أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - كيان أستيطاني في أزمة














المزيد.....

كيان أستيطاني في أزمة


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 16:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفصل الأول :
نعت المفكر و أستاذ لسانيات اللغات السامية ماكسيم ردنسون دولة إسرائيل في دراسة نشرتها فصلية " Les Temps Modernes" في سنة 1967 ، بالكيان (الكولونيالي ) الاستيطاني ، حيث بين فيها الفرق بين اليهود الساميين في البلدان العربية من جهة و اليهود الأوروبيين غير الساميين من جهة ثانية ، و كذا الفرق بين اللغة العبرية الأصلية و اللغة العبرية الحالية ، و هي مصطنعة بحسب رأيه .
اللافت للنظر هو أن اليهود شكلوا ، منذ أن كانوا ، جزءا من النسيج الاجتماعي في البلدان العربية ، و لكننا لم نسمع عن تصفية تعرضوا لها كتلك التي جرت لهم على يد السلطات الألمانية في عهد الحزب النازي . المفارقة في هذا الصدد هي في أن الدول الأوروبية التي أظهرت سلطاتها ، في بدايات القرن الماضي و حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ،عداء مفرطا للسامية ، و هي الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي ، هي الأكثر حماسة اليوم في " دعمها غير المشروط" لإسرائيل ،تملقا للولايات المتحدة الأميركية . من المعروف هنا أن موقف هذه الأخيرة تجاه إسرائيل يرتكز كالعادة ،على دورها كرأس حربة في حماية و تمتين و توسيع مدى النفوذ الأميركي . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإننا نجد بسهولة ، في سياسات هذه الدول ، في مستعمراتها سابقا و حيال تدفق المهاجرين في الراهن ، من هذه المستعمرات نتيجة البطالة و المجاعة ، أمثلة عديدة على أن " هتلر الزعيم الألماني النازي متقمص " في ذات الكثيرين من حكامها ، كما قال شاعر المارتنيك إيميه سيزير.
بالعودة إلى المقتلة الدائرة منذ 7 أكتوبر ، تشرين أول الماضي ، ضد سكان قطاع غزة ، و التي لا تندرج من و جهة نظرنا إطلاقا ، في إطار رد فعل الدولة في الكيان الاستيطاني على انتفاضة مسلحة ، جريئة ، منتظرة و شرعية ، بادرت إليها فصائل التحرير الوطني الفلسطيني ، و إنما هي مرسومة في خطة معدة مسبقا لمرحلة في برنامج السلطة الفاشية لإفشال " حل الدولتين " الذي وضعت معالمه كما هو معلوم في اتفاقية أوسلو في سنة 1993، الذي بدأ باغتيال إسحق رابين ، و كان رئيس وزراء دولة الكيان ، اشتهر بظلمه و قساوته في قمع انتفاضة الحجارة .
فلا يخفى فيما نظن ، أن السلطة الفاشية الحالية تتبع نهجا تعتقد أنه يوصلها إلى ضم الضفة الغربية و قطاع غزة ، بعد إفراغهما من سكانهما الأصليين و توفير الشروط الملائمة للاستيطان فيهما . لا يحتاج الأمر لبسط و توسع فيما يتعلق بالضفة الغربية حيث يستولي المستوطنون دون وازع و رقيب ،على المنازل و الحقول و المياه الجوفية و يقطعون الطرقات و يغزون أحياء الفلسطينيين ،إرهابا . أما بالنسبة لسكان القطاع ، و جلهم من الذين نزحوا إلى القطاع في سنة 1948 ، فمن البديهي أن الغاية المتوخاة من المجازر التي ارتكبها جيش الكيان و الدمار الواسع الذي تسبب به ـ أضف إلى ترحيل الناس من منازلهم أو من ما تبقى منها و إجبار كل سكان القطاع و عددهم مليوني نسمة ،على أن يتجمعوا في الجزء الجنوبي منه على مساحة أقل من 360 كلم² و هي مساحته الإجمالية و إلى احتلال المستشفيات ةوالعبث بتجهيزاتها و أخلاء مرضاها ، هي جعل قطاع غزة غير صالح للسكن .
