أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد القنديلي - جنوب الأرض..شمال السماء














المزيد.....

جنوب الأرض..شمال السماء


أحمد القنديلي

الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 02:29
المحور: الادب والفن
    


جنوب الأرض، شمال السماء

أنأى عني
أنأى عن يدي
أنسى كلّ الأسئلهْ
أتزوْبَع في فنجان أسود لا بنَّ فيه
أشرب النأي وحدي
وأنأى عن صوتي.
حين يهتز صوتكَ وحدك في بحر الظلماتْ
أنت لا أحدُ
أنت غودو الغبيّ
ستعود إلينا بخفي حنين
ستلاقي الفراغ الأسود
في ليل ألْيَلَ يخبو في فوهة سوداء.
كن إذن فوضى
وابتعد عن خضراء الدمنِ
تلك هاوية ملساءُ
تزحلق مرتاديها نحو مغارات
يستأسد فيها الهباء.
أنأى عني
أنأى عن يدي
أنسى كل الأسئلهْ
أتكوم مثل يتيم منسيّ
هزّه هوْل زلزال خضّ الأرض في برهة عرجاءْ
وانتشى
قال للأرض انتحري
فانحنت مثل امرأة حبلى
كي يسيح دم
يتلوه دم
يتلوه دم
في نهر من حمإ
ينجرّ
بعيدا
جنوب الأرض،
شمال السماء
ياهذا انتحر كي ترى.
أنأى عني
أنأى عن يدي
أنسى كل الأسئلهْ
مثلَ بلّورة
يستنير الوقت الأسود
من ضوئها المتلألئ
في أضلعي
تلك زيْن النساء
وزين القوم
انمحت فجأة في الهواء
في هدوء وسيم
كأي سنونو حزينٍ
ترنّم ثم اختفى
لكأن الموت تضرّع حين أتى
ليصافحها،
لم يحدث أكثر من همس
انسل من الباب الخلفي
وطاف قليلا
ثم تسلل سما زعافا في سُرَّتي
كارتجافة زلزال
هز قِحْفَ الرأس
مرارا
ثم انتثرْ
ولول أيها الوقت المتقلّب في الفحم والوحل والقَطِرانْ
إنني قاب قوسين أو أدنى من رؤية هذا الوحش العتيد
جسدا يتجول في الطرقاتِ
وفي يده قضبان من نار
تلفح الأفئدهْ
واحدا
تلو الآخر
ولولْ
وانتظر كي ترى كيف يسّاقط
الورق الأخضرُ
واحدا
تلو الآخر.
غيمةٌ ملأى
تتدلى
لي وحدي
تهمي برذاذ شفيفٍ
يبلّ الحلق
يقي من نار
أجّجها زلزال هدّ القفص الصدري.
لم يعد في فيك
رذاذ
أيتها الزنبقهْ
فلتحترقي بشواظ
من نار
ونحاس
ولتنتثري
حطبا ورمادا
تداعبه الريح في كل ناحية من هذا الفضاء.
أيها المندسّون غدرا
تحت الرمل
وتحت الحجر
أيها الشهداءْ
عودوا
حتى لو ناولَكم أصدقائي هناك كؤوسا من شاي البرزخ العلويّ
عودوا
فلتعودوا إليّْ
وهجا
ودما
دافئا
يترقرق
كي يلذع النجمة الزرقاء
بومة نفذت من دم
تتجشّأ سمّا أبيض
يسري في جسدي
برَصا باردا
يسلق الوجه والأخدعين
تتثعلب
تبكي
ليل
نهار
حين يلكُزها شبل غزة
تبكي
ليل
نهار
سرطان
يسوِّس كل الحواس.
لكأني
أشم
بياض الفسفور
في كل زاوية
لكاني أراني هناك
خلف الأكمهْ
ملقى مثل مكنسة خرساء
هبوا أيها السفهاء
زادنا المتبقي
دم
يستشهد
يدحونا
كي نرى
ضوءا
يأوي
ضوءا
يأوي أنجما
تتلألأ في كل ركن
جنوب الأرض
شمال السماء.



#أحمد_القنديلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمالية المكان في الشعر المغربي المعاصر
- ثلاث أطروحات في المسألة التنظيمية
- الهامش في رواية الثعلب الذي يظهر ويختفي للكاتب المغربي محمد ...
- صحو على كوابيس من شواظ ونحاس
- سمك نافق يتكوْرن فوق مائدة البومة الصلعاء
- بارا أو مديح الجحيم
- دم شريد... وله ما بعده
- وعكة العين وانفلات الخيط من سم الإبرة
- فوضى الأقحوان هنا والآن
- هبوب الرماد وسرطنة الهواء
- قيلولة الوقت...سهو اليدين...وصمت الحجر
- هجوم العجاج.. سقوط الأعمدة.. وعويل الرياح
- غسوق المساء
- دم يتلألأ في ملكوت الرذاذ
- تضاريس الوقت الميت
- بحثا عن نعل وماء
- تحولات الشعر العربي: قصيدة النثر: من مواجهة الفراغ إلى مواجه ...
- شعرية التناص في القصيدة المغربية المعاصرة
- بلاغة الانحراف في الشعر المغربي المعاصر
- بصمات الحداثة في الشعر العربي المعاصر


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد القنديلي - جنوب الأرض..شمال السماء