أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - أكتوبر ونيف














المزيد.....

أكتوبر ونيف


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 12:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


هدوء يشوبه الحذر، تفوح منه رائحة الموت والدمار الذي تعجز أمامه كل المصطلحات لوصف حجمه الحقيقي، وبل استشعار مدى الحقد الدفين لدى المحتل الذي تعامل مع الحرب بدونكوشيتيه مطلقة محارباً طواحين الهواء، وواضعاً المشافي ودور العبادة والأبراج السكنية على رأس قائمة أهدافه الثمينة، والتي قصفت المرة تلو المرة، مدعياً أنها مراكز قيادة للعمل ضده، ومن ثم ينكر بالأساس أنه الفاعل وكأنما السماء محتلة من مخلوقات فضائية، هي من تمارس الإبادة الجماعية!!، وهذه المرة كانت الجريمة بمباركة ورعاية أممية في عجز واضح لما يسمى "مجلس الأمن"، وفيه تخاذل وتواطؤ وعدم مقدرة على مجابهة الفيتو الأمريكي، وعدم الإنصات لصوت الشعوب الحرة التي خرجت طيلة الفترة السابقة لتدين حكوماتها وسياسيها وصناع القرار فيها، ولم تمنعهم قوانين منع رفع العلم الفلسطيني، ولم ترهبهم مطرقة معاداة السامية، تلك الأكذوبة التي روج لها وأشاع الخوف منها اللوبي الصهيوني، ولكن "أبناء الرب" كما يدعون محللٌ لهم ما هو محرم على باقي الأمم.


أربعة أيام هي ما منحتنا إياها مفاوضات هزيلة، لم يستطع فيها الوسطاء الإيفاء بشرطها الأهم، وقف إطلاق النار، فمارست قوات الاحتلال في ساعاتها الأولى هوايتها المفضلة (قنص الفلسطينيين)، وهم عائدون إلى مناطق سكناهم، ولم يستطع الوسطاء إخراج الأسرى الفلسطينيين في ساعات الصباح الباكر بالتزامن مع إخراج الصهاينة في الأسر، ولم يستطع الوسطاء منع اعتقال وإصابة واحد وثلاثين فلسطينياً تواجدوا أمام سجن عوفر بالأمس، وبل لم يكلف الوسطاء أنفسهم بالتدقيق في تاريخ اعتقال الأسرى، فأحد الأشبال المحررين تم اعتقاله بتاريخ ٣٠ أكتوبر هذا العام، أي أن الاحتلال يقدم أسرى تم اعتقالهم في الفترة السابقة وليس من الأسرى الذي يعانون بشكل مرير وقاهر داخل المعتقل، كان يتوجب أن يكون على رأس القائمة أسرى مهم إخراجهم قبل أن نفقدهم بلا عودة، مثل الأسير ناهض الأقرع والأسير أحمد مناصرة والأسيرة إسراء جعابيص، والعديد من أبطالنا الأسرى الذين يعانون من امراض مزمنة وعجز عن الحركة والأهم التركيز على الاسرى الذي اوصلهم الاحتلال الى المعاناة من ارهاق نفسي لإيصاله الى مريض نفسي، مثل الاسير المحرر باسل عيايدة والاسير المحرر منصور الشحاتيت، الذي أمضى ثلاثة عشر عاما من أصل سبعة عشر عاما في السجن الانفرادي، والاسير الشبل أحمد مناصرة الذي ما زال يقبع في السجن الانفرادي منذ اعتقاله ليشخص أخيراً بالفصام والاكتئاب الحاد، يضاف اليهم خمسة وثلاثون أسيرا في السجن الانفرادي، ومهددين بالوصول الى نفس الامر، مُطالبين وبشدة التعلم من دروس سابقة، مطالبين بالتوقف أم أدق التفاصيل لسد الثغرات، وما أصعبها أن لا يعي من يدير ملف التفاوض أن اطلاق الدفعة الأولى من المحررين صادف أكبر عملية تبادل في تاريخ الثورة الفلسطينية، ستة جنود صهاينة مقابل أربعة آلاف وسبعمائة أسير في معتقل انصار السيء، لم يذعن خلالها المفاوض الفلسطيني للاحتلال ولم يسمح للوسطاء بإلقاء الفتات له بل أصر على تبييض سجن أنصار بالكامل، بلا عودة واعادة اعتقال كما حدث في الآونة الأخيرة.


الكرامة والنصر صباح اليوم بطعم الموت، والموت في حالتنا الذي سيواري الثرى تحت اسم (مجهول)، لن نستطيع أن نحسن غسله ولا دفنه أو نكرمه بشاهد قبر، في قبور جماعية منها المعلوم ومنها المجهول، حظي منهم بصلاة جنازة على عجل والطيران ينتهز فرصة لقتل الإمام والمأموم وإعادة قتل الشهيد مرة أخرى، وما زالت عنتريات البعض تتشدق بنصر طواحين الهواء، وكأنما هو نصر بجلاء الاحتلال وأول سجدة في الأقصى، لعل تعريف النصر منقوص في حالتنا، فالأسرى في الوضع الطبيعي يجب أن يحررهم القانون الدولي بموجب اتفاقية جنيف التي نظمت ما يحدث على الأرض في حالة الحروب، ولا بد بدءا من الآن أن نتقدم كفلسطينيين بالمضي سعياً بشكل قوي بوضع فلسطين تحت الفصل السابع وتنفيذ المادتين ٤٣ و ٥١، على وجه الخصوص، للجم قوات الاحتلال ووقف اعتداءات قطعان المستوطنين التي تعتدي على الفلسطينيين في كل مكان.


رحم الله الشهداء، وشفى الجرحى، ووهبنا فرحة تبييض السجون بالكامل.



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريكس BRICS
- ثلاثة مسامير في نعش الكيان
- جيوبوليتيك الدولة الفلسطينية
- النكبة .. جريمة مستمرة
- النكبة.. جريمة مستمرة
- الميليشيات الصهيونية، وجه الافعى الأخر
- أزمة كيان الاحتلال مع التعديلات القضائية
- الأوروبيون الجدد
- فلسطين .. أم البدايات
- الحرية والأفاعي
- مخرجات قمة الاتحاد الافريقي 36 ودولة الاحتلال
- فصل جديد في الأبرتهايد  الصهيوني 
- الانتظار
- قراءة في استطلاع ADL، أشكال معاداة السامية
- الاعتقال الإداري التعسفي والقانون الدولي
- القبلة الكنعانية
- الحمى
- كريم يونس
- ارهابي برتبة وزير
- تلاميذ بن عسقلة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - أكتوبر ونيف