إنتاج 2021 وتوقيع المخرجة المغربية مانال غوا. يحكي الفيلم قصة طفل فقد أمه في سن مبكرة بسبب إصابتها بمرض السرطان وحولته الصدمة بحيث جعلت منه رجلا غير مستقر، يضع على وجهه قناعا لترويع واختطاف الفتيات الزعراوات لسبب غامض. يليه فيلم مغربي أخير لشادي الزراقي (27 عام) الكاتب والمخرج الحاصل على ماستر في السينما الوثائقية ودكتوراه في البيداغوجيا السينماتوغرافية. مخرجه المحبوب هو دينيس فيلنوف.
يدخل هذا الفيلم في إطار كوميديا اللامعقول؛ حيث يسرد قصة رجلين مدمنين على الكحول يلتقيان ويتبادلان أطراف الحديث عن قصتيهما في إطار من العبث والسوريالية. خطاب يخفي حزنا ما، وبين الحقيقة والخيال تضيع الشخصية.

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات