احمد العلوجي
الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 15:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للتأريخ ،، هذا ما حدث معي
قبل عام تقريباً ،، اتصل بي احدهم قائلاً انا فلان الفلاني ، سكرتير الوزير الفلاني ، سمعت بشجاعتك و انك لا تأخذك بالحق لومة لائم ، و نحتاج دعمكم و مساندتكم في اجراء عملية اصلاحية كبيرة في مفاصل الوزارة و تزويدنا بكل ما لديكم من ملفات و ادلة تدين الفاسدين في الوزارة
قلت في قرارة نفسي ، يا الله جاء الفرج و سيتحرك الماء الراكد ، و تتجدد الدماء و يرفع الغطاء عن جيف الفاسدين من مديرين عامين و غيرهم .
في اليوم التالي ليلاً التقيت بالسكرتير الفلاني في مكان عام حدده هو ، و عرفت بعدها ان هذا المكان تابع لحزب الوزير الفلاني ،، زودته بكل ما لدي من ملفات و قرائن و قضايا مهمة جداً ، وعدني خيراً في اتخاذ اجراءات كبيرة ، لكون ما اوصلته له لا يقبل التأجيل والتأويل و التسويف .
صبرت اشهر قليلة لأرى ما سيحدث و هل فعلاً ان السكرتير و وزيره يمتلكان من الشجاعة ما يجعلهما يحدثان التغيير المنشود ، لكن كانت الصدمة التي لم استوعبها ، المديرون الفاسدون هم الاقرب للسكرتير و الوزير الفلاني يتحكمون بمقاليد الوزارة و ينهبون بالمال العام ، و من عليهم ملفات فساد و رشاوى تسنموا المناصب فيها ، كل ما حلمت به كان احلام يقظة لا اكثر ، تيقنت من ذلك حين رأيت السكرتير الفلاني قد نزع قميصه الصيني و ارتدى بدلة ايطالية فاخرة !!! ، فالاصلاح مجرد عناوين و شعارات خاوية لمسؤول فارغ و حاشية فاسدة و مستفيدة ، لجان اقتصادية حزبية تتعاون مع الشيطان لاجل مصالحها و استخدام ابشع الاساليب لحلب الوزارة من الباب الى المحراب ، تتفنن في تعظيم موارد الحزب و تتحكم بمقاليد الوزارة و مصائر الموظفين و حقوقهم الوظيفية ، و يبدو ان هذا الانفلات الحزبي، لا يقتصر على من تعاملت معهم ، بل موجود في اغلب الوزارات ، و لها جذور عميقة من الصعب قلعها ، و للتأريخ هذا ما حدث معي .
#احمد_العلوجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