أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عامر صالح - بعض من الأطر السايكو سياسية والدينية في الصراع الفلسطيني الأسرائيلي















المزيد.....


بعض من الأطر السايكو سياسية والدينية في الصراع الفلسطيني الأسرائيلي


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 21:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الهجوم الذي اقدمت عليه حماس في السابع من اكتوبر الماضي سبب لأسرائيل وجع لا يمكن تجاوز آثاره بسهولة, فقد وضع الأمن الأسرائيلي والقدرات والأسرائيلية عموما في تساؤلات من الصعب الأجابة عليها, وممكن اختزالها بأسئلة سريعة: أين القبب الحديدية التي ترد الصواريخ على مطلقيها, وأين الجيش الذي لا يقهر, وأين الأمن الذي لا يخترق. أما التساؤلات التي تطال حماس فهي مختزلة بشدة في الآتي: هل كانت العملية جزء من استراتيجية واضحة لبلوغ الأهداف, ماذا ستجنيه حماس من العملية على مستويات المدى الأقرب والأبعد, أم أن ما جرى هو مجرد مشاغلة للعدو دون حساب لردود افعاله, ودون حساب أن حلفاء اسرائيل هم اكثر وضوحا في التحالف معها من حلفاء القضية الفلسطينية. وعلى مدار الصراع العربي ـ الأسرائيلي ومنذ العام 1948 تحولت القضية الفلسطينية على أيدي الحكام العرب والمتأسلمين الى مادة لتسويق الأجندة العقائدية وتجريدها من بعدها الأنساني, فتارة ارادها ارادها البعثيون ان تكون فلسطين بعثية وتارة اخرى ارادها القومجيون ان تكون قومية ثم ارادها الأسلامويون وفقا لسرديتهم المشوهة وبدون حل.

لا يمكن النظر الى العملية التي أقدمت عليها حركة حماس الأسلامية بأنها تعبير عن نهج حماس المتشدد فقط اتجاه أسرائيل فأن ذلك مجافي لأبسط قواعد الصراع مع اسرائيل وعنجهيتها خلال 75 عاما من الأحتلال وحرمانها لحقوق الشعب الفلسطيني في أقامة دولته المستقلة وفقا للشرعية الدولية والانسانية, ومن غير المقبول ان يكون شعبا محتلا ومحاصرا ومحروما من حقه في الحياة الحرة الكريمة أن يكون وديعا ومسالما مع من يغتصب أرضه, ولعل في تصريح الأمين العام للأمم المتحدة والذي اغضب اسرائيل" بأن عملية حماس في 7 أكتوبر لم تأتي من فراغ " أنه لخص ذلك لأطروحة سيكولوجية قوامها أن كل كبت مستديم واعادة انتاج الكبت عبر عقود يمكن له أن يعبر عن نفسه في احدى احتمالاته وهو " العدولن " والذي يسري على الأفراد والتجمعات والحركات, ومن هنا ومع طول أمد الكبت وعدم اشباع الحاجة الى وطن في ظل احتلال قاسي لا يمكن التنبؤ بطبيعة ردود الأفعال دفاعا عن النفس وعن البقاء.

أن المطالبة الغربية والأمريكية بشكل خاص بأدانة حماس بأعتبارها تنظيم ارهابي او حسب الرواية الأسرائيلية بأنها حركة داعشية هو أمر سقط في الحضيض بل وغبي وخاصة عندما نرى ردود الفعل الأسرائيلية على عملية طوفان الأقصى, كيف يمكن ان تكون ردود فعل بهذا الحجم المدمر في القتل والتشريد والخراب الشامل الذي ارتكبته في غزة بحق المدنيين والنساء والأطفال والبنية التحتية, فكيف يمكن تفسيره بغير ارهاب الدولة ذلك وهي تدعى أنها" دولة " وهي لا تقاتل دولة بل فصائل مسلحة. أن تهمة ألصاق الداعشية بحماس هي محاولة لأستجداء عطف العالم وحرف انظاره عن المأساة التي يرتكبها الأحتلال بجق الشعب الفلسطيني. فالداعشية تنطيم دولي متحرك لا ارض له يستقر عليها وهو يقاتل ويسبي في كل مكان تسنح له فرصة الأستيلاء عليها وهو يقتل ويحتل ويسبي اعراض وارض ومال المسلمين قبل غيرهم, اما حماس وبغض النظر عن اتفاقنا ام اختلافنا مع اجندتها العقائدية ومفهومها للصراع العربي او الفلسطيني ـ الأسرائيلي فهي جزء من مشروع المقاومة المشروعة ضد الأحتلال الأسرائيلي.

