أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - القصة الكاملة لمقتل الحجاج من أهالي ديالى على يد العصابات الطائفية ومشاركة الجيش العراقي– حسب شهود عيان من أهالي الضحايا.















المزيد.....

القصة الكاملة لمقتل الحجاج من أهالي ديالى على يد العصابات الطائفية ومشاركة الجيش العراقي– حسب شهود عيان من أهالي الضحايا.


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


القصة الكاملة لمقتل الحجاج من أهالي ديالى على يد العصابات الطائفية ومشاركة الجيش العراقي– حسب شهود عيان من أهالي الضحايا.

تقرير- كهلان القيسي

قبل أكثر من ثلاثة أسابيع نشرنا خبر مقتل عدد من الحجاج من أهالي محافظة ديالى على أيدي عصابات طائفية معروفه ومعرف قائدها بالاسم ، تسيطر على الطريق بين بغداد وبعقوبة أثناء عودتهم من بيت الله الحرام، وبعد تقصي الحقائق وصلنا الى شهود العيان، وسنتحفظ على أسماء الشهود خوفا على حياتهم كون شهاداتهم مهمة جدا وتكشف عن تورط الجيش العراقي وتخليه عنهم بعد أن نجوا من الاختطاف أول مرة. حدثت هذه الحادثة في 27-28 أكتوبر 2006 في منطقة الحسينية- محمد السكران- 10 كم شمال بغداد ، مقابل مدينة الراشدية.
((أجمعت عوائل الضحايا ووضعت الأمانة في رقبة كل شباب جلولاء بعدم الانتقام للضحايا نهائيا.... احد الشهود))
الحادثة:27-10-2006
كانت حافلتين مليئة بالحجاج العائدين من حج العمرة الى مكة المكرمة ، ويبدوا ان النحس قد رافق هؤلاء الحجاج منذ أن دخلوا الأراضي العراقية، حيث تم تسليبهم من قبل عصابات غير معروفة في المنطقة الغربية ، لكن لم يؤذوهم. واستمرت الحافلات المنكوبة بالسير عبر بغداد، وبعد تفتيشها من قبل الشرطة المحلية في نقطة تفتيش الشعب، ومعرفة من هم ركابها ووجهتم ، اتجهت الحافلتين باتجاه مدينة بعقوبة، وما كادت الحافلة الأولى التي معظم ركابها من أهالي مدينة جلولاء وعددهم حوالي 35 شخصا ،عبور منطقة الحسينية، حتى أحاطت بها ما يقرب من عشرة سيارات مختلفة الأنواع يستقلها أناس يرتدون الملابس السوداء، وأجبرتها على سلوك طريق فرعي، شبه مبلط، هو طريق محمد السكران( يعتقد انه إمام) ، وهو الطريق الذي يربط بين طريق بغداد- بعقوبة القديم-عبر خان بني سعد، والطريق الرئيسي التي كانت تستقله الحافلة.
وهنا تقول أم ياسر : لقد تم فصل النساء عن الرجال وتفحصوا هوياتهم وعرفوا من هم ومن أية طائفة، وهنا شاء القدر أن يلاحظ هؤلاء المجرمين اضوية سيارات نوع همر قادمة باتجاههم، كون السيارات همر لم يعرفوا إن كانت عراقية أم أمريكية،( بعض وحدات الجيش العراقي تمتلك هذه السيارات) هنا رمى هؤلاء المجرمون هويات الضحايا وهربوا، وبعد تقرب العجلات تبين إنهم من الجيش العراقي، وقص الحجاج حكايتهم على أفراد الجيش ونصحوهم بالرجوع وسلك الطريق الرئيسي، ووعدوهم بمرافقتهم من اجل سلامتهم، لكن وما أن ساروا عدة كيلومترات حتى لحقت بهم الحافلة الأخرى التي كان معظم مستقليها من الحجاج من أهالي بعقوبة وهبب ومن بينهم الشيخ غازي الدليمي إمام مسجد في بعقوبة وعضو في هيئة علماء المسلمين، وهنا انزل المجرمين عدد من مستقلي الحافلة وقتلوا قسم منهم ومنهم الشيخ المذكور وهرب القسم الأخر، لكن حافلة أهالي جلولاء لم ينزل منها احد. وعاد المجرمون مرة ثانية واختطفوا الحافلة بكل ركابها,وتقول ام ياسر مررنا بسيطرة مشتركة للجيش والشرطة وبرفقتنا هؤلاء لم يسألهم احد ولم يتعرضوا لهم. وأرجعوهم الى نفس الطريق الترابي الذي سلكوه في المرة الأولى وهو طريق محمد السكران، وهنا انزلوا عشرة رجال من الحافلة حيث كان معهم العديد من النساء، وبدأت النساء بالتوسل بالخاطفين وبالقول لهم نحن إخوة في الدين ونحن راجعون من مكة المكرمة نرجوكم أن لا تقتلونا، لكن توسلات النساء لم تجدي نفعا، ويقول احد الناجين (م) لقد تخفيت تحت الأغراض والمتاع في مؤخرة الحافلة ولم يلحظ الخاطفون مكان تواجدي وكنت أراقب ما يجري.
