محمد الزهراوي أبو نوفلة
الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 08:03
المحور:
الادب والفن
- - - موْتُ بَحّار
إلـى..
روح الشاعر عبد الله راجع
هُوَ الآنَ..
يَمْشي فَحَسْب
لا ظِلَّ إلاّ
ظِلّهُ يَعْبُر السّكينَةَ
الآنَ تَتَعَرّى
البَراءَةُ لِيُكاشِفَكُمْ
ها النّايُ أيُّها
الْمُلوكُ..
تَحَوّلَ إلى ضَباب
طارَ الْحَمامُ لِتَبْدَأَ
شَطَحاتُ الْغُصن
بدا النّهْبُ
البِدائِيُّ فاحِشاً
أمامَ النِّساءِ
هُوَ الّذي رأى..
تَقولُ الْجِرار
حَدى كُلّ الْقَوافِلِ
الّتي أظَلّها الثّلْج
وَسَقى
وُرَيْقاتِنا الْيابِسات
أخيراً غادَرَ الْمَسيلُ
هُوَ الجِهاتُ
الْحُبْلى بِالنّوافيرِ
يَرْفَعُ الْمَراسِيَ..
يَتَهاوى بَيْنَ
الأُغْنِيّةِ والجِسْر
سِرْ ..أيُّها
الرّذاذُ دافئاً..
رُبّما جَرَفَكَ
التّوْقُ إلى أصيلٍ
أخْضَرَ..
أوْ فَجْرٍ بَعيد
قَدْ ألْقاكَ في بار
وَقَدْ أراكَ معَ
الْمُصَلّين..
في التاّراويحِ
يانافِذَتي القَرَوِيّةَ..
يالامِعَ العَيْنَيْن..
ياقَبْرُ..أيُّها
الْمَصَب ُّ
الأكْثَرُ اتِّساعاً
اَلآنَ أقْرَأُ..
سُحنتَكَ الكوْنِيّةَ
وأنْتَ تُصَفِّفُ
شَعْرَ الْحُلْم
كَمَنارَةٍ مَضى
وَجْهُكَ في الْغِيابِ
ها الرّخُّ مَدّ
جَناحَيْهِ لِيُعانِقَنا
أمْسى
شَجَراً في الْمَهَبّ
بَعيداً عَنِ
النّاسِ ..
تَزَوّجَتْهُ الْغَيْمَةُ
وَقيلَ سَرِقَتْهُ مِنّا
أعْشابٌ..
لِتَعْبقَ بِهِ الْمَمَرّات
إذْ لَمْ يَجْمَعِ
القرنْفلَ هذا
الصّباحَ لـِ ماتِلْدي
انْتَبَذَ أعْتابَ
الْمَصَبّاتِ اكْتَفى
بالظِّلِّ في
الْمَرافئِ
الهَنْدَسِيّةِ حَيْثُ
النّجْمَةُ تَغْسِلُ
جَسَدَها
الذّهَبِيَّ على
ضَوْئِهِ حَتّى مـا
دونَ الْكاذَةِ
احْتَرَقَ اللّيْلَ كُلّهُ..
يَقولُ البَحّارَةُ
غابَ في
مَطَرٍ ساحِلِي
مَشى كَتَرْنيمَةٍ بِضْعَ
فَراسِخَ في البَحْر
مُنْذُ زَمَنٍ..
ولِلْمَرّةِ الأولى
يَخْذِلُنا الإِطْراق !
لِلْمَرّةِ الأولى نُفارِقُ
الابْتِسامَةَ والفَتى !
آ ((عبد اللّه))..
ثَكلَتْكَ الْمَجاذيفُ
وَلِلتَّوِّ نَفْتَقِد في
الشّبابيكِ الصّنَوْبَرَ
يانُدامايَ البيضَ..
كُنّا نَلوذُ به
ها هُوَ في
كُـلّ مُفْتَرَقٍ !
تَحْتَ رُطوبَةِ
الأشْواقِ تَحْتَدِمُ
الْمَراثي كَيْ يَفْتَحَ
باباً في الجَنوبِ..
وَيَبْدأَ الإسْراءَ
بَيْنَما أظَلُ أنا مَعَ
الشِّعْرِ حالِماً بِهِ..
أُمَسِّدُ الْحَصى
وأقولُ الْوَداع
______________
* أيْمَن طِفل الشاعر
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