لا يمكن اقصاء حماس من منظومة التحرر الوطني الفلسطينية وأن ظروف ولادتها على الأرض الفلسطينية المغتصبة هي بدون شك تعبير حقيقي عن حالة الأحباط واليأس التي يمر بها الشعب الفلسطيني منذ عقود وخذلانه من حلفائه الذين يدعون نصرة قضيته او يعتبرونها قضيتهم الأولى الى جانب خذلان العالم له وفي مقدمتهم العالم الغربي وفي مقدمتهم امريكا التي تخزض الحرب الآن مع اسرائيل متحالفة معها وتمنحها الضوء الأخضر بما تفعله مع بعض الأستثناءات الخجولة.

كل حركات التحرر ضد الأحتلال العربية منها وغير العربية في فترات الأحتلال المباشر وغير المباشر الفرنسية والبريطانية والعثمانية والأمريكية تشكل منظومات فكرية وعقائدية متنوعة من الأفكار والعقائد والأيديولوجيات والممارسات والتي تمتد بتصنيفاتها البنيوية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وتلتقي جميعها عند هدف واحد هو تحرير الأرض المغتصبة من الأستعمار والأحتلال, ولنا في دروس الأحتلال من النضال في الجزائر وليبيا والعراق ومصر والمغرب وتونس وغيرها من بلدان العالم, فقد حضرت التيارات الدينية الأسلامية والمسيحية كجزء من منظومة التحرر الوطني, وحكم على الكثير من قيادتها بالأرهاب وتم اعدامهم وتصفيتهم من قبل المحتل ولكن التاريح ينصفهم والشعوب كذلك بأعتبارهم رموز وطنية ضد المحتل والمغتصب للأرض.

أما ما بعد انجاز مرحلة التحرر الوطني والحصول على الأستقلال وعلى الأرض فأ الصراع ينتقل الى بناء شكل النظام السياسي وبناء الدولة وهويتها وتوجهاتها. لا أقول ان حماس تمثل البديل الأفضل للشعب الفلسطيني فهذا أمر يجافي الحقائق وحماس حالها حال الحركات والأنظمة الدينية المتأسلمة في المنطقة التي لا تمتلك مشروعا لبناء الدولة المدنية الحاضنة لكل التنوعات الفكرية والأيديولوجية والمذهبية كما ان موقفها من التعددية الجزبية وديمقراطية التدوال السلمي للسلطة هو موقف هش كما اكدت تجارب صراعها مع منظمة التحرير الفلسطينية.

ولاكن لا يمكن الأستهانة بحماس وتضحياتها وقدرة مقاتليها على التضحية والأستبسال بعيدا عن طبيعة ادارتها للصراع مع المحتل الأسرائيلي أو رؤيتها الأستراتيجية الشاملة للعمليات العسكرية التي تقوم بها من منظور الربح والخسارة ومديات الأقتراب في انجاز الهدف النهائي في التحرر والأستقلال, ولا اريد هنا شخصنة الصراع واعطائه صفة حماس ـ اسرائيل بل هو صراع كل الشعب الفلسطيني بأختلاف توجهاته مع المحتل الأسرائيلي.

أن الصراع الفلسطيني ـ الفلسطيني وحصرا منظمة التحرير ـ حماس هو من ساهم في اضعاف وحدة الصف الفلسطيني عالميا وقد راهن الأحتلال الأسرائيلي على تغذية هذا الصراع حتى انه في فترات سابقة دعم حماس لأغراض شق الصف الفلسطيني, الى جانب الأنظمة العربية والأسلامية فبعض منها مع حماس كما هي قطر وايران وتركيا¸ والبعض الآخر مترنح بين حماس ومنطمة التحرير, ولكن لايزال الحضور الدولي لمنظمة التحرير هو الأكثر حضورا بأعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني, وبالتالي فأن وجدة الصف الفلسطيني هي المطلب الأساسي لأدارة الصراع مع المحتل الأسرائيلي.