كان عدد المسلحين بحدود 40 شخصا ويستقلون سيارات مختلفة الأنواع، وصفوا عشرة رجال صفا واحدا من اجل إعدامهم. لكن لا اعرف ما هو السر الذي حدا بهم بفصل 4 من الرجال جانبا، ومنهم الشيخ علي، وهو رجل طاعن في السن من أهالي جلولاء، يقول الشيخ علي، عندما صفون صفا واحد شعرت بأنني قد فارقت الحياة واقفا على قدمي، فقد أصبت برعشة من البرد وأحسست إن جسمي قد أصبح قطعة من الثلج، لكن إرادة الله هي التي حمتني ولم يعدمونني. لكني شاهدت بأم عيني ما الذي حصل للباقين ومنهم المغرور- عدنان هادي ، الذي أصابه المجرمون بطلقة في الرأس لكنه نهض وأصابوه مرة ثانية وتلقى بحدود 30 طلقة في جسمه، أما الباقين فشاهدتهم ورغم بشاعة الموقف يحتضنون بعضهم البعض ويرددون شهادة لا الله إلا الله.
وقد اختلط دم هؤلاء الحجاج ببعضه ولطخت ملابسهم التي كانوا( دشداشة) مازالوا يرتدونها في الحرم المكي، ومن ثم قاموا بقطع اليد اليمنى للمرحوم سعد زيد صالح الخلف الجاسم وهو ابن شقيق شيخ عشيرة الكرورية – القيسية في محافظة ديالى, كما شاهدت المرحوم حميد وهو مقدم في الجيش العراقي السابق وهو يحتضن المرحوم سعد المغدور. وتقول أم ياسر ثم أمروا بقيتنا بالصعود الى الحافلة، وعدم اخذ جثث المغدورين معنا وتوسلنا إليهم وهددونا إن لم نرحل فسنلحق بهم!! وتوسلنا بالسائق إيصالنا الى أطراف مدينة بعقوبة، وفعلا وصل باقي الحجاج الى أطراف المدينة وتركوا كل متعاهم من اجل النجاة بأرواحهم, وقاموا بابلاغ أهالي الضحايا بالقصة المؤلمة.
مشرحة بغداد المرعبة
بعد فاجعة أهالي الضحايا بذويهم ، هنا بدأت مأساة أخرى لا يعملها إلا العراقيون أنفسهم، وهي مأساة لم تحصل قط في التاريخ القديم والمعاصر، وهي الوصول الى مشرحة بغداد التي تسيطر عليها عصابات طائفية تقتص من كل شخص يحاول تسلم جثة لمغدور. لا نعلم كيف وصل الإجرام الى هذا الحد بهؤلاء، فلم يسجل التاريخ ولو حداثة واحدة لما تقوم به العصابات الطائفية في مشرحة بغداد.
كيف يصل هؤلاء الى المشرحة وهم من السنة العرب، والمجرمين القتله هم من يحرس المشرحة، وهنا بدأت الاستعانة بضابط في الجيش العراقي الجديد من أهل السنة يرافق سرية معظم منتسبيها من الأكراد، وهو على علاقة جيدة بهم، وقام هذا الضابط برفقة السرية باصطحاب أهالي الضحايا الى مشرحة بغداد وساعدهم على إخراج الجثث المغدورين الستة من أهالي جلولاء ومرافقتهم حتى خرجوا من جحيم بغداد.
وهنا يقص علينا ( احمد القيسي) وهو احد الأشخاص الذين دخلوا المشرحة ، قصة مرعبة لا يمكن تخيلها ، قال: حين دخلنا المشرحة كان هناك نوعين من الجثث القديمة التي مر على أصحابها أكثر من اسبوع والجدية التي لم يمر عليها إلا يومين، لقد شاهدت الجثث القديمة وقد التصقت ببعضها البعض نتيجة تعفنها، وهنا جاءني موظف بلباس ابيض وقال لي احذر ان تدخل بعض الثلاجات لوحدك، وهنا استغربت وقلت له لماذا، قال نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وظلمة المكان، فان المجرمين في هذه المشرحة يذبحون الشخص الذي يبحث لوحده ذبحا بشفرة حادة بحيث ينزف ويسقط بين الجثث، لحصن الحظ وجدنا ضالتنا بين الجثث الحديثة ونقلناهم الى مدينة جلولاء في يوم هز المدينة وأهلها، وهم خليط من عرب وكرد وتركمان سنة وشيعة. لقد صدمت المدينة بكاملها لهذا لمصاب الجلل.
يقول احمد: رغم المصاب العظيم الذي أصاب المدينة وأهلها المتحابين على مختلف طوائفهم وأعراقهم، لكن الذي استوقفني شيء لا أنساه أبدا. بعد أن جمعت الجثث في مقبرة المدينة من اجل دفنها، ناشد أهالي الضحايا جميعا وقالوا بالحرف الواحد قبل أن يدفنوهم: نناشد الجميع ونشهد الله عليهم ونضع أمانة الله ورسوله في رقاب شباب المدينة بعدم الانتقام وعدم إطلاق أية رصاصة على أي بيت شيعي، فهؤلاء إخواننا وعشنا معهم في السراء والضراء، ولن نقبل بالانتقام، لا الذين فعلوا هذه الفعلة الشنيعة لا يمتون الى هذه الطائفة بصلة وهم ليسوا مسلمين فالمسلم لا يذبح أخاه المسلم كونه مسلما.
انتهت هذه الشهادة الحقيقة من شهود العيان وتتحفظ وكالتنا على جميع أسماء الشهود، ولكن إذا ما طلبت بصيغة رسمية من اجل ادنة الفاعلين فنحن مستعدون لتقديم الأسماء والعناوين وأرقام الهواتف، من اجل إيضاح الحقيقة وتقديم المجرمين للعدالة.
كما نوجه نص هذا التقرير الى محكمة بروكسل ضد جرائم الحرب في العراق من اجل اعتباره نصا يدين الجناة ويدين تورط الجيش والشرطة العراقية لعدم تقديمهم العون وحماية الضحايا.



