أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى محمد - الصوفية في ثلاثة أصناف














المزيد.....


الصوفية في ثلاثة أصناف


يحيى محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7816 - 2023 / 12 / 5 - 22:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن العرفان الصوفي هو كالفلسفة جعل من الوجود موضوعاً لقراءته، كما وجعل من الإمتثال للوجود والإتحاد غاية مطلوبة، وجاء في تعريفه بأنه «علم يبحث فيه عن الذات الأحدية واسمائه وصفاته من حيث أنها موصلة لكل من مظاهرها ومنسوباتها إلى الذات الإلهية، وموضوعه الذات الأحدية ونعوتها الأزلية، وصفاتها السرمدية وبيان مظاهر الأسماء الإلهية والنعوت الربانية».
فالعرفان الصوفي المنظّر لا يختلف كثيراً عن الفلسفة من حيث الرؤية وتحليل الوجود رغم إختلاف أداة التفكير لديهما، إذ كلاهما يتأسس على نفس الدينامو من التفكير الوجودي، رغم التباين في الإعتبارات الخاصة بهذا التفكير.
ولا بد من التمييز بين صنفين من الصوفية، مع وجود ثالث يقترب من أحدهما دون الآخر.
فقد أُطلق لفظ التصوف ومشتقاته في تراثنا الإسلامي على مسلك الزهّاد وأصحاب الكرامات والعبادة والتوجهات الروحية والنفسية والأخلاقية، وقد ينتمي إلى المحدثين أو علماء الكلام وحتى الفقهاء. فهو مسلك لا يخرج عن أُطر ومناهج النظام المعياري، وبدأت نشأته منذ القرن الثاني للهجرة.
كما أُطلق هذا اللفظ على مسلك معرفي خاص يقترب عن المنحى الفلسفي المتعارف عليه ضمن النظام الوجودي، وسمته انه يولي أهمية للتعرّف إلى حقيقة الوجود، وانه قائل بنظرية (وحدة الوجود)، وهو الذي يعنينا دون الأول.
كذلك توسط بينهما اتجاه ثالث يولي أهمية لأحوال النفس وأخلاقها ومقاماتها وايصالها إلى أعلى مراتب التوحيد، مع ابراز العوامل التي تجعلها قادرة على الكشف القلبي والقرب من الحق تعالى والتعبير عن شهودها إياه في كل شيء عبر الفناء عن الخلق وعن النفس وعن الدعوة والاستجابة للرب والبقاء بالحق، وبحسب تعبير المتصوف المعروف أبي القاسم الجنيد (المتوفى سنة 298هـ) عن أحد وجهي توحيد الخواص، كما في رسالة التوحيد، هو أن يتصف الموحِّد بـ «شبح قائم بين يدي الله ليس بينهما ثالث، تجري عليه تصاريف تدبيره في مجاري أحكام قدرته، في لجج بحار توحيده، بالفناء عن نفسه وعن دعوته الحق له وعن استجابته له، بحقائق وجوده ووحدانيته في حقيقة قربه بذهاب حسّه وحركته لقيام الحق له فيما أراده منه».
وهذا الاتجاه صريح القول بما يُطلق عليه (وحدة الشهود) وذلك عبر الفناء، حيث يبدو الشاهد هو المشهود، لكن الحقيقة الوجودية تبقى ثنائية معبّرة عن الخالق والمخلوق. وقد ينزلق إلى ما يؤيد القول بوحدة الوجود.
وتعود نشأته إلى القرن الثالث الهجري، وتم التعبير عنه بأنه يمثل التصوف السنّي تمييزاً له عن التصوف الفلسفي، لا سيما انه لا يدعي (وحدة الوجود) صراحة، لكنه مع ذلك يمتلك الوسائل الكشفية التي تجعله لا يبتعد عنها، لذلك ثمة من رأى ان الجنيد انتهى به الحال إلى القول بوحدة الوجود. وواضح حال تلامذته أمثال الحلاج والشبلي، وكذا هو حال الإمام أبي حامد الغزالي فيما بعد. وبالتالي فهو منزلق خطير، فأرباب القول بوحدة الوجود الصوفية يعتمدون في دعواهم على (وحدة الشهود) المعرفية. وكلا الطرفين يعتمد على ذات الآلية الكشفية، ويمتلك ذات الوسائل الاستبطانية التي تهيء القول بوحدة الوجود، ومثل ذلك حالتا الاتحاد والحلول. والبعض من أصحاب صوفية (وحدة الشهود) متهم بمثل هذه المقولات، وهي أقرب للنصوص الهرمسية كالتي عرضنا بعضاً منها في دراسة مستقلة. ولا يستبعد أنها متأثرة بذلك، ومن ثم نعتبرها ملحقة بالصنف الثاني من الصوفية دون الأول، مع أخذ اعتبار وجود بعض الأصناف التي تتميز بالتلفيق بين طبيعتي النظامين الوجودي والمعياري الذين فصّلنا الحديث عنهما في أغلب أجزاء سلسلة المشروع الخماسي (المنهج في فهم الاسلام).



#يحيى_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة النظام الاخلاقي (3)
- فلسفة النظام الاخلاقي (2)
- فلسفة النظام الاخلاقي (1)
- متى يكتمل حضور الجهاز المعرفي لدى الانسان؟
- جدليات نظرية التطور
- الانزلاقات في العلم: تشابه جينات البشر والشمبانزي نموذجاً
- هل للجسم مشاعر؟
- الايفو ديفو والتطور الدارويني
- الركود والانقطاع في التطور: التوازن المتقطع
- صخرة الإيمان: الإله والتصميم
- نهج المفكر الصدر في اثبات المسألة الإلهية
- القضية العلمية والتصميم
- الموجهات المعرفية كمعيار سلبي للتفسير
- الداروينية الجديدة ومنافساتها (2)
- الداروينية الجديدة ومنافساتها (1)
- المشاكل التي واجهتها الداروينية (2-2)
- المشاكل التي واجهتها الداروينية (1-2)
- جدليات نظرية داروين
- التصميم والضبط الفيزيائي الدقيق
- الإيمان والحاجة الروحية


المزيد.....




- حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
- الكويت.. فيديو -سري للغاية- ومداهمة أشخاص بمؤسسات ودوائر يثي ...
- -بطائرة سعودية خاصة-.. أحمد الشرع يثير تكهنات بصورة توجهه إل ...
- مسيّرات إسرائيلية تستهدف مخيم النصيرات
- الرئيس الصومالي يهنّئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
- نتنياهو يفاخر بأنه أول زعيم يلتقي ترامب بعد انتخابه (فيديو) ...
- بزشكيان: قدراتنا العسكرية هي للدفاع وليست من أجل الهجوم على ...
- الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فديديوه ...
- توسيع العملية العسكرية بالضفة والأزمة الإنسانية تتفاقم بغزة ...
- الكرياتين: مكمل رياضي يعزز الصحة النفسية ويخفف أعراض الاكتئا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى محمد - الصوفية في ثلاثة أصناف