|
ديوان (لوركا، انهضْ) مخطوطة
عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 7815 - 2023 / 12 / 4 - 13:16
المحور:
الادب والفن
المحتويات الأجنحة المتكسرة أختام الشجرة لوركا، انهضْ ! سـِـفرُ البداية سِفرُ الخروج ليلى والذئب المسألة الكبرى أصفار كان أبي خارج أسوار القفص الصورة سفر الضلع أرخبيل العشق الأقواس الآلام آلام عيسى بن مريم الأوراس الفيليون 1 الفيليون 2 الشهيد الفيلي اعتراف القصيدة آني أمك يا شاكر على ضفاف القمر الغائب المصباح غنائيات النهر الراحل انفلونزا البشر العصفور في القفص
الأجنحة المتكسرة
بين الأجنحةِ المحترقة في الريحْ فراشتُكَ تنثرُ عشقَ الغيم المثقلِ بالمطر المشتعلِ فوق البيداءْ
ونارٌ مِنْ بئر العينينْ تنفجرُ بينَ رمادِ الروحِ وذراتِ الرملْ
العاصفةُ الثكلى بالماء المجفوفِ الغائرِ في حلق النارْ تصرخُ خلفَ البئر الضائعِ في أسواق المالِ وأجنحةِ الموتْ
وفراشتُكَ تتلوَّى بلسانِ النارْ وسط العاصفةِ وتمرُّ عبر شقوق صخور الأحلامْ تنحشرُ .... بينَ الصدع النازفِ في رأس الرمحِ وثقبِ الإبرةِ بجناحٍ مكسورْ
الأربعاء 2004.02.25
أختام
تغلقُ البابَ أمامَ الريحِ تُخفي ما تراهْ خلفَ هذي النافذةْ
هذه الأكوامُ مِنْ ذراتِ حرفٍ تحتَ أقدام المواعيدِ وأختامِ الفرارْ وصريرِ العرباتْ كيفَ تقوى أنْ تنامْ بينَ أحضانِ فضاءاتِ العيونْ ؟
الفضاءاتُ تفرّ مِنْ ضفافِ الوجهِ ملصوقاً على أعمدةِ العشاقِ تلقي برِحالِ النومِ فوق أهدابِ الغيابْ.
والعيونْ جمراتٌ مِنْ قلوبِ الطيرِ في مائدةِ النبضِ وأنفاسِ الدخانْ ، تتهاوى في مراسيمِ السكونْ ومواثيق الدجى .
والحروفْ رقصاتٌ أغنياتٌ لم تُبَثْ !
الأربعاء 2004.04.28
الشجرة
في منتصفِ الأرض تنتصبُ الشجرة مثقلةً بالثمر المُغري وألوانِ الزهر
لاتلمسْ قمةَ أثمارِ الشجرةُ!
أنْ تفتحَ عينيك على وسعهما هّدْرٌ هدرٌ في الرأس هدرٌ في الوقت هدرٌ في الرؤية هدرٌ في العمر
إنَّ دروسَ الأيام الملغومة بين النهرينِ وبستان العينينِ تواصلُ دقَّ الاسفينِ في صدر مدينتنا الفضلى
في زاوية من حِصن الجذرِ ينامُ الضلعُ بأعمدةٍ مِنْ حبل السُرَّة في جسد ِالأرض تصحو منْ وقع الزلزال وسيلِ الطوفان الهادر الحاصدِ وديانَ الصوت
إياكَ تصاولُ مرجلة الطوفان سفائنها فوق الماء الغرين وسحاب الوصل فغرابُ البين يطيرُ فوق الماء غير العائد للنبع يطير بجناح من نار العلقم في أحداق الغيب
وحمامة ذاك القبطان الماخر عبابَ الزلزالِ وخضمَ البحر ترسو فوق الغصن الذهبي وشراع القلب الغائم وفرع الطيف وميناء القلب
الشجرة تهفو خلف الماء العذبِ الراحل في عين غراب سفينتنا تقف وسط هدير الموج تنتظرالعودة على أجنحة حمام الصياد الماهر في بستان التينِ والزيتونِ والأعنابِ والنخلِ وطنافسَ وكأس حنينْ
القبطانُ الطيار بأجنحة من ريش الصوت يجملُ في سارية الرحلةِ كلَ اللذة وألوانَ الطيف الشمسي وأنهار العسلِ ونحلَ الفجر وكتابَ الغدْ .
إياك أنْ تقلبَ صفحاتِ الشجر الماضي والحاضر والقادم من حقل الفجر الأول من غير المفتاح الأول في باب الغصنْ !
فجذور الأشجار الكبرى ، والكتبُ الديوانُ مفاتيحُ السر الراقدِ في قبو الأرض الأولى !
هذي طيور الحب البيضاءُ تحطُ فوق الأغصان العليا ، أما التفاحة ففي الغصن الأعمق من جسدِ التوقِ ونصل الشوقِ
إياك أن تنظر في الساق السفلى تحت الأرض ! الأمُ الصفراءْ تقطنُ في باطنها حتى العظم
العذراءُ بتولُ الكتب الأقداس العليا تسكنُ في لب الشجرة وساق الطير
إياك أن تقرب هذي الشجره ! أغصان الساق المرمية فوق الرمل من زقوم الظلمة في نزع الروح عن السدرة وسط خراب البيتْ
الأربعاء 15 ديسمبر 2004
لوركا، انهضْ !
لوركا، انهضْ، لايزالُ العرسُ دامياً لايزالُ الناسُ همو الناسَ لايزالُ الفاشستُ يعتلون الكراسيَ برداءٍ جديدْ
الأرضُ يغلي مرجلُها والناسُ سـكارى وماهمْ بسـكارى ولكنَّ أكثرهم يعلمونْ!
الشعرُ يرحلُ في عيونِ الموتِ في أسـنانِ دراكيولا القادم ِ من بطنِ القبرِ الأبيض ِ المبني بآجرِ رقابِ الكونْ
الشمسُ تصبغُ وجهكَ والقصائدُ ترسلُ الشرفاتِ بالأعراس ِ صوبَ بيوتنا فجدارُ وجهِ الساحةِ المحصورةِ العينينِ منْ اسمنتِ صمتِ الضجةِ القامتْ على قدمين ِ عكازينِ واستـقوتْ بعكازِ الكلامِ بلا نوافذَ مشرعات
البحرُ عادَ الى سـديمِ الرحلةِ الأولى، استراحَ على ظلامِ الخلقِ في تكوينهِ البكرِ فقد كانَ دجىً وفضاؤهُ الأبديُّ كانَ الليلُ أولَ حرفهِ أما النهارُ فكانَ شـارةَ فضلهِ وفتاتَ مائدةِ الخليقةِ رحمةً كي يعملَ المخلوقُ يشـبعُ صاحبُ السفنِ المليئةِ بالذهبْ إبريزهُ من عَرَقِ الأجسـادِ والماسُ عيونُ خليلةٍ زحفتْ بفخذيها على وجهِ الزجاجِ ليسـتحيلَ الماءُ خمراً في كؤوسِ السادةِ في قصرِ علاءِ الدين
لوركا، انهضْ، بيتُ برنارد ألبا مشـتعلٌ بالظمأ فالحبُّ اختفى مع الرياحِ في محيطِ الجدبِ والموتِ المُعجَّلِ في المشـاهدْ
لوركا، انهضْ، فرانكو يرتدي بدلةً مكويّةً وربطةَ عنقٍ من معاملِ أسـلحةِ تجهيزِ الرقابِ على مقياسِ رخترْ والأدمغةِ على مقياسِ حالةِ الطقسِ هذا اليومْ !؟
الأثنين 27 آذار 2006
سـِـفرُ البداية
تكتبُ الأقلامُ هذي الرحلةَ الغازيةَ أسـوارَ ريح النارِ والأسـرارِ فوق سـكةِ المغارةِ المختلةِ القرنينْ ، لا السالفُ يحوي سـفره التكوينْ لا الحاضرُ يخفي وجهه بداية التكوينْ والمسكينْ محفورٌ بوجهِ الأرض مربوطٌ بأقدام المواعيدِ وسـِـفر الجامعه
لا ، ولاالقادمُ يروي نهره السـيالْ في خيال أطفال السـياط ِالملحِ يحتمون بالأخدودِ ، والنارُ التي أصابتِ العيونَ بالعمى تدورُ في رحى الطواحينِ تجولُ في تكيةِ المسـحورِ بالكلام والسـيفِ الذي أطولُ مِنْ قامةِ فرسان الغبارِ والصراخِ والطنينِ والخيلِ التي جامعتِ الهواءَ كي تنتجَ عهرَ الصوتِ والضجيج لا قافية الأرضِ مقالاتِ بحار القيد ِمكسـوراً ع لى وقع سـيوفِ منْ رامَ وصولَ الشـمسِ قد حاكَ خيوطَ النور أحجاراً على أحجارِ أطلالِ ديار القفرِ والأمةُ تحبو خلفَ أحلام صلاح الدين حين اجتاح قلبَ الأسـدِ اغتالَ نظامَ الدين في طريقهِ وهو أسـيرُ سـجنِ القلعةِ المنسـيّةِ المبنيةِ الآجر مِنْ لحمِ صغار ِالطيرِ والجنودِ والعمالِ والزُرّاعِ ، والعذارى ينتظرْن الفارسَ المقدامَ القادمَ فوقَ الفرس البيضاءِ بين صدرهِ قلبٌ مِنَ البلورِ في جبينه ختـمٌ مِنَ الفجر وفي الغمدِ زهورٌ منْ بسـاتينِ الهوى غصنٌ منَ الزيتونْ ، ورغيفُ الخبزِ منْ حرارةِ الروح ، وعشـقُ الوردِ منْ بريقِ تلكَ العينِ ، لكنَّ عمادَ الدين فوق الفرس السـوداءِ بالسيفِ الذي يحزُّ في الطريق أعناقَ الرجالِ أرحامَ النسـاءِ صبواتِ الفتيةِ العشـاقِ فوق رأسـهِ شـعارهُ المنسـوجُ مِنْ فراش حضنِ الملكهْ وهي تنادي خلفَ خصيان قصورِ النوم من سـلالةِ التركِ تناغي شـعراءَ الغزل الغلمانِ نُخاسِ قصورِ الغدرِ والسـيفِ وقضبانِ زنازين الكلام خلفها النهارُ والشـمسُ التي ما لامسـتْ وجهَ فقير اللهِ يوماً والليالي جمراتُ المِحرقه
