أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟














المزيد.....


هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7816 - 2023 / 12 / 5 - 21:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


يتداول رواد مواقع التواصل الأجتماعي مقاطع لا حصر لها عن مظاهرات، لا حصر لها أيضا، في بلدان الغرب، تعبيرا عن السخط على جرائم الأبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يقترفها جيش العدوان النازي الصهيوني، في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، وكذلك مقاطع لسياسيين او مواطنين غربيين، مؤثرين أو عاديين، بدأوا في التعرف إلى حقيقة إسرائيل كدولة فصل عنصري قامت على إغتصاب أراضي الشعب الفلسطيني، وواصلت على مدى ثمانين عاما تنظيم المجازر الجماعية ضده وضد الشعوب العربية التي حاولت مساندته.

مثل هذه المقاطع تبعث شعورا بالارتياح في أجواء خانقة يسودها الأحباط بين المساندين العرب للشعب الفلسطيني وقضيته، جراء عجزهم عن تحوبل تضامنهم المعنوي الى تضامن حقيقي يغير من موازين القوى على ساحة الصراع. وتوحي تلك المقاطع بان وضع القضية الفلسطينية على أعتاب تغير ناجم عن انزياح الحجب التي حالت دون رؤية الرأي العام الغربي لحقائق المعضلة الفلسطينية، وأن هذا لابد ان ينعكس عاجلا أو آجلا على مواقف بلدان الغرب ونخبها السياسية المتنفذة، أرتباطا بطبيعة الأنظمة ((الديمقراطية)) السائدة في تلك البلدان، والتي يفترض أن تتكيف مع متغيرات الوعي الأجتماعي. وربما عقد البعض أمالا مبالغا فيها على الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الأجتماعي على هذا الصعيد، مما يعني أن أشلاء الأطفال الفلسطينيين الممزقة، ودمائهم المهرقة، وعويل الفلسطينيات على أطفالهن الرضع الذين يختنقون في الحاضنات التي قطع عنها النازيون الصهاينة الأوكسجين، لن تكون بلا ثمن.

وهنا يتعين أن نصارح أنفسنا ونحصنها من الأنسياق إلى المبالغة في هذه التوقعات، فمئات الألوف الذين انخرطوا في مظاهرات الغضب على جرائم النازية الصهيونية في عواصم ومدن الغرب، تتألف غالبيتها الساحقة من مواطني بلدان الغرب ذوي الأصول العربية والإسلامية، ومن أوساط اليسار بين المواطنين الغربيين من أصول غير أوربية، ويدخل في هذا الأطار اليهود اليساريون، واليهود الأصوليون الذين ينطلقون من قناعة دينية بأن إسرائيل دولة صهيونية غير شرعية، يتعارض وجودها مع التعالم اليهودية السلفية. أما نسبة المشاركين في الأحتجاجات من المواطنين الغربيين ذوي الأصول الأوربية فلا تزيد في أحسن الأحوال عن الـ 5%، وهم في الغالب من ناخبي أحزاب اليسار التي كانت واستمرت داعمة لقضايا الشعوب العادلة.
أما الغالبية الساحقة من الغربيين ذوي الأوصول الأوربية، فتتوزع مواقفها بين:

1 ــ مواصلة التأييد التقليدي لإسرائيل، كأمتداد لما ترسخ في الأذهان عن أن إسرائيل نموذج غربي متقدم، ينهض بذات المهام التي نهض بها الآباء المؤسسون للولايات المتحدة، وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، من أستيطان مناطق تسكنها أثنيات متخلفة عاجزة عن مواكبة أنجازات الرجل الأبيض، الذي شيد الحضارة الحديثة، وأن على تلك الأثنيات المتخلفة أما أن تذوب في هذه الحضارة وتخضع لأهم شروطها: الخضوع لقيادة الرجل الأبيض، وأدواته المختارة أو المتطوعة لخدمة مشاريعه من أفراد تلك الأثنيات (من شاكلة لويد أوستن، ريتشي سوناك ووزيرة داخليتة المقالة)، أو أن يتم التخلص منها بمختلف الأساليب ومنها التطهبر العرقي، سلما أو بالأبادة الجزئية أو الجماعية.
2 ــ أعتبار ما يجري في الشرق الأسط مجرد حلقة من حلقات العنف المستمرة في هذه المنطقة المتخلفة، والتي لن تتوقف بسبب (( ثقافات التخلف والصرعات الدينية والثقافية )) ولهذا فان ما يجري في غزة، لا يستحق الأهتمام، فلا شيء يغير من الأوضاع، التي تتصل بـ ((جذور الشرق ومعضلاته وتخلفه المستديم)).
3 ــ النأي عن تحديد موقف، على خلفية الأعتراف بالعجز عن فهم تعقيدات الصراعات والمجابهات المستديمة والمتوالدة عقودا بعد عقود. والتركيز على الأهتمامات الشخصية، وحل الصعوبات والأهتمام بالعائلة أو بالمتع الفردية.

فهم النخب السياسية الغربية المنتفذة لأتجاهات التفكير التي أشرنا إليها في مجتمعاتها، تجعلها في وضع آمن وبعيد عن القلق، من احتمال تغير كبير في خيارات الناخبين، يساعدها في ذلك الضخ الأعلامي الذي تغدقه مؤسسات إعلامية عملاقة، ووسائل متعة وترفيه، مملوكة أو ممولة من أولياء نعم تلك النخب السياسية، ومموليها مباشرة أو بشكل غير مباشر.

ليس الغرض من هذه السطور خلق حالة من الأحباط، وأنما الأبتعاد عن التعويل على مظاهر قد تخفي ضخامتها تفاصيل يتعين الأنتباه لها، بما يبعدنا عن التعويل على أوهام. فالقضية الفلسطينية لن ينصرها غير أصحابها أولا، وغير الشرفاء، وأصحاب الضمائر الحية، الذين تحرروا من هيمنة الجهد الفكري والأعلامي الذي قامت، وتواصل القيام به الأجنحة السياسية والثقافية الفكرية لسلطة رأسالمال الأمبريالي العالمي.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قواعد النظام العالمي كما كشفها طوفان فلسطين
- هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي
- مهنية الإعلام الغربي حين يتعلق الأمر بإسرائيل
- لا سبيل لتبرير جرائم الحرب
- إعتذار
- معركة خارج الحسابات العادية
- (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا
- حكم الشيوخ
- نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان
- لمحة تأريخية عن ترييف المدن العراقية
- أنه الصراع الطبقي يا سادة
- مستقبل العالم العربي في عالم متعدد الأقطاب


المزيد.....




- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