أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - بيت حانون: اقلب الصفحة














المزيد.....

بيت حانون: اقلب الصفحة


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما سُئل اولمرت اثناء تواجده في البيت الابيض عن "الحادث" الذي وقع في بيت حانون، اجاب انه لا بوش ولا كوندوليسا رايس ذكرا امامه "الحادث" الذي أودى بحياة 22 فلسطينيا "غير مسلح". هذا ما نقله مراسلو "يديعوت احرونوت" الذين يرافقون اولمرت في زيارته للولايات المتحدة. ولا يجب ان يثير هذا استغراب احد، اذ كيف يمكن للولايات المتحدة مساءلة رئيس الوزراء الاسرائيلي عن مجزرة بيت حانون، في حين تقوم هي بمجازر يومية بشعة في العراق؟

المجزرة الرهيبة التي اقترفتها اسرائيل عمدا، طُويت بسرعة وانتقل جميع الاطراف للصفحة التالية في كتاب الدماء الذي تؤلفه امريكا واسرائيل. وبعد الانتخابات النيابية الامريكية انتقلنا الى فصل جديد سقط فيه النهج المحافظ المتطرف، ليفسح المجال مجددا للاجماع الحزبي الذي يوحد الجمهوريين والديموقراطيين الذين سيطروا على الاغلبية في الكونغرس. وقد جاءت هذه الانتخابات لإنقاذ امريكا من الكارثة في العراق، اذ يعتمد موقف الديموقراطيين على ضرورة وضع جدول زمني محدد لسحب القوات الامريكية من العراق.

الاقطاب المعنية استوعبت بسرعة معاني الفصل الجديد. فالخروج من العراق سيتم على اساس تسوية شاملة في الشرق الاوسط، تجبر امريكا على فتح حوار مع ايران وسورية والحكومة الفلسطينية.

هذا ما يفسر تسابق كل من فتح وحماس للاعلان عن محمد شبير كمرشح متفق عليه لرئاسة الحكومة الفلسطينية محل اسماعيل هنية، تمهيدا لتشكيل حكومة الوحدة. وكان طبيعيا ان تسعى فلسطين لدخول اللعبة السياسية الجديدة، في الوقت الذي بدأت فيه الاتصالات الاولية مع كل من ايران وسورية.

خالد مشعل الذي رفض حتى الآن الدخول بمفرده في مفاوضات مع اسرائيل، لن يقبل البقاء الرافض الوحيد اذا تم التوصل لتسوية شاملة تشمل بغداد ثم طهران، دمشق واخيرا بيروت. وهو ما يفسر الانفراج النسبي تجاه ابو مازن، رغم الخلافات العميقة بين الطرفين.

ولكن الامور ليست بهذه السهولة. فالعراق الموحد الذي عرفناه قبل الغزو الامريكي انتهى وتمزق بين الطوائف المختلفة التي تريد تقسيمه الى دويلات طائفية. الحرب العرقية، الفوضى السياسية، عمليات القتل اليومية لن تجد حلها بمجرد الانسحاب الامريكي من العراق. وليس من المنظور حدوث انفراج في الصراع بين ايران الاسلامية الاصولية الشيعية وبين العالم العربي السني المحافظ، خاصة اذا بسطت طهران نفوها على الجنوب العراقي. كما ان الصراع بين لبنان وسورية تحول الى ازمة داخلية من الممكن ان تتفاقم بعد إقرار حكومة السنيورة تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين باغتيال الحريري، رغم استقالة وزراء حزب الله وامل.

الساحة الفلسطينية نفسها تشهد احلك ازماتها منذ بدء الاحتلال عام 1967. ان ما خلّفته السلطة الفلسطينية وراءها منذ قدومها عام 1994 هو الفساد والفوضى والمزيد من المستوطنات في الاراضي الفلسطينية. عشرة اشهر من حكومة حماس قضت على ما تبقى من اقتصاد ومجتمع فلسطيني، واليوم يعلن اسماعيل هنية استعداده للاستقالة "اذا كان هو سبب الحصار".

ويبقى السؤال لماذا اختار هنية هذا التوقيت بالذات، ألا تأتي خطوته متأخرة بعض الشيء؟ ما الذي تغير وجعله يغير قراره؟ فاسرائيل والعالم لم يغيرا الاملاءات الاساسية الثلاثة المطلوبة منه للاعتراف بحكومته. حماس تسعى الى نقل مسؤولية الحكم الى رئيس حكومة "عملي" ليقوم هو بما ترفضه هي. ويثير هذا الوضع التساؤل حول معنى المشاركة في الانتخابات، اذا لم تكن حماس قادرة على ممارسة الحكم فعلا؟

نعم، لقد اضطرت امريكا للاعتراف بخطئها الشنيع في العراق ودفعت على ذلك ثمنا سياسيا. كما تراجع اولمرت عن خطته الانسحاب الاحادي الجانب ودفع ثمنا سياسيا مماثلا. ولكن هذا لا يعني ان للزعيمين نية حقيقية لتصحيح المسار.

أمريكا تريد ادامة هيمنتها على العالم لصالح شركاتها الضخمة التي تسيطر على الاقتصاد العالمي. وتسعى اسرائيل للحفاظ على تفوقها على العالم العربي، الامر الذي لا يشير الى اي افق حقيقي للحل.

الشرق الاوسط موجود في دوامة تجر العالم كله الى القاع. الخلاص ليس في واشنطن او تل ابيب بل في ارادة كل هؤلاء الذي يعانون من النظام العالمي لتغييره بشكل جذري. هذه استنتاجاتنا التي لا بد ان تتحول الى اجماع كلما غرقت امريكا في الوحل العراقي وإسرائيل في الوحل الفلسطيني.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولمرت ضلّ الطريق
- التفاوض في الافق والحل بعيد
- سقوط الخطوط الحمراء
- اولمرت يفقد الدعم السياسي
- قانون الجنسية والعنصرية
- حكومة جديدة حياتها قصيرة
- حزب -دعم- عنوان العمال - للكنيست
- اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع
- زلزال يهز الساحة السياسية
- نسبة الحسم وبناء الحزب العمالي
- وجه جديد نهج قديم
- باب الفرص الضائعة
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - بيت حانون: اقلب الصفحة