أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميخال فريدمان - الولايات المتحدة - ثقافة عنيفة














المزيد.....

الولايات المتحدة - ثقافة عنيفة


ميخال فريدمان

الحوار المتمدن-العدد: 517 - 2003 / 6 / 13 - 07:00
المحور: الادب والفن
    


فيلم "باولينج في كولومباين" لمايكل مور
الولايات المتحدة - ثقافة عنيفة

فيلم مايكل مور "باولينج في كولومباين" هو الفليم الاهم الذي عرض هذا العام، رغم انه حظي باعتراف المؤسسة الثقافية الامريكية، وحاز على اكبر عدد من الجوائز والمشاهدين، ليحطم كل الارقام القياسية التي حققتها افلام وثائقية اخرى في كل الازمنة.
يعالج الفيلم قضية العنف في الولايات المتحدة، وينطلق من الحادثة التي وقعت في 12 نيسان (ابريل) 1999 حين قام طالبان ثانويان في مدرسة كولومباين الثانوية في مدينة ليتل تاون بولاية كولورادو، باطلاق النار على زملائهم في الصف، ثم اقدما على الانتحار. في الحادث قتل 12 طالبا ومعلمة واحدة.
حظي الفيلم بجائزة الاوسكار عن افضل فيلم وثائقي، كما انه كان الفيلم الوثائقي الاول الذي شارك وحظي بجائزة في المسابقة الرسمية في مهرجان كان. ولكن تحت غطاء الجوائز والخفة والروح الكوميدية التي تجعل الفيلم ملائما لاوساط مختلفة من الجمهور، الا ان هناك نقدا لاذعا ودقيقا جدا للواقع الامريكي العنيف وللهيمنة الامريكية على العالم.
الفيلم يبدو كنبوءة، فقد تم صنعه وعرضه قبل اندلاع الحرب على العراق، الا ان رائحة الحرب تشتم منه من اوله لآخره، هذا رغم انه لا يتطرق للعراق بشكل مباشر. ليس صدفة ان جزءا كبيرا من الموقع في الانترنت المخصص للفيلم (www.bowlingforcolumbine.com/)، مكرس لمعارضة الحرب، ويحتوي على معلومات واسعة حول خطوات ونوايا ادارة بوش.
 
بحثا عن جذور العنف
يعتاد مور ان يبدأ افلامه من المنطلق الشخصي، ولكن الشخصي هو مجرد انطلاقة لمعالجة قضايا سياسية اوسع بكثير. يبدأ الفيلم بمشهد يقوم فيه مور نفسه باستخدام بطاقة عضويته في منظمة السلاح الامريكية (NRA) لشراء السلاح متفاجئا هو نفسه من سهولة تملك السلاح.  ثم تبدأ الخيوط تترابط، بين عنف الطلاب القتلة وبين العنف الذي رافق تكوين الولايات المتحدة والعنف الذي تمارسه في مختلف انحاء العالم لمواصلة الحفاظ على تفوقها.
يرسم مور صورة مروّعة للمجتمع الامريكي المتفكك، ويسأل كيف يمكن ان تكون نسبة حوادث القتل باسلحة خاصة 11 الف حادث في السنة الواحدة في الولايات المتحدة، وهي النسبة الاعلى في العالم، في حين لا تتعدى في بلدان اخرى، مثل كندا حيث يتواجد عدد مماثل للاسلحة الخاصة، ال165 حادث قتل سنويا؟
حسب مور، الثقافة الامريكية هي ثقافة مريضة، تعيش على القمع في الداخل والخارج وتتغذى منه. يعود مور لتاريخ الولايات المتحدة ويظهِر بمساعدة فيلم كرتوني ان الاحساس بالتفوق والقمع والعنصرية اصله في جذور الحضارة الامريكية. في مشهد آخر من الفيلم يُحصي الدول التي تدخلت فيها امريكا في العقود الاخيرة لتقلب الانظمة التي اعترضت طريقها، ويذكر عدد الضحايا في كل بلد وبلد الذين وقعوا نتيجة هذه الانقلابات. آثار الدماء تظهر جلية في صفحات التاريخ الامريكي، وهي الاساس الذي بُنيت عليه الامبراطورية العنيفة الماثلة امامنا اليوم.
 
اكثر من مجرد صدفة
مصنع "لوكهيد مارتين" للاسلحة موجود "بالصدفة" في بلدة ليتل تاون بكولورادو، ويعمل به 5000 من اهل المدينة. ومعظم ابناء العاملين في المصنع يتعلمون في ثانوية كولومباين حيث، بالصدفة، وقع حادث القتل. بالصدفة ايضا، يكرس المصنع مليون دولار سنويا لتمويل برنامج تعليمي حول سبل السيطرة على الغضب كيلا يلجأ الشباب للعنف والقتل. احد مدراء لوكهيد مارتين يقول في الفيلم: "الصواريخ التي نبينها تعدّ للدفاع عنا مما تنوي شعوب اخرى ان تفعله ضدنا".
بالصدفة، وقع حادث القتل في المدرسة في نفس اليوم الذي شهدت فيه بلغراد العاصمة اليوغوسلافية اعنف قصف امريكي في الحرب التي وقعت عام 1999. الادارة الامريكية تغذي لدى مواطنيها على مدار السنين الخوف من "الآخر". جو الخوف ازداد بشكل جنوني بعد احداث 11 ايلول، مما يمكّن الادارة من خلق البنية التحتية لنظام ينتهك بشكل منهجي حقوق الانسان داخل الولايات المتحدة وفي العالم.
هذه الصدفة، يقول مور، ليست صدفة اطلاقا. من يؤسس نظامه على العنف، عليه الا يستغرب ان ينفجر هذا العنف بكل قوة داخل بيته. ولكن هذا العنف له انعكاساته على كل مواطني العالم ايضا، وحتى اكثر من الامريكان انفسهم.
مواطنو الولايات المتحدة يتمتعون بامتيازات العالم الحر الذي يعيشون. وبهدف الحفاظ على مكانتهم يضمن لهم الدستور حق حيازة اسلحة للدفاع عن النفس. في رئاسة منظمة الاسلحة NRA يقف الممثل تشارلتون هاستون، ودوره تسويق استخدام السلاح في طول البلاد وعرضها. السلاح، يلمح هاستون، هو وسيلة له ولاعضاء المنظمة، الامريكان المعتزين بمواطنتهم، للدفاع عن انفسهم حتى الموت. ويقوم مور بملاحقة هاستون من مؤتمر لمؤتمر حيث يظهر هذا الاخير في كولورادو وميشيغين بعد ايام معدودة من حوادث قتل وقعت في المكان، لمواصلة تشجيع الناس على امتلاك الاسلحة، غير عابئ بالمأساة التي افجعت تلك البلدان.
الاسئلة الصعبة التي يثيرها الفيلم تشغل اليوم كل القلقين على مصير العالم والساعين لتغييره. المرحلة الاولى في المعركة من اجل التغيير هي تعريف العدو الذي نحن ماثلون امامه، ومحاولة فهم دوافعه والقوى التي تحركه. الفيلم الامريكي "باولينج في كولومباين" الذي يعرض سينما سياسية جادة، يحدد ان العدو الرئيسي للانسانية هو الادارة الامريكية.
الصبار



#ميخال_فريدمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم -جنين جنين- وثيقة الالم الفلسطيني والهمجية الاسرائيلي ...


المزيد.....




- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميخال فريدمان - الولايات المتحدة - ثقافة عنيفة