بالأمس يروي والدي: أنَ حبيبَ الدينِ قد أخفى الذي في صدرهِ خشيةَ أن يُغتالَ في الطريقِ أو يختفيَ الوجهُ عنِ الهواءِ والنورِ و أنْ تختفيَ العائلةُ الكريمةُ الأصلِ عنِ البكرة مِنْ جذورها أن تـُقلَعَ الأعينُ عنْ محاجر الآحلامِ أنْ تُحرق آياتُ الكلام عنْ طريق هذا الحشـدِ عنْ سِـفر الكتابِ الناصع الجبينِ ، والقهوةُ قد صيغتْ منَ القصائدِ العصماءِ والعرجاءِ والعوراءِ والبكماءِ والصمّاءِ والشـيخُ يداوي عجزَ فتيانِ الأزقهْ
في مهادِ المعبدِ المحروق بالراقصةِ الأولى سـالومي و بشـهوات الخليفةِ مكرماتِ الدين بالذكورةِ المقطوعةِ الأعراقِ للغلمان في حراسـةِ الســيدةِ الأولى جماعِ الليلِ بالسـيفِ وبالنطع اسـتدارَ القلمُ المصنوعُ من ضلع طيورِ الحبِ صوبَ الغابة المصبوغةِ السـيقانِ بالسـوادِ والمطفأة الأنوارِ مغموسـاً بنهر الدمِ والحبرِ الذي لمْ يسـتفقْ منْ هول صدماتِ حريقِ الدين . أمَا القلمُ الآخرُ معطوباً ببيت المالِ فالتفَ على خصر خرابِ الدين والدمِ الذي يسـبحُ في كأس الخليفةْ
وشـهابُ الدين يحكي بذرةَ التكوينِ في الســرِّ يداوي جرحَه المقروحَ مِنْ أزقةِ الفقر يراعي وجهه المليء باللوحاتِ بالندوبِ من احلام عشـاقِ طريق الفجر والأسرارِ، والأنهارِ، والأشجارِ، والطيورِ والأغاني المغرماتِ بجياع الخبزِ والأمِ التي قد غزلتْ من صدرها سـوراً من الأدعيةِ المدفوعةِ الأثمانِ بالأعصابِ، بالجراح، بالموتِ الذي يطرق بابَ البيتِ كلَ لحظةٍ ويفتحُ الأفواهَ من مطالعاتِ المقبرةْ
أيتها الأمُ التي ما عرفتْ غيرَ طريق المقبرةْ، صُبّي فؤادكِ في زوايا الرملِ والأحجارِ والمرقدِ حيث وليُ الدين التقيُ النقيُ الزاهدُ المقاتلُ الصلبُ هو المدفونُ ما اسـطاعَ دفاعَ الدينِ فاغتيلَ على مرأىً من التاريخِ، والثقافةِ المندحرةْ!!
هذا الذي رأى بصيرُ الدينِ في تسـجيلهِ رحلةَ دمع الدينِ في المقابرِ المجتمعةْ تشرين الثاني 2005
المسألة الكبرى
في زوايا الأرض تزداد الحرائقُ والرواياتُ التي استقبلتِ النارَ سلاماً والمطارات التي ودّعتِ الطائرَ يومَ ارتاحَ مِنْ ثِقلِ الموداتِ الحزينة في ديار القلبِ والغربة في بيت العشيرةْ
الطائرةُ الكسلى التي تحملُ أجسادَ طيورِ النهر قد مدّتْ على الغيمةِ رأسَ الرمح علّ الصبر َينزاحُ عنِ الصدرِ ليرمي الضعفَ في مزبلةِ الدارِ مع الغصن الذي علقه الثوب على الجلد فمال الجسد المتعب فوق العشب يرتاح من الحلم الطويل
القافيةُ المارّة بالنخل تناجيهِ على الطَلْعِ الذي أسقطه الصاروخ في الجبِّ فلا الأرضُ استكانتْ بعدها يوماً ولا النهرُ استعادَ الوجهَ منْ أيدي الغزاة.
هذه المسألةُ الكبرى على الأرض التي كم فقدتْ رجالها ، نساءَها ، أطفالَها ووجهَها الغارقَ في سِفر الأقاويلِ وألواح الأباطيلِ وشعرِ المدح والهجاء والهزلِ وشعر الفخر والحرب الى آخر أيام الطوابير التي واقفةٌ في باب سلطانٍ أقام السيفَ في عنق القوافي والمقالات العريقة في اكتشاف الكذب المنهال كالجراد في حقل العقول
في زوايا تلكمُ الأحلامِ لا ينطبقُ الطيفُ مع الذاهبِ في قافلةِ البحثِ عن العرسِ المُدمّى في خيام البيدِ والليلُ الغلاسيُّ يقيمُ العُرْسَ في العراءِ والرقصَ على خيل القبيلة يستديرُ الرملُ صوبَ البئرِ كي يُطفئَ نبعَ الماءِ في العينِ وصوبَ الربوة الخضراءِ كي يحيلَها واحدةً من بين أشلاء الدِمَنْ
المسألةُ الكبرى هو الماءُ الذي لمْ يرتوِ من فم عطشانٍ لأنخابِ الهواء مخنوقاً ببارودِ الحروب الخلّفَتْ ألسنةَ النار وأقلامَ الأناشيد التي صدَّعَتْ الرأسَ وراياتِ الطريق.
وطبولُ القائدِ المجنون محفوفاً براياتِ القنابل والصواريخِ تدقُّ الأفقَ المفعمَ بالدخان أما العيرُ والنفيرُ في قارعة التاريخ تستافُ الرمال
مشبعاً من هذه المسألة الكبرى يقيم الليل وسط الأحرف الصغرى يناجي الشاشة البيضاء أن توقف سيل العرق النازف من ناصية الجبين فوق العين من غير تواريخ أضاعت سفن الرحلة في محيط هذا الكوكبِ الدُرِّي الخائفِ منْ مجالهِ الجويّ والمجالُ مرسومٌ بغيمٍ مالها مِنْ مطرٍ والشارعُ الفرعيُّ ينساقُ الى الغابةِ مزروعاً بأقدام الذئاب
وعمودُ الضوءِ ألقَوهُ على قارعةِ الدربِ ومصباحُ علاءِ الدين مكسورٌ بلا عينٍ فلا القمقمُ يحوي الماردَ الجبار طوعَ الإصبع الممهور بالفقر وأما الذهبُ الأبريزُ قد ذابَ مع السابح في جيبِ بنوكِ المالِ في العواصم المنتخبةْ
الجمعة 2005.09.09
ليلى والذئب
خَبَتِ النجمةُ حين اشتدَّ ّفي الليل صراخُ الذئبِ واستنفرَت الغابةُ ليلى في ثيابِ الريحِ تدعو للرحيلْ فوق بحر الحبِّ والخبز وصوتِ الشوق مصدوماً ومصدوعاً بأقراصِ الصهيلْ
في جدار الليل يشتدُّ عواءُ الغابةِ العمياءِ ليلى تتمنَّى أنْ ترى النورَ بعيداً طالعاً من كُوَّةِ الكوخ البعيدْ في النهايات التي تمتدُّ بين الشجر الملتفِّ بالصخر وبالسيقانِ في قاع البحيرهْ
هذه ليلى تدور بين أحداق الشجرْ قيسُ لا ينظر مِنْ فُوَّهةِ السهم ولكنْ من ْزوايا العين في قافيةِ العشقِ وأصداءِ الحروفْ لا يرى منْ قلبِ ليلى غيرَ ظلٍّ في سوادِ الورقِ الذائبِ في اسفلتِ هذا الشارع المظلم النازلِ صوبَ الجسرِ والنهرِ الذي يجري بغير الزورق الأبيض وسط الموج والنورس قد هاجر في الحلم صدى خلف بقاع الثلج مرشوقاً بأنواء المصير
هذه ليلى وهذا الذئب في قصة جوع الأرض للراعي قطيعاً من شياه في انتظار الذبح بالسيف لساناً ورقابا
آه ، يا ليلى! هو العاشق قيس يتلوى من سعير الكوخ في هاوية العشق وفي أطرافها عظم الحمام ريشة تسقط في الشوق روياً ونزيفاً من ضلوع الورد لم يُهدَ ولكن ذُبحتْ أغصانه قُطِّعت أوصاله بين دروب الغابة المفتوحة الأشداق ِ والأحداق ِ في سرب الأباتشي
هذه ليلتها ترقص سالومي وهيرودتس يسقي الأرض بالباقي كؤوساً من دم المسفوح فوق الخشبهْ ولسانُ الذبحِ ممدودٌ الى أيدي السرايا النائمهْ ، وبيلاطسْ ذلكَ الهاربُ مِنْ ذنبِ الصليبْ غاسلاً وجهَ يديهِ، صارخاً: إني بريء مِنْ دم القديسِ هذا، فخذوهْ، وانظروا فيهِ. ويراقبْ... عنْ كثبْ نعيَ الصليبْ
هذه ليلتكمْ، أنتمْ جميعاً، فوق صُلبانِ الرحيلْ أيُّها الرَكبُ المُوالي لظلامِ الكأس، والموجةِ، والعاصفةِ الرعناءِ، والعشقِ الحرامْ
هذه ليلتُكمْ في الغابةِ المُختلَّةِ الأرجاءِ بالرعبِ واقدام الظلامْ والدروبِ الأفعوانْ
هذه ليلتكم كأسُ نبيذٍ من سراديب هيرودتسَ وأصحابِ الحلولْ والدهاليزِ العميقةْ في مزاميرِ الدخانْ
الخميس 2005.04.21
سِفرُ الخروج
" قالَ آدمُ :هذهِ الآنَ عظمٌ منْ عظامي ولحمٌ منْ لحمي . فهي تُدعى امرأة ٌ لأنها منْ امرئ أُخِذتْ ." ـ العهد القديم ـ
جسدٌ واحدْ روحانْ ضلعٌ مكسورْ ومعادلةُ اللُحمةِ والتفاحةِ والأفعى وبرايا التيهِ الأكبرِ في أسفارِ الرأس ِ وصحراءِ العينين ِ وقفل ِ الأذنينْ .
