فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 15:11
المحور:
الادب والفن
تدْخلُ الْحرْبُ مصحّةَ التّجْميلِ
لِتشْفطَ منْ تجاعيدِهَا
دماءَ الّذينَ حملُوا جماجمَهُمْ
إلَى ضفّةٍ
لَا يعْرفُونَ مثْوَاهَا...
تدْخلُ الْحرْبُ صالونَ الْكْوَافِيرْ الْأعْمَى
لِيعْملَ علَى تدْرِيمِ أظْفارِهَا
بِالْمَانِيكِيرْ وَ الْبِّيدِيكِيرْ
حتَّى تُخْفيَ التّشوُّهَاتِ منْ عنقِ
الْأمْواتِ...
وقدِ مَكْيَجَتِ النّارُ وجوهَهُمْ
شراراتٍ
تُرفْرفُ علَى جبينِ الْعالمِ...
تدْخلُ السُّونَا
لِتتخلّصَ منْ عرَقِ الْموْتَى الْفائضِ
عنْ حاجتِهَا
وتُخفِّضَ نسْبةَ الْكُولِيسْتِرُولْ
منْ دمِ الْمُرافقِينَ لِموْتاهُمْ
بعْدَ أنْ تكدّسَتِْ الدُّهونُ فِي الْعروقِ
وأُصِيبُوا بِدوْخةِ الْبدانةِ...
تدْخلُ بعْدَهَا قاعةَ الْأعْراسِ
تهيِّئُ تحْتَ إشْرافِ الْمُمَوِّنِ
وجباتٍ باردةً
لِأنَّ فصْلَ الْموْتِ حَرٌّ خاصٌّ
ثمَّ تحْضرُ موْكبَ عرْسٍ ساخنٍ
هذَا الْموْسمَ!
وحينَ تنْتهِي الطُّقُوسُ
وَ ينْفضُّ الْمدْعوُّونَ
تُمْسكُ بِ أطْرافِ ثوْبِهَا الْمُتَّسِخِ
بِالسُّخامِ/ بِالدُّخّانِ
بالدّموعِ/ بِالْمخاطِ
بيْنمَا الْخوْفُ
يمْزجُ
الرّعْشةَ بالْعرَقِ...
تُطلُّ منْ ثقْبِ الْأُوزُونِ
ثمَّ تنْزلُ أدْراجَ الْعالمِ
دَرَجاً
دَرَجاً
وتدْفنُ نفْسَهَا كمَا النَّعامُ
فِي رمْلِ اللَّامبالَاةِ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