|
نشؤ وارتقاء الغش الجماعي الي : الاغتصاب الجماعي
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لعل الدنيا كلها قد بكت وربما ضحكت أثناء البكاء علي ما لم يكن يخطر علي بال أحد لأنه لم يحدث في التاريخ كله .. ويحدث في مصر .. عشرات ومئات الرجال يخرجوا معا الي شوارع القاهرة كما الضباع الجائعة ليقضوا علي من تصادفهم من النساء يمزقون ثيابها وتمتد أصابعهم لكل جزء من لحمها ..! وهذا رغم عدم وجود أية انتفاضة شعبية لقلب النظام ، لنقول أن البلطجية استغلوها .. أبدا .. ولا لنزول قوات استعمارية واحتلالها لمصر وانقضاض جنود المستعمر علي نساء البلد هتكا واغتصابا .. أبدا .. بل ورغم وجود قانون طواريء عسكري من القوانين الاستثنائية الرهيبة منذ أكثر من ربع قرن يستخدمه النظام بزعم ضمان حماية أمن الوطن (!!) وحماية أمن الشعب (!!!!).. فنري : كيف وصل الامر بمصر لتلك المصيبة التي لا مثيل لها .. والمصيبة الأكبر أن سلطات الأمن أعلنت أنها لا علم لها بما حدث لعدم تلقيها بلاغات من أحد – حسبما قالوا - ! والمصيبة الأكبر من المصيبتين السابقتين هي أن : وزير الداخلية لم يقدم استقالته بعد ... وأن رئيس الوزراء لم يصدر قرارا باقالته ومحاكمته ، وأن المحروس الحاكم العسكري بقانون الطواريء – مبارك – لم يصدر قرارا بحل مجلس الوزراء واحالة الموضوع للمحاكمة ..وأن المجلس المسمي : مجلس الشعب .. لم يستخدم صلاحياته لأجل أمن وعرض الشعب الذي انتخبه .. رغم أن رئيس المجلس أستاذ للقانون الجنائي .. وكأن ما حدث لا يرقي لدرجة الجناية ...! ما هي الحكاية بالضبط وكف وصل الأمر بمصر لذاك الحال ؟ الحكاية بدأت في يوم 23 يوليو 1952 عندما استولي ضباط عبد الناصر علي السلطة ، وزعموا للشعب كذبا بأنهم سيعملوا الحرية والديموقراطية والكرامة للشعب و .. و.. الي آخر كذبهم ونصبهم علي الشعب .. ثم ظلوا علي الكراسي وجعلوا مصر عزبة .. ضيعة ورثوها عن آبائها وراحوا ينهبوا ويسلبوا ويظلموا ويخربوا ويسجنوا ويعذبوا ، ويوزعوا علي بعضهم المناصب ووراثة حكم مصر .. وبدأوا رحلة الفساد الخرافي في مصر بالغش.. ثم الغش الجماعي .. وهو موضوع قد لا يصدق حدوثه عاقل بالعالم – ولكنه حدث بمصر ويحدث – الي أن انتهي الأمر بالاغتصاب الجماعي .. فتري كيف كانت كيفية نشؤ وارتقاء الغش الجماعي مصر ؟! عندما تسلم عبد الناصر وشلة الضباط حكم البلاد بالحديد والنار .. وجدوها فرصة لهم .. ممكن وهم القابضون علي الدبابة والمدفع والطائرة والصاروخ والسجون أن يحقق كل ضابط حلمه أو حلم أمه أو أبيه في أن يكون ما لم يكن من الممكن له تحقيقه بحكم أنه لم يحقق في الثانوية العامة الا 50% من المجموع لكونه محدود القدرات في كل العلوم محدود الذكاء محدود الفهم .. ولا لديه سوي طول وعرض وجثة ، يدخله الكلية الحربية بحالته تلك ..!!! وهنا انتهزوا الفرصة وراح كل منهم يعيد الدراسة بالثانوية ليدخل أية كليه يريدها .. ولأن مستوي ذكاء الضباط من المستحيل أن يؤهلهم لأية كلية من الكليات التي تخرج الصفوة .. كالطب والهندسة أو الصيدلة أو حتي الحقوق .. ولم يكن أمامهم الغش في الامتحانات ... = وان ضبط الضابط الممتحن وهو يغش ؟!! = يخرج للمراقب كارنيه الضابط ليرهبه ويبعده عنه لأن الشعب يعرف أن الضباط هم الحكام والسجانون والجلادون .. = وان كان المراقب بلجنة الامتحانات شجاع ولا يراعي سوي ضميره ورأي الغاء امتحانه ؟؟ = يسب الضابط أمه وأبيه بأفحش الألفاظ .. = وان أوصل المراقب الموضوع للشرطة وقدم فيه شكوي..؟ = ضابط الشرطة بمجرد ما يخرج له الضابط الكارنيه فانه لن يحرر له محضر بل سيجلسه ويقدم له فنجان قهوة .. أو يحرر محضرا ثم يمزقه بعد صرف المراقب المعتدي عليه ..