لقد حل بأسرائيل خراب غير قليل في بنيته التحتية وخسائر مادية وبشرية الى جانب اسقاط اسطورته الأمنية وتفوقه العسكري وقببه الحديدية واستنزاف للأقتصاد وهجرة معاكسة من اسرائيل الى أوربا وتداعي سمعتها يهوديا بأنها بلد الديمقراطية والأمن وخسائر تقدر بمجملها الآن 50 مليار دولار او اكثر الى جانب قتلى والذين بلغ عددهم في القوات الأسرائيلية اكثر من 410 قتيل وأسرى ومختطفين.

كما حل خراب شامل بغزة جراء القصف الوحشي الأسرائيلي أطال كامل البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومصانع وشبكات اتصال وتجمعات سكنية وقد بلغ عدد الضحايا ما يقابرب 17000 ضحية اغلبهم من النساء والأطفال وعدد الجرحى فاق ال 45000 واغلبها اعاقات مميتة.

فهل يستطيع العالم الأستفادة من كل هذا في التفكير جديا في الضغط على الكيان الأسرائيلي للقبول بحل الدولتين كما نصت عليه القرارات الدولية ام يبقى شعار حل الدولتين مجرد شعار لتصريف الأزمة الحالية والعودة الى نقطة الصفر.

ان اكثر ما يلحق الضرر بالقضية الفلسطينة وتجريدها من مضمونها الأنساني هو أسلمة الصراع واضفاء البعد الديني عليه أو تهويده من الجانب الأسرائيلي, وبالتالي نحن كعرب ومسلمين او غيره سنفقد الشرعية في انهاء الأحتلال باعتبار ان قضيتنا هي انسانية اولا وأخيرا, اما الأسرائيليون فهم يروجون لأطروحتهم المريضة مستفيدين من بعض سرديات المحارق والأضطهاد التاريخي المفتعل وعلينا ان نستفيد من البعد الأنساني للصراع !!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سايكوسياسية في حرق الكتب
- في الذكرى ال 65 لثورة 14 تموز في العراق
- قراءة سيكولوجية سياسية لبطولة -خليجي 25- لكرة القدم
- الحرب الروسية ـ الأوكرانية -رب كلمة باطل أريد بها حق-
- لماذا ممنوع علينا الحديث عن معاناتنا امام المجتمع الدولي؟
- السياسي والسيكولوجي في الحرب الروسية ـ الأوكرانية
- بين أحتلال -رحيم- وغزو -خبيث- يختبئ الشيطان !!!
- بعض من مفردات العهر السياسي
- هل ستكون الخاتمة مسك في العراق
- لعبة الخاسرين في الأنتخابات البرلمانية العراقية والطريق الدا ...
- كذبة الديمقراطية في العراق
- الديمقراطية في العراق: إن لم تكن لي فلن تكن لغيري
- عندما تختزل الديمقراطية فقط بصناديق الأقتراع
- هل يدشن المغرب مرحلة ما بعد الأسلام السياسي وماهي فائدة الدر ...
- الصدمة في كابول والفشل في واشنطن وردة الفعل في بغداد
- السرقات العلمية ولصوص الشهادات العليا على ضوء الأزمة العامة ...
- نار المحاصصة تحرق المصابين بكورونا في مستشفى الحسين في الناص ...
- الخرافة في خدمة انتشار وباء كورونا مع اشارات حول وضع العراق
- الخلفية السايكولوجية والفكرية لتعديل المادة 57 من قانون الأح ...
- لماذا هكذا الحال في العراق دون آفاق للتغير محاولة سيكوسياسية


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عامر صالح - بعض من الأطر السايكو سياسية والدينية في الصراع الفلسطيني الأسرائيلي