اخصفْ فوق العورةِ غصناً اقطفْهُ من شجرِ الجنةِ ، والتينُ والزيتونُ والأعنابُ والنخلُ ذاتُ الأكمامِ ضاعتْ منْ بين يديكْ !
اخصفْ في عينيكْ شوكَ البريةِ ، أنكيدو سقطَ في حضنِ الضلعِ فهامَ في لغزِ الغاباتِ الكبرى
تتوالى الرحلةُ مابينَ اللذةِ في النومِ وحانةِ سيدوري تشربُ مِنْ كأس القابلِ مِنْ أيام
قابيلُ اللعنةِ يستلُّ الخنجرَ يغرزهُ في ضلع ِ الضلعْ ، وغرابُ البين الأسودُ كتابٌ في مقبرةِ الصدرِ المشرعِ للطعنْ
سالومي قطعتْ رقصتها في منتصفِ طريق الهوةِ تقدِمةً للرأسْ في صحنِ الغادرِ من ضلعِ هيرودوتسَ ، هيروديا، تدخلُ في جسدِ الأفعى .
هي قافيةٌ من لحمي تلتفُّ على جسدي مثلَ الحيةِ الناعمةِ ساعةَ ترتدُ الى الصدرِ تلقيهِ في نارِ المرآةِ الكاشفةِ في دارِ الكاهنِ من أيامِ أبينا آدمَ والشجرةْ.
المعبدُ مشروعُ معاقرةِ الحبِّ الآثمِ بكأس الضلعِ الأيسرِ بجوارِ القلبْ
عندَ ضفافِ النهرِ في ليلةِ اشراقِ البدرِ جلسَ العاشقُ وحيداً في الضلعْ يعزفُ نايَ حنينِ الرقصْ نيرانَ الجسدِ المعمودِ بنداءِ الشهوةِ في أمواجِ البحرِ ، يعزفُ يعزفُ حزيناً مثلَ الطيرِ الحائمِ فوق الموج حتى الفجرِ ، فالأضلاعُ المنحوتةُ بالصبرِ تهتزُّ على إيقاعِ صهيلِ الصدرِ في شجرِ النهرِ
(الجَبَلاوي...) يزرعُ قنديلَ العشقِ النازفِ فوق الجبلِ فناراً والعشّاقُ المحرومونَ سرايا تنتصبُ على السفح تراتيلاً مثلَ فراشاتِ النارِ
ابسطْ نعليكَ على الرملِ الحارقِ سِـرْ صوبَ الخيمةِ حيثُ القديسةُ والابنُ يلتحفانِ رمالَ الأرضِ ، روحُ الأرواحِ يزفُّ البشرى : طوبى للضلعِ المكسورِ ففاكهةُ البستانِ المعمورِ بشظايا الحبِّ نبيذُ القلبِ !
اشربْ منْ نبعِ الضلعِ المنذورِ هناكْ خمرَ الصحوةِ وضوعَ العشقِ الساري سراجاً في طورِ سنينَ وذاكَ البلدِ...!
منْ كانَ الحاملَ حَجَراً يرميهِ فلينظرْ في المرآةِ المصقولةِ مِنْ أضلاعِهْ !
ليلى مِـنْ قلبِ الهائمِ موجوعاً مخموراً بنداءِ الضلعْ ، الأضلاعُ المكسورةُ لم تُجبَرْ حتى القبرْ ظلّ الجسدانِ جسدينِ منفصلينِ ، والروحُ الواحدةُ في كأسِ النارِ ورمالِ البيدِ وألسنةِ السُمّارِ
كانتْ ليلةَ عيدِ الفطرِ أمي تحضنُني بين ضلوع الدفءِ ، تحدّقُ في عيني: ـ لا تيأسْ من رحمةِ ربكَ ، فالقادمُ مِنْ أيامٍ يتجاوز تاريخَ المحنةِ حيث الخبزُ الحلمُ، وثوبُ العيدِ سرابٌ ! لكنْ حضني يسعُ العالمَ حينَ أراكَ تفكُ الوجهَ تضحكُ ، تتغازلُ ، تحكي عنْ أيامِ شقاواتِ الأيامْ والأحلامْ ، قلبي مفتاحُكَ يومَ تقفُ ببابِ اللهِ تناجيهِ ، لا أقدسَ، ساعةَ تحلمُ لا أجملَ، ساعةَ تفرحُ لا أتعسَ، ساعةَ تحزنُ تكتئبُ فأرى عينيكَ تقولانِ متى نخرجُ فوقَ الأرضْ ؟!
تخرجُ ساعةَ أفتحُ أضلاعي كي ترويكَ ، فاصبرْ ! روحي فداكَ ، أنتَ الضلعُ الأكبرُ في أضلاعي ،
في يوم ٍ منْ ايامِ ربيعِ العمرِ دخلَ حكيمُ الدارِ أبي في صدري ، وقالْ : ضلعي يحملُني أحملُهُ في السَّراءِ وفي الضَّراءْ، فالرحلةُ في العالم هذا مِنْ غيرِ الضلع يبابٌ والقلبُ خرابٌ. لا تسألْني إنْ كانتْ تهواني أو أهواها، فالتفاحةُ شاهدةٌ، والسِفرُ خروجْ !
اللهُمَ اقطعْ ضلعاً مِنْ أضلاعي ، واجعلْ منهُ رغيفاً للضلعِ وملحاً للجسدِ وكأساً منْ نهرِ الفردوسِ فالخبزُ ، الملحُ ، الماءْ جسدٌ واحدْ مِنْ تاريخِ الأسماءْ
ضلعُكَ ، ضلعي ، أضلاعُ النارِ تتشابهُ في قصةِ تلكَ الأفعى والتفاحةِ والشجرةْ، فمقاماتُ العشق الأعلى رسمتْ خارطةَ السردِ والخلقِ وتأصيل الضلعْ منْ قبل البدءِ الأولِ والأيامِ السبعةِ وتراجيديا خروجِ الأضلاعْ
الأربعاء 22 نوفمبر 2006
أصفار
(الى الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان )
خمسةُ أصفار ٍ* تدقُ أسافينَ الصفرْ في حضنِ المادةِ الأنثى والأفقُ رماديٌ في بحرِ السفن الماخرةِ عبابَ النصلْ في عشق الصدرْ
صفرٌ في ترحال ِ الرغبةِ عبرَ شقوق ِ الحضنْ إبراً توخزُ مجمرة َ الأنثى بلسانِ الصفرْ
رقم ٌ..... لا رقم ٌ ذكر ٌ .... لا ذكرٌ حينَ تصولُ الأنثى في ميدان ِ الرغبةِ جامحةً كالإعصارْ
صفرٌ في الشمالْ صفرٌ في اليمينْ لاشيء سوى صفرٍ في مادةِ ترويض النمرةْ
لو خلينا الأنثى تحتَ الصفرْ لذابَ الصفرْ بينَ جليد ِ الحضن وبينَ غيابِ الذكرِ
قدسُ الأقداسْ في قاموس الكون النار هي الأنثى تمنح ُ صفراً حين ينامُ الجسدُ تحتَ هبوبِ الصفرْ
خيلاءٌ....إعصارٌ.... يمنحُ صفراً عند سدولِ ستار العشقْ
خمسةُ أصفارٍ قلْ سبعة لافرقَ فالصفرُ الأرعنُ صفرٌ في ذاكرةِ ذكورةِ صفرْ
* اشارة الى قصيدتها (خمسة أصفار للرسوب في مادة الأنثى)
كان أبي
كان أبي يستقبلُ الليلَ بذكر الله في بستانهِ الضوئيِّ يدعو الفجرَ أنْ يطيلَ عمرَ الليل في سكونهِ حتى يرى في يقظةِ القنديل اسرارَ السطورِ البيضِ في مكتبةِ التاريخِ والقلبِ ، والروحُ تحيلُ الحرفَ ازميلاً على صدرِ الجدارْ
كانَ ابي يوقفُ عينَ النومِ في عينيهِ يستدرجُ ماءَ النبعِ في جفافِ تلك الغرفةِ المصدوعةِ الرأس ومن فوق الحصيرةِ حيثُ اصداءٌ من الآفاق تستجلي الزوايا في مدار الرأسِ ، ثمَ يطلُ من شرفته كوزاً من الرؤيةِ عبر رجفةِ الجلدِ وأيقونته السكرى بماءِ الوردِ عزفٌ من صدى العذراءِ ، يوم استقبلتْ بابَ الحوائج أشرعتْ مصباحَها حضناً من الدفء من الفتحِ المبينِ ، هاجرتْ تحملُ ثوبَ العشقِ في الوادي وفي طور سنينَ يملأ الرملَ الأسانيدَ التي وثقتِ الدارَ الكبيرة ضمختها بالدعاءِ ، بالخوفِ على بذرةِ نهرِ الضوعِ من رائحةِ النخلةِ والأرضِ وإكليل البكاءْ
كان أبي يذكرُ دوماً تلكمُ العذراءَ في دعائهِ أنْ تستكينَ الروحُ والأرضُ وتلك الليلةُ حين اجتاحتِ الدارَ جيوشُ الغزوِ منْ سلالةِ الموتِ ومنْ أسطورةِ الخالدِ والنقي في محاجر التاريخْ !؟
كان أبي يرتجفُ الليلةَ من أولها حيثُ الأهازيجُ على الشاشةِ أسيافٌ على كفِّ الأناشيدِ وجوهُ القومِ تنينٌ يصبُّ الزيتَ في النارِ وأيديهم عراءْ
إنّها الهجرةُ في الهجرةِ في هاجرةِ المعبدِ حيثُ الكاهنُ الأكبرُ يُعلي صوتهُ أعلى منَ الصوتِ الذي يخرجُ منْ خلفِ المزاميرِ وتابوتِ النداءْ
جاء أبي يدقُ بابَ غرفتي: هل أنتَ في النومِ أم اليقظةِ أم مابين بينَ أم أنتَ من الخوفِ تسدُ العينَ أم تبحثُ في أروقةِ الأيامِ عن نافذةٍ تشرعها بينَ فصولِ الصمتِ والسكون ِ والموتِ البطيء ؟
كانَ كتابُ الكونِ والأصواتِ في حضني وعينُ الأرضِ في أذني وصدرُ الصخرة الصماءِ فوق الرأس كانت صحوتي في الليل والصبحُ غيابْ
وكتابُ الكرةِ الأرضيةِ مابينَ وبينْ فالذي كانَ طوى صفحته ، والذي آتٍ بعلم الغيبِ ، والقائمُ في حضن السرابْ
الأربعاء 11 نيسان 2007
خارج أسوار القفص
الضوءُ بعيدٌ وقريبٌ هناك في أقصى الخارطةِ خارج أسوار القفص بين الأفق والعينين
الضوءُ هناك والقاربُ يشدُّ ذراعَ الأجنحةِ بين ظلام الغابةِ وصهيل الأفقِ وخضرةِ ذاك الدربْ
قفصٌ في اللوحةِ قفصٌ في الصدرِ وفضاءٌ خارج أسوارِ الليل يزحفُ يستقوي بالعشق بالقاربِ وبأجنحةِ النور
الأحد 13 مايس 2007
التابوت
في تلك الغرفةِ حيثُ الكتبُ المصطفةُ تابوتاً فوق الأكتافْ بعثَ رسالتَهُ الحيةَ صوبَ الزاويةِ المحشورةِ في عينيه
انزلقتْ بين الألواحْ
فتحَ النافذةَ المغلقةَ الأهدابْ كي يسرقَ قبساً منْ نورِ الشمسِ ليحشرهُ في التابوتْ
انسلتْ غيمةُ آلافِ الأسطرِ السوداءْ لتقيمَ مآتمها في عرباتِ الرحلةِ
الأربعاء 18 تموز 2007
الصورة
(الى الشاعر عبد الرزاق الربيعي)
صورتك تجتاز سماوات الريح صوب القصةِ من أولها
القصة راحلةٌ تحمل أسرارَ حكاياتِ الغربةِ وسط إطار اللوحةِ في تراجيديا الموتِ الزاحفِ منْ أيام الكهفِ وسيفِ الجلاد.