و الغريب في هذا كله ، أن الدول الغربية التي أشرنا إليها أعلاه ، هي التي تتحمل بموجب اتفاقية أوسلو ، و هي الضامنة لها ، الأعباء المادية المترتبة على حكومة الكيان ، بدلا عنها ، تجاه سكان الضفة الغربية و قطاع غزة ، كونها مسؤولة عن توفير أسباب العيش للناس الذين تحتل أرضهم . هكذا صار احتلال و استملاك أراضي الفلسطينيين مجانا أو بفائدة صفر ! دليلا على دعم الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية " غير المشروط" لإسرائيل و على أن هذه الأخيرة جزء عضوي من حلف غربي " إذا بطش بطش " .
لا نبالغ بالقول ، أن فرائص زعماء دول العرب ارتعدت بعد أن أيقنوا غداة الهزيمة الماحقة التي لحقت بنظام الحكم في شبة الدولة العربية في حويران 1967 ، أن إسرائيل ترتكز على قوة عظمى ، فصار همهم الدفاع عن أنفسهم بأي ثمن ، حيث ما لبثوا أن اقتنعوا أيضا انهم لا يستطيعون فعل شيء سوى قمع شعوبهم فيما لو انتفضت هذه الأخيرة ضدهم احتجاجا على تقاعسهم في توفير أسباب القوة اللازمة لبناء الدولة الوطنية و صون سيادتها. ثم اتضح بالملموس أن هؤلاء الزعماء يساومون و يتنازلون عن كل شيء من أجل بقائهم في سدة الحكم . فلقد أفهمتهم الولايات المتحدة الأميركية درسا بعد آخر ،أن لا خيار لهم غير الدوران في فلكها و أنها ستكون موجودة حيث تكون إسرائيل و العكس صحيح . ينبني عليه أن سيرورة تطبيع العلاقات مع الكيان الاستيطاني انطلقت بعد حرب تشرين أول، أكتوبر ، 1973 ، حيث كان احتلال بيروت أول إنجازات هذه الحرب، ففي هذه العاصمة العربية المحتلة منيت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بهزيمة قاتلة و انتخب مجلس النواب رئيسا للجمهورية و توصلت الحكومة في 17 أيار مايو 1983 ، إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل ، و لكنها ألغيت لأن زعماء السلطة لم يجرؤوا على التعامل مع إملاءات المحتلين ، فما كان من هؤلاء إلا معاقبة الناس جماعيا ، الذين ما يزالون يدفعون ثمن العجز في الانتصار عليهم ، يبدو أن هناك شعوبا ضعيفة ولكنها عصية على الانكسار .
مجمل القول أن السلطة الفاشية في إسرائيل تمكنت في أغلب الظن من إفشال حل الدولتين في إطار حدود 1967 و لا شك في أن الذين ما يزالون يتفوهون بكلام عن هذا الحل ، يعرفون ذلك ، من خلال علاقتهم بممثلي هذه السلطة ، ما يبرر الارتياب بصدق نواياهم .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف الكواشف
- بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
- حرب النكبة 2
- حرب النكبة
- الذهنية القبلية و الذهنية الوطنية
- قنبلة الوزير
- الخاسرون و الرابحون 2
- الخاسرون و الرابحون 1
- من أجل أم نفهم ، انصر أخاك ظالما أو مظلوما
- كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية أيضا
- جولة جديدة
- الصلف القاتل
- ملحوظات على الزيارة
- الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين
- المعارف التي لم تثمر
- مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!
- بين فلسطين و أوكرانيا
- بين لبنان و إسرائيل 2
- بين لبنان و إسرائيل
- حروب العرب بالقياس على الحرب في أوكرانيا


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - كيان أستيطاني في أزمة