أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نصر اليوسف - الحرية والكرامة والأرض الموعودة














المزيد.....


الحرية والكرامة والأرض الموعودة


نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 04:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جاء في قصص الأنباء أن قحطاً حلّ في ما يعرف حالياً بـ"الشرق الأوسط"، قبل حوالي 3500 سنة، وأن الفراعنة احتاطوا لذلك بتخزين كميات وفيرة من القمح بناء على نصيحة نبي الله – يوسف. وعندما ذهب أبناء "إسرائيل" (نبي الله – يعقوب) إلى مصر لشراء القمح، بقوا هناك.
تخبرنا القصص بأن آل فرعون كانوا يسومون بني إسرائيل سوء العذاب ويذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم. وكان بنو إسرائيل راضين بالذل والهوان، مقابل الحصول على مستلزمات الحياة البهيمية؛ من أكل وشراب وتكاثر.
ولدت أجيال من بني إسرائيل وترعرت في ظروف العبودية، وما تقتضيه من تملّق وتذلّل وخُبث وتزلّف، ولهذا فقدت غالبيتُهم عزةَ النفس والصدق والرحمة، وما إلى ذلك من مقومات الحياة الإنسانية الكريمة.
ثم جاء موسى (عليه السلام) ليخرجهم مما هم فيه، ممنّياً إياهم بالحرية والكرامة، وبأرض تذخر بخيرات وفيرة،،،
فوافقوا...
كان عليهم أن يتحملوا مشقة عبور صحراء سيناء لكي يصلوا إلى الأرض الموعودة. لكنهم،،، ما إن شعروا أنّ سياط فرعون لن تطالهم، حتى بدأوا يتطاولون على محررهم، ويشترطون عليه شروطا تعجيزية.
وجد الربّ أن كل البالغين من بني إسرائيل، لم يكونوا أهلا لتلك المكرمة، فقرر حرمانهم من الاستمتاع بالحرية والكرامة. فجعلهم يتيهون في صحراء سيناء طيلة أربعين عاماً، قضى خلالها كل من كان ذا كلمة مسموعة في أوساط تلك القبيلة. وبعد ذلك ـ فقط ـ هدى الأجيال الجديدة، ومن تحرر كلياً من لوثات العبودية، هداهم إلى "أرض الميعاد"...
هذه القصة تنطبق تماما على واقع السوريين. فقد عاشت أجيالٌ وأجيال من السوريين في ظروف القمع والإذلال والاستغلال. وفي مثل هذه الظروف ترى الناس يتسابقون على استرضاء مالكيهم أو رؤسائهم بأي ثمن، فيفقدون العزة والكرامة والشرف أيضاً.
مثّلت الثورة العظيمة فرصة نادرة لتخليص المستعبَدين من عبوديتهم، وللارتقاء بهم إلى مصاف الإنسانية. ولقد نجحت ـ في البداية ـ فعلاً في تحرير الكثيرين من الخوف من مستعبِديهم. لكن هذا الانعتاق مثّل ـ بالنسبة للوصوليين المتسلقين ـ فرصة ذهبية لإشباع الغرائز. ومثّل بالنسبة للكثيرن حالة من الضياع، فسارعوا يبحثون عن مستعبِدين جدد. وهذا ما يفسر ظهور مئات الفصائل المسلحة ومئات التيارات والأحزاب والتنظيمات.
إن إسقاط مدلولات الحكمة التوراتية هذه على واقعنا، يعني أن الحرية سوف تظل بعيدة المنال، مادامت العبودية متجذرة في نفوس الغالبية.
لكن اختلاف الظروف الموضوعية بين الحالتين، يجعل الأمل كبيراً في سرعة تحرير أنفسنا من مخلفات عقود الاستعباد، وبالتالي؛ في بلوغ الحرية والكرامة والديموقراطية، التي طالما حلمنا بها، في وقت قياسي.



#نصر_اليوسف (هاشتاغ)       Nasr_Al-yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاوية بن أبي سفيان – التاريخ يكتبه المنتصرون
- الحزم أم الحذر؟
- العلمانية بنسختها العربية
- الكورد وتجارب سذاجة الشعوب
- داعش والتحالف الطائفي الصفوي عناق خانق
- الفدرلة في غير أوانها
- سورية تسخين استباقاً للتبريد
- الولايات المتحدة والمأساة السورية قراءة أو تنجيم
- تيار -غد سورية- في الشفافية والصراحة خلاص الجميع
- رأي في الموقف الروسي من المأساة السورية
- من هي أم الولد الحقيقية؟
- في ذكرى النكسة
- ولِيَ رأسُ اللبوة!
- مانديلات سوريون
- تخدير الذات بالتهريج
- انطلاق العد التنازلي
- ضع نفسك مكانهم ثم احْكُمْ!!!
- حصاد السنوات العجاف
- خير البِّر عاجلة
- النووي الإيراني ومعاهدات -ستارت-


المزيد.....




- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نصر اليوسف - الحرية والكرامة والأرض الموعودة