الأيامُ تفكُّ الخطَ عن عينيكَ تلقي في الشاشةِ صوراً نسترجعُها لحظة يقفُ قطارُ العمرِ في بابِ الصيادِ الماهرِ للذاكرةِ.
صورٌ تلتقطُ أحابيلَ العرش حين انفكت عن مرجلها كي تبتلع الأشعارَ وما فيها وأصابعنا لكن اللهَ رمى ولم يرموا فاصطادَ قطارُ الغربةِ أرجلنا حتى آخر محطاتِ الرحلةِ من غير الأسواق المنصوبةِ في مربدهمْ
صورتك البيضاءُ الناصعةُ تختزلُ القصةَ منْ أولها حتى الآخر مِنْ أيامِ الشعر
الأثنين 23 تموز 2007
سِفرُ الضلع
الى ضلعي الذي رافقني محتضناً أضلاعي ، الى أم علي التي سقطت بنزيف الضلع :
ـ الحقوننننننيي ....!
تردّدَ الصدى ..... في عمقِ الأذنينِ فشقَّ الصدرَ، هي ضلعي تتلوّى بنزيفِ القلبْ
أتشظّى فالضلعُ الناعمُ القادمُ منْ أيام أبينا آدمَ والتفاحةِ والشجره يتكسرُ بنزيفِ الصدرْ
راح أموووووت ........
صمتْ...... !!!؟؟
ضلعي يوجعُني اللحظةَ والساعةُ ماضيةٌ في دقِّ ستارِ الليلِ ترميهِ بالضلعْ
ماذا خبّأ تاريخُ الرحلةِ وخروجُ الأضلاع المكسورةِ منْ صدرِ الدارِ المسبيةِ منذُ الأيامِ الأولى في الأرضْ
أبونا قامرَ حتى باعَ الدارَ المبروكةَ بخساً دونَ قتالْ والعهدُ المكتوبُ بدماءِ النهرِ أضحى لعبةَ غلمانِ القضبانِ وسيوفِ السَجانِ ونزيفِ الشجرهْ
ضلعي الثابتُ كالصخرةِ في جذرِ الأرضِ وصمودِ الجبلِ الشامخِ يرفعُ هذي الليلةَ رايتهُ منكسراً فوقَ حصانِ القلبِ ليمضي
ملائكةُ الرحمةِ والأضلاعُ سورٌ منْ أنوار ِ محبتنا الكبرى وطريق الآلامْ
في حضن الأرضِ الدافئةِ هناكَ حيث الدارُ ليستْ داري حينَ اشتدَّ صراعُ الأضدادِ وصارَ عبيدُ المالِ والسلطانِ وسيوفُ الغدرِ وأبناءُ الطرقاتِ أمراءَ الدارْ قلتُ لضلعي: فلنمضِ في أرض اللهِ الواسعةِ فالأضلاعُ الصغرى أمانتُنا والدارُ ما عادتْ داري فلنمضِ
ومضينا
(العليمُ تكفيهِ الاشارةُ .)
سقطَ الضلعُ فوقَ سريرِ الرحلةِ مكسورَ القلبْ في مستشفى ضفافِ النهرِ الغربي
أمّا الشرقيُ فما زالَ السادرَ في صحراءِ الغيِّ من غيرِ ضفافْ
الأضلاعُ المكسورةُ هناكَ ماانفكتْ تتكسَّرُ منْ وقعِ جنودِ السلطانِ وخيلِ الغزوِ وتفخيخِ الجوعْ
الأحد 10 ديسمبر 2006
أرخبيل العشق
هَوَسٌ ، إذا أغلقْتُ أوردتي دونَ الهوى أشكو خساراتي
إني نزفْتُ الشوقَ مُتّقِداً بينَ القوافي فيضَ آهاتِ
ماكنْتُ يوماً نجمـةً أفَلتْ أو نشوةً رهنَ الغماماتِ
لا قصةً في اللُجِّ غارقةً لا هجرةً قيدَ المسافاتِ
بل أرخبيلَ العشقِ راحلةً تهفـو الى طيِّ الفضاءاتِ
تشرين الثاني 1997
الأقواس
في دمكَ الحارْ سيلٌ من اقواسٍ تتأرجحُ حولَ المركزِ وتدورْ
سيلٌ منْ أقسام بنادقهمْ تسعى أنْ تروي الأقسامْ منْ قَدْح الصدرِ العاري الا من عشق سحابِ الظلّ ....
سيلٌ منْ افواهٍ فاغرةٍ أسنانَ المشطِ لتأكلَ قلبَ الشاعرِ في معبدهِ الطيني
حراسُ المعبدِ يرتشفونَ الشايَ صباحاً بسجائرهمْ ومساءاً يلقونَ سلاماً فوقَ فراش صراع الليلْ
أقلامُ السهو تنزعُ اشرعةَ الحرفِ عنْ سفن الرحلةِ صوبَ الصحراءِ الشرقيةِ بفواجعها ومواجعها ومضاجعها في حضن العاداتِ السريّةِ،
أجراسٌ تقفلُ بابَ الأجراسْ تنسلُّ في قفل الحراسْ
أجراسٌ تسحبُ ذيلَ هزيمتها عن مئذنةِ العشبِ تتوارى في الظلِّ داخلَ سردابِ المَحْفَل في البيداء النازعةِ الأوتادَ عن خيمتها،
ظَهرُ الشيخ الرمليِّ قوسٌ ينحو باللائمةِ على الشاعر والصحفِ اليوميةِ ومديح الراوي وخلع الأضراسْ،
فجر الأحد 9- 1- 2006
الآلام
بينَ الأوجاعِ الكبرى آلامُكَ أثقلُ منْ أثقالِ الصَّخرةِ فوقَ الجبلِ الصوّانْ ونقاطكَ تحتَ جناحِ رمادِ العنقاءِ نارٌ في أثوابِ الحرفِ ونورٌ ينبعُ من بئرِ القلبِ يصبُّ الزيتَ في مصباحِ الكلماتْ .
صوتُ الماءِ المتدفِّقِ من ساقيةِ الروحِ يغمرُ جسدَ الليلِ بأنداءِ الجرحِ ، فجراحُ زوايا الكرةِ الأرضيةِ الحادةِ إزميلُ العودةِ بعرباتِ الرأسِ نحوَ الأعماقِ المحفورةِ في رُقُمِ كهوفِ النبضْ .
هل كُتبَ على الشاعرِ أنْ يحملَ أثقالاً أخرى فوقَ الأثقالْ؟
پرومثيوس، والنسرَ الجارحَ الآكلَ كبدَ الصوتِ ، يحاورُ أفواهَ الجرحِ وقوافي (الشابيِّ) والجسدَ المغموسَ في الثلج والكبدَ المقروح بلغةِ الموتِ الزاحفِ في الصدر،
"سأعيشُ.." صرخةُ شاعرِ ما تبغي حياةُ الشاعرِ المجروحِ، والإنسانْ: "سأعيشُ رغمَ الداءِ ورغمَ الأعداءِ ورغمَ الأنواءْ!" ما اثقلَ سيفَ الكلماتِ المصدوعةِ بسِنانِ الصدرْ ونياطِ القلبْ! ما أثقلَ انَّ النسرَ المتربِّصَ ينهشُ أحرفَ شحاذِ النورِ الواقفِ ببابِ الشمسِ الذهبيةِ والقمرِ الوارثِ أضواءَ العينْ!