وبعد ذلك يبلغ الضابط قائده لينتقم من المراقب ويقوم بنقله لمكان بعيد بأقصي المحافظات ..! = وماذا بعد ؟ هنا عرف كل مراقب للجنة امتحانات أنه لو تعرض لضابط يغش فسوف يهان وينفي لمكان بعيد عن عائلته ... = وماذا بعد ؟ تعلم كل مراقب لجنة امتحانات أن يترك الضباط يغشون .. = وماذا بعد ؟ ثم تعودوا يتركوا أولادهم وأولاد زملاءئهم – علي غير عادتهم – يغشون أيضا عملا بالمثل القائل " طباخ السم يتذوقه " ! = وماذا بعد ؟ ثم سمحوا لباقي أبناء الشعب بأن يغشوا لأنها – أي مصر - أصبحت بلد بايظة ، بلد سايبة ..! وهكذا أصبح الغش جماعيا علي يد الضباط الحكام .. تلاميذ عبد الناصر وخلفائه في توريث الحكم للعسكر ! وماذا بعد ؟ خلاص انتشر الغش الجماعي وأصبح عرفا أويكاد بكافة المدارس والجامعات وماذ بعد ؟ وبعد ذلك رأي نفس النظام عندما اضطر لعمل انتخابات يشرف عليها القضاة بعد الضغوط الداخلية والخارجية لأجل الاصلاح الذي لا يريده النظا م .. ووجد بأنه سيلقي بنفسه خارج السلطة أكيد لأن أحدا من الشعب لن يعطيه صوتا .. وأن خروجه من السلطة فيها مشانق لرجال النظام بسبب ما ارتكبوه من الجرائم .. هنا : اضطر النظام يستعين بالبلطجية وأ{باب السوابق للاعتداء علي المعارضة وقت الانتخابات لابعادها عن صناديق الانتخابات ليمكنه تزويلارها والاعنتداء علي أبناء الشعب لمنهم من الادلاء بأصوالتهم وبلغ الأمر الي حد الاعتداء علي الصحفيات المعارضات أمام باب نقابة الصحفيين واغتصابهن جماعيا علي أيادي البلطجية الذين استعان بهم جهاز أمن السلطة ... وماذا بعد ؟ = بعد ذلك وجد البلطجية أنهم قد خدموا الحكومة في الانتخابات وساعدوا وقاموا بعمليات اغتصاب جماعي ولكن لصالح الحزب الحاكم والرئيس الحاكم .. وأن من حقهم أن يقوموا بالاغتصاب الجماعي لصالحهم ومن أنفسهم .. فجهاز أمن النظام الحاكم كان امامهم وحارسهم وساترهم وحاميهم في الاغتصاب الجماعي المحدود ، ولم يحاسب عليه أحد .. وبعد أن عرفوا بأنهم رجال الحكومة وخدمها وأعوانها وأن حكومة وحكم يسيطر عليه عسكر .. ضباط ، قد أصبح معهم رخصة وتصريحا من نظام يعتليه ضابط عسكري بممارسة والتوسع في عملية الاغتصاب الجماعي لبنات ونساء الشعب ، بالشوارع الرئيسية للعاصمة وفي وضح النهار ..! .. وهكذا كان نشؤ وارتقاء الغش الجماعي والاغتصاب الجماعي .. صحيح أنه من المعروف أن البلد الذي يحكمه ضباط .. ويرأسه ضابط حربي .. لابد وأن يعود ذلك علي البلد بالخراب والفقر والفساد العام وتكميم الأفواه والزج في السجون والمعتقلات بكل من يعارض .. ولكن أن يصل الأمر الي مثل هذا الحد ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! فهذا ما لا نظنه قد حدث ببلد من قبل !
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فول وعقول
-
نعم للاغتصاب ، لا للمفكرين والكتاب
-
بين الغش الجماعي و الاغتصاب الجماعي/حكم العسكر
-
رد علي شيخ أزهري
-
بشري للرئيس مبارك والمعارضة معا
-
مصر الي أين ؟! والي متي ؟
-
حد الردة عند العصابات الاجرامية ، وعند الأديان
-
!لماذا أكتب في الدين ؟
-
لن تطفئوا شمس الحوار المتمدن
-
سوبرماركت القرآن
-
زهور الأمازيغ تتفتح بعد1400خريف
-
عفاريت العلم ! وعفاريت برلمان مصر !
-
اسرائيل بخير !!!
-
عقوبات اسلامية ضد الرحمة والتوبة
-
الي الأثرياء الفلسطينيين بالداخل والخارج
-
نداء لمساندة التدخل في السودان
-
تهافت المفكرين – شاكر النابلسي وجمال البنا
-
هجوم نووي وشيك علي ايران
-
ذكري العبور الكاذب - ابن النكسة -
-
(!!) عن العلاج بالجن وعضو البرلمان المصري
المزيد.....
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|