بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 7810 - 2023 / 11 / 29 - 02:49
المحور:
الادب والفن
مشاركتي في أمسية الاحتفاء برواية (ظلال ماري) للروائي زكي الديراوي، التي أقامتها مؤسسة ثغر الفيحاء بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في البصرة، يوم الأحد / 26/ 11/ 2023
ظلال ماري : رواية زكي الديراوي
حين انتهيتُ من قراءة (ظلال ماري) توقفت لحظات اصغي للصمت كما لو أنني ابحث عن ملامحهن، وهن يتحاورن ويواصلن مسير حياتهن بزورق المحبة والبساطة تحت ظلال النخيل..
رأيتُ المؤلف محقا في إهداء الرواية للنسوة الثلاث. فهن حقا أمهات جنوبيات يتعطر من طيبهن الهواء. ثلاثة نسوة بدور الأم للشخصية المحورية في الرواية، الذي هو فوزي فلولاهن لما واصل حياته خصوصا في أيامه ِ الأولى.
بهية سلطان الأم التي كابدت مخاضا عسيرا وهي تهديه للوجود
بهية تمتلك من البهاء ما يجعلها مميزة. فهي بحد ذاتها مدرسة التربية والتعليم لكل الأولاد والبنات في بيئتها الريفية، تعلمهم القراءة والكتابة من خلال سور القرآن الكريم: (حفظت القرآن عن ظهر قلب منذ طفولتها عن أبيها، ونذرت حياتها تعلّمه وتدرسه للبنات والبنين وكيفية تلفّظ الحروف والكلمات والقراءة الصحيحة/ ص36) لذا لها منزلة المحبة والمهابة من قبل النساء والرجال..
والمرأة الثانية هي الممرضة ماري التي كانت ملاك الرحمة لبهية سلطان ولمولودها، احتضنتهما وبذلت جهدا كبيرا في رعايتهما
ومع السارد أقول(سلام لك ماري وألف سلام/ ص24)
أم ملكة: هي المرأة الثالثة وهي التي أرضعته وصار ابنها بالرضاعة واستبشرت بوجوده في بيتها وبرضا زوجها الذي يعتز بوالدة المولود وبزوجها عبد الوهاب..
الرواية تؤكد على فاعلية المرأة آنذاك في وقت كانت وسائل التعليم والتثقيف وتعميق الوعي الاجتماعي نادراً مقارنة بما هي عليه الآن
بيئة الرواية الريفية حافظت على كل القيّم النبيلة بحيث رأيت هذه البيئة بيتا واحدا يحتوى عشرات الغرف المعطرة بالحياء والتعاون
والطمأنينة.
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