ما أكرمَ آلامَ قوافينا تفتحُ ابوابَ الصخرةِ للجمهورْ!
ماأبدعَ أوجاعَ أناملنا وهي تسدُّ طريقَ العابرِ صوبَ الموتْ! ما أقواها تنزفُ لتقيمَ سرادقَها ظِلّاً وظليلاً للمارّةِ تحتَ المطرِ النازفِ دمَ الغيمْ !
ما أجملَ أنْ نفتحَ كلَّ نوافذنا في وجهِ القادمِ بينَ جناحِ العنقاءِ ورمادِ النارِ الملتهبةِ في أوجاعِ الصدرْ!
أنثرْ إرهاصاتكَ ، إنَّ الإنسانَ لفي صفوِ الوجعِ ونقاءِ الصوتِ ينزفُ مثلَ نزيفِ شهيدِ الطفِّ الخالدِ صوتاًّ في الألمِ .....
الخميس 2004.07.08
آلامُ عيسى بن مريم
"ما جئت لأرسي سلاماً ، بل سيفاً." - المسيح - ـ
يحملُ سيفَ الكلماتِ كتاباً والغصنَ النازفَ راياتٍ بيضاً ونهاراً و سلاماً
يُطلقُ برقَ سحابِ الحبِّ مطراً يطفئ ُ ظمأ الأرضِ وصوتاً صدّاحاً في ليلِ الفقراء
نثرَ زجاجَ القلبِ فوق الأقمارِ الدافئةِ فسالَ الحبُّ مياهاً في وديانِ الصخر
مدَّ يديهِ فوق الصحراءِ التائهةِ خلَّص روحَ الرملِ منْ نارِ الأخدودْ
فوق الكاهلِ تعدو عرباتُ الآلامِ الناشبةِ مخالبَها في جسدِ الشوقْ
وخزُ الأشواكِ إكليلٌ منْ عطرِ البهجةِ صاحَ إلهي، لماذا...؟! فسما....
الثلاثاء 2004.05.04
الأوراس
ـ(جميييلة)
يُحكى أنَّ الريحَ التي هبّتْ منْ بين جبالِ الأوراسِ تقاسمتِ القلبَ مع الحبِّ الصادقِ منْ جيلِ الثورةِ ايامَ فتوةِ هذا الصدرِ وذاكَ العصرِ.
ما كانتْ أيامُكَ قادرةً أنْ تغفو من غيرِ الصورةِ قادمةً تغلي منْ خلفِ القضبانْ .
جسدٌ منْ لونِ ترابِ الأرضِ مثلَ الشمسِ فوقَ جبالِ الأوراسْ صبَّوا النارَ على الجسدِ فاحترقَ الغيمُ وفارَ التنورْ
المطرُ الهاطلُ فوقَ الجبلِ وبينَ أزقةِ قسنطينةَ أحمرُ منْ لونِ الأوجهِ يومَ اشتدَّ زحامُ شوارعها وانفلقتْ أبوابُ بيوتِ الفقرِاءِ ونوافذُهم عنْ أعينهم حمراءَ بلونِ الثورةِ فاشتدَّ زحامُ أزقةِ بغدادَ بعيونِ بوحيردَ.
هذا الوجهُ الصاعدُ فوقَ الشمسِ سلالةُ عبد القادرِ والمليونِ المرّوا قافلةً في ينبوعِ الفردوسِ
هذي دجلةُ خيرِ الأحبابِ وخيرِ الأهلِ وخيرِ الأصحابِ ترسمُ صورتها وسطَ الماءِ وفوقَ الأغصانِ الممتدةِ في القلبِ وفي الوادي
أفتحُ كتابَ الثورةِ على مصراعيهِ أجدُ الوجهَ المملوءَ جمالاً إصراراً وصموداً ونضالاً بينَ القضبانِ وبينَ أيادي الفاشستِ ورصاصِ الغدرْ ...
أفتحُ عينيها شعاعٌ منْ وهجِ الشمسِ ونورِ القمرِ ينادمني: ـ هلْ أنتَ الصابرُ مثلي ومثلَ الأرضِ تحملُ فأسكَ بين حقولِ النارْ وقدماكَ تصبّانِ الزيتَ على الجمرةِ كي يكتملَ المشوارْ فتنادمني ؟
هل أنتَ الحاملُ وجهكَ بينَ غناءِ الشِعرِ الثوري وبينَ قوافي الألحانِ الغزليةِ تصبُّ النورْ في الديجورْ في دربكَ موصولاً بالأفقِ ؟
هل أنتَ الزارعُ هذي الأرضَ في عينيها؟
شِعري عيناها والأرضْ والقلبُ نواةُ الرحلةِ بينَ الوادي وعينيها وصدى الأوراسْ
أطربَني شِعرُكَ منسوجاً مِنْ حِمَمِ الأرضْ رغمَ الموتِ رغمَ السجّانِ رغمَ النارْ رغمَ جنازيرِ الأشرارْ
أطربني عشقُكِ مغسولاً بدماءِ المليونِ شهيدْ
أنا في قمّةِ نشوةِ رائحةِ البحرِ المائجِ بالسفنِ تمخرُ موجَ العشقِ الملصوقِ بقمةِ تلك الأوراسْ
أطربني وردةُ غنّتْ للثورةِ وجميلةُ تسبحُ مثلَ فراشةِ نارٍ كالعنقاءْ تولدُ من بين النيرانْ
أنا موجودٌ بالحبِّ بغناءِ القلبِ ومشغولٌ بالثورةِ منْ أيام زاباتا والمئةِ يومٍ هزّتْ أركانَ العالمِ ولوركا وأيامِ القادةِ فوقَ البحرِ الأبيضِ أُختطِفُوا ، فالرجلُ الأكبرُ الأبيضُ مهووسٌ بالخطفِ وبالقتلِ في العلنِ وفي السرِّ في دارةِ ذاكَ النمرِ الورقي والنسرِ الهمجيِّ، ومقصلةِ الثورةِ
أوراسُ نداءٌ جبارٌ أقلقَ ذاكَ الأكبرَ وأخافَ الأصغرَ ليشدَّ نفوسَ أزقتنا المحبوسةِ بقيودِ المنعِ وسياطِ القمعِ
لكنَّ العنقاءَ قادمةٌ والثورةَ ساحرةٌ تنضجُ يومَ نشدُّ رحالَ الصوتِ وحبالَ السفنِ صوبَ شواطئها
(الأثنين 8 يناير 2007)
الفيليون 1
الأرضُ تلفظُ كلَّ يومٍ جثةً، وتُعيدُ أقوامَ الجريمةْ.
الأرضُ كلُّ الأرضِ مِرجَلَةٌ أليمةْ.
تتقاسمُ الأدوارَ، والبلدانَ،.. والذهبَ الغنيمةْ.
إنَّ التي ليستْ على مقياسِها، فلْتفترقْ في الأفقِ، تلقفُها الأعاصيرُ الأثيمةْ.
ياأيُّها القومُ الموزّعُ نسلُكمْ، ما كنْتُمُ ضمنَ الخطوطِ الخُضرِ في الأممِ القديمةْ.
فتناوبَتْ فيكمْ سيوفُ الناسِ، كلٌّ يعتلي سقفَ الجريمةْ.
ليفاخرَ الدنيا بمعزولٍ عنِ الأحلافِ، والديّاتِ، لا يقوى على صدِّ القبيلةْ.
حتى الذليلةْ قويَتْ، وبانَ لها فخاراتٌ هزيلةْ! وتلاعبَتْ فيها الظنونُ بأنَّ في قَسَماتِها أمماً أصيلةْ.
فتعرتِ الأوراقُ، بانَ المشهدُ المرسومُ خلفَ ستائرِ المدنِ الرذيلةْ.
هي خلطةُ الأوراقِ، والغاياتِ بالأيدي الذليلةْ.
قد قيلَ: فاحْذَرْ نقمةَ الجبنِ الغريقِ، فإذا تحكّمَ صارَ، والصيرورةُ العشواءُ مذبحةٌ لسفّاحٍ طليقِ.
يا أيُّها المُلقَى بلا رسْمٍ على أرضٍ.... وأرضٍ.... حائراً ما بينَ أشلاءِ الحدودِ، تُلقي على الناسِ السلامَ، وأنتَ مُرتهَنٌ بأيدٍ مِنْ سماسرةٍ عبيدِ،
في سوقِ نُخّاسِ المغانمِ ترتدي حُلَلَ الكلامِ مُزوَّقاً بشذى الورودِ.
تُلقي على الدنيا السلامَ، وأنتَ تُنحَـرُ في حروبِ القومِ، تُرمَى بينَ غاراتِ الجنودِ.
لا أرضَ ترضى أنْ تلمّكَ، بل مَنَصاتُ الوعيدِ.
يتسابقونَ على المجازرِ للقريبِ وللبعيدِ.
ولأنتَ في ناموسِهمْ رَجْعٌ لأصداءِ البعيدِ.
يخشَونَ منْ همَساتِ إنسانٍ يهيمُ معَ المواجعِ، ينتقي لغةَ الحديدِ.
يخشونَ، والرجفاتُ تُنعشُ في الصدورِ مواسمَ الثاراتِ والتهجيرِ، والذبحِ المُنظَّمِ للوريدِ إلى الوريدِ.
ياأيُّها القومُ الذينَ تتابعَتْ فيكمْ رياحُ الهجرِ مثلَ تتابعِ المطرِ الغزيرِ.
في كلِّ فصلٍ هجرةٌ محسوبةٌ بكتابِ سُفيانٍ صغيرِ.
لا يرتوي مِنْ مُوقَداتِ النارِ، أو منْ ذبحِ معشوقٍ وليدِ.
