إلياس شتواني
باحث وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 22:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعتبر جوزيا رويس (1855-1916م) من أبرز الفلاسفة اللاأدريين في العصر الحديث و واحدا من أهم رواد المذهب المثالي. تبنى رويس الفكر اللاأدري و قرنه بمبدأ وحدة الذات الشهير، و ذلك بإعتقاده أن الكون هو عبارة عن كائن حي واحد يتضمن روحا و عقلا عظيمين. فالله، أو اللوجوس (Logos)، هو مفسر العالم و أصل المطلق. أساس الكون عقل واحد عظيم يحيط بكل شيء و لديه روح كبرى شاملة لكل مكونات الوجود.
دافع رويس عن ما وصفه "بعالم الوصف" و الذي يقصد به عالم العلم. هذا العالم يبقى حقيقيا و مطلقا فقط للحد الذي يمتد إليه، غير أن هذا العالم الوصفي يبقى تجريديا و ظاهريا، أي أن رويس لا يعتبر أن الوصف العلمي للظواهر يمثل الحقيقة النهائية أو المطلقة. فنحن ندرس العالم بمنهجية علمية صرفة، لكننا لا نكتشف معناه الدفين و الداخلي، أي من حيث أنه الرداء الخارجي للألوهية. نحن، في نظر رويس، لا نقدر على إكتشاف معنى العالم الحقيقي إلا عن طريق الإدراك المباشر فقط. العالم كما يوجد هو شيفرة و لغة الإرادة الأزلية للمطلق.
كان رويس من أنصار الجبر الذاتي فيما يتعلق بالحرية الإنسانية. حياتنا هي عبارة عن تفصيلات و تجزيئات داخل عقل اللوجوس الكامل و المكتمل منذ الأزل. لكن يبقى الإنسان رهين أفعاله و إختياراته الخاصة، و بذلك يوطد رويس حرية و مسؤولية الإنسان الأخلاقية تجاه نفسه و محيطه ككل.
لا ينكر رويس وجود الشر في الحياة و إرتباطه بالفكر المتعالي المطلق، لكنه يبرر ذلك بأهمية الشر لإيجاد الخير الأعظم الذي لولاه لما وجد في الأساس. فالله، أو المطلق، يعلم تفاصيل الكون بماضيه، و حاضره، و مستقبله، و يرى فيه رويس الخير الأزلي و التبرير المنطقي لكل الشرور من حيث أنها مركبات حتمية الوجود من أجل الوصول إلى الخير الأزلي المطلق.
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