رضي السماك
الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 16:46
المحور:
الادب والفن
حكاية إغنية عالمية فلسطينية/ رضي السمّاك
من منا نحن أبناء الأجيال العربية الأربعة الذين وُلدوا تباعاً مع كل حرب من حروب فلسطين النظامية الأربعة، 1948 و 1956 و 1967 و 1973، لم تحرك مشاعره أغاني الزهو الوطني والقومي التي رافقت تلك الحروب، سواءً الشعبية منها أم الموجهة رسمياً، ومثلها أغاني المقاومة الفلسطينية التي برزت بُعيد النكسة، وشاركت في أدائها فرق غنائية وفنانون من فلسطين ومصر ولبنان والعراق والخليج والمغرب العربي. لكن من منا نحن أبناء كل جيل من أجيال تلك الحروب الأربعة لم يشعر بغصة لو عنَّ له ترديد واحدةً من تلك الأغاني ليحس بانعدام مذاق روحها في حنجرته مع كل انكسار جديد تمر بها القضية الفلسطينية.لكنك حين تجد العالم كله يتعاطف مع هذه القضية وهي في أحلك ظروفها كارثية، كما هو الحال لما يُرتكب بحق أهالي القطاع من مجازر على أيدي جنود الاحتلال، وحيث تجد مشاعر كل العالم تتفاعل مع أغنية كتبها فلسطيني من أبناء "عرب 48" فإنها لا بد أن تحرك مشاعرك أيضا لتبعث وتُحيي فيك الأمل مجدداً. وهكذا كانت قصة ابن الناصرة جورج توتري مع اغنية "Leve Palestine" التي كتبها باللغة السويدية، وحظيت بانتشار عالمي غير مسبوق في عواصم ومدن العالم منذ بدء العدوان قبل شهر ونصف.ولم يحلم توتري نفسه أن تحظى اغنيته بهذا الانتشار العالمي عندما أسس فرقة "الكوفية" السويدية أواسط سبعينيات القرن الماضي غداة هبة "يوم الأرض" التي نُظمت وانطلقت من مدينته الناصرة احتجاجاً على مصادرة السلطات الإسرائيلية لأراضي عرب 48، فألى سنوات قليلة خلت كانت هذه الأغنية تُحارب ويُتهم صاحبها بمعاداة السامية على نحو ما جرى في يوم العمال العالمي 2019 حينما غنتها شبيبة حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي في مسيرتهم احتفالا بذلك اليوم، ما حدا برئيس الوزراء القيادي في الحزب ستيفان لوفين بوصفهم بالمعادين للسامية، داعياً إلى حظرها.في حين اعترف التلفزيون السويدي مؤخراً بأنه خلال ثلاثة أسابيع فقط وُظفت الأغنية على أكثر من 60 ألف مقطع فيديو TikTok في العالم، وانتشرت على مواقع 66 ألف مقطع يوتيوب متبوع بالعلم الفلسطيني.
أ
#رضي_السماك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