1996
الفيليون 2
كنتُ في بيتي الذي ما هوَ بيتي حين ألقى الساعي كالعادةِ في كلِّ صباحْ حصةَ التوزيع في فتحةِ بابِ البيتِ في فتحة تسليمِ البريدْ وكما في كلِّ بيتْ. كنتُ في المطبخ في حضنِ الفضائياتِ في الضجةِ والتطبيلِ والتزميرِ والرقصِ على آخر أنواع اهتزاز الخصرِ والرأسِ وأردافِ الحسانْ وعلى إيقاع أشباهِ الرجالْ يملأونَ الجوفَ قيحاً ومرارْ أحتسي الشايَ وفي الشرفةِ أنفاسُ السيگارْ لا السيجارةْ ما تعوّدْتُ على التدخينِ يوماً غيرَ أنَّ الدهرَ أنفاسُ سيگار! وهنا .... في سويدِ الثلجِ التدخينُ ممنوعٌ على الإنسان في الدارِ وفي الصالاتِ حتى في المقاهي والمحلاتِ وفي كلِّ مكانٍ يجمعُ الناسَ وفي كلِّ زمانْ ما عدا خارجَ جدرانِ المكانْ وبغير الحاجةِ للتذكير بالإعلانِ (التدخين ممنوع) فإنّ الناسَ تدري وتنفّذْ باقتناعْ! فهنا كلُّ قرارٍ بحسابِ واقتناعْ! * * * كنتُ في بيتي، ومِنْ فتحةِ بابي دونَ أنْ أنظرَ مَنْ مرَّ ببابي وصلتْنا حقُّنا في الإنتخابْ ومكان الإنتخابْ حيث نُدلي بالذي نرغبُ فيهِ ونريدْ وصلتْ للبيت أسماءُ القوائمْ كلُّ حزبٍ بالذي يدعو إليه: اشتراكيْ، ومحافظْ، ويسارْ، وسطٌ شعبيْ وبيئةْ كلُّ شيءٍ بحسابْ وبقانون انتخابْ وقوائمْ وبرامجْ تصلُ البيتَ.. وفي جعبةِ ساع للبريد وأنا أشربُ شاياً وأدخنْ وأشاهدْ: خطباً رناّنةً ضرباً وطعناً رقصاتٍ أغنياتٍ عنْ ليالي العاشقِ الولهانِ والمعشوقُ سالي، ياحبيبي ، يافؤادي ، نور عيني ، أنا لا أقوى على أيِّ احتمالِ حطِّم الماعونَ، دمِّرْ أحْرِقِ الأعصابَ مني! نارْ .... نارْ ! عُدْ لي تاني، حطِّمِ الأزرارَ والزهرَ الأواني، فأنا الولهانُ والسهرانُ لا ليليَ ليلٌ لا نهاري أنا في الظلمةِ ساري، يا حبيبي ، ياحصاري ! * * * وصلتْني : حقيَ المشروعُ في أنْ أنتخبْ مَنْ أشاءْ صرتُ صوتاً يُحتسبْ وأنا اللاجئُ بينَ الغرباءْ من سنينٍ ستةٍ صرتُ بها صوتاً له وزنٌ أكيدْ ورصيدْ! كلّهُمْ يحسبُ للصوتِ حسابْ أبيضٌ، أم أسمرٌ، أم أسودٌ، أم أصفرٌ، لا فرقَ في الصوتِ حسابٌ وكتابْ بشرٌ يرفعُ عن كرسيِّهِ مَنْ لا يريدْ بشرٌّ! فهو مُهابٌ ومُثابْ! * * * كانَ لي في ما يُسمَى (وطني) صوتٌ وأرضْ وبها قطعةُ أرضْ فوقها بيتي الذي (ما كانَ بيتي) ...! نسبي يمتدُّ فيه لسنينٍ وسنينْ تتعدّى المئتينْ وتزيدْ استباحوهُ، وصاحوا : أعجميٌّ! لستَ في الأصلابِ، لستْ ! أغلقوا الأنسابَ والأبوابَ دوني ! رحَّلوني.... وارتحلْتْ ! حيثُ يأتيني وفي جُعبةِ ساعٍ للبريدْ كلُّ شيءٍ: لا أريدْ ... وأريدْ ...؟
السويد 1998.09.04
الشهيد الفيليّ
مابـينَ ذكـْرِكَ ، والأيامِ ، والألمِ جرحاً طويْتُ فلمْ أهدأْ ولمْ أَنَمِ
جرحاً يُنازفُني، يجري بما حملَتْ مظالمُ الأرضِ مِنْ جَوْرٍ على قَدَمِ
مظالـمٌ لو روتْهـا الريـحُ ما بقِيَـتْ في حقلِها زهرةٌ والصَخْرُ في عَلَمِ
يا رِفْقَةَ الروحِ، يا حُلْماً لمُنتَظَرٍ ببارقِ الأملِ المعمـودِ بالقِيَـمِ
الروحُ مِنْ بعدِكُمْ دارَ الزمانُ بها بينَ العواصـفِ والأنواءِ والضُـرَمِ
غِبْتُمْ وغِبْنا "فما ابتلَّتْ جوانحُنا شوقاً إليكمْ" ولا بُرْءً منَ السَقَمِ
وما اسْتكانَتْ لنا عينٌ وأعيُنُكُمْ طيَّ الترابِ وطيَّ القلبِ والحُلُمِ
حُلْـمٌ بـأنْ نلتـقي يـومـاً برابـعـةٍ مِنَ النهارِ فنُحيي النورَ في الظُلَمِ
ما كانَ في خاطرٍ أنَّ النهارَ لظىً والليلُ شـوكُ قتـادٍ وافـرُ النَهَـمِ
فإنَّ ظلمَ ذوي الأحقادِ سائقُهُ كراهةُ النورِ والأحلامِ والشِيَمِ
ماتَتْ ضمائرُهُمْ مِنْ سالفٍ غبرُوا فما حوَتْ غيرَ صُفْر الريحِ والنِقَـمِ * * * ما بينَ وجهِـكَ والأنفـاسِ والكَلِـمِ وقفْتُ مُضطرِباً والحرفُ فوقَ فمي
الأمُ والأختُ والأزواجُ في لَهَفٍ ماذا أُحدِّثُ والأحزانُ في عَرِمِ؟
مـرّتْ دهـورٌ وفي الأنبـاءِ مَخبرُكُـمْ والقومُ في قالِهِمْ والقيلُ في الحُكُمِ
أيـنَ الذينَ تبـارَوا بالسـيوفِ لنـا وأينَ مَنْ أشعلوا النيرانَ في الخِيَمِ؟
وغيَّبوكـمْ وما غابـوا، فسادنُهُمْ في خيرِ مُحتَكَمٍ، في خيرِ مُغتَنَمِ؟
هذي حليمةُ قد عادَتْ لسيرتِها وعادَ أصحابُها مِنْ ساقطِ الصنَمِ
توارثَتْها بنو سُفيانَ مُذْ خُلِقَتْ وإنْ تسـلَّلتِ الأقوامُ بالعِمَمِ
ياقومُ، إنَّ انتظارَ المَنِّ مَعجَزةٌ وما التوسُّلُ بالأبوابِ مِنْ غُنُمِ
هُبُّـوا بخَيلِكُمو فالشـاهدُ العَـجَـزُ وأَطْلِقُوا الصوتَ شُدُّوا شدَّ مُعْتَزِمِ
لا خيرَ في الصوت مكبوتاً ومُنقَسِماً الخيرُ في الجَمْعِ صرّاخاً على القِمَمِ * * * ما بيـنَ صوتِـكَ والأصـداءِ والهِمَـمِ رفعْتُ حرفيَ مسدوداً على القَلَمِ
فرُبَّ حرفٍ كحدِّ السيفِ صارمُهُ ورُبَّ سيفٍ نبا في ساحِ مُلتَحَمِ
نبكيكَ في يومِ ذكراكَ التي نزلَتْ نـزولَ صـاعقةٍ هُـدَّتْ بها قـدمي
لم يبقَ منكَ سوى الذكرى نداولُها روايةً مِنْ صفَحاتِ الذبحِ في الأُمَمِ
الأربعاء 21 آذار 2018
اعتراف
هذي ثيابي، قلمي، دفاتري، وسيرتي، انصعُ منْ ثلجِ شمالِ الأرضِ في الشتاءْ،
هذي يدي، نظيفةٌ، نقيةٌ، بيضاءْ، سلالةٌ منْ أتقياءْ، ما عرفوا للقارِ طعماً أو هواءْ، أو لطخةً سوداءْ على رداءْ،
هاتان عينايَ بيمناها ويسراها ارتوتْ منْ لوحةِ الصفاءْ،
هذا فمي لم يحتسِ إلا فراتَ الماءْ إلا طعامَ الخيرِ والعطاءْ قافيةَ الصدقِ وألوانِ البهاءْ والفخرِ والحقِّ وصوتِ الكبرياءْ،
هذا لساني، صرخةٌ في عالمٍ يلهجُ بالسيفِ وذبح الأبرياءْ، وأكلِ مالِ الفقراءْ تكبيلِ حقِّ الضعفاءْ،
هذا كلامي كلُّهُ فوّهةُ الرصاصْ في وجهِ ألوانِ الطغاةِ والبغاةْ، وجيشِ غوغاءِ اللصوصِ والعتاةْ، والكاذبينِ الأدعياءْ،
اللصُّ كُرهي، والخيانةُ أبغضُ الأصواتِ عندي، ولسانُ الخبثاءْ، البائعين الحرفَ في سوقِ النخاسةِ في الخفاءْ، بالثمن البخسِ لساناً، قلماً، في الغابةِ السوداءْ،
هذي سطوري، نزفُها إشارةٌ غنّاءْ، تنبضُ بالنارِ على الظلمةِ والأشرار والأعداءْ، تحملُ همَّ الضعفاءْ، والطيبين الأنقياءْ، والصادقينَ الأبرياءْ، والحاملين شعلةَ الضياءْ، في عالمٍ يسكنه الظلامُ والظلمُ وسيفُ الأقوياءْ،
الأثنين 14 سبتمبر 2009
القصيدة
وقفَتِ القصيدةُ عندَ بابِ مدينتي، طرَقَتْ: مَنْ يفتحُ البابَ، ومَنْ يُشرعُ عينيهِ، ومَنْ يقبلُ حرفَ رويّها الممزوجَ بالحزنِ، ومَنْ يعرضُ في السوقِ صدى الأناملِ البيضِ، ومَنْ يُقفلُ هذا الشارعَ الطويلَ.. والمليءَ بالضبابِ والديدانِ.. بينَ العُشْبِ والرصيفِ، مَنْ يصارعُ الليلَ على النجومِ والأٌقمارِ، مَنْ يرفعُ عن وجهِ المياهِ الطُحْلُبَ الطافي.. قناني الخمرِ، أعقابَ السجائرِ، والصفيحَ.. بحيرةَ الزيتِ، ومَنْ سوفَ يُنقّي شاطئ النهرِ مِنَ الأدرانِ ، مَـنْ يُلبسُ هذا الجسدَ المكدودَ بُرْداً.. طاهرَ الأطرافِ، مَـنْ يمسحُ طوقَ العَرَقِ المَصْبوبِ.. عن وجهِي، ومَـنْ يُزيلُ عن قلبِ البيوتِ.. الغضبَ المشحونَ بالسوادِ.. كلَّ الدمِ مخلوطاً.. بأصواتِ الغريبِ، ثُمَّ مَـنْ يمنعُ عنْ حقولِ وادينا.. الجنازيرَ، البساطيلَ ، ومَـنْ يُعطّرُ الخبزَ بماءِ الوردِ والقلب، ومَـنْ لا يعرفُ القفزَ مِنَ اليسارِ لليمينِ، مَـنْ يرفضُ بيعَ الفمِ والأقلامِ في سوقِ الدنانيرِ، ومَـنْ لا يحتمي إلا بعنوانِ الطفولةِ.. في زقاقِ البلدِ السحريِّ في الوادي المُقدَّسِ، ثُمَّ مَـنْ لا يرفعُ الرايةَ إلّا باخضرارِ الشجرِ المَعْمودِ.. بالنهرِ وبالترابِ، مَـنْ يفقأُ عينَ الذئبِ والثعلبِ والجرذانِ، مَـنْ يفتحُ عينيهِ مِنَ اليقظةِ.. حتى خَدَرِ النومِ، ومَـنْ يعرفُ معنى العشقِ، نزفَ القلبِ.. عصفَ الريحِ، قصفَ الرعدِ، مَـنْ غيرُ القصيدةِ عندَ بابِ مدينتي!
