أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - أمراء الثقافة..لا دعاة للتطبيع والمجون السياسي














المزيد.....


أمراء الثقافة..لا دعاة للتطبيع والمجون السياسي


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقدمت بعض المنظمات العربية على تجميد عضوية عدد من الاتحادات والنقابات العراقية كأتحاد الادباء والكتاب ونقابة الصحفين وغيرها من المنظمات الاخرى تحت ذريعة لاشرعيتها كونها تحت نير الاحتلال الانكلو – امريكي .
ومهما تكن الذرائع التي تطلقها تلك المنظمات فأن الشرخ الذي احدثته في جسد الثقافة العربية عميق جدا كونه جمد جزءا حيويا من المشهد الثقافي العربي الذي يشكل العراق ثقلا نوعيا وكميا لما يمتلك من طاقات ابداعية انجبت عشرات العمالقة من الادباء والشعراء والمفكرين الذين لايخلو محفل دولي من انجازاتهم الابداعية الموازية للنتاج العالمي ان لم تكن قد تفوقت عليه كما في تجارب السياب و نازك الملائكة والبياتي والجواهري والعشرات غيرهم .
فبدلا من ان تضم هذه الاتحادات المنظمات العراقية من اجل ألا تفسح المجال لأي جهة كانت ان تمد ايديها للتغلغل في الجسد الثقافي العراقي المثخن بالجراح على مرالعصور ، تركت الساحه مفتوحة للهجوم الكاسح على الثقافة والمثقف العراقي في ظل التناحرات السياسية التي انعكست تأثيراتها على المثقف وزادت من تردي الاوضاع المعيشية للالاف من الادباء والصحفيين والمثقفين بصورة عامة وانجرف البعض مع التيارات والتنظيمات السياسية للقناعة أو ايمان بطروحات هذه التيارات وانما العوز المادي دفع بالعديد من المثقفين العراقيين الى العمل في وسائل اعلام ومطبوعات ثقافية بعيدة كل البعد عن اتجاهاتهم الفكرية والوطنية.
لماذا تحارب المنظمات الثقافية العربية المثقف العراقي ممثلا في اتحاداته ونقاباته ، وتضع الاسلاك الشائكة التي تزيد الحياة تعقيدا في العراق اضافة الى الحواجز الاسمنتية والاسلاك الشائكة التي تنشرها قوات الاحتلال هنا وهناك؟ .
هل استقبل المثقف العراقي دبابات الاحتلال بالورود وأنشد لها القصائد الحماسية كي تشن هذه الحملات المسعورة ضده ، أم طالب بتطبيع العلاقات مع اسرائيل واقامة سفارة لها في قلب العاصمة بغداد مثلما تحتضن اليوم عشرات العواصم العربية سفارات تل ابيب التي تقتل شعبنا العربي في فلسطين بالجملة مثلما يقتل الشعب العراقي بالجملة من كل الملل والاتجاهات واصبح الدم العراقي مباحا والارض مستباحة ...!!
ليس هنالك اشرف وانبل من المثقف العراقي ، هذا الانسان الرائع الذي ما انجرف امام الاغراءات المادية والمعنوية التي تطرحها عليه بعض الجهات المشبوهة التي تحاول مغنطته وقولبته وجذبه اليها من جل نشر ثقافتها وايديولوجياتها وبرامجها المخابراتية .
المثقف العراقي يعيش وضعا مأساويا ، فالبطالة تحاصره من كل جانب ، والعوز ينخر عظامه ، وعوائل المثقفين الاكثر تضررا في العراق لايساويها غير المواطن الذي يتربع على عرش الفقر في عراق الغضب الاسود (البترول ) الذي لم نجن منه غير حسد العيشة والإحتلالات والصراعات العالمية والاقليمية على منابعه وثرواته التي لم ير المواطن غير النيران الازلية المشتعلة ورائحة دخانه التي تعطر الأجواء.
