أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مريم الحسن - معضلة السعادة














المزيد.....


معضلة السعادة


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 20:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما هي السعادة؟
وهل هي موجودة في عالمنا أم غير موجودة؟
وإن وجدت فعلاً .. فهل هي حقيقة أم وهم؟
وإن كانت حقيقة وليست وهم..فهل هي دائمة؟ أم أنها لحظية .. محدودة ومؤقتة؟
و إذا كانت لحظية و محدودة.. فهل تستحق حينها اسمها؟

يسأل اللاهوتي الدنماركي و الفيلسوف الوجودي سورين كيركغارد :
" استمع إلى صراخ الأم وهى تضع وليدها
انظر إلى صراع الرجل مع الموت وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
ثم أخبرني.. 
هل من يبدأ هكذا وينتهى كذلك يكون قد خُلق للسعادة ؟ "

وجهة نظر تُحترم وتدعو للتفكر.. 

لكن كيركيعارد تجاهل سعادة الأم بعد وضعها لمولودها و مشاهدتها له لأول مرة .. و تجاهل سعادة المؤمن بالحياة بعد الموت ولقاء ما يؤمن به.

لكن.. 
هل سعادة الأم برؤية وليدها بعد الوضع هي سعادة دائمة و مستمرة ؟ و من يضمن لها أن هذا المولود لن يكون في المستقبل سبباً لتعاستها؟
و هل سعادة المؤمن بالحياة بعد الموت هي سعادة مضمونة و موجودة كما يعتقد ؟ أم أنها أُمنية فقط ؟ وأمل منه بتحقق فكرة إيمانية تربى عليها و كفى.. و هو و حظه بعدها؟

مشكلة..

غير أن الأديب اللبناني و الفيلسوف الروحاني جبران خليل جبران قد وجد الحل على ما يبدو حين قال : " السعادة تبتدئ من قدس أقداس النفس و لا تأتي من الخارج "

وجهة نظر أيضاً تُحترم وتدعو إلى إعادة التفكر..

هل يعني هذا القول بأن سعادة الأم حين رؤية وليدها لا علاقة لها بالوليد نفسه الذي انتظرته وأسعدها بحضوره إلى العالم و بخروجه منها, وأفرحتها رؤيته لأول مرة؟
و ماذا لو وُلد هذا المولود بعيب خلقي غير قابل للشفاء أو لو لم تُكتب له النجاة؟ 
هل ستظل الأم سعيدة؟ و مصدر سعادتها أو تعاستها, لحظتها, ليس خارجياً؟
و هل سعادة المؤمن بالحياة بعد الموت لا علاقة لها بالحياة التي يعتقد أنه ذاهب إليها بعد موته؟ و لا علاقة لها بلقاء ما يؤمن به؟ و ماذا لو لم يلاقِ و يجد ما كان قد تمنى في حياته؟

تناقض..

هناك من يقول أن السعادة تكمن بالقناعة و الرضا و بقبول المرء لما هو عليه, من دون أي تذمر أو اعتراض على حكمة تقدير الأقدار.

حسناً .. كلام جميل لكنه ما زال يستفز السؤال..

فلو تقبلت الأم مثلاً فقد وليدها, بإيمان و رضا بالقضاء و القدر ( إن ولد ميتاً).. هل سيكون هذا القبول لفقد وليدها سعادة لها؟
أو لو اقتنعت الأم مثلاً بمرض وليدها العضال و تقبلته ( إن ولد بعيب خلقي) .. هل سيكون في قبولها لذلك سعادة؟
أم أن الأمرفقط صبرو حكمة منها مقرونان بــ " لو" أنه وُلد طبيعياً كباقي المواليد لكنت سعيدة؟

احترنا..
ما هي السعادة؟ و هل هي حقاً موجودة؟
هل هي حقيقة أم وهم؟
هل مصدرها خارجي أم داخلي؟
و من قارب الصواب أكثر.. كيركغارد أم جبران؟
معضلة..
لكن قبل الختام .. لا تنسَ أن تسأل نفسك هل أنت سعيد أم لا؟
إذا كان جوابك لا فاسأل نفسك لماذا؟
و أذا كان جوابك نعم فلا تنسَ أن تذكّر نفسك بأسباب سعادتك .. و حافظ عليها ما استطعت.



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مش خايف .. عن حلم أطفال فلسطين
- المتصوف الذي ألزم العبارة حدودها وسما في رحاب بلاغة الإشارة
- طوبى للغرباء
- هل الوجود و العدم ضدان ؟
- لا طعم لا نكهة ولا لون
- ترميم الروح
- الجوع
- قالت شهرزاد (2)
- قالت شهرزاد ...
- الأمير المتأمل في روحه لناصر خمير: فيلمٌ إيماني صوفي ناطقٌ ب ...
- عن ثقافة الإنترنت و علاقتها بالإحتجاجات و الثورات: الربيع ال ...
- عن الاستشراق و إدوارد سعيد و خطاب النقد التقويضي
- سؤال الزمان
- الشاهد اللغوي الحيّ على جمال كلام العرب - الجزء الثالث
- الشاهد اللغوي الحيّ على جمال كلام العرب - الجزء الثاني
- الشاهد اللغوي الحيّ على جمال كلام العرب - الجزء الأول
- الأنظمة التعليمية و تأخر النهوض في البلدان العربية: متى عُرف ...
- وباء
- أحاديث على جدار الوقت
- فيروس ناراياما


المزيد.....




- صور بعض قتلى فاجعة اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية في واش ...
- شاهد كيف ردّ ترامب على سؤال صحفي بشأن رفض مصر والأردن اسقبال ...
- سموتريتش: إذا تضمنت المرحلة الثانية من الصفقة إنهاء الحرب دو ...
- من هو محمد الضيف الذي أعلنت حركة حماس مقتله؟
- تحليل: عندما توجه الجزائر بوصلتها نحو أمريكا كيف يستجيب ترام ...
- الكشف عن 3 حوادث تقارب جوي سبقت كارثة اصطدام الطائرتين في وا ...
- إنقاذ 60 شخصا في حريق شمال غربي موسكو (فيديو)
- للمرة الخامسة على التوالي.. موسكو تسجل رقما قياسيا لدرجة الح ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد قوات -الشرق- في دونباس (فيديو)
- مصر.. حريق ضخم يلتهم السفن في السويس


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مريم الحسن - معضلة السعادة