الجمعة 9 نيسان 2010
آني أمك يا شاكر
تخليداً لروح الفنانة العراقية الخالدة: (زينب)
يتقاذفهُ الحزنُ حزنُ مدينتهِ يسكنهُ الحبُّ حبُّ مدينتهِ
في يومٍ سافرَ في الريحِ ممتطياً صهوةَ أشواقهْ وعذوبةَ لهفةِ أحلامهْ للنورِ يضيءُ مدينتهُ فاستلَّ الصدرَ ليوصلهُ بمدينتهِ حلّقَ .... حلَقَ .... فوق النخلِ وفوقَ النهرينْ بينَ الحاراتِ المنسيهْ بينَ الأكواخِ الطينيهْ وأتى بالمنشوراتِ السريهْ.
زينبُ تصغي لرفيفِ فؤادِكَ ، يا شاكرْ، تصغي .. للحلمِ الشاهرِ في صدركَ للومضِ النابضِ في عينيكَ للهمسِ الرابضِ في شفتيكَ
ـ شاكر ! ماذا في العينينِ ؟ إنّي اشعرُ إنّي أفهمُ إنّي أعرفُ أنّكَ منْ صوتِ النهرينْ منْ أولئكَ . شاكر! حلِّقْ! إنّي أفرحُ حينَ أحسُّكَ بينَ الناسِ تدعو ... تتحدّثُ .. تنشرُ ... تكتبُ ما فوق الجدرانْ في الليلِ تناقشُ أحلامَكَ خلفَ عذاباتِ الجدرانْ
وقفتْ زينبُ ذاتَ مساءْ بينَ الأعمدةِ الخشبيةِ وسط الدارْ كالأشجارْ كهديرِ مياهِ الأنهارْ ودموعٌ تحبسُ عينيها رعشةَ شفتيها ويديها الماعرفتْ غيرَ الخبزِ ونيرانِ التنورْ وقفتْ بشموخِ كشموخِ الأرضْ نُصُباً صُلباً فوق الأرضْ
دارتْ زينبُ بعباءتها وبفوطتها تخفي كلماتٍ ممنوعهْ تعلنُ كلماتٍ ممنوعهْ تفخرُ .. تزهو .. ترفلُ ما بينَ النسوانْ جرحٌ في الصدرِ وآلامْ
مشهد:
فوق المسرحِ تقفُ امرأةٌ تتوشّحُ بسوادِ الليلْ القاعةُ حبلى بالناسْ صمتٌ يُطبقُ يُـغرقُ في لُجّـتهِ الناسْ وعيونُهمُ تلمعُ ببريقِ النهرينْ للمرأةِ فوق المسرحِ: هامتُها تعلو فوق نخيلِ النهرينْ وجهٌ مشحونٌ بالسُمرةِ بالحزنِ، بالغضبِ، وبالأصرارْ الصوتُ صدىً للهبِ القادمِ خلفَ الأشجارْ: ـ آني أمك يا شاكرْ ! هذا المسرحُ لنْ يخلوَ منْ نظّارتهِ منْ عادتهِ وعيونُ الناسِ زوارقُ تمخرُ في عينيكَ وفي عينيَّ ، وقلوبهمُ تخفقُ ما بين القلبينْ تعشقُ .. تغضبُ... ترضى ، وتصرُّ ، لا تعرفُ غيرَ الطيبةِ نهراً وتـراً يعزفُ في موج التيارْ ...
19 حزيران 1998
* "آني أمك، يا شاكر": مسرحية من تأليف (يوسف العاني)، كتبها عام 1954 عن فترة النضال الوطني العراقي. وقد عُرضَتْ بعد ثورة 14 تموز 1958، بتمثيل: زينب، يوسف العاني، سامي عبد الحميد، آزادوهي صموئيل، ناهدة الرمّاح، عبد الواحد طه، عبد الجبار عباس، ومن إخراج إبراهيم جلال. وقد حضرْتُ عرضها الأول، على مسرح قاعة الشعب في باب المعظم، في 15 كانون الأول 1958 ، ببطاقة شرف من الحزب الشيوعي. كنتُ حينها في السادسةَ عشرةَ من العمر. انتقلتْ الفنانة (زينب/فخرية عبد الكريم) الى رحمة الله بتاريخ 13 آب 1988 بمدينة غوتنبرغ السويدية، حيث كانت تقيم مع زوجها الفنان المسرحي الراحل (لطيف صالح)، الذي توفي عام 20013 .
على ضفافِ القمر الغائب
على ضفافِ القمرِ الراقصِ فوقَ الماءْ تنتظرُ النساءْ عصفورةً منْ وترِ الخريرْ، حُلْماً يسوحُ فوق حُرقةِ النخيلْ. وفي العيونِ يزرعُ الغمامْ أجنحةَ الحمامْ، تطيرُ بينَ السعفِ والضفافْ. تشربُ منْ ساقيةِ المدى، منْ زهرةِ الفجرِ، ومنْ دعابةِ المساءْ، تحتضنُ الضياءْ.
ياقمراً يرفلُ بالنساءْ في ليلةٍ تحلمُ أنْ تعانقَ الأنداءْ، في وطني تُنتزَعُ الأسماءْ، يُختزَلُ التاريخُ، تندى غيرةُ الأشياءْ، وتُطفَأُ العيونْ لتختفيْ في نصلِ مَنْ يغتالُ في الفجرِ ندى الأشجارْ. فيرحلُ النهارْ، وأنتَ تبقى تسألُ الليلَ عن العشاقْ، وأينَ سارَ ركبُهمْ عنْ شاطئ النهرِ وعنْ جزيرةِ الأشواقْ.
ياقمراً تسبحُ في اللُجِّ وفي الأحداقْ، في مدني ينتظرُ الأطفالْ ضياءَكَ الشاحبَ والساطعَ والغائبَ بين الغيمِ والظلامْ. * * * يا حوتهْ يا منحوتهْ هدّي قمرنا العالي وإنْ كانْ متهدينهْ لضُربِچ بسِچينَهْ* * * * فتستفيقُ رعشةُ السماءْ، ليهبطَ الضياءْ جديلةً مِنْ شَعرِكِ المُمتدِّ في الصباحْ، يهدُّها الصداحْ، منْ صبيةِ الأزقةِ النشوى مصابيحِ الغناءْ.
في وطنٍ يُطاردُ الأطفالُ بين الزهرِ والحقولْ فراشةً زاهيةً، وينشدونْ أغنيةَ الفصولْ. في وطني يطاردُ الأطفالُ كلَّ يومْ ذبابةً تحطُّ بينَ الكَوْمْ وكِسرةً تطيرُ منْ قومٍ إلى قومْ. قد نسيَ الصغارُ لونَ الوردِ والفراشةِ المُحتضرةْ، ويحفظون لونَ ليلِ الحربِ والبارودْ، طائرةَ الشبحْ.
في سالفِ الزمانْ مُعلّمٌ يسامرُ الألوانَ والجمالَ في قوسُ وقُزَحْ المطرَ، الحقلَ، الربيعَ، الزهرةَ المنشرحةْ. واليومَ .. الذرةَ، الصاروخَ، الطائرةَ المقاتلةْ، والجبهةَ المقابلةْ.
ياقمراً يطوفُ في المرابعِ المسافرةْ، تسمعُ صوتَ المدنِ المهاجرةْ، تسمعُ أنَّ الناسَ تغفو في الخيامْ، تصغي إلى رَجْعِ الحُداءِ في السطورِ العابرةْ، تحلمُ أنْ تُمارسَ المطرْ، ترسمُ في الأزقةِ الأطفالَ، والنجومَ، والأغنيةَ المغامرةْ.