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جندية أمريكية خدمت في معسكر بوكا و نجت من جحيم العراق - ثمّ ...
- برنامج فكاهي في تلفزيون الشرقية يتحول الى حقيقة - لاجئ عراقي ...
- الواشنطن بوست: ما هي خيارات العراق بعد فشل انقلاب بغداد – أس ...
- الضحايا المخفيين للنزاع الوحشي: نساء العراق- تحقيق لمدّة شهر ...
- الحذر من تقرير لجنة بيكر: الفشل الأمريكي يقر بتقسيم العراق
- صحيفة التايمز ترافق دورية لجيش المهدي في بغداد: عمليات قتل و ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي: مجموعتان من الميلشيات قتلتا الآلاف ...
- مخاوف على الكنوز العراقية القديمة مع وجود الراديكاليين الشيع ...
- في هذه الأثناء في بغداد. . الوضع المريع لأطباء العراق –ج2
- في هذه الأثناء في بغداد. . الوضع المريع لأطباء العراق –ج1
- تقرير: لا يمكنك القبض عليَّ حيا أو ميتاً في العراق- قصة الهر ...
- من يسرق الآثار العراقية ألان ومن يهجر علمائها.؟؟ - تطهير أقد ...
- صمت السيستاني : هل إن صوت البلاد الأكثر فعالية يفقد تأثيره؟ ...
- من لم يهرب من العراق هم أفراد المليشيات وطاقم المنطقة الخضرا ...
- آلاف الأساتذة المهدّدون في الجامعات العراقية يهربون من العرا ...
- بغداد تسجن أهلها، ورحلة مجانية إلى مشرحة بغداد
- أنا كنت مروج الدعاية المقيم في العراق
- رجل دين شيعي آخر يتمرد على إيران ويكسب نفوذا في العراق كان ث ...
- انتقال النزاع من بغداد إلى القرى، تنافس للسيطرة على محافظة د ...
- محامون عراقيون قتلوا لترافعهم عن قضايا يتهمون بأنها -ضدّ الإ ...


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - القصة الكاملة لمقتل الحجاج من أهالي ديالى على يد العصابات الطائفية ومشاركة الجيش العراقي– حسب شهود عيان من أهالي الضحايا.