الثقافة العربية خسرت المثقف العراقي ولم يخسر الأخير الثقافة ، بل ربح المبادئ والقيم والأخلاق والوطنية ألحقه ودخل التاريخ من اوسع ابوابه لانه لم يهادن ولم يستسلم للظروف الصعبة بل وقف على قدميه وقاوم الاحتلال بالكلمة المجاهدة ، ومن انشد للاحتلال او تمايل على خطاه كان صوتا نشازا لايمت للثقافة أو المثقف العراقي بصلة ، وانما حشروا داخل الوسط الثقافي ليعكسوا وجهات نظر اسيادهم وهم ينعتون في وسطنا بـ( الطارئين ) على الوسط .
المثقف العراقي عرف عنه عبر تاريخه الطويل بأنه وليد المحنة والمآسي وأن فطاحل الشعراء والمثقفين والصحفيين هم خريجو سجون الشرف السياسي لاسجون الفجر والمجون والجريمة والزنا واتيان المحارم .
ليبحث ادعياء الثقافة عن تاريخ المثقفين العراقيين الاصلاء وليروا حجم المرارة التي عاشوها في السجون والمعتقلات وكم هي الارقام الخرافية وايام السوداوية التي امضوها فيها .
المساجلات والمطارحات بين الادباء هي في التاريخ السياسي الذي صنعه السياسيون الفاشلون لهم ، لانهم لم يرضوا أن يكونوا ابواقا لهم أو مزامير غجر تطرب الابل في صحراء الثقافة العربية .
المثقفون العراقيون أمراء الثقافة وصناع الحرف ، والتاريخ لم ينبني الا على جماجمهم واشلاء ابنائهم واشقائهم وزوجاتهم ...
الثقافة العراقية يتوجها اليوم ابناؤها من صناع الحروف والمعاجم والملاحم البطولية ، لا من ينظرون الى العلم الاسرائيلي ويؤدون له التحية ويحفظون نشيده الوطني عن ظهر قلب مثلما يحفظون اغاني مطربات الهز ( عالوحدة ونص ) العاريات من الثقافة الموسيقية والاجتماعية والسياسية وحتى اخر قطعة تستر عورة ثقافة الـ( سكس ) ...!!
الثقافة العربيــــــــة خسرت ... والمثقف العراقي ربح العراق ، والعالم كله يقف احتراما لكبريائه وشموخه وهذا هو انعكاس لتاريخه وارثه الذي علم العالم ابجدية القراءة والكتابة ، واعطى للعالم كل شئ ولم يأخذ منه غير الحسد والغيرة ..
تفخيخ العقل العربي آخر انجازات الامبريالية العالمية بعدما اصبح تفخيخ السيارات والاجساد والقتل بالجملة وسيلة للإرهاب السياسي والثقافي والفكري ...
واليوم جاء دور تفخيخ العقول العربية لنشر ثقافات مشبوهة تعزف اللحن النشاز في البيت الثقافي العربي صاحب الإرث الحضاري ، و أصبح الخطاب الثقافي انعكاس لسياسات الدول التي تنتمي أليها تلك المنظمات لا خطاب النخبة المثقفة التي ترفض التبعية والتخلي عن المبادئ والخضوع للمؤامرات والدسائس التي تحاك ضدها.
إن على المثقفين الشرفاء في الو طن العربي والعالم أن يقفوا مع المثقف العراقي الذي يعاني الأمرين في ظل الأنظمة المتعاقبة والاحتلال وأن لا يبقوه وحيدا في الساحة تتكالب عليه قوى الشر والعدوان.



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية البلد الجميل: التنافذية والبناء الاسطوري في ه ...
- إسهال سياسي
- نشيدنا الوطني: لا كهرباء بعد اليوم
- رسالة الى امرأة تتشظى
- حوارية الرأس المقطوع
- مثقفون على خط الفقر
- البصرة ذاكرة المدن اللامرئية
- للحرب نشوة
- أعدموا الزعيم مرتين
- مشا عر مضطربة
- طقوس روحانية
- ادلجة الارهاب
- قاماتنا اعلى من تمثال الحرية
- الغاء البطاقة التموينية جريمة كبرى
- الكبسلة تغزونا بثياب الادوية
- انصفوا المثقف المضطهد
- براءةالطفولة
- هويات من عاج ومثقفون جياع
- قصائد للشهيد والشهادة
- ثعالب السلطة ... والغرف الحمراء


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - أمراء الثقافة..لا دعاة للتطبيع والمجون السياسي