يا قمراً تطلعُ مِنْ قلبٍ الى قلبٍ، تغني... تختفي... ترفُّ في الأقبيةِ السفلى، وتحسو الأحرفَ، الدخانَ، والأبخرةَ المُعطّرةْ تعويذةً فوق شفاهِ السحرةْ.
1999
المصباح
قال ابنُ سينا: "إنّما النفسُ زجاجةٌ، والعِلمُ سراجٌ، وحكمةُ اللهِ زيتٌ، فإذا أشرقْتَ فإنَّكَ حيٌّ، وإذا أظلمْتَ فإنَّكَ ميِّتٌ."
صحوةُ الصباحِ تنثرُ أوراقَها فوق وجهي، حلمٌ أنْ ترى زهرتي الصباحْ، تغزلُ خيطَهُ بردةً، ترتدي وجهَهُ.
حلمٌ يملأُ كأسي نشوةَ الريحِ، تشربُ القلبَ قهوةً، شهوةً تقتفي جذوةَ النارِ والدخانْ، تحتذي السنديانْ، تطفئُ الظلمةَ والسكونَ بقلبِ الشواطئ، والشجرِ الوارفِ في الجنانْ.
أيُّهذا المكانُ، قمرٌ يستفيقُ، يطلُّ منْ ثُقُبِ الليلِ، منْ صمتِ هذي السماءْ، منْ رعشةٍ في المساءْ، منْ أضلعي.
أيُّـهذا المكانُ، سواءٌ عليَّ أأمطرتني أم أمطرتُكَ، واحةٌ هما الصورتان،ْ ظلُّها ظليلٌ في أمانْ.
إنَّ هذا الزجاجَ يحملُ ومضاتٍ من الوجدِ، نبضاتٍ منْ فؤادِ السراجْ.
كلُّ بابٍ مُشرَعٌ في وجوهِ الصحابْ، إنْ فتحوا الكتابْ، وتعاطوا منْ دمِ الشرابْ.
يلتقي الندامى فوق خيلِ الصباحْ، زهرتي والرياحْ، يقرعونَ الكؤوسَ ملأى بنبيذِ الكلامِ المباحِ، وغيرِ المباحْ.
خلفَ سيلِ المتاريسِ كانوا، ثمَّ صاروا فوق خيلِ الصباحْ،
حلمٌ زهرتي، زهرتُكَ أنْ تسوقَ الماءَ والترابْ، وصهيلَ السحابْ.
أيُّهذا الغيابْ، حاضرٌ مَوردي في رنينِ الزجاجْ، ولذيذِ الزيتِ في السراجْ.
بينَ ظلِّ الصباحِ نشيجٌ، ومزيجٌ، زهرتي والرياحْ...
28/9/1998
غنائياتُ النهرِ الراحل
يانديمَ الهجرِ، أقسمْتَ على النهرِ تناغيهِ على البعدِ أصيلا. عمرُكَ الزاهي ربيعاً كانَ، يلهو بين واديهِ جبالاً ونخيلا.
وتراً تعزفُ في الظلِّ، تغنّي للطيورِ الراحلةْ.
ساعةً تغفو، وأخرى تتلظّى بينَ أحضانِ الأغاني القاحلةْ.
زهرةٌ أنتَ، أريجٌ، في جنانِ الغرباءْ، دونَ لفحٍ منْ هواءِ النهرِ أو كأسِ رواءْ.
زهرةٌ أنتَ، وفي أعينِ شمسٍ لا يُساقيها الضياءْ.
كمْ سهرْتَ الليلَ نخبَ الكأسِ؛ كي تغفو، ولكنْ كانَ عصفُ الريحِ فيها،
وحروفُ الروحِ سُمّارُكَ والوحدةُ زحفُ النارِ فيها.
قد هجرْتَ الشاطئَ الدفْءَ، اتخذْتَ الليلَ ظلّاً ونديما.
ورسمْتَ الغابةَ الجرداءَ والثلجَ على عينيكَ لوحاً مستديما.
أنتَ في القلبِ سراجٌ دائمُ النبضِ ، ونارٌ تتألّقْ،
حلمٌ يسبحُ في الليلِ ويغرقْ،
غرفةٌ مُغلَقةُ الأبوابِ دونَ الندماءْ،
ورغيفٌ يابسٌ، يتوارى بين أيدي الفقراءْ.
الخميس 8/3/1999
انفلونزا البشر
الحديقةُ ملأى بسُكارى يحتسونَ منْ فمِ القنينةِ آلامَ العشبِ تحتَ مقاعدِهمْ الملأى ببقايا النومِ المُثخَنِ بالضجر،
يجلسونَ في فوضى عارمةٍ، صراخُهمْ يغيبُ في خريرِ النهرِ المنسابِ صوبَ السدِّ ....
أمسِ مساءاً التقيتُ رجلاً يترنحُ، بصقَ على رصيفِ الشارعِ دمَ قلبهِ، ونامَ ُعلى العشبِ النديِّ برطوبةِ الخريفْ،
الحديقةُ إيوانُ القبيلةِ، حينَ تفتحُ سجِّلَ العابرينَ يرتفعُ دخانٌ أسودُ، فتختنقُ النوارسُ وهي تحلّقُ صوائحَ في الجوِّ المليءِ بأنفاسِ الخمورِ، وفيروساتِ انفلونزا الخنازير،
حينَ أصيبتِ الخنازيرُ بالانفلونزا ما كانتْ تعلمُ أنها ستصبحُ أشهرَ منَ الشقيقاتِ برونتي،
هلْ نفتحُ بابَ السرِّ المُغلَقِ على انفلونزا البشرْ؟
السُكارى في الحديقةِ المتراميةِ على ضفاف النهرِ الخالدِ المتدفقِ صوبَ السدِّ في مدينتنا النائمةِ في حضنِ التحالفِ الاشتراكي لا يدرونَ أنَّ المصيبةَ أعظمُ منْ فوهةِ علبةِ البيرةِ الفاسدةِ مِنْ صنعِ معاملِ يلتسينَ وتشيفرناتزا وغورباتشوف،
في الظلمةِ الحالكةِ في الغابةِ المجاورةِ ترتقي الشياطينُ رأسَ الشجرةِ الكبرى فتتساقطُ أوراقُ الخريفِ فوق الرؤوس المائلةِ على مقاعدِ الزمنْ،
هلْ يُدركُ السُكارى أنَّ النورَ الخافتَ في عيونهمْ مثلُهُ مثلُ الظلام الدامسِ في عيونِ النهارْ؟
صرخَ أحدُهمْ: أطفئوا الشمسَ! لا أتحمّلُ حرارتها! أعيدوني إلى فراشِ الحقيقةِ العاريةِ في خلايا النومِ!
لم أجدْ مقعداً فارغاً، فاقتعدتُ رأسي، وغبْتُ في دخانِ السِّيگارْ ....
صباح السبت 12 سبتمبر 2009 مكتبة مدينة اسكلستونا/ السويد
العصفورُ في القفص
قفصٌ عصفورٌ وثلاثةُ أوجهْ،
وجهٌ يتدلّى منْ جبلِ الأسرارِ، وجهٌ يدخلُ في خرمِ الإبرةِ، وجهٌ أنقى من باطنِ كفِّ رضيعْ،
العصفورُ يُنقّرُ قشرَ التفاحةِ، لا تفتحُ أفواهَ الماءْ،
الغصنُ يطيرُ بعيداً عنْ أجسادِ الأسماءْ،
البستانُ المُغلقُ في وجهِ الذئبِ يُشمّرُ أنيابَ النارْ، والعصفورُ يصدُّ النارْ،
حتامَ مقاومةُ الأسوارْ؟
في القفص يصيخُ السمعَ .. لا يسمعُ غيرَ القلبِ ينبضُ ببراءةِ طفلِ الأنهارْ،
أمّا الصوتُ ففي الوادي صدى،
العصفورُ المحبوسُ داخلَ أسوارِ القضبانْ، ينفشُ ريشَ اللحمةِ، الوجهُ الأولُ لا يرضى أنْ يدركَ ظلّ جناحْ، فيحيلُ العينينِ قناعاً مِنْ أسوارْ،
لا تحملْ وجهكَ في ظلِّ الصَبّارْ! فالأشواكْ تغرزُ أنيابَ الذئبِ السائبِ في عينيكْ،
تجلّى الروحُ في ظلِّ المرايا فبانَتْ في تجليها الخفايا أيا مَنْ كنْتَ محبوساً غريباً أليسَ الفعلُ، قالوا، بالنوايا؟ مظاهرُ تشتهيها الخَلقُ بيضاً فلو عتمَتْ لشدّتها الرزايا
قفصٌ، عصفورٌ، سِكّينْ،
وصلَ السكينُ الى حَلقِ العصفورِ، انقطع لسانُ الأنوارْ،
أظلمتِ الأرضُ بمَنْ فيها، اشتدَّ لسانُ النارْ، هبَّ الإعصارْ،
العصفورُ يشقُّ الأسوارْ والأسرارْ،
الجمعة 2 أكتوبر 2009
(انتهى)
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديوان (سجّلْ أنا كردي) مخطوطة
-
ديوان (قالت الشمس) مخطوطة
-
ديوان (قالت الشمس) للشاعر عبد الستار نورعلي/ مخطوطة
-
قراءات نقدية في شعر عبد الستار نورعلي (كتاب)
-
التناص ووظائف العنوان في قصائد عبد الستار نورعلي (كتاب)
-
صمت للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
-
حرب المسافات
-
عندما يُحبُّ الشاعرُ...
-
الشاعر المستهام
-
ماذا فعلتِ بشاعرٍ يهواكِ؟
-
مسرحية (جلجامش) للشاعر السويدي أبه لينده
-
شعراء سويديون - دراسات ونصوص
-
ديوان ثلاث روايات
-
سعدي عبد الكريم و-الملائكة تهبط في بغداد-
-
لا أنام...
-
الخارطة...
-
خَبوْنا، أيُّها النائي...
-
ديوان (ثلاث روايات)
-
ديوان (مزامير آل الملا نزار)
-
(موتُ رفيقةٍ) للشاعر السويدي أبَهْ ليندَهْ
المزيد.....
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|