عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 02:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخلق تم منذ زمن بعيد وفي ظروف فيزيائية معينة تطورت فيه المادة إلى مادة عضوية ثم انبثقت الخلية الأولى وبدأت رحلة الحياة الطويلة. ففي البداية كانت الجزيئات مثل الكوارك والبروتون والنترون في بيئة حرارية شديدة بملايين الدرجات ثم تكون الهيدروجين والهليوم كأبسط العناصر وكانت القوى الأربعة وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والذرية الكبرى والذرية الصغرى بوجود المادة تفعل مفعولها ومنهما تكونت العناصر الأخرى شيئا فشيئا على مدة طويلة جدا تقدر بملايين السنين أو بمليارات السنين وذلك بالتعقيد المتواصل من البسيط إلى المعقد فأتت النجوم أولا ثم الكواكب وهكذا. ولأن الحياة في صورتها الأولى انبثقت من المادة في ظروف معينة منذ زمن بعيد جدا لم تعد متاحة ومتوفرة الآن فيصعب على الباحثين والعلماء رغم المحاولات المخبرية الوصول إلى حقيقة ما وقع في ذلك الزمن الغابر وبقي الأمر إلى حدود الآن في مستوى الفرضيات لا غيرر. فالعلم توصل مثلا إلى معرفة الذرة والعناصر المكونة للكون وكيف توالدت من بعضها انطلاقا من الجزيئات البسيطة وعمل النجوم وصيرورتها واكتشاف الثقوب السوداء إلى غير ذلك وسوف يأتي يوم ينحل فيه لغز الحياة. أما الفرضية الدينية والتي تقول بالخلق المباشر للإنسان من طين وصلصال وفخار دون تبيان كيف وقع الخلق لا يمكن الوثوق فيها وتصديقها لأن كل شيء في الكون أتى بالتطور على مراحل عديدة ومعقدة وليس دفعة واحدة. وبشفرة الوراثة ADN والتي كان اكتشافها ثورة علمية فائقة يتجدد الكائن الحي بالتوارث وهو الذي انبثق من تطور الخلية الأولى وبالتعقيد المتواصل لمدة طويلة جدا وفي ظروف لا نعرفها بالدقة المطلوبة حاليا تكونت كل الكائنات الحية ثم تطورت وتعددت وتغيرت.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